خبراء لـ«الوفد»: توترات الشرق الأوسط ترفع الأسعار عالميًا
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
تشهد منطقة الشرق الأوسط حالة من الترقب والحذر مع زيادة حدة التوترات الجيوسياسية، لما لها من تأثير كبير ومباشر على ارتفاع الأسعار بشكل عام، وينعكس ذلك على التضخم العالمى.
قال الدكتور مصطفى أبوزيد، مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية، إن التوترات الجيوسياسية فى منطقة الشرق الأوسط لها تأثير مباشر على ارتفاع الأسعار بشكل عام لما له من انعكاس على التضخم العالمى الذى يشهد حالياً هدوءا حذرا، وتختلف السياسات النقدية المتبعة لمواجهة ارتفاع معدل التضخم فى الاقتصاد على حسب المعطيات والمتغيرات الخاصة بـالمؤشرات الكلية للاقتصاد،خاصةً فيما يتعلق بتكاليف الإنتاج ومعدلات البطالة.
وقال «أبوزيد» لـ«الوفد»: إن التضخم العالمى يتأثر بالأحداث الإقليمية والدولية واضطرابات سلاسل الإمداد، خاصة فيما يتعلق بالاضطراب فى البحر الأحمر، إضافة إلى زيادة تكاليف الشحن، والوقت المخصص للرحلات البحرية، وتغيير الوجهات، وهذا يتطلب زيادة فى استهلاك الوقود وبالتالى زيادة الطلب على النفط نتيجة زيادة الاستهلاك، ويتم تحميل كل ذلك على أسعار السلع والبضائع المحملة على تلك السفن، ويؤدى هذا إلى ارتفاع معدل التضخم الناتج عن ارتفاع الأسعار المحمل بالتضخم المستورد للاقتصاديات، وهو ما يزيد الأعباء التضخمية على موازنات الدول، خاصة النامية.
وذكر مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية، أن الحكومات تشهد تحديات فى طريق كبح جماح التضخم فى ضوء كل تلك العوامل، ووضعه على مسار نزولى فى اتجاه الانخفاض، وهذا يتوقف على انتهاء الأزمة فى غزة.
وأكد الخبير الاقتصادى الدكتور وليد جاب الله أن التوترات فى الشرق الأوسط هى استمرار لحالة من التوترات المستمرة التى تضرب الاقتصاد العالمى منذ بداية عام 2020 ارتباطًا بتداعيات كورونا وما لحقها من صراعات عسكرية وصراعات سياسية فى كل العالم، وقد نتج عن تلك الاضطرابات فى الفترة الأخيرة ارتفاعات فى أسعار الذهب وأسعار النفط.
وقال «جاب الله» لـ«الوفد» إن أسعار الذهب والنفط تدور فى منطقة مرتفعة من الأساس ولكن اختلطت أسباب هذا المستوى المرتفع من الأسعار ما بين العديد من الصراعات والاضطرابات، ولكن لن يكون الارتفاع كبيرًا.
ونوه الخبير الاقتصادى إلى أنه فى حالة تدهور الأوضاع والوصول إلى مواجهة عسكرية مباشرة ما بين إسرائيل وإيران، ستتأثر قناة السويس، وسيحدث ارتفاع فى النفط، وبالتالى تتأثر مصر بصورة كبيرة.
وأكد الخبير الاقتصادى الدكتور على الإدريسى أن أسعار الذهب والنفط ستزداد، بسبب التأثير المباشر للأوضاع والتوترات القائمة فى الشرق الأوسط، كما تزيد تكلفة النقل والشحن واللوجستيات، بالإضافة إلى التأثير على التصديق الإئتمانى والاستثمارات فى المنطقة، فجميعها تتأثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وأشار «الإدريسى» إلى أن التوترات بين إيران وإسرائيل ستؤثر على قناة السويس، بالإضافة إلى تزايد الأعباء على الاقتصاد العالمى والذى سيؤثر على الاقتصاد فى كل الدول.
وقال الدكتور كريم عادل رئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية: إن الدولة المصرية هى جزء من العالم، ومن الطبيعى أن تؤثر فيه وتتأثر به، فى ظل ما فرضته العولمة بمفهومها الشامل والتى وضعت العالم كله فى سلة واحدة، وجعل مصر تتأثر بالتوترات الجيوسياسية أو أية أزمات اقتصادية وصحية مثل بقية دول العالم.
