شهدت مدينة بيروت وطهران ضربتين متتاليتين نُسبتا إلى إسرائيل، استهدفتا شخصيات رفيعة المستوى من حركة حماس وحزب الله، مما وضع إيران وحزب الله في موقف صعب.

اعلان

جاءت الضربة الأولى في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث قتل فيها فؤاد شكر قائد كبير في حزب الله، اتهمته إسرائيل بتنفيذ هجوم صاروخي على مرتفعات الجولان المحتلة، والذي أسفر عن مقتل 12 طفلاً وشابًا.

ونتيجة لذلك، قُتل خمسة مدنيين على الأقل، بينهم ثلاث نساء وطفلان، وأُصيب العشرات في الضربة التي استهدفت منطقة مكتظة بالسكان.

وفي غضون أقل من 12 ساعة، أعلنت حركة حماس عن اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في ضربة جوية إسرائيلية بطهران، حيث كان يحضر مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد. وعلى الرغم من أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن الهجوم، إلا أن الضربة جاءت في وقت حرج، مع محاولات الوسطاء لتحقيق اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بعد حرب دامية استمرت شهورًا في غزة.

زعيم حركة حماس إسماعيل هنية بينما يتحدث الرئيس الإيراني المنتخب حديثًا مسعود بيزشكيان، خلال مراسم أداء بيزشكيان اليمين الدستورية في البرلمان الإيراني، طهران، إيران، الثلاثاءVahid Salemi/Copyright 2024 AP

وفي تعليقه على الأحداث، أكد رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف أن "من واجبنا أن نرد بالشكل المناسب على اغتيال ضيف إيران إسماعيل هنية." وأضاف أن هذا العمل يمثل انتهاكًا صارخًا للسيادة الإيرانية ويجب أن يتم الرد عليه بشكل حاسم.

إسماعيل هنية: ماذا نعرف عنه وما هي أبرز المحطات الرئيسية في حياته؟ حزب الله يؤكد مقتل القائد الكبير فؤاد شكر بعد غارة إسرائيلية استهدفته في الضاحية الجنوبية لبيروتفيديو: هنية في آخر تصريح له: القدس هي جوهر الصراع مع إسرائيلبعد اغتيال هنية.. من سيخلف رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس؟

بدأت مراسم تشييع إسماعيل هنية في طهران، حيث تجمع الآلاف للمشاركة في جنازته ومرافقه وسيم أبو شعبان. وتوافد حشد من المشيعين يحملون صور هنية وأعلامًا فلسطينية إلى جامعة طهران بوسط العاصمة، تعبيرًا عن الحزن والغضب على هذا الاغتيال وفقاً لوكالة أنباء الطلاب الإيرانيين(ISNA).

متظاهرون إيرانيون يشاركون في مظاهرة للتنديد بمقتل القيادي في حركة حماس إسماعيل هنية وهم يحملون ملصقاته التي كتب عليها باللغة العربية: ”مبروك هنية!“ في ميدان فلسطين في طهران، إVahid Salemi/Copyright 2024 AP

تحليل الخبراء يؤكد أن إيران وحزب الله سيجدان نفسيهما مضطرين للرد على هذه الضربات لاستعادة الردع دون التسبب في تصعيد أكبر يمكن أن يؤدي إلى حرب إقليمية شاملة. موهند حاج علي، باحث بارز في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، أشار إلى أن "حزب الله لا يمكنه تحمل هذه الضربة دون رد، وإلا سيتعين عليهم قبول واقع جديد حيث يتم استهدافهم بانتظام في مناطقهم السكنية."

من جانبه، يرى المحلل العسكري أندرياس كريغ من كينغز كوليدج لندن، أن "حزب الله سيضطر لتنفيذ ضربة انتقامية كبيرة، لكن من المحتمل أن يستهدف هدفًا عسكريًا مهمًا لتجنب تصعيد أكبر." في حين يشير نابيح عوادا، المحلل السياسي والعسكري اللبناني، إلى أن "حزب الله قد يختار الرد في حيفا كجزء من معادلة الردع."

