الجزيرة:
2025-05-21@05:44:00 GMT

اكتشاف جديد.. علاج واعد يوقف مرض التصلب المتعدد

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

اكتشاف جديد.. علاج واعد يوقف مرض التصلب المتعدد

بعد سنوات من المعاناة، ظهر أمل جديد لمرضى التصلب المتعدد. فقد توصل العلماء إلى علاج واعد قادر على إيقاف تطور هذا المرض المزمن وإصلاح الأضرار التي يسببها، فقد أسفرت عشر سنوات من العمل، وقليل من المساعدة من أفعى المامبا الخضراء، عن الكشف عن دواء جديد واعد يتم اختباره على البشر لعلاج التصلب المتعدد.

التصلب المتعدد

يصيب التصلب المتعدد الجهاز العصبي المركزي، وهو مرض مزمن يبقى مع المريض طويلا.

ويُعتقد أنه اضطراب مناعي ذاتي، وهي حالة يهاجم فيها الجسم نفسه عن طريق الخطأ. والتصلب المتعدد مرض غير متوقع يؤثر على الأشخاص بأشكال مختلفة. وقد يعاني بعض المصابين بالتصلب المتعدد من أعراض خفيفة فقط. وقد يفقد آخرون قدرتهم على الرؤية بوضوح أو الكتابة أو التحدث أو المشي، عندما ينقطع الاتصال بين الدماغ وأجزاء أخرى من الجسم.

ويسبب التصلب المتعدد تدهورا في المادة العازلة الواقية التي تحيط بالخلايا العصبية والتي تُسمى المايلين وهو غلاف واق يحيط بالأعصاب، مثل عزل الأسلاك الكهربائية، وعندما يتلف هذا الغلاف تتأثر قدرة الأعصاب على نقل الإشارات.

ويجعل ترك محاور الأعصاب التي تنقل النبضات الكهربائية مكشوفة دون طبقة الميالين فتصبح مثل الأسلاك العارية، ويمكن أن يتسبب ذلك في مشاكل مدمرة في الحركة والتوازن والرؤية. وقد يؤدي ترك المرض دون علاج إلى الشلل وفقدان الاستقلالية وقصر العمر.

التصلب المتعدد يصيب الجهاز العصبي المركزي وهو مرض مزمن يبقى طويلا (غيتي إيميجز) دواء سيغير مسار علاج التصلب المتعدد للأبد

طور العلماء في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وشركة كونتينيوم ثيرابيوتكس دواء يحفز الجسم على استبدال المادة العازلة المفقودة. وإذا نجح هذا الدواء في التجارب على البشر، فقد يكون وسيلة لإصلاح الأضرار التي يسببها المرض.

ويعمل الدواء الجديد -الذي أُطلق عليه اسم "بايب 307"- على تنشيط خلايا معينة في الدماغ مسؤولة عن إنتاج المايلين، وهو الغلاف الواقي للأعصاب. ويحفز هذا الدواء الخلايا على النمو والتكاثر، لتقوم بدورها بإصلاح الغلاف التالف وإعادة بناء الأجزاء المفقودة منه.

ويُتوج العمل -الذي نُشرت نتائجه في 31 من يوليو/تموز في مجلة "بي إن إيه إس"- 10 سنوات من العمل من قبل علماء جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، بمشاركة اثنين من حملة الدكتوراه: جوناه تشان وآري غرين.

وقاد تشان فريق العلماء عام 2014 لاكتشاف مضاد الهيستامين غير ذائع الصيت والذي يحمل الاسم كليماستين حيث يمكن أن يحفز إعادة تكوين المايلين، وهو أمر لم يكن أحد يعلم أنه ممكن من الأساس.

وقال قائد الفريق وهو أستاذ علم الأعصاب بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو والمؤلف الرئيسي للورقة وفقا لموقع يوريك أليرت "قبل 10 سنوات، اكتشفنا طريقة واحدة يمكن للجسم من خلالها تجديد المايلين كاستجابة للإشارة الصحيحة، مما يصلح ما أفسده التصلب المتعدد. ومن خلال دراسة بيولوجيا إعادة تكوين المايلين بعناية، قمنا بتطوير علاج دقيق هو الأول من نوعه من العلاجات الجديدة للتصلب المتعدد".

دواء غير دقيق يمنح فرصة تطوير أدوية أكثر دقة

بدأ التقدم نحو هذا الاكتشاف عندما اخترع تشان طريقة لفحص قدرة الأدوية على بدء إعادة تكوين المايلين. وحدد الفحص مجموعة من الأدوية، بما في ذلك الكليماستين، وكانت جميعها تشترك في شيء واحد: إنها تحجب المستقبلات المسكارينية.

وتبدأ فوائد الكليماستين بتأثيره على الخلايا التي تنضج لتصبح خلايا قليلة التغصن. وتبقى هذه الخلايا خاملة في الدماغ والحبل الشوكي حتى تستشعر وجود أنسجة مصابة، فتنتقل وتتحول إلى خلايا قليلة التغصن، وهي التي تنتج المايلين.

