منع تصوير واعتداءات على صحفيين أثناء تغطيتهم للقصف في الضاحية الجنوبية لبيروت
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
فرض حزب الله طوقا أمنيا محكما في محيط المنطقة التي استهدفها القصف الإسرائيلي بعد ظهر الأربعاء، في حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، ومنع وصول الصحفيين والتصوير والتجمع في الموقع.
وتعرض عدد من الصحفيين لاعتداءات متفرقة ومضايقات خلال محاولتهم نقل الصورة والوصول إلى مكان القصف الذي أغلق بشكل كامل، في ظل زحمة خانقة في الطرقات والأحياء المحيطة والمؤدية إلى المكان الذي تعرض للقصف.
وانتشرت دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمجموعات لعدم التوجه إلى مكان القصف ومنع التجمع، فيما رُصد تجمهر لمجموعات من الشبان التي أطلقت هتافات موالية لحزب الله من مكان القصف، بحسب ما نقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.
وطالت الاعتداءات مراسلين ومصورين من بينهم مصور قناة mtv المحلية، داني طانيوس، الذي تعرض لضرب مبرح، إضافة إلى مراسلة القناة نوال بري التي منعت من إكمال رسالتها، كما تعرض مراسل قناة الجزيرة القطرية في بيروت لمضايقات ومنع تصوير في مكان الحادثة حيث أجبر بدوره على وقف رسالته.
اعتداء شباب من الضاحية الجنوبية لفريق عمل الMTV — نوال برّي و المصور داني طانيوس @MTVLebanonNews @MTVLebanon @berrynawal pic.twitter.com/2mzG25xcd5
— Andrews (@andrewsabaphoto) July 30, 2024
ولم تتمكن فرق صحفية عدة من الوصول لتغطية الحدث في المكان الذي يعتبر منطقة أمنية مغلقة تحت سلطة حزب الله، وإحدى أبرز مناطق نفوذه وسيطرته حيث يقع العديد من المراكز المعلنة له مثل مركز "مجلس الشورى" وغيرها، التي يمنع فيها التصوير والعمل الصحفي حتى في الحالات الطبيعية، دون التنسيق والحصول على إذن مرفق، وصولاً إلى الإشراف على المحتوى المصور.
لحظة ضرب مذيعة MTV نوال بري pic.twitter.com/H3LhfqHFnQ
— ₿ ܡܐܪܝܘ???????????????????????? (@MarioLeb79) July 30, 2024
في تعليقه لموقع "الحرة" على الاعتداءات المسجلة، دان المسؤول الإعلامي في مؤسسة "عيون سمير قصير" (سكايز) المعنية بتسجيل وتوثيق الانتهاكات التي تطال الصحفيين وحقوقهم، جاد شحرور، الاعتداءات التي تطال الصحفيين "خاصة وهم يقومون بواجبهم ومهمتهم في نقل الواقع وما يجري على الأرض في ظل هذه الظروف الصعبة."
وتابع "خلال الحروب والنزاعات، هناك حسابات يجب الأخذ بها على الأرض ويفترض بالقنوات والوسائل الإعلامية أن يكون لديها مستشارون أمنيون ينصحون بكيفية التعامل مع كل حدث حسب المنطقة والاعتبارات الاجتماعية وغيرها. وللأسف هذا الأمر غير معمول به في القنوات المحلية في لبنان، مما يزيد الخطر على المراسلين الذين يتوجهون إلى مناطق الخطر، مثلما شهدنا اليوم ما حصل في الضاحية الجنوبية لبيروت".
في المقابل، دعا شحرور الناس في كل المناطق أن يتقبلوا عمل الصحفي لاسيما في هذا الوقت، وأن يفهموا بأن مهمته هي نقل الواقع والصورة، "حتى لو كان هناك اختلاف مع توجهات أو سياسات الوسيلة الإعلامية، خاصة أن العمل الصحفي في الحروب هو ميداني أكثر مما هو سياسي".
ولكن في نهاية الأمر "هذه مناطق خاضعة لسلطة أمنية حزبية"، بحسب شحرور، "حيث يشعر السكان فيها بأنهم مسؤولون بدورهم عن نوع من الحماية الأمنية، مما يولد هذا النوع من الاعتداءات المرفوضة والمدانة".
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في بيان أنه "نفذ ضربة محددة الهدف في بيروت على القيادي المسؤول عن قتل الأطفال في مجدل شمس، وقتل العديد من المدنيين الإسرائيليين الآخرين".
