تهديد صامت.. فشل النمو للأطفال يسبب مليون وفاة سنويًا حول العالم (تفاصيل)
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
يشكل فشل النمو تحديًا عالميًا خفيًا يهدد حياة الأطفال، حيث يسهم في وفاة ما يقارب المليون طفل سنويًا قبل بلوغهم الخامسة، ليصبح ثالث أهم أسباب الوفيات ضمن هذه الفئة العمرية.
جاءت هذه البيانات في دراسة حديثة حول عبء الأمراض العالمي لعام 2023، التي نشرتها مجلة *The Lancet Child & Adolescent Health* بتاريخ 3 ديسمبر.
وفق التحليل، يظهر أن نقص الوزن يتحمل العبء الأكبر، إذ يسهم بنسبة 12% من وفيات الأطفال دون سن الخامسة، يليه الهزال بنسبة 9% والتقزم بنسبة 8%. كما بينت الدراسة تقديرات أعلى مما كان متوقعًا لعدد الأطفال المصابين بالتقزم عالميًا.
تكمن خطورة فشل النمو في تأثيره على زيادة قابلية الأطفال للإصابة بأمراض شائعة والوفاة بسببها ففي العام الماضي، توفي نحو 800 ألف طفل نتيجة أمراض مثل التهابات الجهاز التنفسي السفلي، الإسهال، الملاريا والحصبة، وكان فشل النمو عاملًا مشتركًا في معظم هذه الوفيات. وفي إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ارتبط فشل النمو بـ77% من وفيات الإسهال و65% من وفيات التهابات الجهاز التنفسي للأطفال دون سن الخامسة، بينما سجل الوضع تحسنًا نسبيًا في الدول ذات الدخل المرتفع.
الدكتور بوبي راينر، أحد الباحثين في الدراسة، أوضح أن أسباب هذه الأزمة متشابكة ومعقدة، تتضمن سوء التغذية، انعدام الأمن الغذائي، آثار تغير المناخ، نقص خدمات الصرف الصحي، والنزاعات المسلحة، مما يجعل من المستحيل تطبيق حل شامل يناسب كل المناطق. وتبرز حاجة ملحة للتدخل المبكر، والذي يجب أن يبدأ قبل الولادة، حيث أشارت النتائج إلى أن التقزم غالبًا ما تبدأ ملامحه بالظهور خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عمر الطفل. ولفت الباحثون إلى العلاقة التفاعلية المثيرة للقلق بين الهزال والتقزم؛ إذ يؤدي تفاقم أي منهما إلى زيادة تأثير الآخر مع تقدم الطفل في العمر.
في المراحل الأولى من حياة الطفل، يعكس فشل النمو غالبًا مشاكل ناتجة عن فترة ما قبل الولادة مثل تغذية الأم أثناء الحمل، بينما قد يظهر لاحقًا كنتيجة لعوامل طويلة الأمد كالتغذية غير الكافية أو الإصابة المتكررة بالعدوى.
ختامًا، يشدد الدكتور راينر على أهمية اتخاذ التدابير الوقائية مبكرًا للتصدي لهذه المشكلة المعقدة. فالتدخل الفعال في الوقت المناسب عبر استخدام البيانات الدقيقة لتحديد المناطق الأكثر عرضة للخطر سيسهم بشكل كبير في منع استفحال المشكلة وتخفيف آثارها طويلة الأمد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فشل النمو الاطفال افريقيا أمراض شائعة سوء التغذية فشل النمو
إقرأ أيضاً:
فيروس ماربورج.. تهديد وبائي جديد يلوّح في أفق جنوب إفريقيا وإثيوبيا
تشهد القارة الإفريقية حالة من التأهب الصحي بعد إعلان جنوب إفريقيا وإثيوبيا تسجيل حالات إصابة بفيروس ماربورج، وهو واحد من أخطر الفيروسات النزفية في العالم، نظرًا لمعدل وفياته المرتفع الذي قد يصل في بعض التفشيات إلى أكثر من 80%، وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية، ويثير هذا الظهور الجديد مخاوف من احتمال توسع نطاق انتشار المرض في المنطقة، خاصة في ظل ضعف البنية الصحية في بعض الدول الإفريقية.
وينتمي فيروس ماربورج إلى عائلة فيروسات الفيلوفيروس، وهي نفسها التي تضم فيروس الإيبولا. ويتميز ماربورج بقدرته على إحداث مضاعفات شديدة وسريعة، تبدأ بأعراض عامة تشبه الأنفلونزا، مثل الحمى المرتفعة، الصداع، التهاب الحلق، والآلام العضلية.
ومع تطور المرض خلال أيام قليلة، تبدأ المرحلة النزفية، حيث يعاني المريض من نزيف تحت الجلد وفي اللثة والأنف، بالإضافة إلى إسهال وقيء شديدين قد يؤديان إلى الجفاف، ثم انهيار في وظائف الكبد والكلى، وقد يصل الأمر إلى فشل متعدد في الأعضاء وانهيار الدورة الدموية.
وتشير المصادر الصحية إلى أن الخفافيش، خاصة خفافيش الفاكهة الأفريقية، هي المستودع الطبيعي للفيروس، حيث ينتقل إلى الإنسان عند دخول الكهوف أو المناجم التي تكون مأوى لهذه الخفافيش. وبعد ذلك، ينتشر المرض بين البشر عبر ملامسة سوائل الجسم أو التعامل غير الآمن مع أدوات ملوثة، مثل الإبر أو الملابس المتسخة بسوائل المصابين، وهو ما يفسر سرعة انتشار المرض في بعض التفشيات السابقة.
وفي جنوب إفريقيا، أعلنت وزارة الصحة حالة الاستعداد القصوى بعد ظهور حالات مؤكدة، وتقوم السلطات بفحص المخالطين وعزلهم لتقليل فرص انتشار الفيروس، أما في إثيوبيا، فقد بدأت وزارة الصحة تعزيز الفرق الميدانية للتقصي الوبائي، وسط مخاوف من انتقال الفيروس إلى المناطق المتاخمة للحدود نتيجة حركة السفر والتنقل.
ورغم الجهود العلمية المستمرة، لا يوجد حتى الآن علاج نوعي أو لقاح معتمد لمكافحة فيروس ماربورج، ويعتمد العلاج على تقديم الرعاية الداعمة، مثل تعويض فقدان السوائل، ونقل الدم، ودعم عمل الأعضاء الحيوية، وتعمل عدة مراكز بحثية على تطوير لقاحات تجريبية أظهرت نتائج أولية مشجعة، لكنها لم تحصل بعد على موافقات الاستخدام.
وتوصي منظمة الصحة العالمية المواطنين والمسافرين باتخاذ إجراءات وقائية، مثل تجنب زيارة الكهوف التي تؤوي الخفافيش، والابتعاد عن التعامل مع الحيوانات البرية، والالتزام بمعايير النظافة الشخصية، والإبلاغ الفوري عن أي أعراض بعد العودة من الدول المتأثرة، لتجنب انتشار الفيروس خارج حدود القارة.