خبراء عرب: صراع المحاور يشتدُّ ودول المنطقة متأهبة وتتسلَّح.. هل هي الحرب؟
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
حذر خبراء ونشطاء عرب من أن منطقة الشرق الأوسط تتجه بسرعة فائقة إلى مزيد من التصعيد والتوتر، وأن نذر الحرب تزداد مع استمرار الحرب التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من عشرة أشهر.
ورأى كتاب وخبراء عرب بالشؤون الاستراتيجية أن مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط يكون بوقف الحرب على قطاع غزة، والاعتراف بالحقوق الفلسطينية.
وقال أحمد رمضان مدير عام مركز لندن للاستراتيجية الإعلامية في تغريدة له اليوم نشرها على صفحته على منصة "إكس": "راقبوا التطورات.. تركيا تنضم إلى جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية، إسرائيل غاضبة وتهدد بالانتقام، واشنطن تتهم موسكو بتقديم أسلحة لخصوم تل أبيب في المنطقة، وخلال وقت وجيز قد نشهد إعلان إيران دولة نووية مما يغيِّر مشهد التحالفات والتسلُّح، وحركة الطيران ترتبك في سماء المنطقة، وإسرائيل تعلن الاستنفار وتفتح الملاجئ، والولايات المتحدة تحث مواطنيها على مغادرة لبنان، ومثلها فعلت أغلب العواصم، و٢٠ دولة مددت تعليق رحلاتها إلى تل أبيب، والصراعات في الغرب تتأجج، والانقسامات تزداد"..
وأكد رمضان أن "الحروب لم تعد ثنائية، ولا تداعياتها محدودة، بل هي صراعات محاور، ومجالاتها واسعة، وهي نمط متقدم من الحروب الهجينة، وتضم المجال السياسي، الدبلوماسي، العسكري، الأمني، القانوني، الاقتصادي، السيبراني والإعلامي، وفي معظمها تشارك دول رئيسة، والخسارة ستكون قاسية واستراتيجية لأطراف لا تتقن مهارات تلك الحروب المركَّبة".
وأضاف: "الحشود ليست للردع فقط، والاستعدادات ليست خدعة، والدول تتموضع بأشكال مختلفة، ونذر الحرب تزداد وضوحاً، والقرار لا يتعلق بموقف دولة هنا أو دولة هناك، بل بمجمل التراكمات، والأخطاء التي قد تحدث، وتشكل ذرائع لطرف آخر".
وأنهى تغريدته قائلا: "إذا لم يتم وقف العدوان على غزة خلال وقت قريب، فالأمور مفتوحة على كل الاحتمالات".
صراع المحاور يشتدُّ ودول المنطقة متأهبة وتتسلَّح!
راقبوا التطورات .. تركيا تنضم إلى جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية، إسرائيل غاضبة وتهدد بالانتقام، واشنطن تتهم موسكو بتقديم أسلحة لخصوم تل أبيب في المنطقة، وخلال وقت وجيز قد نشهد إعلان إيران دولة نووية مما يغيِّر مشهد…
من جهته أكد وزير الخارجية التونسي الأسبق رفيق عبد السلام أن المنطقة مقدمة على تحولات كبرى لن تبقي شيئا في مكانه المعهود.
وقال عبد السلام في تغردية له نشرها على صفحته على منصة "إكس": "الحروب بطبعها مدمرة للعمران وأسس الحياة وتأنفها النفوس البشرية السليمة، ولكنها قد تكون أحيانا الشر الذي لابد منه، فهي تهز أسس الجمود المفروض وعوامل الاستقرار المغشوش، وهي أداة التاريخ غير الواعية كما يقول ماركس".
ورأى عبد السلام أن "المعادلات التي استقرت في المنطقة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وانسحاب العثمانيين الأتراك في طريقها نحو التغير بقوة النار، ولكن هذه المرة في الاتجاه المقابل لما تريده القوى الكبرى وحليفها الإسرائيلي
وقال: "حينما يمتنع صانعو الحروب والدمار عن وقف مسلسل القتل وسفك الدماء على نحو ما نراه اليوم في غزة، فإنهم يجلبون هم أنفسهم قبل غيرهم حروبا إلى حروبهم الأصلية، ويصنعون ديناميكيات جديدة لا يقدرون السيطرة عليها ويولدون توازنات أكبر منهم ومن حساباتهم، ويبدو أن سلاح الردع الإسرائيلي ومن خلفه الأمريكي قد وصل إلى منتهاه، ولكن ربما يحتاج الأمر هزة عسكرية جديدة حتى يدرك الجميع أن الأمور قد تغيرت ولا يمكن الاستمرار على ذات التفكير والمنهج".
