يتوقع خبراء أن يكون الرد  الإيراني على عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران أكثر قوة مما جرى في أبريل/نيسان الماضي، ويقولون إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول إشعال مواجهة واسعة في المنطقة اعتمادا على الولايات المتحدة التي لا تتحرك جديا لوقف الحرب.

فقد أعلن جيش الاحتلال حالة التأهب القصوى في صفوفه، تحسبا للرد المتوقع على اغتيال هنية، بالتزامن مع استنفار الجيش الأميركي ورفع درجة الاستعداد بإرسال مزيد من الدفاعات الصاروخية والمعدات الحربية إلى المنطقة.

ووفقا للدبلوماسي الإيراني السابق محمد مهدي شريعتمدار، فإن رد إيران سيكون أكثر قوة وإيلاما من ردها على قصف قنصليتها في دمشق خلال أبريل/نيسان الماضي، و"غالبا سيكون من عدة أطراف وخصوصا ممن تعرضوا لجرائم إسرائيل في لبنان واليمن".

رد حتمي وقوي

ويرى شريعتمدار أن الحديث عن توقيت الرد وتفاصيله قد يكون مبكرا، لكنه يؤكد أن طهران لن تسكت على جريمة اغتيال هنية التي مسّت أمنها وسيادتها وهيبتها بشكل يستدعي ردا رادعا يضمن عدم تكرار هذا السلوك مجددا.

ويجزم شريعتمدار بتورط الولايات المتحدة في عملية الاغتيال، قائلا إن تل أبيب لا يمكنها الإقدام على اغتيال قائد سياسي بأهمية إسماعيل هنية دون موافقة ودعم أميركي مباشر.

في المقابل، يقول الدبلوماسي الأميركي السابق آدم كليمنز إن واشنطن لا يمكنها التورط في هذا الأمر لأنه لا يخدم رغبتها في احتواء نطاق الحرب واستعادة الأسرى من قطاع غزة.

وأضاف كليمنز أنه لا يوجد دليل على تورط الولايات المتحدة في عملية اغتيال هنية، لأنها لا تريد توسيع النزاع وبالتالي لا يمكنها دعم التخلص من أحد المفاوضين الرئيسيين، مؤكدا أن واشنطن ستدافع عن إسرائيل ضد أي رد إيراني من أجل تقليل المخاطر على حياة الإسرائيليين وحماية القوات الأميركية بالمنطقة واستعادة الأسرى.

بدوره، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى أن نتنياهو يتخذ قراراته الخاصة اعتمادا على الضعف الأميركي لتحقيق هدفه الأساسي المتمثل في إطالة أمد الحرب، معربا عن اعتقاده بأنه وضع المنطقة على حافة الهاوية لأنه يعرف أن واشنطن ستتدخل لإنقاذه في نهاية الأمر كما فعلت خلال الهجوم الإيراني السابق.

الرأي نفسه ذهب إليه شريعتمدار بقوله إن الولايات المتحدة لو كانت تريد تحجيم رقعة الحرب لأوقفت إسرائيل عما تقوم به، مؤكدا أن "نتنياهو وجماعته هم الوحيدون الذين يريدون توسيع الحرب".

واشنطن تتنصل من دورها

وقال إن واشنطن هي الوحيدة القادرة على ردع إسرائيل ولا يمكنها التنصل من هذا الدور، مضيفا "الرد على اغتيال هنية سيكون مختلفا لأن ما جرى يستدعي تلقين الاحتلال درسا حتى إن طهران لم تطرح وقف الحرب في قطاع غزة كبديل كما فعلت عندما استهدفت قنصليتها في دمشق".

ولا يتفق كليمنز أبدا مع حديث شريعتمدار، ويقول إن إسرائيل. دولة تتخذ قرارتها بشكل مستقل وإن الولايات المتحدة تعمل فقط على خفض التصعيد حتى لا تتسع الحرب وتصل إلى بعض حلفائها في المنطقة. مضيفا أن "الحل هو وقف الحرب في غزة وعزل إيران عبر اتفاق يؤدي لإقامة دولة فلسطينية تكون غزة جزءا منها".

