لجريدة عمان:
2025-07-04@20:45:39 GMT

من ذاكرة الانتفاضة الثانية

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

من ذاكرة الانتفاضة الثانية

- صديق العصافير المُبتسم.

الشهيد الطفل محمد نبيل داود حامد

استشهد بتاريخ 1-10-2000 في مدينة البيرة، وكان يبلغ من العمر 15 عاما

............

(كان يحبّ مساعدة الآخرين) تتكرّر هذه الجملة في وصف أخلاق الشهداء بعد رحيلهم، ما الذي في داخل روح الشهيد يدفعه إلى الإحساس بحاجات وآلام الآخرين؟ يذهب الشهيد إلى أقصى عطائه النبيل وهو التضحية بجسمه وذاكرته وحياته وشبابه، هذا الحوار دار بين معلمَين في المدرسة التي تعلّم فيها الشهيد، كانا يحلّلان سلوكه في المدرسة، ويربطانه مع قرار ذهابه العظيم إلى أقصى الحبّ لبلاده.

قال الأستاذ جمال: كنت مربّي صفِّه، كان محمّد لطيفا ودائم الابتسام، لم أره وحيدا يوما في الساحة، دائما يتحرّك ضمن فريق، وكثيرا ما رأيته يساعد تلميذا من ذوي الاحتياجات الخاصّة يحاول أن يحصل على دور في طابور كافتيريا المدرسة، اعتقدت في البداية أن التلميذ قريبه، وحين سألته عنه، قال: إنه لا يعرف حتى اسمه، فقط يحزن عليه ويحبّ مساعدته.

وقال الأستاذ محمود أستاذ الرياضيات: كنّا في الصف نغرق في الأرقام، كان الشّبّاك مفتوحا، فجأة ارتطم عصفور صغير بالنافذة وهوى خارج الصف، الوحيد الذي تنبّه هو الشهيد، وقف وطلب الإذن في الخروج للاطمئنان على العصفور، انفجر الطلاب بالضحك، حتى أنا ضحكت، الوحيد الذي لم يضحك هو الشهيد، سمحت له بالخروج، انتهت الحصة، ولم يعد الشهيد إلى الصف، فيما بعد عرفت أنه لم يعد حتى إلى المدرسة، أخبرنا زميله محمود أنّ الشهيد حمل العصفور الجريح بين يديه برفق، وغادر المدرسة تاركا حقيبته وأغراضه.

سمّاه أصحابه في المدرسة صديق العصافير، سأله صديقه حسّان مرّة: ألهذه الدرجة تحبّ العصافير؟ ما علاقتك بالعصافير؟

أجاب: أحبّ كلّ كائن يحتاج إلى مساعدة حتى لو كان شجرة.

المظاهرات تندلع يوميا على حاجز البالوع، إنها انتفاضة الأقصى، آلاف الشّبان هناك، يرشقون العتمة بالحجارة، ويغلقون فضاءها بدخان عجلات السيارات، الهتافات تهزّ المكان والجنود: «بالرّوح بالدّم نفديك يا أقصى»، كان الشهيد يسكن قريبا من منطقة المواجهات، لم ينتمِ إلاّ إلى فلسطين، حين اخترقت رصاصة القَتَلة جسده، سقط الشهيد، القريبون منه أقسموا أنّ الابتسامة لم تفارق وجهه، زميله خالد قال: أقسم لكم أنني رأيت عصافير تطير من أصابع يديه، لم يصدّقه الناس، لكنّ شخصا آخر قال: رأيت طيورا صغيرة ترفرف فوق جسده، وفي شهادته على الحدث يقول الصحفي سالم: حين كتبت تقريري عنه، ذكرت تماما ما شاهدته: سرب من العصافير طار من يديه، رئيس التحرير رفض الجزء الخيالي من تقريري موضحا أنّ التقرير ليس قصة أو قصيدة، هو يعتمد على الحقائق، وحين أكّدت له أنّ هذا ليس خيالا، هذه حقيقة، هزّ رأسه قائلا: أُقدّر تعاطفك مع الشهداء. ولكن.

في جيبه عثرت أمّه على ورقة مكتوب فيها نوع معيّن من أجهزة الحاسوب كان الشهيد قد تطوّع للبحث عنه في المحلات لأحد أصدقاء شقيقه.

في عينيه، والشقيق الحزين يفتحهما قبل الدّفن عثر شقيقه على بلاد شاسعة اسمها فلسطين، أسبل الشقيق عيني الشهيد، وتحسّس فلسطين بيديه المُرتعشتين، وقرّب وجهه منها: ديري بالك على أخوي.