الباحثون: سم أفعى المامبا الخضراء القاتلة يمكن أن يكشف مكان وجود مستقبلات بالدماغ (الجزيرة)

وتتجمع الخلايا التي يمكن أن تنضج وتتحول إلى خلايا قليلة التغصن حول المايلين المتدهور، لكنها تفشل في إعادة بنائه لسبب ما خلال التصلب المتعدد. وقد اكتشف تشان أن الكليماستين ينشط عن طريق حجب المستقبلات المسكارينية، مما يمكنها من النضوج إلى خلايا قليلة التغصن منتجة للمايلين.

ويصعب إصلاح الأعصاب والمايلين الذي يحميها إن تلف، سواء بسبب التصلب المتعدد أو الخرف. وقد أجرى غرين وتشان تجربة على الكليماستين لدى مرضى التصلب المتعدد، ونجحت. وكان هذا أول ظهور لدواء له القدرة على استعادة المايلين المفقود في التصلب المتعدد. ورغم أنه آمن للاستخدام، فإن الكليماستين كان فعاليته محدودة.

قال غرين، وهو رئيس قسم علم المناعة العصبية وعلم أحياء الخلايا الدبقية في قسم الأعصاب جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو والمؤلف المشارك للورقة "الكليماستين ليس دواء دقيقا يستهدف مستقبلا واحدا، إذ يؤثر على عدة مسارات مختلفة في الجسم. لكن من البداية، رأينا أن عمله مع المستقبلات المسكارينية يمكن أن يساعدنا على الوصول للجيل التالي من علاجات التصلب المتعدد".

سم أفعى يكشف الهدف الصحيح

واصل الباحثون استخدام الكليماستين لفهم الإمكانية العلاجية لتجديد المايلين في التصلب المتعدد. وطوروا سلسلة من الأدوات لمراقبة إعادة تكوين المايلين، سواء في نماذج حيوانية للتصلب المتعدد أو في مرضى التصلب المتعدد، مما أظهر أن الفوائد التي تمت رؤيتها مع الكليماستين جاءت من إعادة تكوين المايلين.

ووجد الفريق أن فوائد الكليماستين جاءت من حجب أحد المستقبلات المسكارينية الخمس فقط، وهو المستقبل إم 1، لكن تأثيره عليه كان متوسطا، وكان الدواء يؤثر أيضا على المستقبلات الأخرى. ويحتاج الدواء المثالي التركيز على مستقبلات إم 1.

وأدرك بون، عالم الأحياء في شركة كونتينيوم ثيرابيوتكس، أن سما موجودا لدى أفعى المامبا الخضراء القاتلة يعرف باسم "إم تي 7" (MT7) يمكن أن يكشف بالضبط مكان وجود مستقبلات إم 1 في الدماغ.

واستخدم بون "إم تي 7" لتصميم علامة جزيئية تميز وجود مستقبلات إم 1 وهو ما ساعد في الكشف عن حلقات من الخلايا التي يمكن أن تتطور لتصبح خلايا قليلة التغصن تتجمع حول الأماكن المتضررة في نموذج الفأر المصاب بمرض التصلب المتعدد، وفي أنسجة التصلب المتعدد لدى الإنسان التي تم العمل عليها في المختبر.

تطوير دواء جاهز للعيادة

صمم فريق من الكيميائيين الطبيين في شركة كونتينيوم ثيرابيوتكس، بقيادة الدكتور أوستن، الدواء الذي تخيله تشان وغرين، ووصلوا للدواء "بايب 307" الذي حجب مستقبلات إم 1.

وعام 2021، اجتاز بايب 307 تجربة سريرية من المرحلة الأولى، مما أثبت سلامته. ويتم حاليا اختباره على مرضى التصلب المتعدد في المرحلة الثانية.

وإذا نجح، فقد يغير كيفية علاج التصلب المتعدد. ويعلق غرين بالقول "كل مريض نقوم بتشخيصه بالتصلب المتعدد يأتي مع درجة معينة من الأضرار السابقة، والآن قد يكون لدينا فرصة ليس فقط لإيقاف المرض، ولكن أيضا للشفاء".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات کالیفورنیا فی سان فرانسیسکو التصلب المتعدد یمکن أن

إقرأ أيضاً:

ثورة في إنقاص الوزن.. طعامك قد يكون الدواء الجديد!

في زمنٍ باتت فيه أدوية إنقاص الوزن مثل “أوزمبيك” و”ويغوفي” من الأكثر رواجاً حول العالم، تظهر نتائج علمية لافتة تبشّر بإمكانية الاستغناء عن العقاقير، والاعتماد على النظام الغذائي وحده لتحفيز هرمون الشبع GLP-1، الذي يساعد الجسم على خسارة الوزن بشكل طبيعي ودون آثار جانبية.

