بوابة الوفد:
2025-12-15@02:47:21 GMT

مأساة مصنع المحمودية للغزل

تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT

فى زيارة إلى مسقط رأسى، مدينة المحمودية وهى بالمناسبة مدينة تاريخية (بناها السلطان العثمانى محمود خان عام 1820 ) حزنت كثيرا عندما شاهدت بوابات مصنع المحمودية للغزل والنسيج مغلقة بالضبة والمفتاح، فيما سقطت لافتته أرضا، منذ سنوات واختفى علم مصر من فوق مبناه العتيق، بعد أن أكل الصدأ ساريته، وصمتت صافرة المصنع التى كانت تقوم بدور الساعة أو المنبه مذكرة العمال ببدء الدوريات الثلاث، معلنة موت مصنع كبير كان يعج بآلاف العمال ذهابا وإيابا فى حركة طبيعية هادئة كموج النيل الذى يحتضن هذه المدينة الجميلة الحالمة فوق  ضفتى ترعة المحمودية التى أمر محمد على والى مصر بحفرها عام 1807 لإمداد الاسكندرية بمياه النيل عبر فرع رشيد.


وحزنت أكثر عندما علمت أن هناك آلاف العمال من الشباب والشيوخ المهرة من أصحاب الخبرة تم الاستغناء عن معظمهم، فيما أجبرالآخرون على الخروج إلى المعاش المبكر أو التصفية بمستحقات سنين كانت سر حياة عمال مات بعضهم كمدا وحسرة وهم يشهدون رحلة الموت العصيبة لمصنع كان مصدر رزقهم الوحيد قبل أن تتوقف ماكينات عن العمل على أمل التطوير والتحديث.
ومن ظهر هؤلاء العمال البسطاء، أنجبت المحمودية علماء أزهر وأطباء ومهندسين وإعلاميين وصحفيين وأدباء وقضاة ورؤساء محاكم ونيابات وظباط ومحامين وغيرهم ممن يشار لهم بالبنان داخل المدينة وخارجها، وجميعهم حزين مثلى فى حلقه غصة ومرارة، وهو يشاهد جدران مصنع كبير إنهار بسبب الإهمال والفساد.
أما الذى حرضنى فعلا على كتابة هذا المقال فيديو قصير جدا بثه الأستاذ عادل الشرقاوى على قناته لخص فيه مآساة هذا المصنع ومدى احتياج المدينة لعودته من جديد، ولا سيما وأن أصوله مازالت باقية صامدة وعماله رهن إشارة العودة واتخاذ قرار التشغيل.
وبمناسبة حديث الدكتور مصطفى مدبولى للإعلاميين وتعهده بالاستغلال الأمثل لموارد الدولة دون المساس بحقوق العمال والمواطنين، أناشده والفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء ووزير النقل والصناعة، سرعة التدخل لنفض التراب وإزالة الصدأ عن  2000 مصنع يرتبط بذهب مصر الأبيض الذى عرفت به عالميا، وإزالة كافة العقبات التى قتلت أهم قطاع صناعى فى مصر بالضربة القاضية .
بصراحة.. لا أجد سببا لبقاء مادة الاسبستوس المحظورة دوليا فى أراضى بعض هذه المصانع، ولا ندرى من صاحب المصلحة الكبرى فى عدم توريد الماكينات الجديدة؟، ولا أين ذهبت القروض والمنح التى كانت مخصصة للتطوير والتحديث؟، ولا أين ذهبت المليارات حصيلة بيع بعض أراضى هذه الشركات؟! وأين اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب والأجهزة الرقابية؟.
إن الأمن الكسائى يا سادة لا يقل أهمية عن الأمن الغذائى والأمن القومى، وإن كنا نبكى ونصرخ (ونولول) من نقص الدولار والعملات الصعبة، فلماذا نقتل قطاع الغزل والنسيج الذى يعوضنا بالتصدير عن هذا العجز؟ ولماذا نترك ما تبقى ينزف حسرة ودما؟ ولصالح من تنتج تلك المصانع 30 % فقط من طاقتها الإنتاجية؟ وماذا فعلتم بالدراسات التى أجراها مكتب «وارنر الأمريكى» وتكلفت الملايين من دم العمال المطحونين .
ورغم كل ذلك لا أفقد الأمل، فى أن تعود ماكينات مصنع المحمودية للغزل للعمل من جديد على يد «كامل الوزير» الذى وعد بفتح جميع المصانع المغلقة وإنقاذ التى تعانى سكرات الموت فى غرف الإنعاش. وأقول لوزراء الصناعة وقطاع الأعمال والاستثمار و رؤساء الشركة القابضة السابقين، سامحكم الله، ولكن لن يرحمكم التاريخ، ولن يغفر لكم صمتكم على إنهيار أهم صناعة عرفت بها مصر منذ فجر التاريخ.
‏[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مياه النيل

