كل ما تحتاج معرفته حول حركة الأمعاء وارتباطها بصحتنا
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
كشفت دراسة أجراها معهد بيولوجيا الأنظمة (ISB) مؤخرًا عن وجود علاقة قوية بين تكرار حركات الأمعاء وعدد من المؤشرات الصحية، مثل العمر والجنس ومؤشر كتلة الجسم وحتى الأمراض المزمنة المحتملة؛ إليك كل ما تحتاج لمعرفته حول حركة الأمعاء وارتباطها بصحتنا.
لماذا تعتبر حركات الأمعاء مهمة؟يتبرز الجميع، لكن تواتر واتساق حركات الأمعاء يمكن أن يختلف بشكل كبير بين الأفراد، في حين أن هذا قد يبدو جانبًا تافهًا من الحياة اليومية، إلا أن النتائج الجديدة المنشورة في مجلة Cell Reports Medicine تسلط الضوء على كيفية تأثير هذه الاختلافات على الصحة على المدى الطويل.
أثبت باحثون من ISB أن تكرار حركة الأمعاء لا يتأثر فقط بالعوامل الديموغرافية ولكنه يلعب أيضًا دورًا مهمًا في الصحة الفسيولوجية العامة.
ما هو تحليل أنماط حركة الأمعاء؟قام الباحثون في ISB بفحص بيانات من أكثر من 1400 من البالغين الأصحاء، وصنفوا تردد حركة الأمعاء لديهم إلى أربع مجموعات:
الإمساك (1-2 مرات في الأسبوع)، منخفض طبيعي (3-6 مرات في الأسبوع)، مرتفع طبيعي (1-3 مرات) يوميا) والإسهال.
ويتضمن هذا التحليل الشامل بيانات سريرية وبيانات نمط الحياة وبيانات متعددة، مما يوفر نظرة شاملة لكيفية ارتباط تكرار حركة الأمعاء بالعوامل الصحية المختلفة.
وكشفت الدراسة أن الشباب والنساء والأفراد ذوي مؤشر كتلة الجسم المنخفض يميلون إلى أن تكون حركات الأمعاء لديهم أقل تواترًا.
تتوافق هذه النتيجة مع الأبحاث السابقة التي أظهرت أن تكرار حركة الأمعاء يؤثر بشكل كبير على وظيفة النظام البيئي للأمعاء.
ووفقا ليوهانس جونسون مارتينيز، المؤلف الرئيسي للدراسة، عندما يبقى البراز في الأمعاء لفترة طويلة، فإنه يؤدي إلى تخمير البروتينات بواسطة ميكروبات الأمعاء، مما يؤدي إلى إنتاج السموم التي يمكن أن تدخل مجرى الدم.
وأظهرت الميكروبات المعوية للمشاركين أنماطًا مميزة بناءً على تردد حركة الأمعاء؛ وكانت البكتيريا المخمرة للألياف، المفيدة للصحة، أكثر انتشارًا لدى أولئك الذين لديهم 1-2 حركات أمعاء يوميًا، في حين أن أولئك الذين يعانون من الإمساك أو الإسهال لديهم وجود أعلى للبكتيريا المرتبطة بتخمر البروتين أو مشاكل الجهاز الهضمي العلوي، على التوالي.
ما هي الآثار الصحية التالية؟كما ربط البحث بين وتيرة حركة الأمعاء وعلامات صحية مختلفة. كان لدى الأفراد الذين يعانون من الإمساك مستويات أعلى من منتجات تخمير البروتين المشتقة ميكروبيًا، مثل كبريتات p-كريسول وكبريتات الإندوكسيل، والتي من المعروف أنها تضر بوظائف الكلى، ومن ناحية أخرى، أظهر أولئك الذين يعانون من الإسهال كيمياء سريرية مرتفعة مرتبطة بتلف الكبد.
