أطياف
صباح محمد الحسن
ضمانات التنفيذ!!
طيف أول:إلى أحلامنا المتأخرة
اقتلي هذا الصمت.. أو أيقظي ما يناسبك من بوح الكلام
المهم.. أقبلي لتهبي الوطن الخلاص
ومثلما وضع منبر جدة على صدر إتفاقه وكشف عن ملامحه في ثلاثة قضايا اساسية بعد وقف اطلاق النار، والتي تهدف الي إعادة بناء جيش مهني بدمج كل القوات، بما فيها الدعم السريع وإبعاده من المشهد والعملية السياسية نهائيا، وإستعادة الحكم المدني الديمقراطي وإبعاد جماعة الأخوان المسلمين ونظامهم وواجهاتهم
لاتمثل مباحثات جنيف سوى إلا القاعدة التي تضع الضمانات لتوقيع هذا الإتفاق، ففي جدة يمكن لكل واحد من طرفي الصراع أن ينسحب مما اتفق عليه مثلما سبق، في أي لحظة، وبين هدنة وأخرى، سيما إن وجد نفسه يحقق انتصارا على الأرض
وفي جدة ايضا يواجهه الطرفان مارتكباه من جرائم في الحرب تنتهي بالتوقيع على وقف اطلاق النار وما بعده
ولكن ان ذهب الطرفان الي سوسيرا سيواجه كل واحد منهما مارتكبه في الماضي والحاضر وقد يكون للاتفاق ماقبله
أي ان مباحثات سويسرا تعد هي النظرة الٱخيرة على دفتر العقاب وليس دفتر الجريمة كطاولة استثنائية تطرح ما يترتب على الرفض عكس جدة التي تطرح مايترتب على القبول
ولايذهب المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو في حديثه لبرنامج “تنوير” بمنصة أكس بعيدا والذي قال فيه إن محادثات سويسرا ستختلف عن منبر جدة بوجود (وسائل لضمان تنفيذ الإتفاق) وذلك بمشاركة دول الإمارات ومصر والاتحاد الإفريقي وإيغاد ليكونوا جزءاً من الإتفاق
وهذا يعني ان الولايات المتحدة الأمريكة حرصت على ان تطرح ماعندها من خيار (قاسي) بشهود من الٱطراف التي كانت او مازالت ذات علاقة مع طرفي الصراع الأمر الذي ربما يجبر الجميع على الموافقة على اتفاق جدة تلافيا لماتحمله سويسرا من تبعات
وسيجد كل طرف انه مجبور ليس على قبول التفاوض ولكن على الإستمرار في العملية دون أن يمارس لعبة الخديعة
ولأن سويسرا هي بلسم المناعة ضد المرواغة وتحصين الإلتزام، ومحاولة لتحقيق رغبة القبول التي يعمل العالم كله على أن يجعله نهائيا لا رجعة فيه
لا تريد الأطراف مواجهة هذا المصير
وتمارس اسلوب الإختباء خلف واجهات الرفض المؤقت لأنها تعلم ان الرفض القاطع ليس في مصلحتها لطالما ان الوساطة مازالت تصر على دعوتها دون كلل
ولو أن أمريكا لاتريد ان تطرح نصا تقيديا على طاولة المباحثات بسويسرا لتمسكت بالدعوة لمنبر جده دون ان تحاول أن تبني تحته اساسا متينا يجنبه الإنهيار
وعن الإختلاف بين المنبرين ووجه الشبه يقول المبعوث انه و بالرغم من ان الدعم السريع دائماً ما يبدو جاهزاً لأي محادثات مطروحة لكن ذلك لا يعكس الإرادة السياسية، وإنما يتم قياسها بإتفاق واضح
فحتى إذا حققت الدعم السريع انتصارًا عسكريًا فهو ليس حلًا، لأن السودانيون لا يرغبون في أن يكون لها أي دور سياسي في البلاد في المستقبل.
وهنا يعكس بيرييلو على مرآة المشهد ان سويسيرا تحكي عن اتفاق جدة أي تقدمه بشرح تفصيلي أكثر يؤكد استحالة وجود الدعم السريع في المشهد السياسي وهذا ماتحدثت عنه جدة ببناء الجيش القومي الذي لن تكون له لاعلاقة بالسياسة
اذن ان خلاصة القول ان سويسرا تريد ان تقدم لمنصة التوقيع على اتفاق جدة طرفي الحرب بسلاسل وقيود العقاب التي تضمن لها سلامة التفاوض دون أن يكرر كل تطرف عبثيته في براحات السلام مثلما يمارسها على أرض المعارك.
طيف أخير:#لا_للحرب
علمت الزاوية أن رئيس القضاء شرع في تحركات وإجراءات لمواصلة محاكمة البشير والمطلوبين معه للعدالة الدولية داخليا، لعرقلة تسليمهم وقطع الطريق على المدعي العام كريم خان.
الجريدة
الوسومأطياف السودان المدعي العام رئيس القضاء صباح محمد الحسن كريم خان محاكمة البشيرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أطياف السودان المدعي العام رئيس القضاء صباح محمد الحسن كريم خان الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
باحث أميركي يكشف تفاصيل مرعبة عن انتهاكات الدعم السريع في الفاشر والجنينة
كشف ناثانيال رايموند، المدير التنفيذي لمعمل البحوث الإنسانية بجامعة ييل الأميركية، شهادات مروّعة عن قصة سقوط مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور بيد قوات الدعم السريع.
