وول ستريت جورنال: اغتيال إسرائيل لـ هنية في إيران يهدد بحرب إقليمية واسعة النطاق
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
حذرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية من خطورة التحركات الإسرائيلية وآخرها اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية في إيران بعد حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم التوترات الإقليمية ويهدد بحرب واسعة النطاق.
وأوضحت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأربعاء أن اغتيال هنية، الذي يمثل أعلى رتبة لمسؤول سياسي في حماس تم اغتياله منذ بدء الحرب في قطاع غزة منتصف أكتوبر الماضي، جاء بعد ساعات فقط من إعلان إسرائيل أنها قتلت أحد كبار قادة حزب الله في بيروت، وهي الضربة التي كانت بالفعل تهدد بتوسيع الحرب في غزة إلى ما هو أبعد من القطاع إلى الشرق الأوسط الأوسع.
وأشارت إلى أن مقتل هنية على أراضي إيران، التي تدعم حماس وحزب الله، قد يؤدي إلى تصعيد التوترات الإقليمية في الوقت الذي تدفع فيه الولايات المتحدة، إسرائيل وحماس إلى الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة.
وأضافت الصحيفة أن اغتيال هنية سيُنظر إليه على أنه فوز كبير لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تعهد بالقضاء على قادة حماس لشنهم هجوما في السابع من أكتوبر الماضي على إسرائيل، حيث قتل 1200 شخص، الأمر الذي أدى إلى هجوم إسرائيلي واسع النطاق على قطاع غزة في اليوم التالي أسفر عن مقتل أكثر من 39 ألف شخص في القطاع.
وأشارت إلى أنه طوال الحرب في غزة، كان يُنظر إلى زعيم حماس في القطاع، يحيى السنوار، باعتباره صانع القرار الرئيسي، لأنه كان الأقرب إلى الجناح العسكري للجماعة لكن هنية كان يُنظر إليه أيضًا على أنه صانع قرار مهم في قيادة حماس التي تحركها الإجماع، ومن المرجح أن يؤدي موته إلى تعقيد محادثات وقف إطلاق النار الدقيقة التي توسطت فيها الدول العربية.
وتابعت أن هنية كان قريبًا من المؤسس الروحي لحركة حماس، الشيخ أحمد ياسين، وترقى في صفوف الحركة، ليصبح أولاً زعيمًا في غزة، قبل أن يتولى القيادة العامة للجناح السياسي للجماعة في عام 2017.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل لم تعلق على الفور على اغتيال هنية، إلا أنها أعلنت سابقا أنها ستستهدف قادة حماس لشنهم هجمات 7 أكتوبر التي أشعلت الحرب في غزة.لافتة إلى أن مقتل هنية في طهران بعد يوم من تنصيب الرئيس الإيراني الجديد تسبب في دفع بعض وسائل الإعلام الإيرانية ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي إلى المطالبة برد قوي من قيادتهم.
ووفقا للصحيفة، أدانت الجماعات المدعومة من إيران، بما في ذلك الحوثيون المتمركزون في اليمن والجهاد الإسلامي الفلسطيني، عملية القتل، فيما وصفت السلطة الفلسطينية المتمركزة في الضفة الغربية وهي أحد المنافسين السياسيين لحماس عملية القتل بأنها "عمل جبان".
ومن بين القيادة السياسية لحماس، قتلت إسرائيل نائب هنية صالح العاروري في ضربة مستهدفة في بيروت في يناير الماضي. وفي أبريل، قتلت إسرائيل ثلاثة من أبناء هنية بغارات جوية في اليوم الأول من عطلة عيد الفطر، وقالت حماس إن سبعة أشخاص استشهدوا في الضربة، بما في ذلك أربعة من أحفاد هنية.
واختتمت "وول ستريت جورنال" تقريرها مؤكدة أن موت هنية يشير إلى مرحلة جديدة من الصراع في غزة، والذي يعد بالفعل الأكثر دموية على الإطلاق بين إسرائيل والفلسطينيين، فيما زادت التوترات بين إسرائيل وحزب الله(حليف حماس) حيث يتبادل الطرفان بانتظام إطلاق النار عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
اقرأ أيضاًالحكومة الفلسطينية تدين اغتيال هنية وتدعو الشعب لمزيد من الوحدة والصمود في وجه الاحتلال
الرئيس الفلسطيني عن اغتيال إسماعيل هنية: «عمل جبان وتطور خطير»
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين حماس اسماعيل هنية اغتيال اسماعيل هنية اغتیال هنیة الحرب فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
تحول اليابان من لاعب سلمي إلى قوة هجومية.. سباق تسلح آسيوي ينذر بحرب عالمية
تشهد اليابان اليوم واحدة من أكثر اللحظات حساسية في تاريخها الحديث، مع انتقال سياساتها الدفاعية من مرحلة الانكفاء التاريخي الذي فرضته بعد الحرب العالمية الثانية إلى استراتيجية إعادة تسلح واضحة وواسعة النطاق.