وارتبطت مستويات الإندوكسيل-كبريتات في الدم بشكل ملحوظ بانخفاض وظائف الكلى، مما يشير إلى وجود علاقة سببية محتملة بين تكرار حركة الأمعاء وتلف الأعضاء، حتى قبل تشخيص أي مرض، وتؤكد هذه النتائج على أهمية الحفاظ على وتيرة حركة الأمعاء الصحية للوقاية من الأمراض المزمنة وتلف الأعضاء.
النظام الغذائي والترطيب وممارسة الرياضةكان الحفاظ على نظام غذائي غني بالألياف، والبقاء رطبًا، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام من العادات الشائعة بين الأفراد الذين يتمتعون بتكرار حركة الأمعاء الأمثل.
تساهم عوامل نمط الحياة هذه في "منطقة المعتدل" لحركات الأمعاء، حيث يتبرز الشخص بالكمية المناسبة لدعم صحة الأمعاء والرفاهية العامة.
وارتبط الإمساك المزمن بالاضطرابات التنكسية العصبية وتطور مرض الكلى المزمن، لكن هذه الدراسة توفر رؤى جديدة حول مراحل ما قبل المرض
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
كيف تؤثر المشروبات الغازية الخاصة بالدايت على صحة الأمعاء؟
أظهرت دراسة بريطانية حديثة أن تناول المشروبات الغازية منخفضة السعرات الحرارية بشكل يومي قد يؤثر على صحة الأمعاء والجهاز الهضمي، رغم كونها خالية من السكر ووجد الباحثون أن بعض المحليات الصناعية والمكونات الكيميائية المستخدمة في هذه المشروبات يمكن أن تغير توازن البكتيريا المفيدة في الأمعاء، مما يزيد من احتمالية مشاكل الهضم مثل الانتفاخ، الغازات، واضطرابات المعدة.
وأوضح الفريق العلمي أن الأمعاء تحتوي على مليارات البكتيريا المفيدة التي تلعب دورًا مهمًا في عملية الهضم، إنتاج الفيتامينات، ودعم جهاز المناعة. أي تغير في توازن هذه البكتيريا يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات صحية سلبية طويلة المدى، حتى إذا لم يكن هناك زيادة واضحة في الوزن أو استهلاك سعرات حرارية عالية.
كما أشار الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يعتمدون بشكل كبير على المشروبات الغازية الدايت بدلاً من الماء أو العصائر الطبيعية قد يكونون أكثر عرضة لمشاكل الأمعاء المزمنة. ومن الأمثلة على ذلك زيادة الشعور بالانتفاخ أو اضطرابات حركة الأمعاء، وقد تؤثر هذه المشكلات على جودة الحياة اليومية بشكل عام.
وبالرغم من أن المشروبات الغازية الدايت تعد خيارًا أقل سعرات حرارية مقارنة بالنسخ التقليدية، إلا أن الخبراء ينصحون بالاعتدال في استهلاكها، والحرص على تناول كميات كافية من المياه والسوائل الطبيعية الأخرى مثل الشاي العشبي أو عصائر الفاكهة الطبيعية غير المحلاة، للحفاظ على ترطيب الجسم ودعم صحة الأمعاء.
كما نصحت الدراسة بقراءة مكونات المشروبات الغازية الدايت بعناية، والابتعاد عن المحليات الصناعية الضارة عند الإمكان، واستبدالها ببدائل طبيعية مثل ستيفيا أو استخدام الماء مع شرائح الفاكهة لإضافة نكهة دون أي تأثير سلبي على الأمعاء.
في النهاية، يمكن القول إن المشروبات الغازية الدايت ليست خطيرة بشكل مباشر على الصحة، لكنها قد تؤثر على توازن الأمعاء وصحة الجهاز الهضمي عند الإفراط في تناولها، لذلك الاعتدال وتناول السوائل الطبيعية هو الخيار الأكثر أمانًا لصحة الجهاز الهضمي على المدى الطويل