امتعاض في إسبانيا من البدو الرقميين.. هل أخطأ الغاضبون الهدف؟
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
يواجه بعض العاملين عن بُعد في إسبانيا صعوبات متزايدة عند استخدام اللغة الإنجليزية في الأماكن العامة وسط تصاعد النشاط المناهض للسياحة هذا العام. فقد شهدت البلاد زيادة ملحوظة في الاحتجاجات التي اتخذت شكل تظاهرات كبيرة في مدن مثل مدريد ومالقة إضافة إلى فرض رسومات مناهضة للسياح في المناطق الداخلية.
في بعض الأماكن في إسبانيا، تحولت الاحتجاجات ضد السياحة إلى تصرفات أكثر إثارة للقلق.
يرى رون، بدوي رقمي مقيم في فالنسيا، أن هذه الاحتجاجات لا تستهدف بشكل صحيح، موضحًا: "بدلاً من توجيه الغضب نحو الحكومة، يُوجه نحو السائح لأنه هدف أسهل."
نيكول التي عملت في برشلونة لمدة شهرين مع شريكها جاسبر تقول: "السياح الأفراد ليس لديهم القدرة على تغيير برشلونة إلى المدينة التي يرغب فيها سكانها." ويضيف جاسبر: "الأمر لا يقتصر على معاداة السياحة، بل يتعدى ذلك إلى كراهية الأجانب."
يشير الأوكراني ألكسندر، الذي يعيش في إسبانيا، إلى أنه واجه موقفًا واحدًا من الازدراء أثناء محاولته طباعة مستندات، مضيفًا: "أتفق أنني أتحدث الإسبانية بشكل سيء، وهذا خطأي."
عبر الإنترنت، يعبر البعض عن عدم ارتياحهم للتحدث بالإنجليزية في الأماكن العامة. يوضح جاسبر: "كنا نحرص على عدم التحدث بالإنجليزية في الأماكن العامة."
تتزايد مخاوف السكان المحليين من تأثير السياحة الجماعية على سوق الإيجارات وتحويل المدن القديمة إلى "حدائق ترفيهية" سياحية، وهو ما تفاقم بسبب زيادة العمل عن بُعد بعد وباء كوفيد-19.
تُعد إسبانيا ثالث أكثر الوجهات شعبية في العالم للبدو الرقميين، حيث منحت الحكومة الإسبانية نحو 7500 تأشيرة بدوية رقمية في الأشهر العشرة الأولى بعد تقديمها. يأتي هؤلاء البدو الرقميون من بريطانيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى آلاف من مواطني الاتحاد الأوروبي.
يشكو السكان المحليون من أن السياحة الجماعية والبدو الرقميين يخلقون مجتمعات موازية داخل المدن، حيث تبرز الفجوات الاقتصادية واللغوية كعلامات طبقية. شيريس التي تتحدث بطلاقة الإسبانية والكتالونية بطلاقة تعبر عن قلقها قائلة: "معظم البدو الرقميين لا يبذلون جهداً للتعرف على الثقافة أو تعلم اللغات."
في المقابل، يسعى البعض للاندماج في الحياة الإسبانية، خاصة أولئك الذين يخططون للإقامة طويلة الأجل. تقول جين: "نريد حقاً الاندماج، لذا نبذل جهدًا في تعلم اللغة ونقوم بكل ما يلزم لنصبح مواطنين مستقبلاً."
شاهد: وصول نحو 300 لاجئ أفغاني عملوا لصالح اسبانيا إلى مدريدشاهد: رجال الإطفاء في اسبانيا يكافحون لإحتواء 10 آلاف هكتار من الحرائقارتباك جماعي في صفوف المسافرين بعد تغيير اسبانيا لقواعد السفر السلطات المغربية توقف 25 مهاجرا بتهمة محاولة العبور إلى اسبانياتسعى أسر مثل عائلة رون إلى الحفاظ على الثقافة الإسبانية من خلال إرسال أطفالهم إلى مدارس محلية وتعليم اللغة. يشير رون: "نحن ندرك أن ابنتنا يجب أن تتحدث اللغة المحلية."
بالنسبة للبدو الرقميين الأصغر سناً، تعد المشاركة في دروس الطبخ أو الانضمام إلى النوادي طرقًا فعالة للاندماج. يوضح جاسبر: "أخذنا دروسًا في مدرسة الطبخ الكاتالونية وتعلمنا كيفية إعداد أطباق كاتالونية."
يبدو أن التوازن بين السياحة والاندماج وفهم الثقافات المختلفة بدلاً من توجيه الغضب نحو الأفراد هو الحل الأمثل.
