جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-12@15:29:15 GMT

الاتحاد الرياضي والحكومة

تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT

الاتحاد الرياضي والحكومة

 

أحمد العامري

الاتحادات العربية لمختلف الرياضات في الوطن العربي تُظهر بعضها تفاعلاً ملحوظاً مع الجماهير عند انتقاد أداء الفرق أو الأفراد. هذا التفاعل يصل أحيانًا إلى انتقاد رئيس الاتحاد والمطالبة برحيله، بل وحتى فصل المدربين أو اللاعبين لسوء الأداء.
يبدو أن بعض هذه الاتحادات تدرك جيداً أهمية الجماهير الرياضية ودورها الحيوي في المشهد الرياضي.

ومع ذلك، نجد أن بعض الحكومات العربية لا تزال بعيدة عن هذا النهج، حيث لا تولي اهتماماً كافياً لمطالب مواطنيها وتضيق عليهم في أبسط الأمور. هذه الحكومات بحاجة إلى فهم أن تفاعلها مع المواطنين لا يقل أهمية عن تفاعل الاتحادات الرياضية مع جماهيرها.

إذا نظرنا إلى الحكومة كما ننظر إلى فريق كرة القدم، سنجد أن الحكومة تتكون من مجموعة من اللاعبين الذين يمثلون وزراء ومسؤولين، بينما ميدان الأداء هو الساحة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من ميادين الخدمات، والجمهور هو الشعب.
للجمهور الحق في تمجيد الفريق عندما يكون الأداء جيدًا، وله أيضًا الحق في التعبير عن غضبه والمطالبة بتغييرات في الفريق إذا كان الأداء دون المستوى المطلوب.

في الرياضة، عندما يطالب الجمهور بتغيير مدرب أو لاعب بسبب سوء الأداء، يكون الهدف هو تحسين الأداء والعودة إلى مسار النجاح. وبالمثل، يجب على الحكومات أن تصغي لمطالب شعوبها وتعمل على تحسين الأداء من خلال إجراء التغييرات الضرورية في السياسات أو المسؤولين.
 التجاهل المستمر لمطالب المواطنين يؤدي إلى فقدان الثقة وتزايد الاستياء، مما يمكن أن يؤدي إلى تداعيات سلبية على الاستقرار والتنمية.

من الجدير بالذكر أن بعض الاتحادات الرياضية تتبع سياسة الشفافية والمساءلة أمام الجماهير، حيث يمكن للجماهير معرفة تفاصيل الأداء وأسباب الفشل وأيضًا خطة التحسين.
هذا النوع من الشفافية يعزز الثقة بين الجماهير والاتحاد. بنفس الطريقة، على الحكومات أن تكون شفافة في سياساتها وقراراتها، وأن تكون مستعدة للمساءلة أمام شعوبها.

إضافة إلى ذلك، بعض الاتحادات الرياضية غالباً ما تُنظّم منتديات ولقاءات مع الجماهير لسماع آرائهم ومقترحاتهم، مما يعزز من التفاعل الإيجابي ويشعر الجماهير بأهميتهم وتأثيرهم.
 هذا النهج يجب أن تتبناه الحكومات من خلال فتح قنوات تواصل فعالة مع المواطنين، وتنظيم لقاءات دورية لسماع آرائهم ومقترحاتهم والعمل على تنفيذ ما يمكن من هذه المقترحات.

