تشريح سياسي :- لماذا إيران في ورطة الرد ؟
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:
1-نعم .. إيران في محنة لا تُحسد عليها ومن جميع النواحي. خصوصا عندما جُرحَ بل تهشّمَ كبرياءها كدولة ونظام في موضوع اغتيال زعيم حركة حماس ” السنية” في طهران ” الشيعية” وصار لزاما عليها الرد بنفسها وليس من خلال حلفاءها في المنطقة .فإيران النظام في وضع لا يُحسد عليه عندما يُقتل ضيفه في ادق وأأمن مربع سكني في طهران وهو المجمع المحصن والتابع للحرس الثوري الإيراني.
2-بحيث ان ماحصل ضد اسماعيل هنيّة جعل جميع المحللين والمتابعين والمختصين العودة مباشرة إلى موضوع سقوط طائرة الرئيس الإيراني” إبراهيم رئيسي” ومقتله هو ووزير خارجية ايران والآخرين الذين كانوا معه. بحيث هذا بحد ذاته مؤلم وهو ان جميع الأنظار قد توجهت إلى النظام والمرشد معا بأن ( سقوط الطائرة هو اغتيال وان النظام الإيراني قرر الصمت وعبور الحدث وكان يعرف الحقيقة ) وهذا سوف يزيد بعدم مصداقية النظام من وجهة نظر الشعب الإيراني .وان الجهة اللي قتلت إسماعيل هنيّة بتلك الدقة والتقنية ارادت فضح القيادة الإيرانية بأنها عتمت على اغتيال الرئيس رئيسي ومن معه في حادث اسقاط طائرته تقنياً!
ثانيا :فإيران الآن في حيرة حقيقية للغاية. والسبب لأنها إذا قررت توجيه ضربة عسكرية او صاروخية ضد إسرائيل تفوق ضرباتها السابقة في الوعد الصادق والتي سقطت صواريخ ايران حينها في صحراء النقب مع العلم هي اعلمت امريكا اي طهران قبل القيام بها . اما هذه الضربة الإيرانية القادمة ان تحققت فحال ما تسبب بقتل اسرائيليين او تدمير منشآت مهمة هنا سوف تُمسك او تُصاد ايران من منقارها ” ان صح التعبير ” وسيكون إعلان اصطياد إيران .وحينها سوف يتشكل تحالف دولي ضد إيران. وهو التحالف الذي تكلم عنه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو امام الكونغرس الاميركي والمتكون من ( اسرائيل وأمريكا ودول غربية والناتو العربي .. حسب كلام نتنياهو ) ويبدو انه حصل على الموافقة المبدئية بهذا التحالف. ويبدو كان السؤال في واشنطن هو ( كيف نورط ايران ؟ فيبدو ان نتناياهو عرف كيف يورط ايران باغتيال هنيَة ) . والجنرال يواف غالانت وزير الحرب الإسرائيلي سارع قبل 24 ساعة للدعوة الى تشكيل تحالف دولي ضد ايران وبمشاركة “دولته” إسرائيل، وبأسرع وقت ممكن، اثناء استقباله لنظيره البريطاني جون هيلي، على غرار تحالفات سابقة مماثلة في العراق، وسورية، وليبيا، وأفغانستان .لأن اسرائيل لم تعترف ولم تعلن انها اغتالت إسماعيل هنية في طهران. وهذا سوف يكلف ايران كثيرا في حالة توجيه ضربات عسكرية او صاروخية ضد اسرائيل .فسوف يكون اعتداء على دولة وانها بدأت بالحرب ضد دولة حليفة للولايات المتحدة ومن هنا سينطلق التحالف الدولي !( وعلينا ان لا نقفز على تصريحات وزير الخارجية الاميركي بلينكن قبل اسبوع عندما قال ” بعد أسبوعين ستحصل ايران على السلاح النووي ” ) فهل هو المسج “الكود” المتفق عليه مع الجهة التي نفذت اغتيال هنية!؟
ثالثا : الولايات المتحدة اعلنت هي الأخرى بانها لم تسمع او تنسق او تعطى خبرا عن موضوع اغتيال اسماعيل هنيّة في طهران . وهذا يتطابق مع الصمت الاسرائيلي . وهنا فحال الرد الإيراني ضد اسرائيل سيكون رداً ضد الولايات المتحدة ( فيبدو طبختها واشنطن وتل أبيب بدقة ) … بدليل وبكل هدوء أعلنت واشنطن عن زيادة القوات الاميركية في منطقة الشرق الأوسط تحسبا للرد الإيراني ومحورها في (العراق واليمن ولبنان وسوريا) تزامنا مع إعلان واشنطن انها تراقب الاجواء الإيرانية بدقة لمعرفة لحظة قرار الهجوم والتعامل معه. وبالفعل مورس هذا الرصد الدقيق من خلال شهادة وزارة الدفاع الاميركية عندما أعلنت البنتاغون ان “الضربة التي نفذناها في العراق قبل 4 أيام كانت دفاعية بعد أن رصدنا هجوما على وشك الوقوع”، مضيفا “لن نتردد في اتخاذ التدابير الدفاعية لضمان سلامة قواتنا”.