وقال «عادل» لـ«الوفد»، إن الدولة المصرية على الرغم من تمتعها بموقع لوجيستى متميز إلا أنها تقع فى إقليم ملتهب بالصراعات والحروب شرقا وجنوبا وغربا وجميعها تؤثر على أى اقتصاد مهما كانت قوته، فالأزمات العالمية السابقة أطاحت باقتصاديات دول كبرى.
وأكد أن تأثيرات الأوضاع فى الفترة الحالية على مجال الاستثمار، ساهمت فى زيادة الاتجاه نحو الذهب وهو ما يؤدى لارتفاع أسعاره عالميا، ومن المتوقع تجاوز سعر الأونصة الـ3 آلاف دولار مع نهاية العام الحالى، وذلك أيضًا فى ظل اتجاه الفيدرالى الأمريكى نحو خفض التضخم، وبالتالى فإن ارتفاع الأسعار العالمية للذهب يتبعها ارتفاعه محليا.
وتابع «عادل»: كما أن التوترات الموجودة فى المنطقة تؤثر على موارد الدولة من النقد الأجنبى، ولذا من المتوقع ارتفاع أسعار العملة الأجنبية مقابل الجنيه المصرية.
أما فيما يخص النفط، فقد أوضح رئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية، أن مسار أسعار النفط عالميا غير مستقر، نتيجة زيادة الطلب عليه بسبب الصراعات العالمية، وهو ما يؤدى بطبيعة الحال إلى ارتفاع أسعاره مما يترتب عليه ارتفاعات جديدة فى السلع الأساسية والاستراتيجية.
واختتم بقوله: الأوضاع الفترة القادمة ستكون أكثر سلبا على الاقتصاد والمواطن المصرى.
وأشار الخبير الاقتصادى الدكتور عبدالمنعم السيد إلى أن تأثير استمرار الصراعات فى المنطقة والشرق الأوسط، سيعتمد على مدة الصراع وشدته وانتشاره، مشيراً إلى أن حدوث صراع واسع النطاق سيشكل تحدياً اقتصادياً جسيماً.
وأضاف «السيد» لـ«الوفد»، أن سياسات حماية الاقتصادات من الصدمات والحفاظ على الاستقرار ستكون ضرورية، مؤكداً أن عدم حمايتها سيؤثر بالسلب سواء على النفط أو الدولار أو الذهب أو غير ذلك.
وأوضح أن إسرائيل والضفة الغربية وغزة هى الأشد تضرراً، لكن التأثير الاقتصادى يمتد إلى ما هو أبعد من منطقة القتال، لافتاً إلى أن البلدان المجاورة مثل مصر والأردن ولبنان تعانى بالفعل من أصداء اقتصادية.
وأشار «السيد»، إلى أن التأثير على أسواق الطاقة والأسواق المالية، سيكون كارثياً الفترة المقبلة فى حالة استمرار الصراعات بالمنطقة والشرق الأوسط.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشرق الأوسط منطقة الشرق الأوسط التوترات الجيوسياسية وليد جاب الله للدراسات الاقتصادیة الخبیر الاقتصادى ارتفاع الأسعار الشرق الأوسط لـ الوفد إلى أن
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط فوق رقعة النار.. هل تقترب الحرب الكبرى؟
من جبال طاجيكستان إلى ضفاف الخليج، تعود لغة السلاح لتعلو فوق دبلوماسية الغموض. وفي تصريح حمل نذر الشر.
قال رئيس أركان الجيش الإيراني خلال لقائه قائد الجيش الطاجيكي: «إيران جاهزة لأي معركة قادمة، وأمريكا وإسرائيل لا عهد لهما»، هكذا تعلن طهران بصراحة أن المنطقة ليست على حافة الحرب، بل تقف بالفعل على حافتها.
رقعة الشطرنج: الشرق الأوسط كمتاهة نزاعاتفي الجغرافيا السياسية لا مكان للفراغ، وكل انسحاب، هو تقدم لخصم آخر. والشرق الأوسط، منذ قرن كامل، لم يكن إلا ساحة تصادم مصالح بين إمبراطوريات قديمة وجديدة، لكن اليوم لم يعد الصراع على موارد أو طرق ملاحية فحسب، بل بات صراع هويات وتحالفات تتقاطع وتتناقض مع كل شروق.
من حرب يونيو (حزيران ) إلى صفقات التطبيع، ومن غزّة إلى مضيق هرمز، من اليمن إلى كردستان، تتشظّى الرقعة واللاعبون لا يتوقفون عن تحريك بيادقهم. وإذا كان القرن العشرون قد شهد الحرب الباردة على الأرض العربية، فإن الحاضر يشهد صراع "الخصوم المتقاطعين" و"التحالفات المؤقتة" في شرق أوسط بلا ثوابت.
