الجزيرة:
2025-12-14@19:26:58 GMT

كل الطرق تؤدي إلى روما.. كيف تخطط لزيارة إيطاليا؟

تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT

كل الطرق تؤدي إلى روما.. كيف تخطط لزيارة إيطاليا؟

ربما لا توجد بقعة على الأرض نابضة بالحياة في كافة أشكالها مثل إيطاليا التي تجمع بين التاريخ العريق، والعمارة الكلاسيكية والطعام الشهي بمكوناته الطازجة، وأهلها الذين تشعر بينهم بالبساطة والود، واللغة الإيطالية الموسيقية التي تضفي طابعًا مميزًا على التجربة.

كانت إيطاليا في القدم موطن الإمبراطورية الرومانية التي حكمت العالم القديم من قلب عاصمتها روما، وتركت تلك الحقبة التاريخية بصماتها التي لا تمَّحي في العمارة وفنون نحت التماثيل التي تكاد تدب فيها الحياة من فرط تفاصيلها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إسبانيا.. غليان شعبي من "السياحة المفرطة" ومطالبات بقوانين تقلل أعداد الزوارlist 2 of 2حملة سعودية للترويج للسياحة الصيفية بـ7 وجهات رئيسيةend of list

وقد تأثرت بعض مدن جنوب إيطاليا بالثقافة العربية خلال العصور الوسطى، حيث تشير الشواهد الأثرية إلى وجود صلات بين ملوك إيطاليا وسلاطين الخلافة الفاطمية، والتي تركت آثارها على جدران سقف كنيسة كابيلا بلاتينا في باليرمو التي تزينها الحروف العربية، جنبًا إلى جنب مع رسوم القديسين المسيحيين.

الميدان الرئيسي في مدينة جنوة (الجزيرة) المأكولات الإيطالية

عند ذكر إيطاليا، تتبادر إلى الذهن مشاهد تدعونا للاستمتاع بمباهج الحياة؛ فالطعام الإيطالي الشهي والمتنوع خُلِّد في الفيلم الشهير "طعام صلاة حب" (Eat Pray Love) لجوليا روبرتس، حيث تناولت أشهر أطباق المطبخ الإيطالي مثل البيتزا والباستا، وكان ركنا أساسيا في استعادة شغفها بمستقبل أفضل.

كما تتمتع إيطاليا أيضًا بثقافة موسيقية غنية وتاريخ عريق من الأغاني الخالدة مثل أغنية "الإيطالي" (L’Italiano) التي تعود لعام 1983، وحققت نجاحًا كبيرًا في إيطاليا والعالم، وتُعبّر كلمات الأغنية عن جمال إيطاليا وثقافتها وتاريخها.

وقد حظيت أغنية "وداعا يا جميلة" (Bella Ciao) الإيطالية بشهرة واسعة في العالم، وهي من الأغاني التي رددها الثوار الإيطاليون خلال الحرب العالمية الثانية.

التيراميسو (يسار) تعد الحلوى الأكثر شهرة في المطبخ الإيطالي (الجزيرة) سمات المطبخ

لا عجب إذن أن تصبح إيطاليا رابع أكبر دولة سياحية في العالم، ومن أفضل وجهات السفر في أوروبا، فهي وجهة محببة ومثالية للرحلات الفردية أو برفقة العائلة أو الأصدقاء، كما تعد من الدول الآمنة للسفر والملائمة من حيث النفقات اليومية والتنقل وتكاليف الطعام.

إذ يمكن الحصول على إفطار إيطالي مكون من فنجان قهوة الإسبرسو -التي تعد أبرز سمات المطبخ المحلي لإيطاليا- وأحد المخبوزات بحوالي 3 يوروات في الأماكن العامة، مع الأخذ في الاعتبار ارتفاع الأسعار وتباينها في المناطق السياحية المزدحمة. ووجبة غداء لذيذة مكونة من الباستا بالصلصلة أو بيتزا مارغريتا كفيلة بأن تشعرك بالشبع بقيمة تُقدر بحوالي 10 يوروات أو تزيد.

أما إذا كنت تريد تجربة عشاء "حلال" يحتوي على قدر من البروتين، فستجد العديد من المحلات الصغيرة التي تُقدم "الدونر"، وهو يشبه ساندويتش شاورما الدجاج، مع إضافة العديد من السلطات والبطاطا المقلية، وتتراوح قيمته ما بين 5-7 يورو، ولا تنسي أن تجرب الحلوى الأكثر شهرة في إيطاليا "التيراميسو"، أو تستمع بنكهات لم تسمع عنها من قبل من الجيلاتو (الآيس كريم الإيطالي).