إقرأ أيضاً:

كريمة أبو العينين تكتب: الكوكايين السلوكي

نوع جديد من المخدرات غزا كافة الأسواق المحلية والعالمية . هو ذلك المخدر غير المدفوع ماديا ، فقط كل ماعليك ان تفعله لتحصل عليه أن تقتنى موبايل أو لاب ، أو آى باد .. هذا المخدر أو الكوكايين السلوكى الذى أسمته بذلك دولة استراليا ينطبق على وسائل التواصل الاجتماعي بكافة أشكالها وأنواعها ( يوتيوب -تيك اوك-انستجرام-سناب شات وغيرهم من الأنواع التخديرية المذهبة للعقل والوعى والادراك ).

منذ ‬⁩يوم الأربعاء الذى وافق العاشر من  ديسمبر الحالى من عامنا هذا عام ٢٠٢٥ أصبحت  أستراليا أول دولة فى العالم تحظر حسابات التواصل الاجتماعي على من هم اقل من ١٦ عاما. 

ووفق ما أعلنت وزيرة الاتصالات أنيكا ويلز بأن هذا الخطر تجنبا لما اسمته ويلز لادمان المراهقين على الكوكايين السلوكي. 

هذه الخطوة جاءت بعد دراسات وأبحاث حذرت وبلهجة مخيفة من دخول جيل كامل من الشعب الاسترالى تتراوح اعماره بين مرحلة الصبا واواخر الشباب فى مصيدة الادمان العفوى وهو ذلك العفو الذى يبدأ به المراهق من تصفح وسائل الاتصال لمجرد المعرفة أو الضحك والسعادة أو حتى مشاركة الاخرين أحزانهم ، وبعد هذه المرحلة يجد نفسه اعتاد على المتابعة والامساك بالموبايل او اللاب أو الآيباد لساعات طوال راميا وراء ظهره كافة واجباته اليومية أسيرا لهذا العالم بل أنه يتحول الى مشاركا فيه مع مرور الوقت سعيا وراء المال وركوب التريند . 

الوزيرة الاسترالية أكدت أنها تحمى شعبها من فيروس أعمى شرس يأخذ من استراليا شبابها ويرمى بهم فى عمق اللا حياة واللا موت. كما أكدت المسئولة الاسترالية أن كافة أنواع الادمان تعالج ويشفى منها الكثير الا هذا الادمان السلوكى فلابد من بتر وسائله حتى لايتمدد وينتشر ويهدد حياة زهرة شباب بلادنا . 

الإجراء الاسترالى والذى قوبل بموجتين احدهما رافضة والأخرى مؤيدة ، المؤيدة كانت من كبار السن وأولياء الأمور الذين صفقوا لهذا الاجراء واعتبروه طوق نجاة لأمة بأكملها وانقاذا لعصب التنمية والحياة فى استراليا . أما المعارضين فهم بالطبع من دعاة التحرر والديمقراطية الحديثة والداعمين للحرية المطلقة ، والذين يرون أن القيود المحكمة لها تأثير عكسى . 

