موقع النيلين:
2025-07-01@17:47:39 GMT

رشان اوشي: سيناريوهات التفاوض !

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

أحداث ١٥/ابريل، أثبتت أن بلادنا أمضت ما لايقل عن خمس سنوات من العبث، والأكاذيب الصارخة، التي كلّفتنا أرواحاً و أموالاً، و تدميراً للبنى التحتية ونسيجنا الاجتماعي ، تحت شعارات واهية.

خلال الشهرين الاوائل للحرب ، بينما كانت المليشيا في قمة قوتها ، الآلاف المقاتلين ، الآلاف السيارات المقاتلة ، السلاح والذخائر متوفرين بكثرة ، وفي ذات الوقت الجيش كان في موقف لا يحسد عليه ، والصدمة تسلب عقول الجميع ، نجح الجنرالات العظماء (اللواء ركن ابوبكر فقيري) الخبير في التفاوض والقانون الدولي ،(الفريق بحري محجوب بشرى) صاحب العقل اليقظ واركان حربهم في الوصول إلى ( اتّفاق الإقرار بالذنب) ، الذي وقّعت عليه المليشيات في جدة، مايو/٢٠٢٣م .

والعبث الآخر، وطوال السنوات الماضية ، هو ما نراه الآن في الصراع على إثر حرب السودان ، حيث ثبت لنا أنه لا قوة سياسية وطنية تقاوم مع شعبها العدوان ، ليس لديها الشجاعة للثبات على موقف واحد ولا يمكنها أن تقدم خطاباً وطنياً، بل حاول بعض القادة السياسيين انتهاز الفرصة للحصول على مغانم ، كرئيس الحزب الذي غادر القاهرة إلى بورتسودان مطالباً بمنحه منصب رئيس الوزراء ، وعندما رفضت القيادة بحجة أنها لا يمكن أن تتحالف مع حزب سياسي وتمنحه حق تشكيل حكومة دون مشاركة الآخرين ، تغير موقفه إلى النقيض تماماً، بعد ان كان من عرابي خطاب “بل بس” ، تحول بقدرة قادر إلى “حمامة سلام” .

محاولة اغتيال “البرهان ” بواسطة مسيرات المليشيا بمنطقة “جبيت” تؤكد أن المليشيات لا علاقة لها بقيمة السلام ، وان “حميدتي” ليس رجل سلام، ولا امريكا فعلياً قادرة على تحقيق السلام، فالقتل بالنسبة ل”ال دقلو” أسهل من توقيع اتفاقية سلام، والتخطيط للقتل أسهل لهم من مفاوضات سلام.

وبالنسبة للولايات المتحدة ، فإن الثابت أنها لا تستطيع تغيير معادلة الحرب إلى السلام في السودان ، وإنما مقدرتها الأساسية هي ممارسة الضغوط الإعلامية والسياسية ، وانتهاز الفرص لتحقيق مكاسب لها ، وليس مواجهة مليشيات “حميدتي” ، وإن نجحت في الضغط على النظام السوداني بالجلوس والتفاوض ،فإن ذلك لا يغير شيئاً بموازين القوى، ومعادلات الحرب ، والأمر نفسه ينطبق على قيادة المليشيا التي أقدمت على الحرب دون تقدير للعواقب.

إذن، ما الذي يحدث؟ الإجابة المختصرة أن أمريكا في مأزق، فقد كان اتجاه السودان للتحالف مع الروس مرة أخرى على غرار تجربة سابقة بمثابة إذلال كبير لنظام يزعم أنه القوة العظمى ، وجعل التحالف الروسي_ السوداني، الولايات المتحدة ترتجف مثل أوراق الخريف.
الجيش وقيادته لن يوقعوا على اتفاق سلام بمفهوم “حميدتي” وشركاؤه وداعميه، حتى وان قاتلوا مائة عام، أن جلسوا للتفاوض في جنيف أو “الواغ الواغ” لن يغادروا محطة بنود اتفاق المبادئ في “جدة” الذي ينص على استسلام المليشيات .

لن يفرط “البرهان” في حقوق الشعب المنكوب ، ولن يقبل بأن تعود المليشيات وقيادتها إلى المشهد السياسي الوطني ، خاصة بعد أن أصبح الزعيم الأكثر شجاعة وحكمة وشعبية بين زعماء جبهة المقاومة في السودان.

المريح في الأمر أن أعضاء وفد التفاوض مع الولايات المتحدة بجدة هم شخصيات موثوق بوطنيتها، وإمكانياتها التفاوضية ، كوزير المعادن “محمد بشير ابو نمو” كان كبير مفاوضي حركة تحرير السودان بمفاوضات “جوبا” ، له تجارب ناجحة ، مشهود له بالمواقف الوطنية والكفاءة، أما الجنرالين “بشرى” و”فقيري” فقد تحدثت عن امكانياتهم و ولاءهم الوطني اتفاقية المبادئ بجدة .

