بوابة الوفد:
2025-12-08@11:50:31 GMT

حكم الربا فى الإسلام

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

يسأل الكثير من الناس عن حكم الربا فى الاسلام فأجاب الشيخ عطية صقر رحمه الله وقال يعد أكل الربا من الأمور المحرمة في الإسلام، وقد ورد تحريم الربا في الكتاب والسنّة النبويّة، كما أجمع العلماء والسَّلف الصالح على تحريمه، وفيما يأتي بيان أدلّة التحريم:

 

 أدلة تحريم الربا في القرآن الكريم ورد تحريم الربا في عدّة آياتٍ قرآنيّةٍ، وفيما يأتي تفصيل تلك المواضع: استنكر الله -سبحانه- الربا في القرآن، وبيّن أنّه مُنافٍ للفطرة السليمة، وفي المقابل استحسن الزكاة، قال -تعالى-: (وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّـهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّـهِ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ).

 

بيّن الله -تعالى- في قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ*وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ*وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) تحريم الربا قَطعاً، وبيَّن قُبحه، والآثار المُترتِّبة عليه؛ من ظلمٍ، وأكلٍ لحقوقٍ الآخرين، وغيرها من الآثار. قال الله -تعالى-: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّـهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّـهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)،فقد بيّن الله أنّ البيع يختلف اختلافاً قاطعاً لا رَيب فيه عن الربا، إذ إنّ أيّ زيادةٍ على رأس المال مُحرَّمةٌ؛ سواءً أكانت قليلةً، أم كثيرةً.
 

أكّدت نصوص السنّة النبويّة الصحيحة على تحريم الربا بألفاظٍ صريحةٍ، وقد بيّنت بعض الأحاديث الربا المنصوص على تحريمه في القرآن الكريم، كما حرّمت بعض الأحاديث أنواعاً أخرى من الربا لم يَرد ذكرها في القرآن، وفيما يأتي بيان تلك الأحاديث:

 

أكّد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على تحريم الربا؛ فقال في خُطبة حجّة الوداع: (أَلَا وإنَّ كلَّ رِبًا في الجاهِلِيَّةِ موضوعٌ، لكم رؤوسُ أموالِكم لا تَظْلِمُونَ ولا تُظْلَمُونَ غَيْرَ رِبَا العباسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ فإنه موضوعٌ كُلُّهُ).

 

 أكّد النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على تحريم ربا النسيئة؛ فقال: (أَلا إنَّما الرِّبا في النَّسِيئَةِ)، ويُراد بربا النسيئة: الزيادة في أحد العِوضَين مقابل تأخير السداد. حرّمت السنّة النبويّة ربا البيع؛ فقد قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (الذَّهَبُ بالذَّهَبِ، والْفِضَّةُ بالفِضَّةِ، والْبُرُّ بالبُرِّ، والشَّعِيرُ بالشَّعِيرِ، والتَّمْرُ بالتَّمْرِ، والْمِلْحُ بالمِلْحِ، مِثْلًا بمِثْلٍ، سَواءً بسَواءٍ، يَدًا بيَدٍ، فإذا اخْتَلَفَتْ هذِه الأصْنافُ، فَبِيعُوا كيفَ شِئْتُمْ، إذا كانَ يَدًا بيَدٍ).

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فی القرآن

إقرأ أيضاً:

بالدليل من القرآن والسنة.. مَن أنت أيها الإنسان؟

مَن أنت أيها الإنسان؟ سؤال يكشف لك حقيقة وجودك… ويُخرجك من دائرة الغفلة إلى نور الهداية. فمن عرف نفسه عرف ربه، ومن عرف ربه لم يهن، ولم يضع، ولم يَمُت قبل أن يعيش.

أنت لست مجرد جسد يتحرك، ولا اسم يُكتب على الأوراق، بل أنت مخلوق نفخ الله فيه من روحه، قال تعالى:

> ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي﴾ [ص: 72]

نفخة من رب العالمين جعلتك مختلفًا، جعلت فيك عقلًا يميّز، وروحًا تتوق، وقلبًا يستطيع أن يحمل نورًا يهدي العالم.

وأنت مكرم، قال تعالى:

> ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ [الإسراء: 70]

ومُكرَّم لأنك خُلقت لتحمل الأمانة، وتُعمر الأرض، وتكون خليفة، كما قال سبحانه:

> ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ [البقرة: 30]

ومع ضعفك، فأنت قوي بالله:

> ﴿وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 28]
لكن الضعيف إذا اعتصم بالله كان أقوى من الجبال، كما قال ﷺ:
«احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز»
[رواه مسلم]

الله قريب منك:

> ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ [ق: 16]
فإذا ضاقت بك الأرض، فلا باب يُغلق في وجهك، لأن باب السماء مفتوح:
﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]
---

لا تُضيّع عمرك فيما لا يرضي الله

أيها الإنسان…
إيّاك أن تنشغل بزينة الدنيا حتى تنسى ربك، وتنسى صلاتك، وتنسى الغاية التي خُلقت من أجلها.
الدنيا خدّاعة… تُعطيك بيد وتَسلبك بعشر، وتُزيّن لك المتاع والمال والمناصب، ثم عند أول اختبار تتركك وتمضي.