المصادر الإضافية • أ.ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية اسبانيا تؤكد عدم سقوط قتلى على أراضيها خلال محاولة تسلل مهاجرين إلى جيب مليلية شاهد: رجال الإطفاء في اسبانيا يكافحون لإحتواء 10 آلاف هكتار من الحرائق شاهد: وصول نحو 300 لاجئ أفغاني عملوا لصالح اسبانيا إلى مدريد برشلونة سياحة تأشيرة رقميةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الألعاب الأولمبية باريس 2024 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني باريس غزة فرنسا حركة حماس الألعاب الأولمبية باريس 2024 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني باريس غزة فرنسا حركة حماس برشلونة سياحة الألعاب الأولمبية باريس 2024 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني باريس غزة فرنسا حركة حماس فلاديمير بوتين دونالد ترامب بشار الأسد روسيا إيطاليا فيضانات سيول السياسة الأوروبية یعرض الآن Next فی إسبانیا
إقرأ أيضاً:
تفاؤل أميركي وتشكيك أوكراني في موقف روسيا من التفاوض والفاتيكان يعرض الوساطة
توقع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن تعرض روسيا شروطها لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا "خلال أيام"، لكن رئيسها فولوديمير زيلينسكي اتهم موسكو بالعمل على كسب الوقت للمماطلة في محادثات السلام التي عرض بابا الفاتيكان البابا ليو الـ14 استعداده للتوسط بين البلدين.
وخلال جلسة استماع أمام لجنة في مجلس الشيوخ الأميركي أمس الثلاثاء قال روبيو "في وقت ما، قريبا جدا، ربما خلال بضعة أيام، وربما هذا الأسبوع، سيقدم الجانب الروسي الشروط التي يريدها أن تتحقق للتوصل إلى وقف لإطلاق النار".
وأرجع روبيو توقعه إلى المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أمس الأول الاثنين، كذلك أيضا المحادثة التي أجراها هو بنفسه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الأسبوع الماضي.
وأوضح الوزير الأميركي أن الروس سيعرضون "شروطا عامة فحسب تمكننا من التقدم نحو وقف لإطلاق النار، وهذا الوقف لإطلاق النار من شأنه أن يسمح لنا بعد ذلك بالدخول في مفاوضات مفصّلة لإنهاء النزاع".
وأضاف "نأمل أن يحدث هذا الأمر. نعتقد أن ورقة الشروط التي سيطرحها الروس ستخبرنا بالكثير عن نيتهم الحقيقية، فإذا كانت ورقة شروط واقعية ويمكن البناء عليها، فسيكون هذا شيء جيد، أما إذا تضمنت مطالب نعلم أنها غير واقعية، فأعتقد أنه سيكون مؤشرا على حقيقة نية روسيا".
من جهته اتهم الرئيس الروسي الأوكراني موسكو بـ"العمل على كسب الوقت لمواصلة الحرب ضد كييف"، داعيا الحلفاء إلى "بذل جهود حثيثة" لإقناع ترامب بضرورة فرض المزيد من العقوبات.
إعلانوتحاول أوكرانيا وأوروبا الضغط على ترامب كي يفرض على موسكو حزمة جديدة ضخمة من العقوبات بعد امتناع بوتين عن التوجه إلى تركيا لمحادثات مباشرة مع زيلينسكي.
وأقر الاتحاد الأوروبي رسميا أمس الحزمة الـ17 من العقوبات على موسكو التي تستهدف 200 سفينة ضمن ما يُسمى "أسطول الظل" الروسي، مما أثار غضب روسيا.
وصمدت روسيا في وجه العقوبات وأعادت توجيه إمداداتها الحيوية من النفط والغاز إلى الهند والصين.
وكان ترامب قال في أعقاب مكالمته مع بوتين إن وسيا وأوكرانيا مستعدتان لبدء مفاوضات "فورية" للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بينهما. لكن نظيره الروسي فلاديمير بوتين كان أكثر حذرا، إذ قال إن موسكو "ستقترح مذكرة بشأن اتفاق سلام مستقبلي محتمل".
وقال ترامب إن اتصاله الذي استمر ساعتين مع بوتين، وهو الثالث حتى الآن هذا العام، حقق اختراقا.
وفي أعقاب المحادثات الهاتفية بين ترامب وبوتين، الاثنين الماضي، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني أمس إن البابا ليو الـ 14 أكد لها استعداد الفاتيكان لاستضافة محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا.
وتحدثت ميلوني إلى البابا أمس، وأشارت إلى أنه "مستعد لاستضافة مناقشات بين الطرفين في الفاتيكان". وشكرت ميلوني للبابا "التزامه الراسخ بالسلام".
وحسب مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية، أجرى ترامب عقب الاتصال محادثات مع قادة أوروبيين، بينهم ميلوني التي طُلب منها، وفق مكتبها، الحصول على تأكيد من البابا على استعداده لاستضافة محادثات سلام في الفاتيكان.
وأشار مكتب ميلوني إلى أنها تحدثت أمس أيضا إلى الرئيس الأوكراني وعدد من قادة دول العالم، من أجل إبقاء "التنسيق الوثيق" قائما نحو إجراء محادثات سلام.
إعلانيذكر أنه خلال اجتماعه مع ممثلي الكنائس الكاثوليكية الشرقية الأسبوع الماضي، عرض بابا الفاتيكان الجديد وساطته بين موسكو وكييف.
ويشار إلى أن الجهود التي بُذلت مؤخرا لإنهاء الحرب التي اندلعت مع بدء روسيا غزو أوكرانيا في العام 2022 لم تحقق أي اختراق، وقد رفض بوتين مقترحات لوقف إطلاق النار تقدمت بها كييف.