وبين هؤلاء وهؤلاء هناك واقع يؤكد أن بضاعتهم ردت اليهم بصورة أو بأخرى فالمعروف أن الغرب يلهث باختراعاته وتكنولوجياته الحديثة لمحو الشرق وتدمير عقائده ومحو تراثه الاجتماعى كى يسهل جره الى مايريده العم سام ومن على دينه وهويته ومبادئه ، ولكن اكتوى بنار هذا الاختراع وتلك التكنولوجيا قطيع كبير من أبناء العم سام ومريديه فقد صاروا مدمنين للوسائل التكنولوجية الحديثة وخاصة مانتج عنها من سيل من الاختراعات التى تسهل كل شىء وأى شىء بغض النظر عن نتائجه وأضراره . 

كما أن الدراسات القادمة من الغرب أكدت أن فئة كبيرة من الشباب بمختلف أعمارهم وتوجهاتهم أصبحوا مدمنين لوسائل التواصل الاجتماعي. والدراسات أيضا أثبتت أن السعى الى التكسب السريع والحصول على المزيد من الدولارات واليوروهات أصبح هو الهدف الأقرب والأول لدى شباب القارة العجوز والأمريكتين أيضا .

الدراسات تحدثت عن عزوف الروس عن وسائل التواصل وربما يرجع السبب الى الاجراءات الصارمة التى سنتها موسكو لتحجيم التعامل مع تلك الوسائل ، أمًا الصين صانعة التيك توك فهى مانعة كلية للفيس بوك على الصينيين كافة وتستبدله بفيس صينى الصنع والأهداف والأغراض . 

نحن إذن أمام شبح يهاجم مبادئنا كافة وأخلاقنا كلية بل أنه حيوان جاسر يدخل بيوتنا متخفيا برداء التسلية والتكسب السريع ثم ينقض علينا ويحولنا الى مسخ يفعل به ما يريد . 

الادمان السلوكى الذى حاربته استراليا رحبت به منطقة الشرق الاوسط من أقصاها الى أقصاها وفتحت له ذراعيها عن آخرها وتركته يعيث فى البيوت فسادا بهدف إلهاء الشعوب عن السياسة والدخول فى دائرة الادمان السلوكى وعدم الاهتمام بكل مافى النفع والحياة السليمة . الادمان السلوكى ان لم نضع له قوانين ومحظورات وروادع فسيبتلع كل مافينا من قيم وأخلاقيات ومبادىء ومثل كانت تميزنا وتحفظ بقاءنا واستمرارنا فى عالم يعد العدة لتمديد اسرائيل ومحو مايجاورها محوا أبديا أو جعلهم تابعين صامتين فرحين بما أتى لبنى صهيون من خير وصولجان واتساع.

طباعة شارك استراليا يوتيوب انستجرام السعادة

مقالات مشابهة

  • كريمة أبو العينين تكتب: الكوكايين السلوكي
  • باستثمارات 100مليون دولار.. توقيع عقد إقامة مجمع متكامل للغزل والملابس بالقنطرة
  • باستثمارات 100 مليون دولار.. "جاسان جروب" تقيم أكبر مجمع متكامل للغزل غرب قناة السويس
  • اقتصادية قناة السويس توقّع عقدًا مع شركة صينية لإنشاء أكبر مجمع متكامل للغزل والنسيج
  • البابا تواضروس: الهاتف المحمول أنهى عصر «الإنسانية».. والجماهير تصفق لـ«شخصيات فارغة»
  • الرجل الشقلباظ!
  • رجل أعمال يتلاعب في وزن أنابيب الغاز بالجيزة
  • «فخ» كأس العرب
  • مأساة في الزرقاء: 9 وفيات إثر تسرب غاز المدفأة خلال يوم واحد
  • تشغيل العمال عن طريق متعهد.. ضوابط جديدة يقرها القانون