شبكة اخبار العراق:
2025-12-06@15:50:37 GMT

قدر العراق أن يكون قربانا

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

قدر العراق أن يكون قربانا

آخر تحديث: 31 يوليوز 2024 - 11:18 صبقلم: سمير داود حنوش لا يُعرف إن كان ثرثرة كلام أم سيناريو يجري ترتيبه خلف الكواليس، في كل الأحوال فقد توزعت ردود أفعال العراقيين حول تغريدة نشرها المدون الإسرائيلي إيدي كوهين على منصة إكس يحذر فيها الميليشيات العراقية من أن ميناء البصرة سيلاقي نفس مصير ميناء الحديدة إذا أطلقت صواريخها نحو إسرائيل، ورغم أن التغريدة لاقت سخرية واستهزاء من بعض العراقيين، إلا أن البعض الآخر وجدها فرصة للتمعّن ودراسة ما خلف هذه التغريدة.

مفاجآت سياسية من النوع الثقيل بدأ يسجلها المشهد الدولي الذي سيجعل العراق مُرغما على الدخول في دوامته، كانت أولاها انتخاب الرئيس الإصلاحي الإيراني الجديد مسعود بزشكيان في وقت أربك حسابات القوى الفصائلية التي تهيمن على المشهد السياسي في العراق. ويدعو مسعود بزشكيان إلى سياسة أكثر تسامحا وانفتاحا على الغرب وضرورة عدم البقاء في القفص إلى الأبد. وهو ما يشير إلى توجه يحمل في عمقه تغيرا في الإستراتيجية الإيرانية التي قد تمتد إلى منطقة الشرق الأوسط، لكن ذلك لا يمنع إيران من استخدام أذرعها الموجودة في المنطقة لتنفيذ غاياتها ومآربها وتحقيق منافع حتى ولو على حساب شعوب المنطقة، فقد صرّح القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي في ملتقى قادة القوات البرية للحرس الثوري بأن “نشاطات المقاومة التي يقوم بها حزب الله في العراق وحزب الله اللبناني وعملية الوعد الصادق، هي أحداث كبرى ستغير تدريجيا الخارطة السياسية للعالم الإسلامي وغرب آسيا”.ماذا لو عاد ترامب إلى الرئاسة في البيت الأبيض ومكتبه يحتفظ بمذكرة القبض التي أصدرها بحقه القضاء العراقي بتهمة اغتيال قاسم سليماني وأبومهدي المهندس، وكيف سيتعامل الرئيس الجديد للولايات المتحدة مع ذلك الموقف العراقي الذي صدر ضده؟ وهل من المعقول ألّا يرد الصفعة لتشمل النظام السياسي برمته؟ بعد تغريدة السفيرة الأميركية في بغداد إلينا رومانوسكي بشأن الحوار الجاري بين العراق والولايات المتحدة وعدم تطرقها إلى ملف الانسحاب، فيما أشارت إلى الجهود المبذولة لتعزيز التعاون الأمني الثنائي والعلاقات العسكرية، التي تعكس التزام الولايات المتحدة الدائم بدعم سيادة العراق وأمنه واستقراره وبقراءة أولية للبيان، تظهر سذاجة من يقول إن القوات الأميركية ستخرج من العراق، كما يظهر تراجع الأصوات الداعية إلى انسحاب القوات الأميركية من العراق خصوصا إذا جلس في البيت الأبيض رئيس مثل ترامب. معادلة “ميناء الحديدة مقابل تل أبيب” قد تستدرج دولا أخرى إلى الصراع، فقد أكد الأمين العام لحركة النجباء العراقية أكرم الكعبي أنّ الهجوم الإسرائيلي على الميناء اليمني “لن يُترك من دون رد وعقاب”، ما عزز انتهاء مهلة الأربعة أشهر التي أُعطيت لوقف عملياتها ضد الأميركان، من أجل إعطاء المبادرة للحكومة العراقية للتفاوض مع الأميركان لغرض خروجهم من العراق. والدليل على انتهاء الهدنة هو الصواريخ التي انهالت على قاعدة عين الأسد معلنة البدء بفصل جديد من الاشتباك. انقلاب الفصائل المسلحة على الحكومة العراقية وتعهداتها بالالتزام بوقف الهجمات سيدفع الإدارة الأميركية إلى أخذ زمام المبادرة والتعامل مع الموقف بإرادة أميركية بحتة ودون اللجوء إلى الحكومة العراقية، ما قد يعيد إلى الأذهان محاولات الاستهداف الأميركي للفصائل وقادتها بشكل أو آخر وعلى الأراضي العراقية. اللوبي الأميركي الذي تبنّى اتهام نتنياهو بأن إيران تموّل الاحتجاجات داخل أميركا، يجعلنا نستعيد الذاكرة للأحداث التي سبقت إسقاط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، عندما تم التحشيد الإعلامي ومن ورائه العسكري لضرب العراق. نتنياهو يريد من عنوان اتهام إيران بالاضطرابات أن يجعل كرة الثلج تكبر، ليصنع رأيا عاما ضد إيران عندما يحين موعد الحرب بين حزب الله اللبناني وإسرائيل. الشرق الأوسط يعيش على صفيح ساخن، ينتظر شرارة صغيرة لاندلاع حريق قد يأكل الأخضر واليابس، يكون وقوده العراق ودولا في المنطقة لا ناقة لها سوى حركات بهلوانية يُراد لها التأثير في السياسة لصالح إيران التي تلعب بالبيضة والحجر، وهي على استعداد لحرق العراق بأكمله من أجل عيون نظامها. فهل سيكون مصير العراق مثل مصير الحديدة؟ نتمنى ونرجو غير ذلك.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