وأنهى عبد السلام تغريدته قائلا: "الخلاصة هنا أن المنطقة مقدمة على معادلات جديدة قد لا تبقي حجرا على حجر، ولا دكتاتورا بجوار دكتاتور، وهي معادلة ستكون بكل تأكيد أكبر من آمريكا وإسرائيل وأعظم من معسكر الاستبداد والتطبيع العربيين، والعاقل من فهم اتجاه التاريخ ومعطيات الجغرافيا"، على حد تعبيره.
المنطقة مقدمة على تحولات كبرى لن تبقي شيئا في مكانه المعهود.
الحروب بطبعها مدمرة للعمران وأسس الحياة وتأنفها النفوس البشرية السليمة، ولكنها قد تكون أحيانا الشر الذي لابد منه، فهي تهز أسس الجمود المفروض وعوامل الاستقرار المغشوش، وهي اداة التاريخ غير الواعية كما يقول ماركس.
يبدو… pic.twitter.com/LZGEcqXYuV
إقرأ أيضا: 20 شركة طيران أجنبية تعلق رحلاتها للأراضي المحتلة.. والإمارات تواصل إجلاء العالقين
وفي الكويت رأى أستاذ العلوم السياسية بالجامعات الأمريكية عبد الله الشايجي، أن التطرف لا ينتج إلا التطرف.
وقال الشايجي في تغريدة له على صفحته على منصة "إكس" تعليقا على اختيار حركة المقاومة الإسلامية "حماس" يحيى السنوار رئيسا لمكتبها السياسي خلفا لاسمماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل في طهران الأسبوع الماضي: "حماس تختار المواجهة رداً على حرب إبادة الصهاينة وتعنت ومراوغات وافشال نتن ياهو للمفاوضات!! وحماس تقلب الطاولة وتفاجئ وتصفع نتن ياهو وعصابته الفاشية المتطرفة وتختار أخطر صقر من صقورها يحيى السنوار أبو إبراهيم رئيسا لها صاحب الرأي الفصل والأخير داخل غزة والمفاوضات".
وأضاف: "ما يوقف أي فرصة للمفاوضات ويكشف تلاعب نتنياهو.. على قائمة اغتيال الصهاينة منذ سنوات وفشلوا مرات باغتياله ويشكل عقدة لنتنياهو وعصابته".
????????نتيجة التطرف هو مزيد من التطرف !!!
حماس تختار المواجهة رداً على حرب إبادة الصهاينة وتعنت ومراوغات وافشال نتن ياهو للمفاوضات!!
????????و #حماس تقلب الطاولة وتفاجئ وتصفع نتن ياهو وعصابته الفاشية المتطرفة
وتختار أخطر صقر من صقورها. #يحيى_السنوار أبو إبراهيم
رئيسا لحركة… pic.twitter.com/YJMoxEKD0p
وفي جينيف دعا أنور الغربي مدير معهد جنيف للديمقراطية وحقوق الإنسان إلى ضرورة "تثمين أي خطوة باتجاه تنسيق المواقف والاستفادة من الوضع الراهن في ظل الدعم الكبير للحقوق الفلسطينية شعبيا وعلى مستوى الجامعات ولدى الفئات الشبابية خاصة والذي يترجم عمليا بفوز الداعمين للحقوق الفلسطينية في عديد المحطات الانتخابية وباعتراف ثلاث أرباع بلدان العالم بفلسطين كدولة وأيضا قبول عضوية فلسطين في عديد الهيئات والمنظمات الدولية".
وأكد الغربي في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أن إسرائيل تقود العالم عامة ومنطقة الشرق الأوسط على وجه الدقة والتحديد إلى حرب شاملة ستكون تكاليفها باهظة، وقال: "يجب التصدي بأكثر قوة ووضوح للعربدة الإسرائيلية وتواصل إهانة حكومة إسرائيل للمنظومة الدولية برمتها واعتدائها على القانون الدولي وعلى منظمات وهيئات العمل الإنساني وعلى المقررين الخواص للأمم المتحدة وعلى قضاة محكمة الجنايات الدولية وعلى كل من يقول لا للإبادة والقتل والتمير".
وأضاف: "يجب الاستماع لنبض الشعوب العربية والإسلامية التي تعبر بوضوح عن ضمائر ومشاعر الشعوب تجاه الحقوق الفلسطينية خاصة والعربية عامة، ويجب الاستفادة من الوضع القائم والدعم الدولي والشعبي الكبير لقضية فلسطين والعدالة للمطالبة بإصلاحات لمنظومة الأمم المتحدة التي أصبحت عائقا نحو تحقيق السلام".
وأشار الغربي إلى أن بديل ذلك هو استمرار الحرب التي لن تبقى بين الفلسطينيين والإسرائيليين وحدهم وإنما ستشمل المنطقة برمتها.
وقال: "لا بد من الإشارة هنا إلى موقف منظمة التعاون الإسلامي الصادر أمس الأربعاء عقب اجتماع استثنائي لها بمدينة جدة السعودية، والذي أدان اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، كما أدان انتهاك سيادة دولة عضو بالمنظمة، وهو موقف وإن جاء متأخرا لكنه يعبر فعلا عن قناعة الجميع بمخاطر الحرب التي تدق أبواب المنطقة غير عابئة بالشعوب التي تدفع الثمن"، وفق تعبيره.
وتترقب إسرائيل ردود فعل انتقامية من إيران و"حزب الله" وحماس على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في 31 يوليو/ تموز الماضي، والقيادي العسكري البارز بالحزب فؤاد شكر ببيروت في اليوم السابق.
وبينما تبنت تل أبيب اغتيال شكر، تلتزم الصمت حيال اتهام إيران وحماس لها باغتيال هنية، وإن ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مسؤولية بلاده عن قصف مقر إقامته خلال زيارة لطهران.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الخميس: "السيناريو الأسوأ بالنسبة للجيش الإسرائيلي هو هجوم منسق وسريع من كل إيران ولبنان، لكن قادة الدفاع والسياسة يعتبرون أن احتمالية حدوث ذلك منخفضة".
وأضافت: "وتشير التقييمات الأخيرة إلى أن حزب الله سيضرب أولا، بينما تدرس إيران الرد على اغتيال هنية".
وفي ظل مخاوف من اندلاع حرب شاملة، ألغت شركات طيران دولية عديدة رحلاتها من وإلى تل أبيب، سواء لفترة محددة أو إلى أجل غير مسمى؛ ما ترك نحو 150 ألف إسرائيلي عالقين خارج إسرائيل.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ لبنانية في الجنوب، وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية بلبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 قصفا يوميا؛ خلّف المئات بين قتيل وجريج معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء حرب تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي؛ ما أسفر عن أكثر من 131 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
إقرأ أيضا: حروب "مُفرغة".. "إسرائيل" على خطى الولايات المتحدة في الهزائم الاستراتيجية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الحرب الاحتلال غزة الفلسطينية احتلال فلسطين غزة حرب مآلات المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عبد السلام نتن یاهو تل أبیب
إقرأ أيضاً:
الولائية والخنوع ..رشيد:أي اعتداء على إيران هو اعتداء على العراق!!