التخطيط للسفر

ولتخطيط مثالي لرحلتك حدد نوع الرحلة التي تفضلها، سواء كانت عائلية، مع الأصدقاء، أم استكشافية فردية بين المدن يتخفف فيها المسافر من أعباء الحقائب والالتزامات تجاه رغبات الآخرين. وحاول اكتشاف ما تفضله في السفر مبكرًا عند التخطيط لعطلتك، فالذائقة الفردية تختلف من شخص لآخر.

فالبعض يفضل الطبيعة بما فيها من مساحات خضراء وغابات أو الجلوس بقرب شاطئ البحر، والبعض يؤثر زيارة المعالم الأثرية المميزة، ومن الأشخاص من يتخذ من التجوال سيرًا على الأقدام أو التنقل بين المدن خير وسيلة للتعرف على ثقافة البلد وشعبه وطعامه، وصنف آخر من الناس تستهويه الموضة والتسوق فيبحث عن مدن تحتوي على أسواق وماركات تجارية محلية أو عالمية.

وحين تتخذ القرار لتستمتع بزيارة مدن إيطاليا العريقة، ستجد نفسك في حيرة من أمرك؛ هل ستختار أشهر المدن كالعاصمة روما والمدينة العائمة فينيسا، أم ستتجه جنوبًا نحو الجزر الخلابة كجزيرتي سريدينا وصقلية، أم تذهب صوب مدن الشمال الإيطالي الواقعة على ساحل البحر والتي تضفي عليها الجبال المرتفعة لمسات إضافية من المتعة تتحدث بإبداع الخالق العظيم كبحيرة كومو وجبال الألب الإيطالية.

قرية ريوماجيوري الواقعة على السواحل الغربية لإيطاليا (بيكسابي) مدن الشمال

إذا قررت زيارة مدن الشمال، التي تناسب طبيعتها الساحرة وأجواؤها فصل الصيف الحار، ابدأ بميلانو، العاصمة الاقتصادية لإيطاليا التي تعج بالجاليات العربية التي تتحدث بمختلف اللهجات بالقرب من ميدان كاتدرائية "الدومو"، وتحتوي تلك المنطقة في ميلانو أيضًا على عالم متكامل لمحبي التسوق وشراء أفخر المنتجات الإيطالية.

وبالقرب من ميلانو على مسافة ساعة بالقطار نصل إلى المحطة التالية والبقعة الساحرة "مدينة كومو" التي تحظى بشهرة واسعة، نظرًا لاحتوائها على بحيرة كومو إحدى أجمل بحيرات العالم تحيطها السلاسل الجبلية المكسوّة بالخضرة وتحدّها القرى الصغيرة المشيدة على ضفاف البحيرة، فستستمتع خلالها بلحظات من البهجة عبر رحلة بحرية تستغرق ساعتين في مياه البحيرة الخلابة التي تفصل إيطاليا عن سويسرا.

مناطق الشمال الإيطالي القريبة من النمسا وسويسرا مشهورة ببحيراتها الكثيرة والممتدة بين سفوح جبال الألب (بيكسابي)

ويُنصح بزيارة مدينة جنوة أيضًا لقربها من ميلانو. وجنوة هي مدينة تاريخية تتميز بالعديد من المعالم الثقافية والتاريخية وبخاصة مرفأ جنوة القديم، وهو ممشى على الواجهة البحرية مليء بالمطاعم والمتاحف والمعارض.

ولمحبي الاستكشاف والأماكن الأقل شهرة وازدحامًا يمكن الذهاب من جنوة إلى واحدة من الجواهر المخفية في الشمال الإيطالي؛ "المدن الخمسة" أو "شينك تيري"، وهي 5 قرى صغيرة قريبة من بعضها تقع على الساحل الغربي لإيطاليا، وتنفرد بمنازلها الملونة المقامة على مرتفعات جبلية بالقرب من البحر، وتشتهر كذلك بطعامها البحري الطازج المكون من سمك السردين الصغير وقطع السبيط الطازج بسعر زهيد لا يزيد عن 10 يوروات.

المدينة العائمة

وعلى الرغم من شهرة مدينة فينسيا الإيطالية، حلم محبي السفر حول العالم؛ لزيارة المدينة العائمة التي يتنقل فيها الناس عبر القنوات المائية باستخدام جندول ومراكب صغيرة، فإنها مزدحمة بشدة وخاصة في الصيف، مما يتسبب في ضغط مستمر على خدماتها ومواردها المحدودة، للحد الذي قررت معه السلطات الإيطالية فرض رسم دخول للمدينة قدره 5 يوروات للحد من عدد الزوار المتزايد.