رويتر:استقرار العراق وتقدمه بتحريره من إيران

آخر تحديث: 6 دجنبر 2025 - 10:53 صبغداد/ شبكة أخبار العراق- كشف تقريرا صدر من وكالة رويتر يوم أمس، حين نقلت عن تسعة مسؤولين أمريكيين قولهم إن واشنطن “تشعر أن بغداد لا تقوم بما يكفي لمعالجة مسألة الفصائل الموالية لإيران، وإن الوقت قد حان لرفع مستوى الضغط الدبلوماسي والاقتصادي بما يضمن حماية مصالح الشركات الأمريكية”، وهو نص جوهري يكشف عن لغة مباشرة وغير معتادة في التواصل بين واشنطن وبغداد، لغة تُبنى على فكرة أن الولايات المتحدة لم تعد تنظر إلى العراق باعتباره حليفاً متردداً يمكن التفاهم معه من خلال رسائل هادئة، بل باعتباره دولة عليها أن تقدّم خطوات واضحة على الأرض، وأن غياب هذه الخطوات سيؤدي إلى إجراءات أمريكية أكثر صعوبة، بعضها مالي وبعضها سياسي، ضمن سياق أوسع لإعادة ترتيب ساحات النفوذ في الشرق الأوسط بعد الضربات التي تعرضت لها المنشآت النووية الإيرانية.ووفقاً لنص رويترز، فإن “الولايات المتحدة وبعد حملة من الضغط الدبلوماسي والتهديد بالعقوبات، نجحت في إقناع بغداد بعقد اتفاق مع أربيل لإعادة فتح خط نقل النفط عبر ميناء جيهان التركي”، وهو توصيف بالغ الأهمية لأنه يشير صراحة إلى أن واشنطن استخدمت الضغط الدبلوماسي والاقتصادي وليس الحوار التقليدي، مما يعني أن الإدارة الأمريكية باتت مقتنعة بأن أدوات الضغط المالي – وخصوصاً ما يتعلق بالدولار والتحويلات وعقوبات الخزانة – هي الأكثر فعالية في تغيير السلوك السياسي العراقي، وأن هذه الأدوات يمكن أن تحقق نتائج أسرع من التفاهمات الأمنية أو الحوارات طويلة الأمد، لا سيما في ظل تعقّد المشهد السياسي العراقي وتعدد مراكز القرار وضعف القدرة على فرض سياسات موحدة في ملفات الطاقة والأمن واللامركزية المالية. وفي المقابل، فإن طهران – رغم التحديات التي تواجهها داخلياً وخارجياً – لا تزال تمتلك أدوات ضغط قادرة على التأثير المباشر في استقرار العراق، بدءاً من شبكات الفصائل التي يمكن أن تدخل على خطوط الطاقة متى ما أرادت إرسال رسائل سياسية، وصولاً إلى اعتماد بغداد شبه الكامل على الغاز الإيراني لتشغيل محطات الكهرباء، وهو ما يجعل أي توتر بين الطرفين يتحول فوراً إلى أزمة كهربائية داخل العراق، وهي أزمة تستطيع طهران استخدامها لتعديل السلوك الحكومي في أي لحظة، كما أن طبيعة العلاقة المعقدة بين الأحزاب الشيعية العراقية وإيران تمنح طهران مساحة تأثير داخل المؤسسات التنفيذية والتشريعية لا تستطيع واشنطن الوصول إليها بسهولة، وهذا التناقض بين النفوذ الأمريكي الاقتصادي والنفوذ الإيراني الحزبي والأمني يجعل من العراق نقطة التقاء بين قوتين تتعامل كل منهما مع البلاد وفق حسابات تتجاوز بكثير احتياجات المجتمع العراقي نفسه.ومع تراكم هذه الضغوط، تصبح الحاجة إلى تحديد استراتيجية عراقية متماسكة أشبه بالحاجة إلى إعادة تعريف الدولة نفسها، لأن استمرار الوضع الحالي يعني أن بغداد ستبقى رهينة ردود الأفعال، تتحرك تحت ضغط الأزمات المتتالية بدلاً من صياغة رؤية شاملة تمنحها القدرة على إدارة ملفات الطاقة والسيادة والسلاح ضمن سياق وطني يعلو فوق الحسابات الفصائلية والحزبية، وهذا يتطلب – قبل أي شيء – إدراك الطبقة السياسية أن مرحلة التفاهمات العامة لم تعد