رابعا: لو نظرنا لِما حصل في 7 أكتوبر 2023 ضد إسرائيل فلقد كان تهشيم لكبرياء إسرائيل ونسف لقوة الجيش الاسرائيلي الذي كان يعد من افضل الجيوش في المنطقة والعالم.لهذا شعرت إسرائيل بتدمير كبرياءها من قبل حركة حماس رغم التحصينات الشديدة واليقظة والتكنلوجيا . وايران حال اغتيال إسماعيل هنيّة في طهران وفي منطقة يفترض غاية في التحصين والصلابة الامنية واذا بضيف ايران يقتل رغم التحصينات الشديدة واليقظة والتكنولوجيا ( وهنا تعادلت إيران مع أسرائيل بتحطيم الكبرياء ) . يعني أن الدولتين ظهرتا عبارة عن ( جبنة سويسرية ) من الناحية الامنية . ودخلت إيران بنفس معاناة إسرائيل بكيفية اعادة الكبرياء! .
الخلاصة :
إذا قررت إيران عدم الرد خوفا من اصطيادها ودفعها نحو الفخ ومن ثم تجد نفسها امام تحالف دولي.فستذهب لتكليف حلفاءها في لبنان والعراق واليمن ومن جهة سوريا بالرد.و هنا ستكون:
1- سوف يتعرض حلفاء إيران في هذه الدول إلى اغتيالات وضربات قاصمة للغاية. والنتيجة بعثرة حلفاء إيران وهناك تطور جاهز للعراق بشكل خاص.
2- وبذلك لن تعيد ايران كبرياءها وستبقى المخترقة و” الجبنة السويسرية” بنظر خصومها وبنظر المحللين. اما بنظر شعبها فسوف يكون النظام الإيراني نظاما ديماغوجيا ونظام شعارات ووعيد لا قيمة له بنظر الشعب وهذا سيكون مكلف جدا للنظام والمرشد !
سمير عبيد
3 تموز 2024 سمير عبيد
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات النظام الإیرانی فی طهران
إقرأ أيضاً:
خلال جولة في لبنان.. وزير الخارجية الإيراني: تخصيب اليورانيوم خط أحمر
أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، خلال زيارته إلى لبنان، أن المقترح الأميركي الجديد بشأن البرنامج النووي الإيراني، الذي سُلِّم عبر الوسيط العُماني، يتضمن نقاطاً "ملتبسة وغير واضحة". اعلان
أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، خلال زيارته إلى لبنان، أن بلاده تسلّمت عبر الوسيط العُماني اقتراحاً أميركياً جديداً بشأن البرنامج النووي الإيراني، إلا أنه شدد على أن الوثيقة تتضمن "نقاطاً ملتبسة" وتفتقر إلى الوضوح في العديد من بنودها.
وقال عراقجي: "الاقتراح المكتوب الذي وصلنا من الولايات المتحدة يحتوي على العديد من الأسئلة والعناصر غير الواضحة، وسندرسه بدقة قبل الرد عليه انطلاقاً من مواقفنا المبدئية ومصالح الشعب الإيراني".