وليكن ختام تلك الرحلة في فلورنسا، واحدة من أجمل مدن إيطاليا تشتهر بالحرف اليدوية التقليدية والمنتجات الجلدية بين أرجاء أحيائها التاريخية التي تستمتع فيها بالسير على الأقدام، وهي موطن للعديد من الآثار المعمارية المهمة مثل كاتدرائية سانتا ماريا ديل فيوري التي تعد تحفة فنية فريدة.

وكذلك زيارة جسر بونتي فيتشيو وهو أقدم وأشهر جسر في فلورنسا التاريخية، ويعرف أيضًا بجسر الذهب لوجود محلات الذهب والمجوهرات بالقرب منه.

هكذا يضفي تنوع السمات الثقافية في إيطاليا؛ في المطبخ، والفن، والموضة والمعمار، فضلًا عن الطبيعة الفريدة، أسبابًا جوهرية لزيارة تلك البلاد ولو مرةً واحدةً بالعمر، وتذكر أن "كل الطرق تؤدي إلى روما".

——–

باحثة مصرية شغوفة بالسفر والكتابة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

مجدي شاكر: تسجيل الكشري عالميًا اعتراف بتاريخ المطبخ المصري

في خطوة جديدة تعكس ثراء الموروث الثقافي المصري وتنوعه، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» طبق الكشري المصري على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لعام 2025، اعترافًا بمكانته المتجذرة في الحياة اليومية للمصريين، باعتباره أحد أبرز رموز المطبخ الشعبي الذي تجاوز كونه وجبة غذائية ليصبح تعبيرًا عن هوية ثقافية واجتماعية ممتدة عبر الأجيال.

وبهذا الإدراج، ينضم الكشري إلى قائمة العناصر المصرية المسجلة على قوائم التراث غير المادي لليونسكو، ليصبح العنصر الحادي عشر باسم مصر، وفقًا لما أعلنته وزارة الثقافة المصرية عقب اعتماد القرار خلال اجتماعات المنظمة المنعقدة في نيودلهي بالهند، في تأكيد جديد على الحضور المصري المتواصل داخل خريطة التراث الثقافي العالمي.

مجدي شاكر: التراث غير المادي لا يقل أهمية عن الآثار

قال مجدي شاكر، كبير الأثريين، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن مصر نجحت في تسجيل 11 عنصرًا على قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى منظمة اليونسكو، مؤكدًا أن هذا النوع من التراث يعرف بالتراث اللامادي، وهو لا يقل أهمية عن الآثار المادية، بل يمثل جوهر الهوية الثقافية للمجتمعات.

وأوضح أن تسجيل أي عنصر تراثي يبدأ بتقدم الدولة بملف متكامل يوضح طبيعة هذا العنصر وما يتميز به، متسائلًا: “هل لهذا العنصر ميزة خاصة؟ وهل يعبر عن هوية ثقافية واضحة؟”، لافتًا إلى أن هذه الملفات ترفق بتقارير ودراسات متخصصة تقدم إلى اليونسكو لدراستها وتقييمها.

بعد إضافة الكشري.. أطباق عربية تتحول لأيقونة عالمية على قائمة اليونسكوطبق المصريين الشعبي يخطف الأضواء عالميا.. الكشري تراث إنساني معتمدمن النخلة إلى السمسمية.. نماذج للتسجيل المشترك

وأكد أن اليونسكو تتيح للدول تقديم العناصر إما بشكل منفرد أو مشترك، موضحًا أن بعض العناصر الثقافية تتقاطع بين أكثر من دولة، مثل تسجيل “النخلة” بشكل مشترك بين مصر والسعودية، وكذلك بعض الأكلات التراثية مع الأردن، فضلًا عن آلة “السمسمية” التي جرى تسجيلها بالتعاون مع دولة أخرى.

وأشار إلى أن عملية التسجيل تمر بمراحل دقيقة من الدراسة والمراجعة، حتى يتم اعتماد العنصر رسميًا وضمه إلى قوائم اليونسكو، موضحًا أن هذا التسجيل يثبت أحقية الدولة في هذا التراث، ويمنع أي دولة أخرى من نسبته لنفسها، خاصة أن التراث يبنى عليه اقتصاديًا وثقافيًا وسياحيًا.

من الخيامية إلى الحرف اليدوية.. تراث يجذب الزائرين

وأضاف أن تسجيل التراث غير المادي يفتح آفاقًا جديدة للسياحة الثقافية، حيث يأتي كثير من الزائرين خصيصًا للتعرف على عناصر تراثية بعينها، مثل الخيامية أو الحرف التقليدية، مؤكدًا أن تسجيل العنصر باسم الدولة يمنحها حق الترويج له والاستفادة الاقتصادية منه ودعمه رسميًا.