كافية، وأن الولايات المتحدة وإيران تتعاملان اليوم مع العراق ضمن معادلة “الضغط مقابل السلوك”، وأن أي فراغ في القرارات العراقية سيُملأ بطريقة تلقائية من قبل إحدى القوتين، مما يضع البلاد أمام سيناريوهات خطرة تبدأ من اضطراب سوق الدولار ولا تنتهي عند حدود تعطيل مشاريع الطاقة الكبرى، خصوصاً في ظل حساسية المرحلة الحالية وتزايد المخاوف من صراعات إقليمية قد تنتقل آثارها مباشرة إلى الداخل العراقي. وما يجعل المشهد أكثر تعقيداً هو أن رويترز لم تقدم تقريرها بوصفه تسريباً عابراً، بل بوصفه وثيقة تعكس مزاجاً سياسياً جديداً في واشنطن، مزاجاً يربط بين الدعم الأمريكي للعراق وبين قدرة بغداد على ضبط الساحة الأمنية وحماية الاستثمارات، وهذا الربط يمثل تحولاً مهماً لأن الولايات المتحدة كانت تتعامل سابقاً مع العراق من منظور أمني–استراتيجي أوسع، أما اليوم فهي تتعامل معه من منظور اقتصادي–تنفيذي مباشر، وترى في مشاريع النفط والغاز والأنابيب وحرية حركة الشركات ركائز أساسية لعلاقتها مع العراق، وهو تغيير جوهري ينعكس على طبيعة الخطاب الأمريكي، حيث تنتقل واشنطن من الحديث عن “الشراكة الاستراتيجية” إلى الحديث عن “العائد على الاستثمار”، وهذه لغة غير معتادة في سياق العلاقات الدولية، لكنها أصبحت اليوم لغة طبيعية في ملفات الطاقة والنفوذ.ومن دون اتخاذ خطوات عراقية واضحة تعيد تنظيم العلاقة مع الطرفين – واشنطن وطهران – ضمن إطار مصلحة وطنية لا يخضع لردود الأفعال أو الحسابات الضيقة، سيظل العراق معرضاً لمزيد من الضغوط التي قد تتوسع خلال الأشهر المقبلة، خصوصاً إذا اشتد التوتر الإيراني–الأمريكي في ساحات أخرى، أو إذا تعرضت منشآت الطاقة مجدداً لهجمات تغير طريقة تعامل الشركات الدولية مع العراق، مما قد يخلق سلسلة من الأزمات المتتابعة تبدأ من تراجع الاستثمار ولا تنتهي عند اضطرابات سوق العملة أو تراجع الإنتاج النفطي، وهذه كلها سيناريوهات واردة تشير بوضوح إلى أن البلاد بحاجة ماسة إلى قرار سياسي مركزي يعيد تعريف مفهوم السيادة بما يتجاوز المعنى التقليدي للقوة العسكرية ليشمل السيطرة الفعلية على الاقتصاد والطاقة والسلاح، لأن الدولة التي لا تمتلك قرارها المالي ولا تتحكم في أمنها الداخلي ولا تفرض شروطها على الاستثمارات الأجنبية ستجد نفسها – مهما حاولت – في موقع المتلقي للقرارات وليس صانعها.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الأمريكية:العراق تحت حكم خونته لصالح إيران وأذرعها في المنطقة
  • السفارة العراقية في القاهرة تحتفل بيوم النصر بحضور دبلوماسي رفيع
  • بيان الخارجية الأميركية يفضح بغداد.. تراجع قرار التجميد لم يكن خطئأ إداريا بل تراجعا
  • رويتر:استقرار العراق وتقدمه بتحريره من إيران
  • الرئاسة العراقية تنفي علمها أو مصادقتها على إدراج أنصار الله وحزب الله ضمن قوائم الإرهاب
  • مكافأة 10 ملايين دولار.. من هي حسناء إيران التي تبحث عنها أمريكا (فيديو)
  • كيف نقرأ قرار الحكومة العراقية بتصنيف (حزب الله وأنصار الله) ضمن المنظمات الإرهابية؟
  • تركيا تعتزم الاستثمار في حقول الغاز الأميركية
  • الحكومة العراقية تتراجع.. قرار رسمي بتصحيح "قائمة الإرهاب"
  • أمير قطر: الاحتلال لا يمكن أن يكون سلميا.. والوقت حان لإنهائه