لا تترك دنياك تسرق صلاتك، فإن أول ما يُحاسَب عليه العبد يوم القيامة هو الصلاة، قال النبي ﷺ:

> «أول ما يُحاسَب به العبد يوم القيامة الصلاة…»
[رواه الترمذي]

لا تُشغل قلبك بزخارفٍ ستفنى، وأموالٍ ستتركك رغم حرصك عليها.
فالله يقول:

> ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ﴾
[الكهف: 46]

كم من إنسان ضيَّع عمره وراء دنيا لم يأخذ منها إلا الكفن، وجمع مالًا لم يستمتع به، ثم جاء اليوم الذي يُودَّع فيه، ويدخل قبره وحده…

> عند قبرك… في أول ليلة لك تحت التراب، لن يبقى معك إلا عملك الصالح.
لا مال، ولا جاه، ولا أصحاب…
فما الذي ستأخذه معك؟

لذلك… لا تجعل الدنيا أكبر همك، ولا تجعلها تُنسيك نفسك، فتستيقظ يومًا وقد ذهب العُمر، وذهبت القوة، ولم يبقَ إلا الحساب.
---

حقيقتك… ودورك في الحياة

أنت أيها الإنسان لست تائهًا.
أنت عبدٌ لله، خُلقت لتعبده، ولتكون قريبًا منه، قال تعالى:

> ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]

أنت عبدٌ محبوب إذا رجع، محفوظ إذا دعا، منصور إذا صدق.
أنت من يستطيع أن يقلب حياته كلها بـسجدة، أو دمعة، أو توبة صادقة، أو قيام ليل.

لا تبحث عن قيمتك في أعين الناس، ولا في كلامهم، ولا في نظرتهم إليك…
ابحث عنها في كتاب الله، لتسمع النداء:

"أنت عبدي… الذي خلقتُه بيدي، ونفختُ فيه من روحي، وكرّمته، وأحببته إذا عاد إليّ."

أيها الإنسان…
توقّف لحظة، وانظر في المرآة جيدًا…
أهذا الجسد الفاني هو كل ما تملكه؟
أهذه الدنيا التي تنشغل بها هي غايتك؟
أهذا العمر الذي يمرّ كالريح يستحق أن يُهدر فيما لا ينفع؟

تذكّر… أنك خُلقت لشيء أعظم بكثير.
خُلقت لتعرِف الله… لتعبده… لتسير إليه… لتكون نورًا في بيتك وفي مجتمعك وفي آخرتك.

لا تسمح لزينةٍ زائفة، أو مالٍ مؤقت، أو رغباتٍ عابرة أن تسرق منك رسالتك.
فالدنيا ستقف بك يومًا عند قبرك، وتتركك وترحل، ويبقى معك عملٌ واحد:
ما قدّمته لله.

فاجعل يومك شاهدًا لك لا عليك…
واجعل صلاتك حصنك…
واجعل قلبك موصولًا بربِّك…
فمن سار إلى الله سيرًا صادقًا، سار الله به إلى جنات الخلد.

وفي النهاية…
اسأل نفسك كل صباح:
"مَن أنا؟ وماذا أريد أن أكون عند الله؟"
فإذا عرفت الجواب… استقامت حياتك، وثَبَت قلبك، وسهل عليك الطريق مهما كان طويلاً.

فاسعَ إلى الله… فإنه لا يرد من جاءه، ولا يخيّب من طرق بابه.

مقالات مشابهة

  • بالدليل من القرآن والسنة.. مَن أنت أيها الإنسان؟
  • فضل بر الأم وكيف يكون البر في الإسلام؟
  • خلوا بيني وبين الناس
  • هل النظر في المصحف يحفظ البصر؟
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس…)
  • قال عنه رسول الله ﷺ "مخ العبادة" فضل الدعاء في الإسلام
  • إستراتيجية خامنئي الجديدة في إيران
  • باحث بـ مرصد الأزهر: الإسلام أكثر دين كرم الإنسان وأوصى بكرامته مهما كان لونه أو جنسه
  • أسرار الحياة والخلق.. ماذا يقول الإسلام عن الروح واستنساخ الإنسان؟
  • الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية: الأحداث المؤسفة تنذر بخلل قيمي