موقع النيلين:
2025-05-28@13:48:52 GMT

كندا أولاً .. كندا ليست بمفردها ..!

تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT

تتبنى كندا سياسة خارجية تجمع بين الدفاع عن المصالح الوطنية والتعاون الدولي، مع التزام قوي بالديمقراطية وحقوق الإنسان والبيئة. كما تحافظ على علاقات متينة مع الولايات المتحدة وأطراف دولية أخرى.

في كتابهما الصادر حديثاً عن مطبعة جامعة أكسفورد بعنوان “كندا أولاً، كندا ليست بمفردها: تاريخ السياسة الخارجية الكندية”، يستعرض المؤلفان آدم تشابنيك وآسا مكيرشر، الخبيران في مجال السياسة الخارجية الكندية، تطور هذه السياسة من منتصف القرن العشرين حتى الوقت الحاضر.

يوضحان كيف شكل رؤساء وزراء متعاقبون دور كندا على المسرح العالمي تحت شعار “كندا عادت”.

ينقسم الكتاب إلى 11 فصلاً، ويركز كل فصل على رئيس وزراء مختلف وأحداث بارزة في السياسة الخارجية. يبدأ من دبلوماسية ويليام ليون ماكنزي كينج خلال الحرب العالمية، وصولاً إلى تحديات جاستن ترودو الحديثة في سيناريو عالمي معقد بشكل متزايد. يستخدم المؤلفان مجموعة متنوعة من دراسات الحالة لاستكشاف لحظات فارقة مثل أزمة السويس وموقف كندا من تغير المناخ والتجارة الدولية.

يشير الكاتبان إلى أنه بينما أعلن القادة الكنديون تاريخياً نهج “كندا أولاً”، فإنهم لم يسعوا أبداً لتنفيذ هذا النهج بشكل منعزل. تتميز السياسة الخارجية الكندية، كما يوضح الكتاب، بمزيج من المصلحة الذاتية الحازمة والتعاون العالمي. وقد ساعد هذا النهج المزدوج كندا على التنقل عبر المياه المضطربة للعلاقات الدولية، موازنة بين المصالح الوطنية والمسؤوليات العالمية.

إحدى نقاط القوة في الكتاب هي غوصه العميق في كيفية تقاطع السياسة المحلية مع الضغوط الدولية، مما يوفر للقراء فهماً دقيقاً لكيفية تأثير القرارات المتخذة في أوتاوا على الساحة العالمية. لا يتردد المؤلفان في نقد القرارات الصادرة عن السياسة الخارجية الكندية، مقدمين وجهات نظر متوازنة حول النجاحات والإخفاقات.

إضافة إلى ذلك، يغوص الكتاب في دور كندا في سياق المنظمات الدولية والمعاهدات، مؤكداً المناورات الاستراتيجية للبلاد للحفاظ على مصالحها الوطنية مع الإسهام في الحوكمة العالمية. من خلال معاينة تفاعل كندا مع الأمم المتحدة والناتو وغيرها من المؤسسات متعددة الأطراف، يسلط تشابنيك ومكيرشر الضوء على كيفية تفوق كندا في الأغلب على الساحة الدولية. يتجلى ذلك في مشاركتها النشطة في مهام حفظ السلام ودورها كوسيط في النزاعات الدولية.

كما يولي المؤلفان اهتماماً كبيراً بالعلاقات الدبلوماسية لكندا مع القوى الكبرى، لا سيما الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى علاقاتها مع الاقتصادات الناشئة. يشرح المؤلفان كيف تطورت هذه العلاقات بسبب التحولات الجيوسياسية والتغييرات السياسية الداخلية داخل كندا. كما يناقشان التوازن الدقيق الذي يجب أن تحافظ عليه كندا بين حليفها الأقرب، الولايات المتحدة، وعلاقاتها الاقتصادية المتنامية مع الصين، وهذا الأمر يشكّل الكثير من تحديات السياسة الخارجية الكندية الأخيرة.

جانب آخر مهم يغطيه الكتاب هو تأثير الرأي العام المحلي ووسائل الإعلام على السياسة الخارجية الكندية. يناقش المؤلفان كيف دفع الشعور العام في بعض الأحيان، وقيّد في أحيان أخرى مبادرات السياسة الخارجية للحكومة. يدمج المؤلفان تحليلات للنقاشات العامة الرئيسية التي أثرت في اتجاهات السياسة، مثل، تلك المحيطة بالمشاركات العسكرية والتدخلات الإنسانية. يساعد هذا الاستكشاف على توضيح التفاعل المعقد بين التصور العام وصياغة السياسات.

