كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الخميس، أنه بينما تخوض روسيا الحرب في أوكرانيا، فإنها تخسر معركة في الداخل ضد التضخم.

وفي العام الماضي، ضاعف البنك المركزي الروسي أسعار الفائدة أكثر من مرتين لكبح جماح الأسعار. ومع ذلك، استمر التضخم في الارتفاع، ليصل إلى أكثر من 9 بالمئة هذا الشهر، مع ارتفاع أسعار مجموعة واسعة من السلع والخدمات، والجمعة، يستعد البنك المركزي لرفع سعر الفائدة القياسي مرة أخرى.

وبحسب الصحيفة الأميركية، "أصبح التضخم سمة يصعب التخلص منها في اقتصاد الحرب الروسي. وحتى مع اعتدال ارتفاع الأسعار في معظم أنحاء العالم، فإن مشاكل روسيا مع استقرار الأسعار تزداد سوءا".

وأدى الارتفاع في الإنفاق العسكري من قبل الحكومة والنقص القياسي في العمالة مع ذهاب الرجال في سن العمل إلى الجبهة أو فرارهم إلى رفع الأجور ودفع الأسعار للارتفاع.

وفي الوقت ذاته، أدت جولات جديدة من العقوبات الأميركية إلى تعقيد المدفوعات الدولية، مما زاد من التكاليف على المستوردين، وفقا للمصدر ذاته.

وبينما أوضحت الصحيفة، أن الأسعار لا ترتفع بسرعة كافية لتسبب أزمة اقتصادية أو اضطرابات اجتماعية، إلا أنها علامة على الاختلالات المتزايدة تحت غطاء الاقتصاد. كما يعني التضخم المستمر أن متابعة الحرب تصبح أكثر تكلفة.

وتقول ألكسندرا بروكوبينكو، وهي مسؤولة سابقة في البنك المركزي الروسي وزميلة حاليا في مركز كارنيغي لروسيا وأوراسيا: "في معركة التضخم، ليس لدى السلطات الروسية خيارات جيدة، لا يمكنهم إيقاف الحرب، ولا يمكنهم حل مشكلة العمالة، ولا يمكنهم التوقف عن رفع الأجور للسكان.. طالما استمرت الحرب، سيظل التضخم مرتفعًا."

وكشف الكرملين للصحفيين، الخميس، أنه يعمل على إجراءات لاحتواء الأسعار، إذ أن "بعض عمليات التضخم تثير قلق الحكومة والبنك المركزي".

وبعد معاناة الركود في أعقاب بدء الحرب، انتعش الاقتصاد الروسي حيث وجد المسؤولون والشركات طرقا للالتفاف على العقوبات الغربية وبيع النفط في الخارج.

لكن في الوقت نفسه، بدأ تحول أكبر في الظهور، بحسب الصحيفة التي أشارت إلى أن الحكومة عادت إلى الإنفاق العسكري على الطراز السوفيتي، أي ما يعادل حوالي 7 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي - كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي.

وتعمل المصانع التي تنتج الدبابات والطائرات بدون طيار وملابس الجنود في نظام مناوبات متعددة، سبعة أيام في الأسبوع. وقد أدى ذلك بدوره إلى رفع الأجور وزيادة الأسعار.

وفي مايو، استبدل الرئيس فلاديمير بوتين وزير دفاعه منذ فترة طويلة سيرجي شويغو بأندريه بيلوسوف، وهو خبير اقتصادي كلي ومؤيد لتدخل الدولة في الاقتصاد. ويقول المحللون إن هذا التعيين كان اعترافا بأن الاقتصاد والحرب أصبحا الآن مترابطين بشكل عميق.

وبين الروس، يثير التضخم ذكريات الأزمة الاقتصادية في التسعينيات خلال الانتقال المؤلم إلى اقتصاد السوق. دفعت بطاقات الأسعار المتزايدة البعض إلى خفض الاستهلاك، أو الحد من العطلات، أو التجمع في مجموعات تيليغرام لمناقشة أين يمكن العثور على أفضل العروض.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

في هذا الموعد.. توافق بين الحكومة والتجار والصناع على خفض أسعار السلع

عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم بمقر الحكومة بمدينة العلمين الجديدة، اجتماعًا لمتابعة جهود خفض الأسعار المختلفة مع التجار والمصنّعين، وذلك بحضور أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، والمهندس أيمن العشري، رئيس غرفة القاهرة التجارية، والمهندس أسامة الشاهد، رئيس غرفة الجيزة التجارية، والمهندس جمال الجارحي، رئيس غرفة الصناعات المعدنية، والمهندس أشرف الجزايرلي، رئيس غرفة الصناعات الغذائية، والمهندس محمد المهندس، رئيس غرفة الصناعات الهندسية، ومحمد عبدالسلام، رئيس غرفة صناعة الملابس الجاهزة، و جمال السمالوطي، رئيس غرفة صناعة الجلود، ومحمد خطاب، نائب رئيس غرفة مواد البناء، والدكتور علاء عز، أمين عام اتحاد الغرف التجارية.

واستهل رئيس الوزراء الاجتماع بتأكيده أن الحكومة، على مدار الفترة الماضية، كانت ولا تزال حريصة على ضمان الالتزام بتوفير السلع المختلفة، وكذا مُستلزمات الإنتاج للمصانع، قائلًا: نجحنا في تحقيق ذلك عبر استقرار تام والتزام من الجهاز المصرفي بتوفير كل المتطلبات من المكون الأجنبي من العملة الصعبة، خلال الفترة الماضية. 

