قال الباحث التاريخي والأممي، سامح عسكر، إن روسيا يبدو أنها قد قررت الانخراط في صراع الشرق الأوسط بشكل ما، مضيفا أن على الأرجح ستمد المقاومة العراقية بسلاح متطور في حال دخول الولايات المتحدة الأميركية في الحرب بشكل مباشر، وأن اجتماع وزير الدفاع الروسي بالإنابة مع نظيره في طهران قد يتعلق بذلك.

وأشار عسكر، إلى أن هناك مؤشرات على نشاط عسكري أكبر للمقاومة العراقية الفترة المقبلة، منها ضربة أول أمس ضد قاعدة عين الأسد، وبتكتيك عسكري جديد يتمثل في الضرب المتحرك، وبقواعد مخفي، مبينا أن ضربة عين الأسد كانت من قاذف صاروخي محمل على.

شاحنة مغلقة.

وذكر أن، الاجتماع قد يتضمن مشاورات بإمداد إيران بصواريخ s400 وهي التي يمكنها رصد الطائرات الشبحية من نوع f35 وقد يتضمن أيضا إمداد حزب الله بصواريخ متطورة ضد أهداف بحرية في حال شاركت الولايات المتحدة في الهجوم على لبنان، منوها بأن المعلومات سرية للغاية ولذلك هذا التحليل مجرد تكهنات مبنية على معطيات تحدث على الأرض، فالإيرانيون طوال الأيام السابقة يناقشون مرحلة ما بعد الضربة العسكرية على إسرائيل، ويتوقعون ردة فعلها مع حلفاؤها.

وتابع، أن الدول العربية أعلنت جميعها عدم المشاركة والحياد التام، في انتظار نتائج الهجوم الإيراني، والمتوقع أنه سيكون شرسا ومؤثرا لعدة أيام، وستزداد شراسة الهجوم في حال قررت إسرائيل القيام بضربة استباقية، وبالعموم فمن صالح روسيا أن تتورط الولايات المتحدة في حرب مباشرة بالشرق الأوسط، ومنذ أيام هددت بإمداد الحوثيين بسلاح متطور يمكنه إغراق الأسطول الأمريكي في باب المندب.

وأكد، أن هذا يفسر رحيل العديد من قطع هذا الأسطول شمالا ناحية المتوسط، والتخلي عن أهداف عملية حارس الازدهار مؤقتا، بالخصوص بعد ما تبين فشل هذه العملية على مدار 8 شهور في منع اليمنيين من استهداف السفن الإسرائيلية.

وواصل، أن القاعدة تقول إن مشاركة الولايات المتحدة في حرب مباشرة بالشرق الأوسط يعني دخول روسيا بدعم عسكري لأعدائها، لتقايض ذلك بالملف الأوكراني.

السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة لن تغير سياستها تجاه روسيا حتى بعد تبادل الأسرى

الكرملين: لا يوجد حاليا قمة سلام مزمعة بشأن أوكرانيا بمشاركة روسيا

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: روسيا الحوثيين العراق اسرائيل امريكا ايران سامح عسكر الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط بين المطرقة والسندان: حين تُمسك واشنطن وتل أبيب بخيوط اللعبة

#سواليف

#الشرق_الأوسط بين #المطرقة و #السندان: حين تُمسك #واشنطن و #تل_أبيب بخيوط اللعبة

بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة

تعيش منطقة الشرق الأوسط واحدة من أكثر مراحلها تعقيدًا، حيث تتقاطع فيها خطوط النار مع التحالفات الدولية، وتتشابك الأجندات الإقليمية مع صراعات النفوذ. لكن رغم تعدد الفاعلين الظاهريين، يظل المشهد محكومًا بثنائية واضحة: الولايات المتحدة ترسم الخطوط الكبرى، وإسرائيل تنفذها على الأرض. أما بقية الأطراف، من العواصم العربية إلى العواصم الأوروبية، فدورها لا يتعدى التفاعل الهامشي مع نتائج سياسات لا يملكون التأثير الحقيقي فيها.

مقالات ذات صلة بريطانيا تقرع طبول الحرب وستارمر يعد بإنفاق مليارات الدولارات على الأسلحة 2025/06/03

في قلب هذا الواقع المأزوم، تتصدر غزة المشهد مجددًا كرمز للمعاناة المستمرة. القصف الإسرائيلي المتواصل يحصد أرواح الأبرياء، ويدمر المنازل والبنى التحتية، وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة. المستشفيات انهارت، والمساعدات لا تدخل إلا بشق الأنفس، والمجتمع الدولي يراقب بصمت. وحتى الوساطات الإقليمية، مثل جهود مصر وقطر، رغم جديتها، تبدو عاجزة أمام تعنت إسرائيلي مدعوم سياسيًا وعسكريًا من واشنطن.

