محللون: شروط نتنياهو الجديدة استمرار لتلاعبه بالمفاوضات
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
اتفق محللون سياسيون على أن المقترح المعدل من قبل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لصفقة تبادل الأسرى وإنهاء الحرب بقطاع غزة، يأتي في سياق إصراره على أسلوب التملص من التوصل لتلك الصفقة والتلاعب المسار التفاوضي كما حدث في جولات سابقة.
وكان نتنياهو أعلن أنه سيرسل وفدا تفاوضيا إلى المحادثات الجديدة المقررة في العاصمة الإيطالية روما، محملا إياه مقترحا معدلا للصفقة يتضمن شروطا يسعى لفرضها في الاتفاق المنشود، التي قال إنها "ستظهر ما إذا كنا قريبين من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي كبير ومصدرين آخرين أن إسرائيل سلمت مقترحها المحدّث بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة إلى الولايات المتحدة اليوم السبت، والذي تضمن مطالب جديدة قد تعقد إبرام الصفقة.
وخلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، يرى سعيد زياد، الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية، أن شروط نتنياهو الجديدة ليست سوى استمرار لأسلوبه في التلاعب بالمسار التفاوضي، خاصة مع إبداء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مرونة كبيرة جعلت واشنطن غير قادرة على اتهامها بالتعنت كما حدث في جولات سابقة.
لكن زياد يرى أن هامش المناورة أمام نتنياهو قد تتقلص بشكل كبير مقارنة بالجولات التفاوضية السابقة، موضحا أن الجميع بات يطالبه بإنهاء هذه الحرب، منهم الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترامب، إضافة إلى كامالا هاريس نائبة الرئيس التي اتخذت تصريحات أكثر صرامة وصراحة.
ولفت كذلك إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ يشعر بالضغط، ويصرح قادته بأنه لا بد من الخروج من غزة بأي ثمن حيث لا هدف واضح لاستمرار الحرب، كما أن الوفد التفاوضي، رافض لمقترحات نتنياهو، ويرى أنها سترفض من قبل الوسطاء.
ويرى زياد أن نتنياهو ابتدع هذه الحيلة للتملص من المسار التفاوضي، ويمدد الحرب لشهر جديد على الأقل، مشيرا إلى أن نتنياهو بات شبه وحيد في معركته، باستثناء دعم الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير اللذين يهددانه بإسقاط الحكومة.
الصفقة قريبة ولكن!
وأعرب زياد عن اعتقاده أن الصفقة باتت أقرب من أي وقت مضى، مقارنة بالجولات التفاوضية السابقة، لكنه يرى أنه لا يمكن تقدير مدى إمكانية عقد الصفقة خلال الأيام المقبلة رغم هذا القرب الملحوظ.
ويرى زياد أن جيش الاحتلال والوفد المفاوض قد يلعبان دورا أكبر في المرحلة القادمة، معتبرا الحديث عن إدارة مدنية للقطاع بعد الحرب أنه "ذر للرماد في العيون ومحاولة للظهور بمظهر من لديه رؤية لليوم التالي للحرب في القطاع".
بدوره، يرى الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين أن موقف نتنياهو يجب أن يُفهم من خلال حيثيات تموضعه داخل إسرائيل، مشيرا إلى أن الاستطلاعات الأخيرة يوم الجمعة أظهرت أن نتنياهو حقق ما أراد محليا من زيارته للولايات المتحدة.
لكن هذا الانتصار، حسب جبارين، هو انتصار لحظي مؤقت، لافتا إلى أنه نجح من خلال هذه الزيارة في زيادة شعبيته حتى بين معارضيه، مستفيدا من التصفيق الحار له في الكونغرس والذي خفف وطأة العزلة الدبلوماسية التي تعرضت لها إسرائيل خلال الأشهر السبعة السابقة.
ويرى جبارين أن نتنياهو حرص في زيارته لواشنطن على اتخاذ مسافة متساوية من كل الأطراف، خاصة بعد خلط الأوراق الذي قام به بايدن بانسحابه من السباق الانتخابي، مشيرا في هذا السياق إلى لقائه مع بايدن وهاريس الذي وُصف بالفتور.
وأكد جبارين أن نتنياهو يدرك جيدا تداعيات الحالة السياسية بالولايات المتحدة على الوضع داخل إسرائيل أكثر مما تدركه الولايات المتحدة نفسها، لافتا إلى أن الغالبية في إسرائيل يدركون أنه يعمل وفق مصالحه الشخصية، وليس وفق مصالح إسرائيل.
