بوابة الوفد:
2025-06-28@05:49:00 GMT

مأساة مصنع المحمودية للغزل

تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT

فى زيارة إلى مسقط رأسى، مدينة المحمودية وهى بالمناسبة مدينة تاريخية (بناها السلطان العثمانى محمود خان عام 1820 ) حزنت كثيرا عندما شاهدت بوابات مصنع المحمودية للغزل والنسيج مغلقة بالضبة والمفتاح، فيما سقطت لافتته أرضا، منذ سنوات واختفى علم مصر من فوق مبناه العتيق، بعد أن أكل الصدأ ساريته، وصمتت صافرة المصنع التى كانت تقوم بدور الساعة أو المنبه مذكرة العمال ببدء الدوريات الثلاث، معلنة موت مصنع كبير كان يعج بآلاف العمال ذهابا وإيابا فى حركة طبيعية هادئة كموج النيل الذى يحتضن هذه المدينة الجميلة الحالمة فوق  ضفتى ترعة المحمودية التى أمر محمد على والى مصر بحفرها عام 1807 لإمداد الاسكندرية بمياه النيل عبر فرع رشيد.


وحزنت أكثر عندما علمت أن هناك آلاف العمال من الشباب والشيوخ المهرة من أصحاب الخبرة تم الاستغناء عن معظمهم، فيما أجبرالآخرون على الخروج إلى المعاش المبكر أو التصفية بمستحقات سنين كانت سر حياة عمال مات بعضهم كمدا وحسرة وهم يشهدون رحلة الموت العصيبة لمصنع كان مصدر رزقهم الوحيد قبل أن تتوقف ماكينات عن العمل على أمل التطوير والتحديث.
ومن ظهر هؤلاء العمال البسطاء، أنجبت المحمودية علماء أزهر وأطباء ومهندسين وإعلاميين وصحفيين وأدباء وقضاة ورؤساء محاكم ونيابات وظباط ومحامين وغيرهم ممن يشار لهم بالبنان داخل المدينة وخارجها، وجميعهم حزين مثلى فى حلقه غصة ومرارة، وهو يشاهد جدران مصنع كبير إنهار بسبب الإهمال والفساد.
أما الذى حرضنى فعلا على كتابة هذا المقال فيديو قصير جدا بثه الأستاذ عادل الشرقاوى على قناته لخص فيه مآساة هذا المصنع ومدى احتياج المدينة لعودته من جديد، ولا سيما وأن أصوله مازالت باقية صامدة وعماله رهن إشارة العودة واتخاذ قرار التشغيل.
وبمناسبة حديث الدكتور مصطفى مدبولى للإعلاميين وتعهده بالاستغلال الأمثل لموارد الدولة دون المساس بحقوق العمال والمواطنين، أناشده والفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء ووزير النقل والصناعة، سرعة التدخل لنفض التراب وإزالة الصدأ عن  2000 مصنع يرتبط بذهب مصر الأبيض الذى عرفت به عالميا، وإزالة كافة العقبات التى قتلت أهم قطاع صناعى فى مصر بالضربة القاضية .
بصراحة.. لا أجد سببا لبقاء مادة الاسبستوس المحظورة دوليا فى أراضى بعض هذه المصانع، ولا ندرى من صاحب المصلحة الكبرى فى عدم توريد الماكينات الجديدة؟، ولا أين ذهبت القروض والمنح التى كانت مخصصة للتطوير والتحديث؟، ولا أين ذهبت المليارات حصيلة بيع بعض أراضى هذه الشركات؟! وأين اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب والأجهزة الرقابية؟.
إن الأمن الكسائى يا سادة لا يقل أهمية عن الأمن الغذائى والأمن القومى، وإن كنا نبكى ونصرخ (ونولول) من نقص الدولار والعملات الصعبة، فلماذا نقتل قطاع الغزل والنسيج الذى يعوضنا بالتصدير عن هذا العجز؟ ولماذا نترك ما تبقى ينزف حسرة ودما؟ ولصالح من تنتج تلك المصانع 30 % فقط من طاقتها الإنتاجية؟ وماذا فعلتم بالدراسات التى أجراها مكتب «وارنر الأمريكى» وتكلفت الملايين من دم العمال المطحونين .
ورغم كل ذلك لا أفقد الأمل، فى أن تعود ماكينات مصنع المحمودية للغزل للعمل من جديد على يد «كامل الوزير» الذى وعد بفتح جميع المصانع المغلقة وإنقاذ التى تعانى سكرات الموت فى غرف الإنعاش. وأقول لوزراء الصناعة وقطاع الأعمال والاستثمار و رؤساء الشركة القابضة السابقين، سامحكم الله، ولكن لن يرحمكم التاريخ، ولن يغفر لكم صمتكم على إنهيار أهم صناعة عرفت بها مصر منذ فجر التاريخ.
‏[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مياه النيل