ينظر الكتاب إلى المستقبل، متكهناً بالمسارات المحتملة التي قد تتخذها السياسة الخارجية الكندية في العقود القادمة، في ظل مواجهة العالم لتحديات غير مسبوقة مثل، تغير المناخ، الأزمات الصحية العالمية، والتحولات في ديناميكيات القوة الدولية، ويجد المؤلفان أن السياسة الخارجية الكندية ستحتاج بلا شك إلى التكيف. يختتم الكتاب بمناقشة حول كيفية صياغة الاتجاهات الحالية قرارات كندا المستقبلية وهويتها على الساحة العالمية.


آدم تشابنيك وآسا مكيرشر
آدم تشابنيك، أستاذ دراسات الدفاع في كلية القوات الكندية والكلية العسكرية الملكية في كندا.
آسا مكيرشر، أستاذ مساعد في التاريخ في الكلية العسكرية الملكية في كندا.

صحيفة الخليج

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

السوداني يوجه بتصنيف الشركات لتعظيم الايرادات

آخر تحديث: 26 ماي 2025 - 10:52 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- وجه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مساء امس الأحد، بتصنيف الشركات العامة وتفعيل الإصلاحات المالية والإدارية وذلك خلال ترؤسه اجتماعاً للجنة العليا المعنية بهيكلة الشركات.وقال مكتبه الاعلامي في بيان، ان الاجتماع ناقش القضايا المدرجة على جدول الأعمال، وآلية عمل اللجنة التي تهدف إلى تعظيم الإيرادات غير النفطية، وإصلاح الشركات العامة، ومراجعة تنفيذ القرارات السابقة المتعلقة بالإصلاح الإداري والمالي، إلى جانب اعتماد الأسس الاقتصادية السليمة في تقييم الشركات وإدارتها، بما يسهم في تعزيز موارد خزينة الدولة، وضمان حقوق ومستحقات العاملين في هذه الشركات وتطوير أدائها.وتم خلال الاجتماع إقرار التوصية (أولاً/1) الواردة في محضر اجتماع اللجنة الفرعية المعنية بالإشراف على عملية تصنيف الشركات، والمتعلقة بتأسيس “الشركة العامة للإعمار والتجهيز والاستثمارات العلمية”.كما أُقرت التوصية (أولاً/2) من محضر اللجنة الفرعية المختصة بتصنيف الشركات، والخاصة بإعادة تصنيف الشركات المعنية، إضافة إلى إقرار التوصية (أولاً/3) المتعلقة بتوصيات مؤتمر يوم المستثمر العالمي.وأقر الاجتماع أيضاً التوصية (أولاً/4) بشأن ورقة السياسة العامة الاقتصادية، والتوصية (أولاً/5) المتعلقة بصرف كميات الوقود، وذلك استناداً إلى ما جاء في محاضر اللجنة الفرعية المعنية بعملية تصنيف الشركات.

مقالات مشابهة

  • طلاب من كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية يطلقون تطبيقًا لتأجير وبيع البلاطات الكهروضغطية بدعم من وزارة البيئة
  • الوجوه والأقنعة وتبدُّلها في علم السياسة العالمية
  • الإطار :سنخوض الانتخابات المقبلة تحت شعار “إيران أولاً وأخيراً”
  • فريق من وزارة الخارجية واللجنة الدولية للصليب الأحمر يزور محطة الحاويات بميناء الحديدة
  • الخارجية: السلطات الكندية تعثر على جثمان المواطن الأردني عمارين بعد اختفائه
  • بوريطة يدعو السفراء لجلب الإستثمارات : الدبلوماسية الإقتصادية ركيزة أساسية في السياسة الخارجية
  • شرطة الانبار تحذر من البرمودا: تنبيهات أولاً وإجراءات لاحقاً
  • السوداني يوجه بتصنيف الشركات لتعظيم الايرادات
  • جيل ألفا وما بعده في معرض الكتاب
  • وزير الخارجية: استقرار البحر الأحمر مفتاح لتعافي الاقتصاد العالمي وأمن الملاحة الدولية