هذا نص من كتاب «قصص الشهداء، سنابل الحقل»، الذي سيصدر قريبا عن دار طباق للنشر، وأشرفت على إصداره جمعية إنعاش الأسرة في البيرة بإدارة ريم مسروجي، وبجهود الكاتب وسام رفيدي، منسق الدائرة الثقافية في الجمعية، الكتاب هو قصص حقيقية لشهداء فلسطينيين من الانتفاضة الثانية، عالجها دراميا زياد خداش، وكتب مقدمتها الناقد فيصل دراج.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

أجمل يوم في عمري.. إيناس عز الدين تحتفل بتخرج ابنتها نغم.. صور

احتفلت الفنانة إيناس عز الدين بتخرج ابنتها نغم العيسوي، ابنة الفنان أحمد العيسوي وكيل لجنة العمل بنقابة الموسيقيين، من المدرسة الأمريكية، والتحاقها بجامعة الفيوتشر لدراسة طب الأسنان.

وقالت عز الدين، عن هذه المناسبة إنها أسعد وأجمل يوم في عمرها، وأن هذا الإنجاز لم يكن مجرد محطة تعليمية في حياة نغم، بل كان تتويجًا لمسيرة من الاجتهاد والشغف والطموح الذي رافقها منذ سنوات الدراسة الأولى.

وأوضحت: "منذ أيامها الأولى في المدرسة، لم تكن نغم تركز كثيرًا على اختيار تخصص معين، بل كانت تكتشف اهتماماتها تدريجيًا، ومع مرور الوقت، وتحديدًا في الصفين الأول والثاني الثانوي، بدأت ميولها تتجه بوضوح نحو المجال الطبي، وأثناء دراستها في المدرسة الأمريكية، لاحظت أن شغف نغم بالطب يزداد يومًا بعد يوم، رغم أنها لم تكن قد حسمت قرارها بشأن التخصص الدقيق".

وأضافت: "جاءت اللحظة الفارقة عندما قالت نغم لي "مش هتروحي لدكتور أسنان تاني، أنا اللي هعالجك" في البداية، ظنت والدتها أن الأمر مجرد مزحة، لكنها سرعان ما أدركت أن الفكرة أصبحت حلمًا حقيقيًا في ذهن نغم، وأنها عازمة على تحقيقه، بذلت نغم جهدًا كبيرًا في الفترة الماضية، وواجهت الكثير من التحديات، لكنها لم تتراجع عن هدفها، بل زادها الشغف إصرارًا على النجاح".

وتابعت:" إلى جانب ذلك، تتميز نغم بكاريزما عالية وصفات قيادية واضحة، جعلتها محط إعجاب كل من حولها، وفي حفل التخرج، أبدعت نغم في كلمتها أمام الحضور، حيث أثرت في الجميع وجعلتهم يتفاعلون معها بصدق، حتى أن البعض لم يتمالك دموعه من شدة التأثر. وهو ما جعلها تشعر بفخر كبير وهي ترى ابنتها تتألق أمام الجمهور وتحظى بحب وتقدير الجميع".

واختتمت الفنانة إيناس عز الدين احتفالها بتخرج نغم بالدعاء لها بالتوفيق في المرحلة القادمة، وأن تحقق كل ما تتمنى في حياتها العلمية والعملية. 

إيناس عز الدين وزوجها أحمد العيسوي وابنتهماإيناس عز الدين وزوجها أحمد العيسوي وابنتهماإيناس عز الدين

على صعيد آخر، يُذكر أن الفنانة إيناس عز الدين تعاقدت على المشاركة في مسلسل من إخراج المخرج محمد النقلي، من المقرر البدء في تصويره لعرضه في السيزون القادم، كما تستعد لإحتفالية ضخمة في دولة الإمارات احتفالا بكونها سفيرة إحدى العلامات التجارية الشهيرة في مدينة دبي.

طباعة شارك إيناس عزالدين الفنانة إيناس عزالدين أحمد العيسوي الفنان أحمد العيسوي

مقالات مشابهة

  • دم الشهيد حنتوس لايرثى، بل يبايع
  • أجمل يوم في عمري.. إيناس عز الدين تحتفل بتخرج ابنتها نغم.. صور
  • وزيرة السياحة تشرف على تخرج طلبة المدرسة الوطنية للفندقة والاطعام
  • “فتح الانتفاضة” تشدد على أن تكثيف العدو للمجازر في غزة لن يزيد المقاومين إلا صلابة في الرد
  • دفن جثمان الشهيد عمر محمد أبو زيد ضحية الحفار في مسقط رأسه بالغربية
  • والي جزيرة أبوموسى يكرّم خريجتين بالثانوية
  • تنظيم الدورة السابعة من ملتقى "المبدعين الشباب بسلا
  • تشييع جثمان الشهيد هارون القباطي بمديرية القبيطة
  • فريق أبو عبدل يفوز على التحدي ويتأهل إلى نهائي بطولة الشهيد الكحلاني في حجة
  • أسماء عمليات الاحتلال في قطاع غزة منذ الانتفاضة الثانية.. آخرها الليث المشرئب