بالنسبة لإيران، الوضع أكثر تعقيدًا. فالضربة في طهران أحرجت الحكومة الإيرانية وكشفت عن قدرة إسرائيل على استهداف أهداف في عمق الأراضي الإيرانية. تريتا بارسي، نائب رئيس معهد كوينسي للحكم الرشيد، يتوقع أن "إيران ستضطر إلى القيام بضربة مباشرة لإسرائيل لاستعادة توازن القوة."

تبقى جميع الخيارات محفوفة بالمخاطر، حيث تحاول إيران وحزب الله تحقيق الردع دون الانزلاق إلى حرب شاملة، ما يجعل المرحلة المقبلة حاسمة ومعقدة في الوقت نفسه.

متظاهرون إيرانيون يحملون صورًا للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في مظاهرة للتنديد بمقتل القيادي في حركة حماس إسماعيل هنية، في ميدان فلسطين في طهران، إيران، الأربعاء، 31 يوليوVahid Salemi/Copyright 2024 AP

المصادر الإضافية • أ ب

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "مستشار كبير في حزب الله".. من هو فؤاد شكر الذي أعلنت إسرائيل اغتياله في ضاحية بيروت الجنوبية؟ إسرائيل تنفذ تهديدها وتضرب الضاحية الجنوبية لبيروت وتضع الكرة في ملعب حزب الله.. فهل تشتعل المنطقة؟ زعيم حزب الشعب الأوروبي ينتقد قرار المجر تخفيف قيود التأشيرة على الروس الحرس الثوري الإيراني إسماعيل هنية حزب الله اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next حزب الله يؤكد مقتل القائد الكبير فؤاد شكر بعد غارة إسرائيلية استهدفته في الضاحية الجنوبية لبيروت يعرض الآن Next فيديو: تجهيز مراكز احتجاز في ألبانيا لنقل مهاجرين غير شرعيين من إيطاليا لحين تقرير مصيرهم يعرض الآن Next الأمم المتحدة: عنف جنسي واغتصاب وحرمان من النوم والماء وصعق بالكهرباء.. تعذيب إسرائيل للفلسطينيين يعرض الآن Next بعد اغتيال هنية.. من سيخلف رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس؟ يعرض الآن Next ”الشعب يريد كتائب القسام“.. مئات الفلسطينيّين يتظاهرون في الضفة الغربية تنديداً باغتيال إسماعيل هنية اعلانالاكثر قراءةمباشر. حماس: اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة في طهران جنرال سابق وقائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي ضد اغتيال هنية.. "ضرب من الجنون" موظفون بالكونغرس يطلقون موقعاً إلكترونياً يُعنى بتوجيه الانتقادات للدعم الأمريكي لإسرائيل إسماعيل هنية: ماذا نعرف عنه وما هي أبرز المحطات الرئيسية في حياته؟ الإمارات وإسرائيل توسعان قواعد تجسس في جزيرة سقطرى اليمنية اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم إسماعيل هنية حركة حماس فلسطين إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الضفة الغربية ألبانيا فرنسا إيطاليا الاحتباس الحراري والتغير المناخي موجة حر بنيامين نتنياهو Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسماعيل هنية حركة حماس فلسطين إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الضفة الغربية إسماعيل هنية حركة حماس فلسطين إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الضفة الغربية الحرس الثوري الإيراني إسماعيل هنية حزب الله إسماعيل هنية حركة حماس فلسطين إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الضفة الغربية ألبانيا فرنسا إيطاليا الاحتباس الحراري والتغير المناخي موجة حر بنيامين نتنياهو السياسة الأوروبية الضاحیة الجنوبیة إسماعیل هنیة یعرض الآن Next حرکة حماس وحزب الله فؤاد شکر حزب الله فی طهران

إقرأ أيضاً:

انسحاب إيران من سوريا قبل سقوط الأسد..كواليس الساعات الأخيرة

سحبت إيران بعثتها الدبلوماسية وقواتها من سوريا قبل يومين من الإطاحة بحكم حليفها الرئيس السابق بشار الأسد في الثامن من ديسمبر 2024، وفق ما أفادت ثلاثة مصادر متطابقة لوكالة "فرانس برس".

وقبل عام، وصلت فصائل بقيادة الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع إلى دمشق، بعد هجوم مباغت انطلق من معقل المعارضة آنذاك في شمال غرب البلاد، ونجح خلال أيام بالإطاحة بالأسد الذي حكمت عائلته البلاد لأكثر من خمسة عقود.

وكانت طهران أبرز داعمي الأسد خلال سنوات النزاع (2011-2024)، إذ نشر الحرس الثوري الإيراني مستشارين وقوات في الميدان.

وانتشرت أيضا مجموعات موالية لإيران في سوريا أبرزها حزب الله اللبناني ومجموعات عراقية وأفغانية، لمساندة القوات الحكومية.

وقاتل عناصر هذه المجموعات بضراوة وكانوا يمسكون بمحاور قتالية أساسية في سوريا.

الانسحاب الإيراني

وقال ضابط سوري سابق عمل في أحد المقرّات الأمنية التابعة للحرس الثوري الإيراني في دمشق لوكالة فرانس برس من دون كشف هويته خوفا على سلامته، إنه تلقّى اتصالا من قيادته الإيرانية في الخامس من ديسمبر 2024، أي قبل ثلاثة أيام من سقوط الحكم السابق، طلبت منه فيه التوجّه إلى مقر العمليات في حي المزة فيلات شرقية في العاصمة صباح الجمعة في السادس من ديسمبر 2024 بسبب "أمر هام".

وأوضح أن القائد الإيراني المسؤول عن المجموعة حينها، والمعروف باسم الحاج أبو إبراهيم، أبلغ الحاضرين من ضباط وجنود سوريين يخدمون تحت إمرة الإيرانيين وعددهم نحو 20 شخصا، فور وصولهم بأنه "بعد اليوم لن يكون هناك حرس ثوري إيراني في سوريا"، مضيفا في خبر كان له وقع الصاعقة عليهم "نحن مغادرون".

وطلب المسؤول الإيراني، وفق الضابط، من العناصر "إحراق وثائق حساسة وتلفها أمامه، وسحب جميع الأقراص الصلبة من الحواسيب".

بعدها أُبلغوا بأن "كل شيء انتهى، ولن نكون مسؤولين عنكم بعد اليوم، وستصلكم هوياتكم المدنية بعد أيام".

وتابع الضابط "بدا الأمر وكأنه معدّ مسبقا. لكنه كان مفاجئا لنا. كنّا نعرف أن الأمور ليست على ما يرام، لكن ليس إلى هذا الحد"، في وقت كانت السلطة السابقة تتكبّد خسارات متتالية على الأرض من حلب وصولا إلى حماة.

وتلقى الضابط ورفاقه راتب شهر مسبق، قبل أن يتفرّق شملهم ويعودوا مذهولين إلى منازلهم.

وبعد يومين، انهار الحكم فجر الثامن من ديسمبر، وفرّ الأسد إلى روسيا.

انسحاب شامل

في رواية متقاطعة، قال موظفان سوريان سابقان في القسم القنصلي في السفارة الإيرانية في دمشق إن القنصلية أُخليت بالكامل مساء الخامس من ديسمبر 2024.

وغادرت البعثة الدبلوماسية البلاد متجهة إلى بيروت، بينما أُبلغ الموظفون السوريون بـ"ملازمة منازلهم"، وصُرفت لهم رواتب ثلاثة أشهر مقدما.

وذكر موظف لم يكشف عن هويته أن عددا من زملائه السوريين الذين "يحملون جنسية إيرانية غادروا معهم ليلا وبرفقتهم ضباط كبار من الحرس الثوري الإيراني".

وكانت مكاتب السفارة والقسم القنصلي وجميع المراكز الأمنية الإيرانية خالية تماما في اليوم التالي.

وتشير شهادات سائقين وموظفين على الحدود السورية اللبنانية في تلك الفترة إلى ازدحام غير مسبوق شهده معبر جديدة يابوس - المصنع يومي الخميس والجمعة، إذ تطلب العبور انتظار ثماني ساعات.

