«الرواق الأزهري بالسويس.. رسالة متجددة لخدمة الطفل والمرأة والشباب وتعزيز الهوية الوسطية»
تاريخ النشر: 6th, December 2025 GMT
يواصل الرواق الأزهري بمحافظة السويس جهوده المتميّزة في تقديم باقة واسعة ومتنوعة من الأنشطة العلمية والدينية والمجتمعية، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، في إطار دور الأزهر الراسخ في نشر الفكر الوسطي وتعزيز الهوية الإسلامية الصحيحة في مختلف ربوع الوطن.
ويعكس استمرار هذه البرامج حرص الأزهر على الوصول إلى كل فئات المجتمع وتلبية احتياجاتهم من المعرفة الدينية واللغوية والتربوية، من خلال رواق متكامل أصبح نافذة مهمة للتعلم والتوعية والتثقيف.
رواق القرآن الكريم.. غرس الإيمان في الصغار وربط الكبار بالقرآن
يقدّم الرواق برامج متخصصة في حفظ وتجويد القرآن الكريم، تستهدف الأطفال والكبار على حد سواء، بهدف غرس قيم الإيمان في نفوس النشء وربط الأجيال بالقرآن الكريم منهجًا وأسلوب حياة، مع توفير بيئة تعليمية تراعي قدرات المشاركين ومستوياتهم.
رواق العلوم الشرعية والعربية.. تأصيل معرفي من منبع أصيل
يمثل هذا الرواق النواة الأساسية لأنشطة الرواق الأزهري، إذ يقدم دروسًا ومحاضرات في:
الفقه
التفسير
الحديث الشريف
السيرة النبوية
اللغة العربية
وذلك بهدف ترسيخ المفاهيم الدينية الصحيحة لدى الدارسين وتزويدهم بعلوم شرعية موثوقة ومنهج أزهري وسطي.
ملتقيات نوعية لمعالجة قضايا المجتمع
تتجه الملتقيات العلمية والفكرية التي ينظمها الرواق نحو معالجة تحديات المجتمع وقضاياه المعاصرة، مع تركيز خاص على الفئات الأكثر احتياجًا للدعم والتوجيه:
• الطفل:برامج تهتم ببناء الشخصية الأخلاقية والتربوية، وتعزيز الانتماء الوطني، وتنمية الوعي بالقيم الدينية المعتدلة.
• المرأة:ملتقيات تتناول دورها في الأسرة والمجتمع، وقضايا الوعي الأسري، وتوفير الدعم المعرفي الذي يعزز استقرار الأسرة.
• الأسرة المصرية:برامج نفسية وتربوية واجتماعية تدعم بناء أسر متماسكة وقادرة على مواجهة التحديات الحديثة.
قيادات الأزهر
أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، أن هذه الأنشطة تأتي ضمن رسالة الأزهر في الارتقاء بالوعي الديني والمجتمعي، وتوفير تعليم معتمد يرسخ الهوية الوسطية لدى مختلف شرائح المجتمع، وبما يسهم في بناء مواطن صالح ومسؤول.
كما صرّح الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، بأن الرواق الأزهري يمثل "الملاذ الآمن لطالبي العلوم الشرعية والعربية"، موضحًا أن توجيهات فضيلة الإمام الأكبر ووكيل الأزهر تدفع نحو تقديم منهج متكامل يربط النشء والأسرة بالقرآن والسنة، ويعالج القضايا المعاصرة من منظور وسطي راقٍ.