وأكد عراقجي أن حق طهران في تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها "غير قابل للنقاش"، مشيراً إلى أن هذا الملف يُعد "خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه".
وفي الشأن اللبناني، أوضح عراقجي أنه أجرى لقاءات وصفها بـ"المثمرة للغاية" مع كبار المسؤولين اللبنانيين، بينهم رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس النواب، ووزير الخارجية، مشدداً على متانة العلاقات بين إيران ولبنان. وقال: "نحن مصممون على مواصلة هذه العلاقات الطيبة في ظل المتغيرات الراهنة".
كما جدد دعم إيران الكامل لاستقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه، قائلاً: "نتطلع إلى علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ونرفض أي تدخل في الشؤون الداخلية لأي من الطرفين".
Relatedعراقجي يرد على تصريحات نتنياهو: أي هجوم إسرائيلي على القدرات النووية الإيرانية سيُقابل برد مماثل"لا يحقق مصالح طهران".. إيران تتّجه لرفض المقترح الأميركي بشأن برنامجها النووي"حاميها حراميها".. كيف تجنّد إيران جواسيس إسرائيليين من داخل الدولة العبرية؟وقال عراقجي: "نرفض احتلال أجزاء من الأراضي اللبنانية من قبل الكيان الصهيوني، وندعم كل الجهود الدبلوماسية والسياسية التي تبذلها الحكومة والشعب اللبناني لإنهاء هذا الاحتلال". وأضاف أن إيران مستعدة لدعم لبنان في ملف إعادة الإعمار والإصلاح الاقتصادي، موضحاً أن الشركات الإيرانية جاهزة للمشاركة، إذا ما رغبت الحكومة اللبنانية في ذلك.
كما أكد دعم طهران للحوار الوطني اللبناني قائلاً: "نؤيد الوفاق الوطني والحوار بين مختلف الأطياف اللبنانية، ولا يحق لأي دولة التدخل في هذا المسار الذي يخص اللبنانيين وحدهم".
وفي تصريح لافت أدلى به من أمام ضريح الأمين العام الراحل لحزب الله، حسن نصرالله، وصف عراقجي نصرالله بـ"البطل المبارك الذي ناضل ضد الاحتلال الصهيوني وحقق إنجازات كبرى للبنان". وأضاف: "استشهاد السيد نصرالله سيزيد من قوة المقاومة، فالمقاومة حيّة، والشهيد حيّ، ودماؤه ستعزز عزيمتها أكثر من أي وقت مضى".
على المقلب الآخر، جدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفضه المطلق لأي صيغة اتفاق نووي تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم. وقال عبر منصته الخاصة "تروث سوشل": "لن نسمح بأي مستوى من تخصيب اليورانيوم بموجب الاتفاق الجديد، إذا تم التوصل إليه".
وكان موقع "أكسيوس" قد كشف أن المقترح الأميركي الأخير المقدم لطهران يفتح الباب أمام تخصيب محدود لليورانيوم، وهو ما يتعارض مع الموقف التقليدي لإدارة ترامب الرافض لهذا الخيار بشكل قاطع.
يُذكر أن الجولة الخامسة من المحادثات بين طهران وواشنطن اختتمت في 23 أيار/مايو في العاصمة الإيطالية روما، وسط أجواء من التوتر وعدم اليقين. ورغم إعلان مسؤول أميركي عن نية عقد جولة مقبلة، أفادت مصادر مطلعة أن هذا الأمر "غير مؤكد وقد لا يتحقق إطلاقاً".
وتستمر الدول الغربية وإسرائيل في التشكيك في أهداف البرنامج النووي الإيراني، متهمة طهران بالسعي إلى تطوير سلاح نووي، وهو ما تنفيه الأخيرة بشكل قاطع، مؤكدة أن أنشطتها النووية محصورة في الأغراض المدنية. وتُعد إيران، بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الدولة غير النووية الوحيدة التي تخصّب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة