ساعات عصيبة مر بها النظام الإيراني وأذرعه بالمنطقة العربية، بعد أن نفذت إسرائيل عمليتي اغتيال لرموز بارزة في العاصمة اللبنانية والإيرانية في أقل من 12 ساعة، أعادت التذكير بحجم الاختراق الأمني والضعف العسكري الذي يعاني منه هذا النظام والأذرع التابعة له.

حيث لقي المسئول العسكري الأول في مليشيا حزب الله اللبنانية فؤاد شكر المعروف حركياً باسم "الحاج محسن"، مصرعه بعملية اغتيال بصواريخ دقيقة نفذتها طائرات إسرائيلية على شقة سكنية كان يتواجد بها بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وهي المعقل الرئيسي للحزب.

وبعد أقل من 12 ساعة أعلنت وسائل إعلام إيرانية مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية بصاروخ ذكي وموجه داخل شقة تابعة للحرس الثوري الإيراني، أقام فيها بعد ساعات من مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، داخل البرلمان الإيراني.

وجرى انتخاب بزشكيان بانتخابات رئاسية مبكرة أقامتها إيران عقب مصرع الرئيس السابق إبراهيم رئيسي وعدد من المسؤولين بينهم وزير الخارجية إثر تحطم غامض لمروحية كانت تقلهم بمنطقة جبلية شمال غرب البلاد في مايو الماضي.

وجاءت عملية اغتيال هنية لتعزز الشكوك التي كانت أثيرت عن وقوف إسرائيل خلف حادثة تحطم مروحية الرئيس الإيراني السابق، وتعيد التأكيد حول حجم الاختراق الأمني الذي يعانيه النظام الإيراني وأذرعه بالمنطقة أمام خصومه وتحديدا إسرائيل.

حيث نجحت إسرائيل في اغتيال عشرات من القيادات العسكرية والمدنية الإيرانية داخل البلاد وخارجها، خلال السنوات الماضية، كان آخرها مقتل 7 من قيادات فيلق القدس التابع للحرس الثوري، بينهم قائد الفيلق في لبنان وسوريا الجنرال البارز محمد رضا زاهدي ونائبه، بقصف على السفارة الإيرانية بالعاصمة السورية دمشق مطلع أبريل الماضي.

وهو الهجوم الذي رد عليه النظام الإيراني بتوجيه أكثر من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار نحو الأراضي الإسرائيلية، تمكن الجيش الإسرائيلي وبمساعدة من حلفائه وعلى رأسهم أمريكا في التصدي لـ99% منها، ولم يسفر الهجوم سوى عن إصابة فتاة من عرب 48 جنوب إسرائيل.

ورغم أن هذا الرد أكد على حقيقة الخلل الواضح في الميزان العسكري بين إيران وإسرائيل، إلا أن تقارير إعلامية كشفت خلال الساعات الماضية بأن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أصدر أوامره لقواته بضرب إسرائيل بشكل مباشر، رداً على مقتل هنية في طهران، وفقاً لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين، الذين قالوا بأن عملية اغتيال هنية كانت "صدمة" وتجاوزاً للخطوط الحمراء.

الصحيفة الأمريكية التي وصفت عملية الاغتيال بأنها "كانت خرقًا أمنيًا مهينًا"، نقلت عن المسؤولين الإيرانيين قولهم إن أحد الخيارات قيد الدراسة هو هجوم منسق من إيران وجبهات أخرى، بما في ذلك اليمن وسوريا والعراق، لتحقيق أقصى قدر من التأثير، مع تنجب سقوط ضحايا مدنيين داخل إسرائيل.

وكحال أذرعه، يعيش النظام الإيراني مأزقاً مركباً مع كل عملية اغتيال إسرائيلية أو أمريكية تطال قياداته أو قيادات موالية له داخل الأراضي الإيرانية كما حصل مع هنية، بشكل يضعه في موقف صعب يُجبره على الرد، وحسابات وتكاليف هذا الرد.

فمن ناحية يدرك النظام الإيراني وأذرعه الفارق المهول في التسليح وإمكانيات وقدرات ما يملكه من أسلحة مقارنة بما لدى إسرائيل بالإضافة إلى عجز كبير في مجال الاستخبارات والتجسس والاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يجعله عاجزاً عن إيجاد معادلة ردع بوجه إسرائيل من خلال تنفيذ ضربات دقيقة وموجعة تستهدف قيادات عسكرية أو سياسية إسرائيلية.

حيث أن ما يملكه من صواريخ بالستية وطائرات مسيرة غير قادرة على تخطي الدفاع الجوية المتطورة لدى إسرائيل وحلفائها وعلى رأسهم أمريكا، فضلاً عن أنها أسلحة غير ذكية يمكن توجيهها بشكل دقيق.

في حين أن استخدامه لصواريخ فرط صوتية التي يزعم أنه يمتلكها لتجاوز المنظومات الدفاعية قد تسبب في سقوط ضحايا مدنيين داخل إسرائيل وهو ما يعني تدشين حرب مفتوحة مع إسرائيل وحلفائها، قد لا يقدر على تحملها هو وحتى أذرعه بالمنطقة.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: النظام الإیرانی عملیة اغتیال

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: سحب الفرقة 98 من غزة يؤكد تحول إسرائيل من الهجوم إلى الدفاع

يكشف سحب الفرقة 98 من قطاع غزة التحول الإستراتيجي في الموقف الإسرائيلي الذي تحول من الهجوم إلى الدفاع والسعي للحفاظ على المناطق التي يوجَد بها انتظارا لقرار سياسي جديد.

ويعكس سحب هذه الفرقة المهمة من القطاع -برأي الخبير العسكري العميد حسن جوني- التناقض الذي تعيشه إسرائيل بشأن ما يجب أن يحدث في غزة، لأنها كانت تتحدث خلال اليومين الماضيين عن توسيع العمليات بينما تتخذ خطوات تناقض هذا التوجه اليوم.

كما تعكس الخطوة -حسب ما قاله جوني في تحليل للمشهد العسكري بالقطاع- الفشل في التخطيط لهذه الحرب ولعملية عربات جدعون تحديدا التي قال رئيس الأركان إيال زامير إنها ستقضي على المقاومة.

وفي وقت سابق اليوم الخميس، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه تقرر سحب الفرقة 98 من قطاع غزة بالتزامن مع انتهاء عملية "عربات جدعون" العسكرية التي بدأها في مايو/أيار الماضي وتكبد خلالها عشرات القتلى من ضباط وجنود.

وأضافت أن هذه الفرقة أنهت مهامها القتالية في منطقة شمال القطاع، وبدأت الاستعداد للانسحاب، وأن الجيش قلص عدد قواته خلال الأيام الماضية بعد سحب لواء المظليين والكوماندوز والمدرعات.

ولا تزال 4 فرق عسكرية تتمركز بالقطاع، وفق الإذاعة التي قالت إن فرقتين منها فقط تنفذان مهام قتالية شمال القطاع وفي مدينة خان يونس (جنوب) في حين تقوم الفرقتان الأخريان بدور دفاعي.

كما قرر زامير تقليص عدد قوات الاحتياط في كل الجبهات بنسبة 30%.

مقالات مشابهة

  • إيران ترفض اتهامات بشنها عمليات اغتيال وخطف في الخارج: افتراءات لا أساس لها
  • شاهد.. ذكرى اغتيال هنية حاضرة بالمغرب وفعاليات تندد بجرائم إسرائيل
  • إيران في الذكرى الأولى لاستشهاد “هنية”: جريمةٌ كبرى وانتهاكٌ صارخٌ للمبادئ الدولية
  • اختراق أمني خطير في الفاشر.. و”المشتركة” تفتح تحقيقا عاجلا
  • إيران تنفي اتهامات امريكية غربية بمحاولات اغتيال وخطف
  • كاتب إسرائيلي: فشل عسكري وعزلة دولية وحرب بلا أفق وبلا نصر وبلا نهاية
  • بعد وفاة شاب وإصابة 6 بحفلة محمد رمضان يزعم: كانت محاولة اغتيال
  • خبير عسكري: سحب الفرقة 98 من غزة يؤكد تحول إسرائيل من الهجوم إلى الدفاع
  • عام على اغتيال إسماعيل هنية.. حماس: دماء القادة مناراتٌ على درب التحرير
  • عراقجي: إيران لن تقبل بأن تمضي الأمور كما كانت عليه قبل حرب الـ12 يوم مع “إسرائيل”