وأفادت مراسلة "الحرة" بأن المبنى المستهدف مؤلف من طابقين، وقد دمر بشكل كامل، وأن الغارة تم تفيذها بطائرة من دون طيار أطلقت 3 صواريخ.
وحسب مراسل "الحرة"، كان القصف دقيقا ومشابها للقصف الذي تم من خلاله استهداف قيادي في حماس بالضاحية سابقا، إذ تم تدمير جانب واحد من مبنى مكون من نحو 8 شقق.
وأفادت وكالة فرانس برس عن مقتل شخص نتيجة الغارة الإسرائيلية، فيما نقل عشرات الجرحى إلى المستشفيات، التي سجل فيها طلب كبير للتبرع بالدم من جميع الفئات.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
مندوب سوريا: الاعتداءات الإسرائيلية محاولة لإذكاء الفتنة وفرض واقع احتلالي
قال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك، إن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على بلاده "محاولة لإذكاء الفتنة وفرض واقع احتلالي جديد".
جاء ذلك خلال كلمته في مجلس الأمن، مساء الاثنين، حول "الحالة في الشرق الأوسط"، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وقال الضحاك، إن "الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية تقوض الجهود الرامية للنهوض بسوريا، وتحقيق آمال وتطلعات شعبها".
وأوضح أن "كيان الاحتلال الإسرائيلي يواصل العمل لفرض واقع احتلالي جديد، من خلال محاولة ضرب الوحدة الوطنية السورية، وإذكاء نار الفتنة، وعرقلة الجهود الرامية لترسيخ الأمن والاستقرار".
وطالب "مجلس الأمن والأمم المتحدة وأمانتها العامة بإدانة الاعتداءات الإسرائيلية، ومنع تكرارها، وإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها بموجب اتفاق فض الاشتباك عام 1974، وسحب قواتها من الأماكن التي توغلت فيها على مدى الأشهر الماضية، وإنهاء احتلالها للجولان السوري، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
وبشأن أحداث محافظة السويداء جنوبي البلاد، قال الضحاك، إن "الحكومة السورية وإذ تُعرب عن أسفها للأحداث الدامية المؤلمة التي شهدتها محافظة السويداء، فإنها ترفض وبشكل قاطع محاولات كيان الاحتلال استغلال تلك الأحداث لشن العدوان".
وعلى مدار أسبوع وتحت ذريعة "حماية الدروز"، استغلت إسرائيل التوترات التي اندلعت في السويداء وصعدت عدوانها على سوريا، بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين عشائر بدوية ومجموعات درزية، قبل أن يتم احتوائها باتفاق وقف إطلاق نار في 19يوليو/ تموز الجاري.
ومنذ الإطاحة بنظام بشار الأسد أواخر 2024، تشن إسرائيل غارات جوية على سوريا أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين، ودمرت مواقع عسكرية وآليات للجيش السوري.
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد بعد إسقاط الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين.
في السياق، أشار الضحاك إلى أن "الحكومة السورية نجحت بالتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة في إجلاء موظفي الأمم المتحدة والرعايا الأجانب بشكل آمن (من السويداء)، رغم البيئة الأمنية المتقلبة وعالية المخاطر".
وشدد على "التزام الحكومة السورية بضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المتضررين، ودعم عمليات تقييم الاحتياجات المشتركة التي يجريها الهلال الأحمر العربي السوري في محافظتي السويداء ودرعا (المحاذية)، وإعادة تأهيل مرافق الخدمات العامة وخاصةً الكهرباء والمياه".
المندوب السوري لفت إلى "تعهد الحكومة بملاحقة ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات التي شهدتها محافظة السويداء".
ومنذ مساء 19 يوليو الجاري، يسود في محافظة السويداء اتفاق لوقف إطلاق النار، هو الرابع بعد انهيار الاتفاقات الـ3، جراء تجدد الاشتباكات وإقدام مجموعة تابعة لحكمت الهجري، أحد مشايخ عقل الدروز، على تهجير عدد من أبناء عشائر البدو وارتكاب انتهاكات بحقهم.
وتبذل الإدارة السورية الجديدة جهودا مكثفة لضبط الأمن في البلاد، منذ الإطاحة في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 بنظام الرئيس بشار الأسد بعد 24 سنة في الحكم.