هذا التحول لا يأتي في فراغ، بل يتزامن مع مشهد إقليمي بالغ التعقيد في المحيط الهادئ، حيث تتقاطع التوترات بين الصين والولايات المتحدة، وتتزايد المخاوف من خطوات عسكرية مفاجئة من كوريا الشمالية، بينما تواصل روسيا توسيع حضورها في شرق آسيا على وقع حربها في أوكرانيا.
في هذا السياق المشحون، أعلنت طوكيو عن خطوة كبرى بشراء 400 صاروخ توماهوك أمريكي الصنع، وهو قرار ينظر إليه كأحد أبرز مظاهر التحول في العقيدة الدفاعية اليابانية التي طالما التزمت بـ”الدفاع الذاتي” وعدم امتلاك أسلحة قادرة على الضرب بعيد المدى.
ويأتي ذلك بالتوازي مع توسع غير مسبوق في التحالفات العسكرية اليابانية، سواء مع الولايات المتحدة أو عبر شراكات أمنية جديدة مع دول في جنوب شرق آسيا والهند وأستراليا، في محاولة لبناء شبكة ردع واسعة في مواجهة ما تصفه تقارير الدفاع اليابانية بأنه “أخطر بيئة أمنية تواجهها البلاد منذ عقود”.
وتشير وثائق الأمن القومي اليابانية الأخيرة إلى أن الصين تمثل التهديد الأكبر، خاصة مع تصاعد الأنشطة العسكرية الصينية حول جزر سينكاكو المتنازع عليها، إلى جانب القلق من البرنامج الصاروخي لكوريا الشمالية، وتعزيز موسكو لقدراتها البحرية في أقصى الشرق.
خبير سياسي: اليابان لم تعد لاعبًا سلميًا ونهجها العسكري قد يشعل صراعًا عالميًاقال الخبير السياسي سعيد الزغبي في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن “اليابان لم تعد ذلك اللاعب السلمي الذي اعتدناه لعقود، بل تحولت إلى طرف قادر على إشعال صراع عالمي إذا استمرت في نهجها العسكري التصاعدي”.
وأكد الزغبي أن “شراء طوكيو لـ400 صاروخ توماهوك بقيمة تتجاوز 2.3 مليار دولار لا يمكن تفسيره على أنه دفاعي، بل هو تحول واضح نحو استراتيجية الضربة الأولى، بتشجيع أمريكي يرى في بحر الصين الجنوبي بيرل هاربر جديدة”.
وأضاف أن “تقرير دفاع اليابان 2025 الذي يصنف الصين وروسيا وكوريا الشمالية كـ«أكبر تهديد منذ الحرب العالمية الثانية» يعكس عقلية هجومية أكثر مما يعكس رداً على تحرشات صينية بجزر سينكاكو”.
وأشار الزغبي إلى أن “ارتفاع ميزانية الدفاع اليابانية إلى 9.9 تريليون ين بحلول 2027 هو جزء من مخطط أمريكي لتحويل اليابان إلى الرمح الآسيوي في الحرب الباردة الجديدة، وليس مجرد تحديث عسكري تقليدي”.
وشدد على أن “اليابان اليوم تبيع للعالم صورة السلام بينما تبني على الأرض «حاملة طائرات غير غارقة» في أوكيناوا، وتجري تدريبات مكثفة مع واشنطن ولندن وكانبرا، في إطار تحويلها إلى العمود الفقري لتحالف AUKUS الموسع”.
واعتبر الزغبي أن “السيناريو الأخطر يتمثل في هجوم صيني محتمل على تايوان، يجر اليابان للرد بصواريخ Type-12، ما سيدفع واشنطن للتدخل ويستدعي روسيا شريكة بكين، وهنا قد نجد أنفسنا أمام شرارة حرب كونية تشمل خمس قوى نووية”.
وحذر قائلاً: “اليابان قد تصبح أوكرانيا الشرق الأقصى في 2025 إذا انشغلت الولايات المتحدة بجبهات أخرى مثل إيران أو أوكرانيا”.
وأوضح أن “اليابان ليست الجاني الخالص، بل الضحية المفترسة، فهي خائفة من تمدد الصين في بحر الصين الجنوبي، لكنها في الوقت نفسه تنزلق إلى تحالفات قد تجرها إلى حرب ليست حربها، خصوصاً مع تطبيعها المتزايد مع إسرائيل”.
وأردف الزغبي أن “التحركات اليابانية قد تمنع هجوماً صينياً قريب المدى، لكنها في الوقت نفسه تزرع بذور صراع طويل الأمد يزداد خطراً مع تحالف موسكو بيونج يانج”.
واختتم الخبير تصريحه قائلاً: “اليابان لن تشعل الحرب العالمية الثالثة وحدها، لكنها ستكون بوابتها إذا فشل الحوار، والمطلوب الآن ليس مزيداً من الردع، بل دبلوماسية جريئة تمنع «بيرل هاربر 2.0» قبل أن تقع الكارثة”.