آخر تحديث: 13 دجنبر 2025 - 10:16 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد رئيس الجمهورية العراقي عبد اللطيف رشيد، امس الجمعة، أن أي عرقلة تواجه إيران هي بمثابة اعتداء على العراق، وذلك خلال لقائه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، حيث تطرقا أيضاً إلى ضرورة تعميق الروابط وتوسيع التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين.جاء ذلك خلال لقاء جمع الرئيسين على هامش مؤتمر “السلام والثقة” الدولي المنعقد حالياً في عشق آباد عاصمة تركمانستان.وعبر الرئيس العراقي في اللقاء عن سروره بلقاء نظيره الإيراني، مستعرضاً المسار الناجح للانتخابات في بلاده، مؤكداً أن العراق يرى في إيران أهم جيرانه، وأن أمن البلدين مترابط، وأن الدعم المستمر الذي تقدمه إيران للحكومة والشعب العراقي سيظل محل تقدير دائم، بحسب وكالة “تسنيم” الدولية للأنباء. وأشار الرئيس العراقي وفق ما نقلته الوكالة الإيرانية إلى أن “الاعتداءات التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق فلسطين ودول المنطقة، بما فيها إيران”، مؤكداً ضرورة أداء الدور المطلوب واتخاذ موقف واضح وحاسم إزاء هذه الاعتداءات، باعتبار أن “الكيان الصهيوني هو السبب الرئيسي لأزمات المنطقة، وأنه لا يعرقل العلاقات عبر العدوان العسكري فحسب، بل أيضاً عبر ممارساته التجارية والاقتصادية التي تحول دون قيام علاقات بناءة بين دول المنطقة”. وأضاف أن “على دول المنطقة، وفي مقدمتها إيران والعراق، تشكيل حملة قوية وفاعلة ضمن الأطر الأوروبية والأمم المتحدة لعرض مواقفها بوضوح تجاه التهديدات الإسرائيلية”. كما شدد الرئيس العراقي على ضرورة توسيع التعاون الأمني والتجاري والصناعي والعلمي والثقافي بين البلدين، داعياً إلى تبادل الخبرات، وتكثيف الزيارات المتبادلة لوفود التعاون حتى في أدق التفاصيل. وأكد أن “أي عرقلة تواجه إيران هي بمثابة عداء لنا”. بدوره هنأ مسعود بزشكيان العراق على تنظيم انتخابات حماسية وسليمة ومن دون مشكلات، معرباً عن أمله في أن يسهم تشكيل برلمان وحكومة قوية في تعزيز نمو العراق وتطوره.وشدد الرئيس الإيراني على ضرورة تعميق الروابط بين رجال الأعمال والجامعات والصناعات في إيران والعراق، مؤكداً أن الاستثمار المشترك وتطوير الاتصالات الحدودية يعدان من أولويات بلاده.وأشار الرئيس الإيراني إلى المستوى المتميز للعلاقات بين البلدين، قائلاً إن إيران تشعر بقرب ومحبة وأخوة تجاه الحكومة والشعب العراقي، مؤكداً العزم على تعزيز وتطوير التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات. وأكد بزشكيان أهمية ربط التجار والجامعات والصناعات في البلدين، لافتاً إلى أن الاستثمار المشترك وتطوير الروابط الحدودية يحتلان مكانة متقدمة في أولويات إيران، وأن منح المحافظين الحدوديين صلاحيات خاصة يهدف إلى تنشيط التبادلات من خلال الاستفادة الكاملة من القدرات المتوفرة.كما اعتبر الرئيس الإيراني ربط الخطوط الحديدية بين البلدين خطوة ضرورية، مؤكداً أن استكمال مشروع سكة حديد “البصرة – شلمجه” يشكل إحدى الأولويات الأساسية لطهران. وتطرق بزشكيان إلى “الدور التخريبي الذي يمارسه الكيان الصهيوني” في المنطقة، واصفاً إياه بـ”الغدة السرطانية”، مؤكداً أن “هذا الكيان يسعى إلى منع تعزيز الروابط العلمية والثقافية والاقتصادية والسياسية والصناعية بين الدول الإسلامية، ويدفع نحو إشعال الحروب القومية والمذهبية”.وشدد على أن السبيل لمواجهة هذه السياسات هو توسيع مجالات التعاون، وتعزيز الاستثمارات المشتركة، وتكثيف التبادلات في كل ما من شأنه أن يقرب بين شعوب المنطقة، مشيراً إلى أن الانقسامات والخلافات تخدم مخططات الأعداء وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني، وأنه يجب تفادي أي توترات.وأضاف الرئيس الإيراني أن تنشيط الدبلوماسية الفاعلة يتيح إيصال صوت شعوب المنطقة المُطالِبة بالحق إلى الهيئات الدولية وإلى “الآذان الصماء” لدى الأوروبيين والأميركيين.