بالتالي، يجب أن تتعلم الحكومات من بعض الاتحادات الرياضية كيفية التفاعل مع الجمهور بشكل إيجابي وبناء، وتقدير أهمية الرأي العام في تحقيق النجاح والاستقرار.
إن الاستماع إلى المواطنين وتلبية مطالبهم ليس فقط واجباً أخلاقياً، بل هو أيضاً استراتيجية ضرورية لضمان التطور والازدهار. علاوة على ذلك، إشراك المواطنين في عملية اتخاذ القرار يعزز من إحساسهم بالمسؤولية والمواطنة، مما ينعكس إيجاباً على المجتمع ككل وعلى الوطن.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مظلوم عبدي في دمشق.. هل تنجح قسد والحكومة السورية في تنفيذ اتفاق آذار؟

دمشق- قالت مصادر مطلعة للجزيرة نت، إن قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي وصل إلى العاصمة السورية دمشق على رأس وفد سياسي، في زيارة تهدف إلى مناقشة خطوات تنفيذ اتفاق المبادئ الموقع في مارس/آذار الماضي مع الرئيس السوري أحمد الشرع، في ظل رعاية أميركية.

وأضافت المصادر، أن هذه الزيارة قد تكون الفرصة الأخيرة لحل العديد من الملفات الشائكة التي تأجَّل تنفيذها بين الجانبين، مشيرة إلى أن "قسد" تتعرض لضغوطات إقليمية ودولية لا سيما من الجانب الأميركي للتخلي عن شروطها بشأن اللامركزية والمحافظة على استقلال كيانها العسكري.

وفي 10مارس/آذار الماضي، وقّع الرئيس الشرع وعبدي اتفاقاً في دمشق وصف حينها بأنه تاريخي، حيث نص على وقف شامل لإطلاق النار ودمج مؤسسات "قسد" المدنية والعسكرية ضمن الدولة السورية، بما فيها المعابر والمطارات وحقول النفط.

وأكد الاتفاق ضمان حقوق جميع السوريين في المشاركة السياسية دون تمييز، والاعتراف بالمجتمع الكردي كمكوّن أصيل في البلاد.

كما تعهد الطرفان بتأمين عودة المهجّرين، ومحاربة فلول نظام بشار الأسد، ورفض أي محاولات للتقسيم أو بث الفتنة، على أن يُنفذ الاتفاق بالكامل قبل نهاية العام الحالي.

حل سياسي

ورأى الأكاديمي والمحلل السياسي الكردي فريد سعدون، أن إعلان زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا، عبد الله أوجلان، أخيراً عن نهاية الكفاح المسلح والتحول إلى السياسة والديمقراطية، سيكون له أثر كبير وتداعيات على موقف "قسد" في سوريا.

وقال سعدون للجزيرة نت، إن النداء الذي أطلقه أوجلان، سينطبق حكماً على "قسد" التي تشكل عمادها الوحدات الكردية شمال شرقي سوريا.

ورجَّح انفراج الأمور والمشاكل العالقة بين "قسد" والحكومة السورية في دمشق، تزامناً مع زيارة مظلوم عبدي والوفد المرافق، بالتوصل إلى حل سلمي بعيداً عن الصدام العسكري.

إعلان

وكان أوجلان، قد أعلن اليوم الأربعاء، في تسجيل مصور من داخل سجنه، أن "الكفاح المسلح ضد الدولة التركية انتهى"، مؤكدا ضرورة الانتقال الكامل للعمل السياسي، ومن المرجح أن يكون هناك انعكاسات للقرار على القوى والأحزاب الكردية في سوريا.

لكن الباحث في مركز "جسور للدراسات" رشيد حوراني، رأى أن زيارة مظلوم عبدي إلى دمشق، تأتي في سياق الرعاية الأميركية المستمرة لمسار التفاوض بين "قسد" والحكومة السورية، والتي تشارك فيها تركيا أحياناً.

وأوضح حوراني للجزيرة نت، أن تكرار مثل هذه اللقاءات يؤكد عدم قبول دمشق بمطالب "قسد" المتعلقة باللامركزية والانفصال، وتمسكها برؤية "سوريا الواحدة الموحّدة" التي أكد عليها الرئيس الشرع في أكثر من مناسبة.

وأضاف "هذه الزيارة تعكس أيضاً إصرار جميع الأطراف على التوصل إلى حلول سياسية دون اللجوء للمواجهة العسكرية، وهو ما يُفسر غياب التصعيد أو التلويح بالعمل العسكري من جانب كل من تركيا والحكومة السورية، مقابل ضغوط دولية وإقليمية متزايدة على (قسد) للتنازل عن شروطها".

مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية حيث ينتظر دمجها في الدولة السورية وفق الاتفاق بين الشرع وعبدي (رويترز) تقلص الخيارات

وأشار حوراني إلى وجود مؤشرات عديدة على تقلص خيارات "قسد"، منها تخفيض الوجود العسكري الأميركي في سوريا، وتوجه واشنطن نحو تسليم الحكومة السورية ملف تأمين مخيمات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، إضافة إلى تقليص الدعم العسكري المقدم لـ"قسد".

وعن شكل الحل الممكن، توقع الباحث، أن تتجه الأمور نحو اعتماد "اللامركزية الموسعة" في إدارة المدن التي كانت تخضع لسيطرة "قسد"، مشيراً إلى أن الحكومة السورية بدأت فعلا في تنفيذ نموذج مشابه داخل المحافظات، بمنح مديريات الوزارات صلاحيات إدارية أوسع.

وبخصوص الملف العسكري، رجّح حوراني، أن تُدمج قوات "قسد" في الجيش السوري على أسس وطنية، وبما يشبه تجربة الفصائل الأخرى التي قبلت الانخراط في المؤسسة العسكرية، إلى جانب نشر وحدات من الجيش السوري في مناطق شرق الفرات ضمن عملية الدمج المرتقبة.

واللافت في المفاوضات اليوم هو الدور الأميركي البارز، حيث تشير مصادر إلى مشاركة المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك في المباحثات بين الجانبين، وسط ترجيحات بدفع "قسد" للوصول إلى حل نهائي مع الدولة السورية الجديدة التي تحظى بدعم أميركي، وفق مراقبين.

دور واشنطن

وعن الدور الأميركي يعتقد المحلل السياسي فراس علاوي، أن واشنطن تعمل على ما تسميه سياسة تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، بإنهاء تسلح القوى ما دون الدولة، من أجل تجفيف بؤر الصراع في المنطقة.

وعن مآلات المفاوضات الجارية بدمشق، قال علاوي للجزيرة نت، إن المشكلة الأساسية هي وجود تيارين ضمن "قسد"؛ الأول بقيادة مظلوم عبدي يرغب في تطبيق الاتفاق، والثاني المدعوم من حزب العمال الكردستاني، والذي يرغب في تحصيل مكاسب إضافية.

وبحسب علاوي، فإن الأطراف ذاهبة نحو لامركزية إدارية بالسماح بإدارة بعض المناطق ذات الخصوصية ضمن الديموغرافية الكردية، مرجحاً أن يتم دمج "قسد" عسكرياً ضمن الجيش السوري الجديد.

إعلان

 

مقالات مشابهة

  • كريستال بالاس يشكو «اليويفا» إلى المحكمة الرياضية
  • كيف يحدد الحافز الرياضي المادي والمعنوي لأعضاء الهيئة الرياضية ؟
  • ترقب لاجتماع توزيع المناصب الإدارية بالاتحاد النسائي
  • محمد شيحة: 1780 توقيعًا لسحب الثقة من مجلس الإسماعيلي.. والإدارة تضلل الجماهير
  • من الصادق؟.. مجدي الجلاد يعلق على أزمة الحبتور والحكومة
  • مجدي الجلاد عن واقعة رجل الأعمال الإماراتي والحكومة: من الصادق؟
  • دمشق ترفض اللامركزية.. توافق قسد والحكومة السورية في مهب التأجيل
  • اغتيال رجل دين شيعي في ريف حمص والحكومة تشن حملة تمشيط
  • القنصل الأمريكي في جدة يزور نادي الاتحاد ويشيد بإرثه الرياضي .. صور
  • مظلوم عبدي في دمشق.. هل تنجح قسد والحكومة السورية في تنفيذ اتفاق آذار؟