وأوضح أن اتفاقية حماية وصون التراث الثقافي غير المادي صدرت عام 2003، ودخلت حيز التنفيذ عام 2006، ووقعت عليها 134 دولة من بينها مصر، مشيرًا إلى أن الاتفاقية تعرف التراث الثقافي غير المادي بأنه الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من أدوات ومصنوعات وأماكن ثقافية، والتي تعتبرها المجتمعات جزءًا من تراثها.

وأكد أن هذه الاتفاقية تمثل تطورًا مهمًا في السياسات الثقافية الدولية، إذ تهدف إلى صون التراث غير المادي وتعزيزه وضمان استدامته، والتوعية بأهميته، ودعم ممارسيه، ورصد التهديدات التي قد تؤدي إلى اندثاره، إلى جانب الترويج له محليًا ودوليًا، بما يخدم أهداف التنمية المستدامة.

وأشار إلى أن التراث غير المادي يعد ركيزة أساسية للحفاظ على التنوع الثقافي في عصر العولمة، وهو ما جعله أحد أولويات اليونسكو، لكونه أكثر عرضة للاندثار، ويشمل المهرجانات التقليدية، والعادات والتقاليد، وأساليب المعيشة، والحرف اليدوية، والأغاني والرقصات الشعبية، والحكايات، والفنون الشفاهية، والأكلات الشعبية، والطقوس الاجتماعية.

وأوضح أن الاتفاقية أتاحت للدول ترشيح عناصر تراثها غير المادي لإدراجها ضمن قائمتين رئيسيتين، هما القائمة التمثيلية، التي تهدف إلى إبراز التراث والتعريف به، وقائمة الصون العاجل، التي تعنى بالعناصر المهددة بالاندثار، موضحًا أن العناصر المدرجة في القائمة التمثيلية تكون مستقرة ومستدامة، بينما تحتاج عناصر الصون العاجل إلى تدخل عاجل ودعم دولي.

وأضاف أن الاتفاقية خصصت أيضًا قائمة ثالثة تعرف بقائمة أفضل ممارسات الصون، تدرج بها البرامج والمشروعات والأنشطة الناجحة في حماية التراث غير المادي داخل الدول الأطراف.

وأكد أن المادة 13 من الاتفاقية تلزم الدول باتخاذ تدابير واضحة لصون التراث الثقافي غير المادي، من خلال اعتماد سياسات عامة تبرز دوره في المجتمع، ودمجه في الخطط التنموية، وإنشاء جهات مختصة بصونه، وتشجيع الدراسات العلمية والتقنية، واعتماد الأطر القانونية التي تضمن نقل هذا التراث للأجيال القادمة مع احترام الأعراف المجتمعية.

قائمة مصر الكاملة على التراث غير المادي لليونسكو

واختتم بالتأكيد على أن قائمة العناصر المصرية المسجلة لدى اليونسكو تضم حتى الآن: السيرة الهلالية، والتحطيب، والأراجوز، والنسيج اليدوي في صعيد مصر، وفن الخط، وتقاليد التمر المصري، والاحتفالات المرتبطة بالعائلة المقدسة، وفنون النقوش والمعادن، وآلة السمسمية، والحناء، وأخيرًا طبق الكشري، باعتباره أحد أبرز رموز المطبخ الشعبي المصري.

طباعة شارك الكشري اليونسكو المطبخ الشعبي التراث غير المادي التراث الثقافي العالمي

مقالات مشابهة

  • "إيني" الإيطالية تخطط لضخ استثمارات بـ 8 مليارات دولار في مصر
  • حشود السياح تؤدي إلى فرض رسوم دخول على مزار رومانسي شهير في إيطاليا
  • مجدي شاكر: تسجيل الكشري عالميًا اعتراف بتاريخ المطبخ المصري
  • الصين تخطط لتعزيز الصادرات والواردات في 2026
  • غنية الحوسني: المطبخ الإماراتي غني بأصالته
  • خالد النمر: 6 أسباب شائعة تؤدي إلى ارتفاع الضغط الانبساطي
  • عباس يلتقي رئيسة وزراء إيطاليا ويشدد على رفض تهجير فلسطينيي غزة
  • ما الذي تخطط له العدل الإسرائيلية بشأن العفو الرئاسي عن نتنياهو؟
  • في سابقة عالمية.. اليونيسكو تُدرج المطبخ الإيطالي على قائمة التراث غير المادي
  • 5 فرق تضمن «الملحق» في «يوروبا ليج»