وشكّلت غرفة عمليات رئيسية للقوات الإيرانية جنوب مدينة حلب داخل قاعدة عسكرية، حيث يقول عنها العقيد محمد ديبو من وزارة الدفاع السورية لفرانس برس: "بعدما سقطت حلب، لم تقاتل إيران في مكان آخر"، مضيفا "اضطرت للانسحاب بشكل مفاجئ بعد الانهيار السريع".

وشكّل القسم الغربي من حلب مركز ثقل للقوات الإيرانية وقواعدها العسكرية والقوات التابعة لها مثل حزب الله اللبناني وفصائل عراقية، بالإضافة إلى ريف حلب الجنوبي وبلدتي نبل والزهراء ومطار النيرب العسكري في شرق المدينة.

وأكدت تقارير نشرتها وسائل إعلام إيرانية في نهاية نوفمبر 2024 مقتل عناصر من القوات الإيرانية في حلب، بينهم مستشار عسكري بارز هو سردار بور هاشمي، دُفن في طهران بحضور عدد كبير من مسؤولي الحرس الثوري.

وأوضح ديبو: "عندما دخلنا مقراتهم (في حلب) وجدنا وثائق شخصية من جوازات سفر وهويات تابعة لضباط إيرانيين، لم يكن لديهم الوقت لسحبها".

وأكد ديبو الذي رافق الفصائل المقاتلة المعارضة من إدلب وصولا إلى دمشق أنه بعد السيطرة على حلب "أُجلي قرابة 4000 مقاتل إيراني عن طريق قاعدة حميميم" الروسية التي كانوا لجأوا إليها، بينما فرّ آخرون باتجاه لبنان والعراق.

ويتقاطع ذلك مع ما يرويه الضابط السوري الذي رفض الكشف عن هويته، والذي يقول إن "قائدا إيرانيا معروفا باسم الحاج جواد، أُجلي" في الخامس من ديسمبر 2024، "برفقة عدد من المقاتلين والضباط الإيرانيين عبر قاعدة حميميم" إلى طهران.

وكان مصدر ميداني في حزب الله قال لفرانس برس فجر الثامن من ديسمبر، إن "الحزب أوعز لمقاتليه" بالانسحاب من مواقعهم في محيط حمص (وسط) وفي محيط دمشق.

وتمركزت المجموعات الموالية لطهران في مواقع حساسة داخل دمشق وريفها، لا سيما في المزة ومقام السيدة زينب ومحيط مطار دمشق، إضافة إلى نقاط في المناطق الحدودية مع لبنان ومع العراق، وأشرفت على عمليات عسكرية وتدريب وتنسيق مباشر مع قوات الحُكم السابق.

ومع تفاقم النزاع، وتراجع قدرات الجيش السوري خلال سنوات الحرب، توسّع النفوذ الإيراني ليشمل مراكز أمنية ومستودعات أسلحة وقواعد مشتركة مع الجيش استهدفتها خلال السنوات الماضية مئات الغارات الجوية الإسرائيلية.

وفي المقابل، كانت إسرائيل تؤكد رفضها تجذّر قوات موالية لطهران قرب حدودها.

مقالات مشابهة

  • اجتماع ثلاثي بين إيران والسعودية والصين: تأكيد على الالتزام بـاتفاق بكين وتوسيع التعاون
  • السعودية وإيران تؤكدان التزامهما بمسار بكين 2023
  • اجتماع مشترك بين السعودية وإيران والصين في طهران
  • إيران: اتفاقية الضمانات النووية أصبحت "غير مناسبة لظروف الحروب"
  • طهران تستضيف الاجتماع الثالث للجنة متابعة اتفاق بكين بين إيران والسعودية والصين
  • اجتماع ثلاثي بين إيران والصين والسعودية في طهران اليوم
  • إيران تبدأ محاكمة مواطن مزدوج الجنسية بتهمة التجسس لصالح إسرائيل
  • انسحاب إيران من سوريا قبل سقوط الأسد .. كواليس الساعات الأخيرة
  • انسحاب إيران من سوريا قبل سقوط الأسد..كواليس الساعات الأخيرة
  • إسرائيل: حماس تدير شبكة تحويلات بمئات ملايين الدولارات من تركيا بإشراف إيران