يعكس نشاط الرواق الأزهري في السويس رؤية الأزهر في بناء مجتمع واعٍ ومتماسك، من خلال برامج علمية وتربوية تتناسب مع احتياجات الطفل والمرأة والأسرة والشباب. ويواصل الرواق دوره في نشر العلم الصحيح من منبعه الأصيل، وتأكيد مكانة الأزهر كمنارة للوسطية والاعتدال في مصر والعالم الإسلامي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرواق الأزهري قيادات الأزهر رواق رواق العلوم الشرعية رواق العلوم الشرعية والعربية رواق القرآن الكريم الرواق الأزهري بالسويس الرواق الأزهری
إقرأ أيضاً:
“سد مارب”.. الإعجاز الهندسي الذي يثبت عظمة الهوية اليمنية في القرآن والتاريخ
يمانيون|محسن علي
على أرض اليمن السعيد في قلب جنوب شبه الجزيرة العربية، ,تقف بقايا سد مأرب شامخة، كأثر تاريخي ووثيقة حية على عظمة الحضارة اليمنية القديمة، ورمز خالد للهوية اليمنية التي ارتقت بالهندسة والزراعة إلى مستويات لم يبلغها الكثيرون في ذلك العصر, هذا السد الذي أشار إليه القرآن الكريم في قصة “سيل العرم”، هو أيقونة حضارة سبأ، وشاهد بصري على أن اليمن كان، ولا يزال، مهد العرب ومنبع الحضارات, وأيقونة صمود بوجه آل العدوان ,رغم تعرضه لمحاولة التدمير الكامل من قبل طائرات تحالف العدوان على اليمن ضمن العدوان الإجرامي الممنهج من قبل مملكة قرن الشيطان مطلع العام2015م.
سد مأرب القديم.. إعجاز هندسي من القرن الثامن قبل الميلاد
يُعد سد مأرب التاريخي، الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثامن قبل الميلاد، أحد أعظم الإنجازات الهندسية في العصور القديمة، ويوازي في أهميته سور الصين العظيم بالنسبة للصين.
مستوى متقدم للعلوم والهندسة
أتت مراحل بناء السد نتاج تراكم خبرات هيدروليكية امتدت لأكثر من قرنين من الزمان، مما يبرهن على المستوى المتقدم للعلوم والهندسة لدى السبئيين, فيما تشير النقوش السبئية إلى أن نظم الري المتطورة بدأت منذ القرن الثامن قبل الميلاد، بينما يرجع السد الكبير نفسه إلى فترة ما بين 600 ق.م و 400 ق.م على أبعد تقدير.
الأبعاد الهندسية والهدف من بنائه
وفق خبراء وباحثون فأن الهدف الأساسي من وراء بناء هذا السد هو تحويل مياه وادي ذنة لري مساحات شاسعة، مما أدى إلى ازدهار “جنتي مأرب” وتحويل المنطقة إلى واحة خضراء, حيث بلغ طول السد الترابي حوالي 650 متراً، وارتفاعه 15 متراً، وعرض قاعدته حوالي 100 متر, فيما استخدمت مادة بنائه من صخور عملاقة اقتطعت من الجبال ونحتت بدقة، وتم ربطها باستخدام الجبس وقضبان أسطوانية من النحاس والرصاص لضمان الثبات أمام الزلازل والسيول العنيفة.
سيل العرم.. الانهيار الذي شكل تاريخ العرب
لم يكن انهيار سد مأرب حدثاً عادياً، بل كان نقطة تحول مفصلية في تاريخ شبه الجزيرة العربية، وهو ما خلدته سورة سبأ في القرآن الكريم بـ “سيل العرم”, وتعرض السد لعدة انهيارات، كان آخرها وأكثرها تأثيراً في العام 575 بعد الميلاد، بعد أن ظل صامداً يؤدي عمله لأكثر من ألف عام, نتج عن انهيار السد تدمير البنية التحتية الزراعية وانهيار مملكة سبأ، مما تسبب في هجرات واسعة للقبائل العربية اليمنية إلى شمال الجزيرة العربية وسواحل أفريقيا الشرقية، وهو ما شكل ملامح الهوية العربية اللاحقة.
سد مأرب في مرمى العدوان.. استهداف ممنهج للهوية اليمنية
على الرغم من مكانته التاريخية كأحد أهم مواقع التراث الإنساني، لم يسلم سد مأرب من الاستهداف المباشر بواسطة الغارات الجوية طائرات التحالف في سياق مخطط العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن، لذا فقد تعرض لسلسلة غارات جوية في الثاني من ديسمبر من العام 2015م استهدفت قناة تصريف المياه التابعة لسد مأرب الجديد , جنوبي مدينة مأرب (الخاضعة لسيطرة مليشيا الإصلاح العملية للنظام السعودي) ,مما يمثل محاولة واضحة لتدمير ذاكرة الأمة وطمس هويتها, ونتج عن هذا الاستهداف أضرار بالغة نتيجة,حيث ألحقت إحدى الغارات أضراراً كبيرة ببوّابة السد ومصارفه الشمالية وحواجز السدود، في اعتداء موثق أثار استنكار الهيئة العامة للآثار اليمنية , فيما غابت بل وتواطأت مواقف المنظمات الدولية المعنية بالتراث الثقافي باستثناء إدانات نادرة ظهرت على استحياء لاستهداف بعض المواقع المشهورة في بلد غني بالآثار إذ لا تخلو محافظة فيه من موقع أو معلم أثري أو تاريخي.
تدمير الآثار والتاريخ
يندرج استهداف سد مأرب ضمن استراتيجية أوسع للعدوان تستهدف تدمير الآثار والمعالم التاريخية اليمنية، بهدف محو الشواهد المادية على عظمة الحضارة اليمنية وقطع صلة الشعب اليمني بتاريخهم العريق, ومثل ذلك الاستهداف خطراً وجودياً على الهوية اليمنية، ويؤكد بما لا يدع مجال للشك أن العدوان لم يقتصر على الجانب العسكري والاقتصادي والسياسي فحسب، بل امتد إلى حرب ثقافية تهدف إلى تصفية الذاكرة الوطنية, وسعت لطمس أبرز معالم اليمن الضاربة جذوره في عمق التاريخ.
سد مأرب ليس الوحيد في مرمى غارات العدوان
هذه الجريمة التي استهدفت معلما تاريخيا عريقا في اليمن لم تكن الوحيدة، بل رصدت الهيئة العامة لحماية التراث بصنعاء استهدافات عديدة لمواقع تاريخية وتراثية قصفها طيران التحالف، منها: قلعة القاهرة بتعز، ومدينة براقش الأثرية بالجوف، ، ومدينة شبام كوكبان، وحارة الفليحي بصنعاء القديمة، والمتحف الحربي بعدن، ومدينة صعدة القديمة وغيرها, ومناطق أخرى قرابة مئة موقع ومعلم أثري.
سد مأرب.. رمز الصمود والحضارة المستمرة
اليوم، كان ولا يزال سد مأرب، بشقيه القديم والحديث، يمثل رمزاً تاريخياً وثقافياً لا يمحى للهوية اليمنية، ورمزاً لصمود اليمنيين في وجه العدوان, يرى الشعب اليمني وغيرهم من العرب الأقحاح دليل دامغ على أن اليمنيين “مهد العرب”، وأن حضارتهم لم تكن مجرد حضارة بدائية، بل كانت حضارة متقدمة قادرة على بناء أعظم المنشآت الهندسية في العالم القديم.
السد الحديث
في العصر الحديث، تم بناء سد مأرب الجديد في ثمانينات القرن الماضي، ليعيد إحياء جزء من الدور الزراعي للسد القديم، وليؤكد على أن روح البناء والعطاء الهندسي متجذرة في الشخصية اليمنية.
حجر الزاوية في الهوية اليمنية
سد مأرب ليس مجرد بناء من الطين والحجر، بل هو ذاكرة أمة، ورمز لقدرة الإنسان اليمني على الإبداع والتحكم في الطبيعة, كما أنه يمثل حجر الزاوية في الهوية اليمنية، ويذكر الأجيال بأنهم أحفاد حضارة عظيمة، وأن إرثهم الحضاري يفرض على جميع الأحرار مسؤولية استكمال مسيرة البناء والتحرير، والتمسك بالهوية التي صاغتها عظمة سبأ وتوارثها الأجيال جيل بعد جيل، وحماية هذا الإرث من عدوان همجي أرعن يستهدف تدميره وطمس معالمه.
#استهداف_التحالف_لآثار_اليمن#الهوية_اليمنية#تدمير_المعالم_التاريخية#سد_مارب