الولايات المتحدة، التي تُفترض بها مسؤولية كقوة كبرى، لا تقوم بدور الوسيط النزيه. بل تواصل تقديم مقترحات “سلام” تفصّلها وفق المصلحة الإسرائيلية، متجاهلة الحقوق الفلسطينية الأساسية، وعلى رأسها إنهاء الاحتلال ورفع الحصار. لا عجب إذًا أن ترفض الفصائل الفلسطينية هذه المبادرات، التي تهدف إلى تهدئة مرحلية دون معالجة الأسباب الجذرية للصراع.

ولا تختلف الصورة كثيرًا في لبنان، حيث الجنوب ما يزال ساحة مستباحة للغارات الإسرائيلية المتكررة. الدولة اللبنانية تعاني من ضعف مؤسسي وغياب إرادة موحدة، فيما سلاح حزب الله يظل محط جدل داخلي وإقليمي. ومع استمرار إسرائيل في تجاوز الخطوط الحمراء دون مساءلة، تتحول الأراضي اللبنانية إلى منطقة توتر دائمة، في ظل عجز دولي واضح عن فرض أي قواعد اشتباك عادلة.

أما الملف الإيراني، فهو بدوره يعكس ذات المعادلة المختلّة. طهران رفضت مؤخرًا مقترحًا نوويًا أمريكيًا وصفته بـ”غير القابل للتطبيق”، معتبرة أنه يكرس منطق الضغوط لا التفاهم. ومع تعثر المفاوضات وغياب الثقة، تتسع الهوة بين واشنطن وطهران، ويزداد التوتر على أكثر من جبهة، بما ينذر بانفجار إقليمي قد يتجاوز حدوده الجغرافية.

في ظل هذا المشهد، تبدو الساحة العربية في أسوأ حالاتها من حيث التنسيق والتأثير. لا جامعة عربية فاعلة، ولا تكتل إقليمي قادر على تشكيل موقف موحد. البعض غارق في أزماته الداخلية، والبعض الآخر يدير ظهره للقضية الفلسطينية في مقابل مكاسب تطبيعية آنية. هذه الانقسامات منحت إسرائيل فرصة ذهبية لتوسيع مشروعها الاستيطاني وفرض وقائع جديدة، دون أن تواجه ضغطًا حقيقيًا من أي طرف عربي.

اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي يقود الحكومة اليوم، لم يعد يخفي نواياه. هناك إيمان عميق داخل المؤسسة الحاكمة في تل أبيب بأن استخدام القوة وحده كفيل بتحقيق “الأمن”، وأن المجتمع الدولي لن يتجاوز بيانات القلق المعتادة. وهذا ما تؤكده ردود الفعل الباهتة على المجازر في غزة، التي لم تُقابل حتى الآن بأي تحرك فعلي من مجلس الأمن أو المؤسسات الحقوقية.

الأخطر من كل ذلك هو تطبيع التوحش. حين تُمارس القوة بلا محاسبة، ويُكافأ المعتدي بدلاً من رَدعِه، تتحول المجازر إلى مشهد يومي، وتتحول المبادئ إلى شعارات خاوية. وفي هذا السياق، لم تعد العدالة جزءًا من المعادلة السياسية، بل مجرد تفصيل لا يغيّر شيئًا في حسابات الربح والخسارة الجيوسياسية.

إن الأزمة في الشرق الأوسط ليست أزمة عابرة، ولا يمكن حلّها عبر تسويات شكلية. طالما أن مفاتيح الحل لا تزال محتكرة من قبل من يرفض أصلًا الاعتراف بجوهر المأساة، فإن كل حديث عن السلام يظل أقرب إلى الوهم. المطلوب ليس إدارة الأزمة، بل كسر المعادلة التي جعلت من الاحتلال واقعًا طبيعيًا، ومن الضحية متهمًا.

لقد آن الأوان لإعادة النظر في أدوات الضغط، وتفعيل الأدوار العربية والدولية، لا بالصوت فقط، بل بالفعل. فسلام بلا عدالة ليس سلامًا، بل استراحة مؤقتة تسبق انفجارًا أكبر.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تحتجز زوجة وأبناء منفذ هجوم كولورادو الداعم لإسرائيل
  • خبير عسكري: عمى الاحتلال تكتيكيا وإستراتيجيا وراء تكرار عمليات المقاومة
  • الشرق الأوسط بين المطرقة والسندان: حين تُمسك واشنطن وتل أبيب بخيوط اللعبة
  • ترامب يعيد تشكيل اللعبة في الشرق الأوسط: المفاتيح لِمَن؟
  • خبير عسكري: هذا ما تريده إسرائيل من توسيع نطاق عمليتها في غزة
  • أحمد موسىى: مصر مصرة على نزع السلاح النووي الإسرائيلي
  • وزير الخارجية: الجميع خاسر حال نشوب صراع عسكري بالمنطقة
  • وزير الخارجية: الجميع سيكون خاسرا في حال نشوب أي صراع عسكري في المنطقة
  • وزير الخارجية: جددت دعوة مصر لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي
  • حرب 1812.. صراع ناري على الهوية والسيادة بين الولايات المتحدة وبريطانيا