إيران: من خطاب الردع إلى خطاب الاشتباكإيران باتت تخرج من خطاب الردع إلى خطاب الاشتباك، ضمن عقيدة عسكرية هجومية مغطاة بعباءة ثورية، تصريحات رئيس الأركان الإيراني تأتي في توقيت حرج، «تصعيد في الجنوب اللبناني، اختناق أمني في غزة، ضربات في سوريا والعراق، واحتقان إقليمي تقوده تل أبيب وواشنطن ضد "الهلال الشيعي»، كما يسمونه.
إسرائيل: هروب إلى الأمام أم ترتيب للمواجهة الكبرى؟إسرائيل الغارقة في أزماتها السياسية والقضائية تبحث عن نصر تكتيكي يرمم صورتها الردعية بعد فشلها في غزة، وتدفع واشنطن نحو مواجهة إيرانية تُغلف بخطاب "التهديد النووي"، لكنها تعرف أن ضرب إيران يعني اشتعال الجبهات من اليمن إلى لبنان، مع آلاف الصواريخ على الجليل والساحل المحتل.
«طاجيكستان».. ما وراء الرسائل الجيوسياسية؟أن تصدر هذه التصريحات من «دوشنبه» ليس تفصيلاً. فطاجيكستان، على تخوم أفغانستان، تقع في منطقة نفوذ صيني- روسي حساس. تنامي التعاون العسكري مع إيران يعني بناء جبهة جديدة في ظهر الحلف الأمريكي، وتكريس لحظة فارقة في شبكة التحالفات بين طهران وموسكو وبكين في قلب آسيا.
«أوروبا».. التردد السياسي وسط اضطراب المصالحأما أوروبا، فتمضي على حد السكين، تخشى انفجارًا جديدًا في الشرق يهدد أمنها الطاقي واللاجئين، لكنها عاجزة عن رسم سياسة مستقلة بعيدًا عن الرغبة الأمريكية. برلين وباريس تراقبان المشهد اللبناني والسوري بقلق، وتحاولان الحد من الانفجار الكبير عبر رسائل خلف الكواليس، لكن بدون أدوات ضغط حقيقية.
«لبنان وسوريا».. الجبهتان المنسيتان في قلب العاصفة.لبنان مرشح للانفجار في أي لحظة، حزب الله، الذي يُعد رأس الحربة في أي رد إيراني، بات جاهزًا لخوض معركة لا يريدها لكنه لا يتردد إن فرضت. الغارات الإسرائيلية تتكثف في الجنوب والضاحية، وتحركات الحزب تتوسع من الجليل إلى الجولان. أما سوريا، فهي الحلبة الصامتة التي تحتمل اشتعالًا مفاجئًا.
القصف المتكرر على مطارات دمشق وحلب ومحيط دير الزور هو رسالة واضحة بأن تل أبيب تعتبر الأرض السورية امتدادًا لجبهة الحرب المقبلة، بينما طهران تعيد تموضع قواتها على الأرض.
هل الحرب قادمة؟ قراءة في الاحتمالاتمواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل «قائمة»، لكنها مؤجلة ما لم تُفتح جبهة فجائية تشعل الإقليم دفعة واحدة.
تصعيد بالوكالة في لبنان وسوريا والعراق، هو السيناريو الأقرب، عبر ضربات متبادلة ورسائل دموية دون مواجهة شاملة.
خليج محتقن وتوازنات هشة، «الرياض وأبوظبي» تراقبان عن كثب، وتلعبان على توازن بين الحوار مع طهران والتنسيق مع واشنطن
وفي الختام «الجغرافيا لا ترحم من يجهل التاريخ»، فالشرق الأوسط ليس مجرد رقعة شطرنج، بل متاهة من اللهب، تحكمها ذاكرة ملتهبة وخرائط متحركة. كل لاعب يتوهم أنه يمسك بالخيوط، لكنه غالبًا ما يكون جزءًا من خيط خفي في يد قوة أكبر، والحرب قد لا تقع غدًا، لكنها تُطبخ على نار هادئة، والجميع يتهيأ للانفجار الكبير!!
كاتب وباحث في الشؤون الجيوسياسية والصراعات الدولية. [email protected]
اقرأ أيضاً«عبد العاطي» يستعرض مع سيناتور أمريكي جهود مصر لدعم الاستقرار بالشرق الأوسط
أستاذ علوم سياسية: «الشرق الأوسط الجديد» يُعيد رسم خريطة الإقليم لصالح إسرائيل