سعر الدولار يسجل انخفاضًا

وشدد الدكتور مصطفى مدبولي على أن المطلوب حاليًا هو أن يشهد المواطن انخفاضًا في أسعار السلع، خاصة أن سعر الدولار يسجل انخفاضًا خلال الفترة الأخيرة مقابل الجنيه. 

بعد تحليل الحكومة لـ 55 ألف سائق .. كيف واجه القانون ظاهرة تعاطي المخدراتمدبولي: إحياء الحرف التراثية واليدوية أحد الملفات المهمة التي توليها الحكومة أولوية

وفي هذا الإطار، طالب رئيس الوزراء رئيس اتحاد الغرف التجارية بجمع رؤساء جميع الغرف التجارية، والتوافق على تخفيضات حقيقية في الأسعار لمختلف السلع. 

وأشار رئيس الوزراء إلى أن الأزمة الاقتصادية التي واجهتها الدولة المصرية على مدار الفترة الماضية، تم تجاوزها، قائلًا: مؤشرات أداء الاقتصاد المصري كلها جيدة، لكن أسعار السلع لا تتناسب أبدًا مع هذا التحسن الإيجابي في المؤشرات الاقتصادية، لذا يتعين أن نوفر الأسباب التي تدفع نحو مسار نزولي للأسعار، فكما زادت الأسعار في فترات سابقة نظرًا لتحديات واجهناها، يجب أن تنخفض الآن. 

وفي غضون ذلك، قدّم أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية شرحًا حول موقف توافر السلع المختلفة، ونسب تغيُر الأسعار خلال الفترة الماضية، كما تطرق إلى الحديث عن تكلفة إنتاج السلع مقارنة بالتكلفة في عددٍ من الدول المختلفة، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الغرف التجارية مستعدة للتعاون مع الحكومة؛ بما يُسهم في خفض مستويات الأسعار المختلفة، ومؤكدًا أن الهدف واحد وهو تحقيق ما فيه مصلحة المواطن. وقال "الوكيل": سيتم الإعلان عن بدء أوكازيون تخفيض الأسعار في 4 أغسطس المقبل، وسيتم التوجيه بأن تكون هناك تخفيضات حقيقية في مختلف السلع. 

وخلال الاجتماع، تطرق المهندس أيمن العشري، رئيس غرفة القاهرة التجارية، إلى الحديث عن أسعار الحديد، قائلًا: سوف ننزل بالأسعار لأقل ربحية مُمكنة، وسنعلن عن الأسعار الجديدة لكل مصانع الحديد خلال الأسبوع المقبل. وعقب ذلك، قدّم المهندس أسامة الشاهد، رئيس غرفة الجيزة التجارية، عرضًا قارن خلاله أسعار شهر يناير 2025 بأسعار شهر يونيو الماضي، حيث أظهر العرض انخفاضًا في أسعار السكر والأرز والدقيق، قائلًا : حتى لو حدث ثبات للأسعار في ظل ارتفاع سعر المحروقات، فإن هذا يعد تطورًا جيدًا. 

وطالب "الشاهد" بزيادة الدعم المُقدم للصناعة وكذا تقديم المزيد من التيسيرات وهو ما سيسهم في خفض تكلفة المنتج النهائي. وخلال الاجتماع، قال المهندس جمال الجارحي، رئيس غرفة الصناعات المعدنية: سنشارك في مبادرة حقيقية لخفض الأسعار. 

وفي سياق متصل، قال محمد خطاب، نائب رئيس غرفة مواد البناء: كلنا لدينا هدف واحد، وهو وصول السلعة للمستهلك بأسعار مناسبة، وسنعمل معًا على تحقيق ذلك. فيما أكد المهندس أشرف الجزايرلي، رئيس غرفة الصناعات الغذائية، أن الغرفة وأعضاءها مستعدون للمساهمة مع الحكومة في أي مستهدفات وخطط من شأنها خفض مستويات الأسعار. كما أكد الدكتور علاء عز، أمين عام اتحاد الغرف التجارية، أنه سيتم التوسّع في الأوكازيون ليغطي السلع المختلفة، وليس الملابس فقط، قائلًا: سنتعاون مع السلاسل المختلفة لتحقيق خفض مستدام لأسعار السلع المختلفة التي تؤثر في المواطن.

طباعة شارك مدبولي العلمين الاتحاد العام للغرف التجارية الحكومة توفير السلع المواطن الدولار

مقالات مشابهة

  • العد التنازلي يبدأ.. ترامب يحدد 10 أيام لإنهاء الحرب في أوكرانيا أو فرض رسوم جمركية
  • البنك المركزي في جورجيا يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير للمرة العاشرة
  • استطلاع لـ «رويترز» يتوقع نمو الاقتصاد المصري 4.6% وتراجع التضخم لـ 7.3%
  • في هذا الموعد.. توافق بين الحكومة والتجار والصناع على خفض أسعار السلع
  • المعركة الأكثر دموية.. كيف صمدت أوكرانيا في وجه الزحف الروسي نحو بوكروفسك؟
  • خالد جاد الله: الأهلي يواجه مشكلة بسبب اللاعبين الذين استقطبهم.. وعبد القادر لن يبقى في الفريق| فيديو
  • الكرملين لا يستبعد لقاء بوتين وترمب.. روسيا تشترط استبعاد أوكرانيا من الناتو للتسوية
  • ترامب: بوتين أمامه مهلة 10 أيام لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • ترامب يعلن أنه سيمهل بوتين 10 أيام أو 20 يوما لإنهاء حرب أوكرانيا
  • ترامب: سنمهل بوتين من 10 لـ 20 يوما لإنهاء حرب أوكرانيا