إقرأ أيضاً:

اتصال هاتفى بين وزير الخارجية والهجرة ووزير خارجية اليونان

جرى اتصال هاتفى بين د. بدر عبد العاطى، وزير الخارجية والهجرة والسيد "جورجيوس جيرابيتريتيس" وزير خارجية اليونان، يوم الأربعاء ٢٥ يونيو، حيث تم تناول سبل تطوير العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الصديقين، كما تم تبادل الرؤى إزاء التطورات التي تشهدها المنطقة.

أشاد الوزير عبد العاطى خلال الاتصال بالروابط التاريخية المشتركة بين البلدين والزخم الذى تشهده العلاقات الثنائية في شتى المجالات والتي توجت بترفيع العلاقات إلى الشراكة الاستراتيجية في شهر مايو الماضى خلال زيارة فخامة رئيس الجمهورية إلى اليونان، مؤكدًا التطلع لمواصلة الدفع بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أوسع في مختلف المجالات، لا سيما على ضوء العلاقات الوثيقة التي تربط القيادتين والشعبين الصديقين.

وقد تناول الاتصال الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث رحب الوزيران باتفاق وقف إطلاق النار الذى أعلن عنه الرئيس الامريكى أمس بين إيران وإسرائيل، وشددا على ضرورة التزام الطرفين بالاتفاق لاحتواء التصعيد الذى شهدته المنطقة خلال الأيام الأخيرة، وضرورة فتح المجال أمام المسارات السياسية والدبلوماسية.

كما تبادل الوزيران وجهات النظر إزاء التطورات في ليبيا، حيث أكد وزير الخارجية على ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار في كافة الأراضي الليبية، وصون مقدرات الدولة، واحترام وحدة وسلامة أراضيها، مشددا على ضرورة اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بالتزامن، وأهمية تفكيك الميليشيات المسلحة، بما يسهم في استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا.

مقالات مشابهة

  • عاجل- كفر السنابسة تبكي أبناءها.. تفاصيل مأساة الـ19 ضحية على الطريق الإقليمي
  • مأساة وعنف وأمن عالمي.. هجمات وكوارث واعتقالات تحرك المشهد الدولي
  • مأساة في تركيا.. سائقان يتوفيان بأزمة قلبية في اللحظة نفسها “فيديو”
  • إنجي علي تروج لحلقتها الجديدة مع أسماء أبو اليزيد في هذا الموعد
  • وزير الكهرباء يبحث مع شركة صينية انشاء مصنع لبطاريات تخزين الطاقة
  • أمل عمار: برامج الحماية الاجتماعية تلعب دورا فى الحد من العنف والتمييز ضد المرأة
  • تحذير أممي: مأساة غذائية تهدد نصف سكان اليمن في مناطق الحكومة
  • مساء حزين في تركيا.. مأساة أدرنة تحصد 5 أرواح
  • اتصال هاتفى بين وزير الخارجية والهجرة ووزير خارجية اليونان
  • النائب مصطفى بكرى يصل الغرفة التجارية بالدقهلية على هامش المشاركة فى احتفالية ذكرى ٣٠ يونيو