لكن مصطفى رد على هذا الكلام بقوله إن الكنيست الإسرائيلي -حكومة ومعارضة- أقر مشروع قانون يرفض إقامة دولة فلسطينية وذلك عشية سفر نتنياهو لواشنطن من أجل إلقاء كلمة أمام الكونغرس، مشيرا أيضا إلى أن واشنطن "لم تحاسب إسرائيل على بناء آلاف المستوطنات في الضفة الغربية ولا على حمايتها للمستوطنين الإرهابيين الذين يعتدون على الفلسطينيين بلا توقف، بل وتساعدها في ذلك".

وفي السياق، لفت شريعتمدار إلى أن الولايات المتحدة هي التي تصدت للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة في الأمم المتحدة خلال هذه الحرب، مضيفا أن واشنطن التي تتحدث عن استعادة الأسرى ووقف الحرب تعرف أن نتنياهو هو من أفشل التوصل لاتفاق يحقق هذين الهدفين، وهو حديث أيّده مصطفى أيضا.

وخلص شريعتمدار إلى أن إيران "لا تريد توسيع الحرب ولكنها تريد لجم إسرائيل وردعها عن تكرار جريمتها وهو قانوني لها كدولة"، مضيفا "وإذا ردت إسرائيل فإنها ستواجه ردا إيرانيا آخر. لكنني أعتقد أن الرد الأول سيلجمها".

أما مصطفي فيرى أن إسرائيل "تتوقع ردا إيرانيا قويا ومختلفا عما جرى في أبريل/نيسان لأنه كان رد اعتبار أكثر منه ردا عسكريا"، مضيفا "هذه المرة إسرائيل تتوقع ضربة قوية ولو وصلت لنقطة معينة فإنها سترد، وهكذا وضع نتنياهو المنطقة على حافة الهاوية وينتظر من الولايات المتحدة أن تتدخل لحمايته".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة اغتیال هنیة لا یمکنها أن واشنطن

إقرأ أيضاً:

ويتكوف يصل إسرائيل للقاء نتنياهو وزيارة غزة

وصل المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى إسرائيل، اليوم الخميس 31 يوليو 2025، على خلفية تعثر المفاوضات الرامية إلى إبرام اتفاق بين تل أبيب وحركة حماس لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.

وقالت القناة "12" العبرية الخاصة، إن "زيارة ويتكوف تأتي في وقت حرج، إذ يتعين على إسرائيل اتخاذ قرار بشأن كيفية مواصلة الحرب في غزة " المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وبدعم أمريكي تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

ومن المتوقع أن يلتقي ويتكوف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، المطلوب للعدالة الدولية، حوالي الساعة الثانية ظهرا (11:00 ت.غ) في مكتب الأخير ب القدس الغربية، وفق القناة.

وأضافت أن ويتكوف وصل إلى إسرائيل لبحث موضوعين رئيسيين هما "استمرار القتال في غزة، والوضع الإنساني في القطاع".

وحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة بغزة، الأربعاء، بلغ عدد الوفيات 154 فلسطينيا بينهم 89 طفلا، جراء سياسة التجويع الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023.

القناة تابعت: "تزداد حدة المعضلة التي تواجهها القيادتان السياسية والأمنية في إسرائيل مع الصور الصعبة التي تخرج من غزة"، في إشارة إلى ضحايا سياسة التجويع الإسرائيلية الممنهجة.

و"يتعين اتخاذ القرار بين التوجه نحو صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المختطفين (الأسرى) أو توسيع العمليات القتالية لتصل إلى احتلال وضم أجزاء من القطاع"، حسب القناة.

وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وقبل أيام انسحبت إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة مع حماس بقطر جراء تصلب مواقف تل أبيب بشأن الانسحاب من غزة، وإنهاء الحرب، والأسرى الفلسطينيين، وآلية توزيع المساعدات.

وزادت القناة أن "السبب الثاني والأبرز لزيارة ويتكوف هو الصور المقلقة التي تخرج من غزة، والضغط الدولي الكبير على إسرائيل لتقديم مساعدات إنسانية واسعة لسكان القطاع".

ومن المتوقع أن يزور ويتكوف أحد مراكز توزيع المساعدات التابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" الأمريكية في قطاع غزة، وفق القناة.

وأردفت أن زيارة المركز تهدف إلى "الاطلاع عن قرب على الوضع الإنساني الصعب في غزة، وخاصة حالة الجوع التي انتشرت في مناطق عديدة".

