كيف تكون عبدًا لله وفي نفس الوقت حرً؟.. الشيخ خالد الجندي يوضح
تاريخ النشر: 6th, December 2025 GMT
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الحرية هي جوهر الحياة والكرامة الإنسانية، مستشهداً بكلمات المنفلوطي: "لولاها لكانت حياة الإنسان أشبه بحياة اللعب المتحركة بأيدي الأطفال بحركة صناعية".
وأشار الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم السبت، إلى أن الحرية في الإسلام ليست مطلقة بمعناها الشائع، فهي تتناغم مع العبادة، موضحاً أن الإنسان عبد لله وحده، وفي الوقت ذاته حر، ولكن الحرية الحقيقية لا تتجاوز حدود الله سبحانه وتعالى.
وأضاف أن الحريّة يمكن تقسيمها إلى نوعين رئيسيين: الأول حرية العقيدة، وهي حرية الفرد في العلاقة بينه وبين ربه، حيث يكون كل إنسان مسؤولاً أمام الله وحده، ولا يحق لأحد أن يفرض عليه معتقداته أو اختياراته الدينية.
وأكد الجندي أن النوع الثاني هو حرية السلوك، والتي تكون مقيدة بقيود المجتمع والقانون وحقوق الآخرين، مشدداً على أن "الحرية الحقيقية هي ما لم تضر الآخرين"، موضحاً أن أي سلوك يخل بالآداب أو القانون أو كرامة الإنسان لا يُعتبر حرية.
وأشار الجندي إلى أن حرية العقيدة تضمن للإنسان الحق في اختيار معتقده والإيمان بما يراه صواباً، بينما حرية السلوك تُنظم وفق الأعراف والقوانين للحفاظ على النظام العام، مؤكداً أن فهم هذه المعادلة بين العبودية لله والحرية الحقيقية هو أساس التوازن في الحياة الإسلامية.
وأضاف الجندي أن القرآن الكريم حذر من التظاهر بالإيمان بينما القلب يضم أموراً مخالفة، مستشهداً بقول الله تعالى: "وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا، وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنّا معكم إنما نحن مستهزئون"، موضحاً أن الله يستهزئ بمن يختلط عليه الأمر ويستمر في طغيانه.
وأكد الجندي أن إدراك هذه المفاهيم يُعطي الإنسان القدرة على ممارسة حريته بما يرضي الله ويحافظ على حقوق الآخرين، ويجعل منه إنساناً واعياً ومسؤولاً في المجتمع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشيخ خالد الجندي برنامج لعلهم يفقهون الحرية الشیخ خالد الجندی
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: التربية على الحياء والستر وقاية من الضياع وغضب الرحمن
تحدث عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ خالد الجندي عن أهمية القصص القرآني وقيمته التربوية، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف يضم بين جنباته العديد من رسائل الدكتوراه والماجستير التي تناولت هذا المجال بالدراسة، حيث قدّم علماء كلية اللغة العربية وقسم التفسير أبحاثًا نفيسة وبديعة في هذا الإطار.
وأوضح الجندي خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون" على قناة "dmc"، أن اهتمامه الشخصي بالقصص القرآني يمتد منذ فترة، مع العمل على تقريب هذا العلم للناس بطريقة مبسطة. ولاحظ أن بعض الآباء يتركون أبناءهم يعيشون في "جو من التفاهة"، داعيًا إلى ضرورة تعليم الأبناء قيمًا حقيقية، مع إمكانية "تحلية القيم بالسكر" لجعلها مقبولة ومحببة لهم، على غرار تحلية الدواء لتيسير تناوله.
وأشار إلى أن تقديم القصص القرآني للناس يجب أن يكون بعد تنقيته من الإسرائيليات والشعوذات والروايات عديمة القيمة، مع الاهتمام بصحة اللفظ ووضوح العبارة، وصياغتها بما يتناسب مع احتياجات العصر.
ووضح الجندي أن تبسيط القيم للأبناء يشبه تمامًا تقديم الدواء للطفل بشكل محبب، مؤكدًا أن القرآن الكريم ركز في مستهل قصة آدم عليه السلام على قضية ستر العورات، وأنها كانت "معركة عورات"، تكون نتيجتها إما الستر وإما الانكشاف الذي يؤدي إلى الضلال، مستشهدًا بقوله تعالى: "فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما".
وحذّر من أن انكشاف العورات يمثل دليلاً على غضب الله وزوال نعمة الستر وفقدان الحياء، موضحًا أن الحياء فطرة ربانية طبيعية خُلق عليها الإنسان الأول كما ظهر في قصة آدم وزوجه، وأن ستر العورة كان نعمة ومنّة إلهية مُنحت للإنسان منذ اللحظة الأولى.
وشدد الجندي على خطورة تربية الأبناء على التكشف وعدم الاكتراث بمسألة العورات، معتبرًا أن من يربي ابنته على كشف العورة يربيها على ما يغضب الله، وأن التساهل في هذا الأمر من بعض الرجال والنساء يدل على فقدان نعمة "التقويم الحسن" التي امتنّ الله بها على الإنسان في قوله تعالى: "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم".
ولفت إلى أن انعدام الحياء إلى درجة تشبه السلوك الحيواني هو علامة واضحة على نكوس الفطرة وانحرافها، مستنكرًا دهشة واستغراب بعض الناس عندما يُطلب منهم ستر عوراتهم أو عورات أبنائهم، رغم أن هذا المبدأ هو أصيل في الفطرة الإنسانية قبل أن يكون تشريعًا دينيًا.
وختم الشيخ خالد الجندي بذكر الآباء والأمهات بآية القرآن الكريم: "يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءاتكم وريشًا"، مؤكدًا أن الستر في ذاته عبادة، وأن الحياء نعمة عظيمة، داعيًا الجميع إلى المحافظة على هذه النعمة والعمل باستقامة لقبول الرحمة من الله تعالى.