تحقيق الصفقة وارد
في حين، ذهب المسؤول السابق في الخارجية الأميركية وليام لورانس إلى أن التصفيق لنتنياهو في الكونغرس لم يكن ذا دلالة حقيقية، حيث إن معظم من وقفوا وصفقوا لم يكونوا من أعضاء الكونغرس بل من العاملين والموظفين، في حين لم يصفق له معظم الديمقراطيين.
وأكد لورانس أن تحقيق الصفقة وارد، لكنه غير متفائل في ظل استمرار نتنياهو في تلاعبه المعتاد، مضيفا أن قوة نتنياهو ليست في صحة موقفه بل في عناده والصلاحيات التي يمنحها له النظام في إسرائيل، كما أنه يعلم أنه بمجرد أن تتوقف الحرب سيتعرض مستقبله للخطر.
وأشار لورانس إلى أن التقارير اليوم حول لقاء نتنياهو وهاريس كانت أكثر سلبية مما سمعناه علنا، حيث استخدمت هاريس لغة مشفرة، وعندما تستخدم مصطلح "المحادثات كانت صريحة" فهذا يعني أنها كانت صعبة وواضحة، وتخلو من المجاملات.
وأوضح أنه لو كان نتنياهو من السياسيين التقليديين ويستمع للعقلاء داخل دولته وفي واشنطن، لكان بإمكانه تحقيق الكثير من النقاط مع الديمقراطيين بالموافقة على المرحلة الأولى من صفقة وقف إطلاق النار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أن نتنیاهو إلى أن
إقرأ أيضاً:
ميزة أندرويد الجديدة تثير الجدل.. التقنية التي ستنقذك في لحظات الطوارئ
أعلنت شركة جوجل عن إطلاق ميزة جديدة في هواتف أندرويد تهدف إلى تعزيز الدعم في حالات الطوارئ من خلال تمكين المستخدمين من مشاركة بث فيديو مباشر مع مستجيبي الطوارئ أثناء مكالمات 911 في الولايات المتحدة.
أندرويد تطلق ميزة "فيديو الطوارئ المباشر" لدعم المكالمات الطارئةتتيح الميزة لمستجيبي الطوارئ استخدام الفيديو المباشر للإرشاد في حالات الطوارئ مثل الإنعاش القلبي الرئوي CPR أو تقديم الإسعافات الأولية حتى وصول فرق الطوارئ، مما يساعد في تقديم الدعم الفوري في المواقف التي تتطلب تدخلا سريعا.
كما ستكون الميزة مفيدة في الحالات التي يصعب فيها على الشخص المتصل وصف الوضع بدقة بسبب التوتر أو الضغوط النفسية، مثل حالات الفقدان أو الحوادث.
خلال مكالمة الطوارئ، يمكن لمستجيب الطوارئ إرسال طلب للمكالمة للحصول على الفيديو المباشر، ويجب على المتصل الموافقة قبل بدء البث.
وسيتم تشفير الفيديو بشكل افتراضي لضمان خصوصية البيانات، مع إمكانية إيقاف البث في أي وقت يختاره المتصل.
تشبه هذه الميزة إلى حد كبير "فيديو الطوارئ المباشر" التي أطلقتها شركة آبل لمستخدمي آيفون في عام 2024، والتي تتيح للمستخدمين مشاركة فيديو مباشر أو صور وفيديوهات من مكتبة الصور.
وقال أليستير بريز، مهندس البرمجيات في أندرويد: "الميزة الجديدة ستتوفر أولا على منصات السلامة في الولايات المتحدة مثل RapidSOS وMotorola Solutions وPrepared911، بدءا من اليوم".
وأضاف أن الميزة تتطلب هاتف أندرويد يعمل بنظام Android 8 أو أحدث مع تفعيل خدمات جوجل بلاي.
جدير بالذكر أن شركة جوجل أعلنت مؤخرا عن تحديث جديد يتيح لخدمة Quick Share العمل مباشرة مع AirDrop من آبل، في خطوة مفاجئة لكنها مرحب بها بشدة، ما يمكن المستخدمين من نقل الصور والملفات بسهولة أكبر بين هواتف أندرويد وآيفون.
وتتوفر الميزة بداية على سلسلة Pixel 10، مع دعم كامل لأجهزة آيفون وiPad وmacOS، على أن تصل لاحقا لمزيد من أجهزة أندرويد.