وبحسب الدراسات، تحفز بعض الأطعمة والعادات الغذائية إنتاج هرمون GLP-1 بشكل طبيعي، ما يساعد على إنقاص الوزن دون الحاجة لاستخدام أدوية، مثل “سيماغلوتايد” (أوزمبيك وويغوفي)، وعلى الرغم من الانتشار الواسع لاستخدام هذه الأدوية، فإن الغالبية تفضل فقدان الوزن بطرق طبيعية وخالية من العقاقير، خاصة إذا أثبتت فعاليتها في محاكاة نفس آلية تأثير الأدوية.

ووفق الدراسات، تعمل أدوية “سيماغلوتايد” على زيادة هرمون GLP-1، الذي يبطئ الهضم ويقلل الشهية. كما تثبط إنزيماً يعطل هذا الهرمون، لذلك، يظل الشعور بالشبع لفترة طويلة، ما يساعد على تقليل كمية الطعام المستهلك وفقدان الوزن.

إلا أنه يمكن تحفيز هذا الهرمون بوسائل طبيعية عبر النظام الغذائي ونمط الأكل، وذلك من خلال:

زيادة تناول الألياف: تتواجد في الفاصوليا والخضراوات والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور. وعندما تتخمر هذه الألياف في الأمعاء، تنتج أحماضاً دهنية قصيرة السلسلة تحفز إنتاج GLP-1، ما يساهم في فقدان الوزن حتى دون تقليل السعرات الحرارية. تناول الدهون الأحادية غير المشبعة: مثل زيت الزيتون وزيت الأفوكادو، التي تعزز مستوى GLP-1. وتظهر الدراسات أن تناول الخبز مع زيت الزيتون أو الأفوكادو يرفع من هذا الهرمون أكثر من الخبز وحده. ترتيب تناول الطعام: تناول البروتين والخضراوات قبل الكربوهيدرات يرفع مستوى GLP-1 أكثر من العكس. تنظيم وقت الوجبات: تناول الطعام في الصباح يحفز إفراز GLP-1 أكثر من مفعول الوجبة نفسها في المساء. سرعة تناول الطعام والمضغ: تناول الطعام ببطء ومضغه جيداً يزيدان من إفراز GLP-1.

ورغم أن الطرق الطبيعية لرفع مستوى GLP-1 أقل فعالية بكثير من الأدوية، إلا أن النظام الغذائي الصحي والمتوازن يقلل من مخاطر أمراض القلب على المدى الطويل بنسبة 30%، متفوقاً بذلك على أدوية GLP-1 التي تقلل الخطر بنسبة 20%.

يذكر أنه في السنوات الأخيرة، أصبح هرمون GLP-1 أحد أكثر الموضوعات بحثاً في مجالات السمنة والسكري وصحة القلب. يُفرز هذا الهرمون بشكل طبيعي في الأمعاء استجابةً لتناول الطعام، ويؤدي دوراً محورياً في تنظيم مستويات السكر في الدم، وكبح الشهية، وإبطاء عملية الهضم، مما يمنح الجسم إحساساً بالشبع يدوم لفترة أطول.

وشهرة هذا الهرمون انفجرت مع استخدام أدوية “سيماغلوتايد” (مثل أوزمبيك وويغوفي)، التي تعمل على محاكاة تأثيره أو زيادة مستوياته في الجسم. وقد أظهرت الدراسات أن هذه الأدوية لا تساعد فقط في فقدان الوزن، بل تقلل أيضاً من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 20%.

لكن في المقابل، لا تخلو هذه الأدوية من آثار جانبية محتملة، مثل الغثيان أو مشاكل الجهاز الهضمي، فضلاً عن تكلفتها العالية وصعوبة الحصول عليها في بعض الدول. لهذا، بدأ الباحثون في استكشاف السبل الطبيعية لتحفيز GLP-1، مما أدى إلى بروز أهمية النظام الغذائي ونمط الحياة كبدائل فعالة وآمنة.

وفي وقت تتزايد فيه معدلات السمنة والسكري عالمياً، تتزايد الحاجة لحلول مستدامة لا تعتمد فقط على الأدوية، بل تدمج بين العلم والتغذية ووعي الأفراد، وهو ما يجعل هذا النوع من الأبحاث محط اهتمام الملايين حول العالم.

مقالات مشابهة

  • ثورة في إنقاص الوزن.. طعامك قد يكون الدواء الجديد!
  • إيكونوميست: تودد ترامب إلى بوتين لن يوقف حرب أوكرانيا
  • أمن العيون يوقف شخصاً صدرت في حقه 16 مذكرة
  • 4 ملايين لدعم 6 مشاريع مبتكرة حول التصلب المتعدد
  • دواء جديد يعالج سرطان الرئة المتقدم.. تركيبته وأثاره الجانبية
  • «الوطنية للتصلب المتعدد» تعلن عن أسماء الفائزين في دورة المنح البحثية لعام 2025
  • أمن فاس يوقف مروج مخدرات بحوزته 1870 قرص “إكستازي”
  • عاجل..عطب يوقف "التيجيفي" بين الدار البيضاء وطنجة ويُربك المسافرين
  • عطل طارئ يوقف خدمة الزبائن في أوجيرو
  • اللحظة التي غيّرت ترامب تجاه سوريا