«الثانوية».. امتحان الأسرة بأكملها!!
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
تعتبر مرحلة الثانوية العامة محطة فارقة فى حياة الطالب وأسرته، فهى تمثل نقطة التحول التى تحدد مسار المستقبل. تتجاوز هذه المرحلة كونها مجرد امتحانات دراسية، لتتحول إلى تجربة تؤثر على كافة أفراد الأسرة، وتترك بصمات عميقة فى نفوسهم. فمن جانب الطالب، تتراكم عليه الضغوط النفسية والمسؤوليات، ومن جانب الأهل، يزداد القلق والتوتّر، مما يستدعى تكاتف الجهود وتعاون جميع أفراد الأسرة لتجاوز هذه المرحلة بنجاح.
كما تعتبر مرحلة الثانوية العامة من أصعب المراحل الدراسية التى يمر بها الطالب، حيث تتركز عليها آمال وتطلعات الأسرة والمجتمع. وبعد انتهاء هذه المرحلة الصعبة، يأتى دور الأسرة والطالب معًا للتعامل مع الضغوط النفسية التى خلفتها الامتحانات، والاستفادة القصوى من فترة الإجازة للاستعداد لمستقبل واعد، ويمكن للأسرة والطالب أن يتعاونا لتحقيق هذا الهدف.
على الأسرة توفير جو من الهدوء والاسترخاء فى المنزل، وتجنب الضغوط والمشاكل العائلية التى قد تؤثر سلبا على الحالة النفسية للابن.
وكذلك التواصل مع أبنائهم بشكل مفتوح وصريح، والاستماع إلى مخاوفهم وهمومهم، وتقديم الدعم اللازم لهم، وأيضا تشجيع أبنائهم على ممارسة الهوايات والأنشطة التى يحبونها، مثل القراءة، وممارسة الرياضة، والترفيه عن النفس مع الأصدقاء، ومساعدة أبنائهم على التفكير فى المستقبل، وتحديد أهدافهم، ومساعدتهم فى البحث عن الخيارات المتاحة لهم بعد الثانوية العامة، وتجنب مقارنات أبنائهم بغيرهم، والتركيز على نقاط قوتهم، وتشجيعهم على تطوير أنفسهم. يجب على الطلاب أخذ قسط كاف من الراحة والنوم، وممارسة تمارين الاسترخاء للتخلص من التوتر والقلق.
ويمكنهم الاستفادة من الوقت المتبقى لممارسة الهوايات التى يحبونها، مما يساعدهم على الاسترخاء وتجديد نشاطهم، وأيضا قراءة الكتب الورقية أو الإلكترونية مما يثرى ثقافتهم ويساعدهم على تطوير مهاراتهم اللغوية، والبدء فى التخطيط لمستقبلهم، والبحث عن الجامعات والكليات التى يرغبون فى الالتحاق بها، وتحديد التخصصات التى تناسب ميولهم وقدراتهم.
فترة ما بعد الامتحانات هى فرصة ثمينة للطلاب وأولياء الأمور لإعادة بناء علاقاتهم وتقوية أواصر الثقة بينهم. من خلال التعاون المشترك والعمل الجاد، يمكن للجميع تجاوز هذه المرحلة بنجاح والاستعداد لمستقبل مشرق، من خلال تنظيم الوقت بشكل جيد، وتحديد أوقات محددة للدراسة والاسترخاء والترفيه، والتركيز على المواد الأساسية التى يحتاجونها للتنسيق، مثل الرياضيات والفيزياء، كما يجب على الطلاب حل المسائل والتمارين بشكل مستمر، لتثبيت المعلومات فى أذهانهم.
وكذلك الالتحاق بالدورات التدريبية التى تساعدهم على تحسين مستواهم فى المواد الدراسية، والبحث عن المعلومات حول الجامعات والكليات والتخصصات المتاحة، واتخاذ القرار المناسب بشأن مستقبلهم.
وأخيرا فإن امتحانات الثانوية العامة ليست نهاية المطاف، بل هى بداية مرحلة جديدة مليئة بالتحديات والفرص. من خلال التعاون والتكاتف بين أفراد الأسرة، يمكن للطالب تجاوز هذه المرحلة بنجاح وتحقيق أحلامه وطموحاته. يجب على الأهل أن يقدموا الدعم النفسى والمعنوى لأبنائهم، وأن يشجعوهم على بذل أقصى ما لديهم من جهد. أما الطلاب، فعليهم أن يتحملوا المسئولية وأن يعملوا بجد واجتهاد لتحقيق النجاح. فى النهاية، يجب ألا ننسى أن الحياة مليئة بالفرص، وأن النجاح فى الامتحانات هو مجرد خطوة واحدة فى طريق طويل.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تصحيح مسار محمد على محمد مرحلة الثانوية العامة الثانویة العامة هذه المرحلة
إقرأ أيضاً:
في اليوم الأول من الامتحانات.. خبير تربوي يقدم مجموعة من النصائح للأسرة لدعم الطالب نفسيًا
أكد الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، أن اليوم الأول من الامتحانات يُعد فارقًا نفسيًا وسلوكيًا في حياة الطالب، مشددًا على أهمية دور الأسرة في دعمه خلال هذه المرحلة، خاصة فيما يتعلق بطريقة استقباله بعد انتهاء أول يوم امتحاني.
وقال د. حجازي: "طريقة استقبال الأسرة للطالب بعد أول يوم في الامتحانات تؤثر بشكل مباشر على حالته النفسية، وبالتالي على أدائه في باقي المواد. وهناك عدد من الخطوات البسيطة لكنها شديدة الأهمية يجب على الأسرة اتباعها لدعم الطالب نفسيًا".
وأوضح أن أول هذه الخطوات هي عدم المبادرة بالسؤال عن الامتحان أو كيفية إجابته عليه، وإنما الاكتفاء بالاطمئنان عليه والترحيب به وتركه يحصل على قسط من الراحة، مضيفًا: "بعد أن يهدأ الطالب يمكن الحديث عن أدائه في الامتحان، ولكن دون إلحاح، فالمقصود هو إشعاره بأن قيمته لا تتوقف على نتيجة امتحان بل على كونه محل اهتمام الأسرة في كل الأحوال".
وشدد أستاذ علم النفس التربوي على ضرورة تجنب سؤال الطالب عن أداء زملائه في الامتحان، مؤكدًا أن هذا النوع من الأسئلة قد يدفعه إلى الدخول في مقارنات غير مفيدة تؤثر سلبًا على حالته النفسية.
وأضاف: "من المهم أيضًا عدم مراجعة المادة التي انتهى منها الطالب أو مناقشته فيها، بل توجيه تركيزه نحو المادة التالية، إلى جانب المحافظة على الهدوء في المنزل، وطمأنته والثناء على مجهوده مهما كانت النتيجة".
ونبّه د. حجازي إلى ضرورة تجنب توجيه اللوم أو النقد المباشر، مؤكدًا أن التشجيع والتحفيز على تدارك أي تقصير فيما تبقى من أيام الامتحانات هو الأسلوب الأكثر فعالية.
وقال: "إذا شعر الطالب أنه أخفق في بعض الأسئلة، فعلى الأسرة تهدئته، والتأكيد على أهمية تجاوز ذلك والنظر إلى الأمام، مع الاستفادة من الأخطاء السابقة دون الغرق فيها".
واختتم د. عاصم حجازي حديثه بالتأكيد على أن "إشعار الطالب بالحب والاهتمام غير المشروط، وبأنه يمثل أولوية مطلقة للأسرة، هو الركيزة الأساسية التي تمنحه الطمأنينة والثقة طوال فترة الامتحانات".