ويؤكد الفلسطينيون أن آلية توزيع مساعدات عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، المستمرة منذ 27 مايو/ أيار الماضي بدعم إسرائيلي، تهدف إلى تجميعهم وإجبارهم على التهجير من أراضيهم، تمهيدا لإعادة احتلال غزة.

ومنذ بدء هذه الآلية وصل المستشفيات ألف و239 قتيلا فلسطينيا وأكثر من 8 آلاف و152 جريحا، جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر النار على فلسطينيين ينتظرون الحصول على مساعدات، حسب وزارة الصحة.

وأضافت القناة أن "الحاجة لدى ويتكوف لتحسين الوضع الإنساني في غزة لا تنبع فقط من القلق على الفلسطينيين في القطاع، بل أيضا من الضغط الشعبي والسياسي المتزايد في الولايات المتحدة".

والأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي "سماحه" بإسقاط جوي لمساعدات إنسانية محدودة على غزة، وبدء ما سماه "تعليقا تكتيكيا لأنشطة عسكرية" بمناطق محددة من غزة للسماح بمرور مساعدات.

واعتبرت منظمات دولية أن خطوة إسرائيل "ترويج لوهم الإغاثة" و"خداع إعلامي"، إذ يواصل جيشها استخدام التجوع سلاحا ضد المدنيين الفلسطينيين عبر إغلاقه المعابر بوجه المساعدات منذ مارس/ آذار الماضي.

القناة العبرية قالت إن إسرائيل "تقف عند مفترق طرق مهم وتحتاج إلى اتخاذ قرار: هل تمضي قدما في صفقة وتستغل اللحظات الأخيرة من المفاوضات، أم تختار تصعيدا قد يوسع نطاق الحرب إلى أبعاد جديدة؟".

وتابعت أن "ويتكوف، القادر على ممارسة الضغط، قد يكون حاضرا في محاولة أخيرة لوقف هذه الديناميكية المتصاعدة".

في سياق متصل، تظاهر عشرات من أهالي الأسرى الإسرائيليين أمام مكتب نتنياهو بالقدس الغربية، مطالبين بإبرام اتفاق فوري لإعادة ذويهم من غزة، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

ودعت أمهات الأسرى، في المظاهرة، ويتكوف إلى الضغط على نتنياهو لإبرام اتفاق.

ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.

لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.

وتؤكد المعارضة وعائلات الأسرى أنه يواصل الحرب للحفاظ على منصبه، إذ يخشى انهيار حكومته إذا انسحب منها الجناح الأكثر تطرفا والرافض لإنهاء الحرب.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية انتهاء عربات جدعون - الجيش الإسرائيلي يسحب عدة ألوية من قطاع غزة تفاهمات مع 5 دول - يديعوت تكشف تفاصيل جديدة بشأن تهجير سكان غزة إسرائيل تحدد مهلة زمنية لحركة حماس الأكثر قراءة وكالات أجنبية تطالب إسرائيل بمنح الصحافيين حرية الوصول إلى غزة فصائل فلسطينية تعقب على عملية الدهس قرب بيت ليد الإعلام الحكومي بغزة: احتياجات الطحين تتجاوز 500 ألف كيس أسبوعيا جريمة بلا حليب: إسرائيل الهمجية وغزة تموت جوعاً عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • محللون: نتنياهو يرفض إنهاء مشكلة التجويع
  • تقرير عسكري: إسرائيل تفعل في غزة ما لم تفعله ألمانيا بالحرب العالمية
  • تقرير بريطاني: إسرائيل تفعل في غزة ما لم تفعله ألمانيا بالحرب العالمية
  • شاهد.. ذكرى اغتيال هنية حاضرة بالمغرب وفعاليات تندد بجرائم إسرائيل
  • محللون: تهديدات الضم تكشف مأزق نتنياهو في الحرب على غزة
  • بعد اجتماعهما مع نتنياهو.. ويتكوف وسفير واشنطن يزوران غزة لتقييم الأوضاع ميدانيا
  • ويتكوف يصل إسرائيل للقاء نتنياهو وزيارة غزة
  • من بينها التعويض..إيران تضع شرطين لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة
  • عام على اغتيال إسماعيل هنية.. حماس: دماء القادة مناراتٌ على درب التحرير
  • إيران تطالب الولايات المتحدة بالتعويض قبل الدخول في محادثات نووية