وذكر الباحث الأكاديمي أن شبكتهم الميدانية في الفاشر تواصلت معهم بعد السقوط مباشرة، وأبلغتهم في اليوم الأول أن 1200 من أفراد عائلاتهم وأصدقائهم قد قُتلوا من قِبَل الدعم السريع، ثم ارتفع الرقم إلى 10 آلاف خلال ساعات.
وبعد اليوم التالي -يضيف رايموند- "انقطعت الاتصالات تماما، ويرجح أنهم جميعا لقوا حتفهم".
تصريحات الأكاديمي الأميركي جاءت خلال ندوة أقيمت في كلية كينيدي بجامعة هارفارد لمناقشة تفاقم الأزمة في السودان حيث تخوض القوات المسلحة السودانية مواجهة مع قوات الدعم السريع.
بدأ رايموند بسرد كيفية استدعاء وحدته في بداية الحرب من قبل الحكومة الأميركية، في الوقت الذي كانت فيه الوحدة تعمل في أوكرانيا لصالح وزارة الخارجية.
وعندما اندلعت الحرب في السودان، تم جلبهم ليكونوا جزءا من فريق دعم مفاوضات جدة الأولى بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع خلال الأسابيع الأولى من الحرب.
كان دورهم -بحسب رايموند- يعتمد على تحليل صور أقمار صناعية عالية الدقة بهدف تزويد الولايات المتحدة والسعودية بمعلومات تساعد على تقييم الواقع الميداني.
وأشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي عرف بـ"إعلان جدة" انهار فورا تقريبا، وأن المجتمع الدولي نظر في ذلك الوقت إلى الصراع باعتباره مواجهة محصورة في الخرطوم وأم درمان.
لكن الواقع -يضيف رايموند- كان مختلفا تماما، إذ استغلت قوات الدعم السريع انشغال العالم بالقتال في العاصمة لتشن هجوما واسعا على شعب المساليت في مدينة الجنينة.
أكوام الجثثكشف ناثانيال رايموند أنهم كانوا أول جهة تؤكد للحكومة الأميركية مقتل والي غرب دارفور، خميس أبكر، وأنه قُتل بطريقة علنية عبر ذبحه، وهو ما أطلق شرارة موجة قتل من منزل إلى منزل استهدفت رجال وفتيان المساليت.
إعلانحصل الفريق على صور ميدانية مبكرة جدا لم تُنشر، وكانوا يقيسون عبرها أكوام الجثث التي تركتها قوات الدعم السريع في الشوارع، ويستخدمون تلك الأكوام كنقاط ملاحية لمتابعة خط سير القتل من الفضاء.
وأوضح أن متوسط طول جثث الفتيان كان حوالي 1.3 متر، وأن متوسط طول الرجال كان يظهر في الصور الفضائية على نحو يقارب مترين و30 سنتيمترا، ما يعكس فظاعة عدد الضحايا.
تابع رايموند قائلا إنهم لاحظوا إشارات حرارية عبر أجهزة استشعار وكالة الفضاء ناسا تشير إلى احتراق قرية سربا في الشمال، حيث كان الدعم السريع يهاجم القرى بأسلوب يشبه الضباع.
ويضيف "كانوا يدفعون السكان في اتجاه معين ثم يحاصرونهم من الاتجاه الآخر لتجري عمليات قتل جماعي عن قرب".
ومن خلال هذه المعطيات، قيّم الفريق أن قوات الدعم السريع كانت تستخدم القتال في العاصمة كغطاء لإكمال إبادة جماعية منهجية في دارفور، بدءا بالمساليت.
وذكر رايموند أنهم أرسلوا تحذيرا سريا للحكومة الأميركية وللبيت الأبيض ولمجلس الاستخبارات القومي بأن الفاشر ستكون الهدف المقبل على الأرجح، وقدّروا أن الهجوم سيبدأ بنهاية موسم الجفاف بين 2023 و2024.
كما أطلعوا مجلس الأمن الدولي في جلسة خاصة في يوليو/تموز 2023، أي قبل عامين ونصف العام من وقوع مذبحة الفاشر في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
حصار طويلوأوضح أنهم راقبوا الحصار على الفاشر طوال 18 شهرا من الفضاء، وهو حصار أطول 3.5 مرات من حصار ستالينغراد، وأطول من حصار لينينغراد في الحرب العالمية الثانية.
وأشار إلى أن المدينة كانت تحت تصنيف المجاعة IPC5 لمدة 15 شهرا متواصلا، وهو رقم كارثي لا مثيل له تقريبا.
وبعد سقوط الفاشر، فرّ من استطاع الهرب إلى طويلة التي أصبحت الملاذ الأخير. أما من نجا، فقد كانوا في الغالب نساء وأطفالا غير مصحوبين، لأن المليشيا كانت تقتل الرجال والفتيان عند الحواجز الترابية.
كشف رايموند أيضا أن قوات الدعم السريع بنت جدارا ترابيا بارتفاع 9 أقدام يمتد 37 كيلومترا حول الفاشر، ما خلق ما سماه "صندوق قتل"، تم فيه حصر ما تبقى من الزغاوة داخل المدينة.
وبعد سقوط الفاشر، شاهد الفريق عبر الأقمار الصناعية آلاف الجثث بين عشية وضحاها في الشوارع، تظهر بأشكال منحنية على هيئة حروف "سي" (C) أو "جيه" (J) أو "إل" (L) نتيجة سقوط الضحايا فور إطلاق النار عليهم. كما ظهرت شاحنات تحمل مدافع ثقيلة، وظهرت بقع حمراء كبيرة على الأرض كانت عبارة عن دماء.