لن يحقق أي اتفاق موقع عليه مع “ال دقلو” اي نتائج على أرض المعركة ، لأن المليشيات لم تعد كما كانت يوم ١٥/ابريل ، فقد أسس “كيكل” مملكته في الجزيرة وسنار ، و”جلحة” في كردفان ، لم يتبق ل “ال دقلو ” سوى دارفور وهذه أيضاً مسرح مشترك تنافسهم عليه “قوى الكفاح المسلح” التي وجدت فرصتها التاريخية في الثأر .

ستذهب الوفود إلى “جدة” ، و”جنيف” وستعود وكأن شيئاً لم يكن ، لأن الأمر خرج عن يد الجميع ، بمن فيهم الجيش السوداني الذي يعلم علم اليقين الا خيارات أمامه سوى القتال وتحرير كل شبر بأرض السودان ، فالشعب لن يقبل “ال دقلو” في مفاصل الدولة مرة أخرى .
كما أن “المقاومة” لن تتوقف عن القتال دفاعاً عن الأرض والعرض .
محبتي واحترامي

رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: ال دقلو

إقرأ أيضاً:

السعودية ترحب وتثمن مساعي واشنطن والدوحة.. اتفاق سلام تاريخي بين رواندا والكونغو

البلاد (الرياض)
أعرب وزارة الخارجية عن ترحيب المملكة العربية السعودية بالتوقيع على اتفاق السلام بين جمهورية رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، بتيسير من الولايات المتحدة الأمريكية.
وعبرت الوزارة عن تطلع المملكة بأن يحقق الاتفاق آمال وتطلعات الشعبين في التنمية والازدهار، وأن يعود بالنفع على الأمـن والسلم الإقليمي والدولي.
وثمنت الوزارة المساعي الدبلوماسية المبذولة والدور البنّاء الذي قامت به الولايات المتحدة الأمريكية ودولة قطر في هذا الشأن.
وفي خطوة وُصفت بأنها “فصل جديد من الأمل” لمنطقة تعاني من ويلات النزاعات منذ عقود، وقّعت جمهورية الكونغو الديموقراطية ورواندا، اتفاق سلام تاريخي برعاية مباشرة من الولايات المتحدة؛ بهدف إنهاء حرب دامية في شرق الكونغو خلّفت آلاف القتلى وأزمات إنسانية واسعة.
أقيم حفل التوقيع الرسمي في العاصمة الأمريكية واشنطن، بحضور وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إلى جانب وزيري خارجية الكونغو الديموقراطية تيريزا كاييكوامبا واغنر، والوزير الرواندي أوليفييه اندوهوجيريهي. ويرتكز الاتفاق على مبادئ سبق التفاهم عليها منذ أبريل الماضي، وينص على “احترام وحدة الأراضي ووقف الأعمال العدائية”، بعد هجمات عنيفة نفذتها حركة إم-23 المسلحة بدعم مزعوم من رواندا.
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي حضر مراسم التوقيع في البيت الأبيض، وصف الحدث بأنه “يوم رائع” ونقطة تحول نحو إنهاء العنف في منطقة عاشت لسنوات طويلة تحت رحمة الحرب. وأكد أن الاتفاق يفتح الباب أمام “فرص جديدة للسلام والتنمية والازدهار”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الولايات المتحدة ستحصل على حقوق تعدين في الكونغو ضمن بنود الاتفاق.
فيما أثنى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الاتفاق، واعتبره “خطوة تاريخية إلى الأمام”، مشدداً على ضرورة أن يصمد هذا السلام في وجه التحديات. كما لعبت قطر دوراً في التوسط بين الطرفين، حيث استضافت في مارس الماضي قمة جمعت الرئيس الرواندي بول كاغامي ورئيس جمهورية الكونغو الديموقراطية فيليكس تشيسكيدي في الدوحة، ما ساهم في تمهيد الطريق للتفاهم النهائي.
وفي مجلس الأمن الدولي، أشارت رئيسة بعثة الأمم المتحدة في الكونغو بينتو كيتا، إلى أن “التوترات ما زالت قائمة”، لكنها أكدت في الوقت نفسه إحراز تقدم ملموس في المفاوضات وتحريك خطوط الجبهة نحو الاستقرار.
الاتفاق يأتي بعد سلسلة من الاتفاقات السابقة التي لم تصمد أمام تصاعد العنف. ولا تزال التساؤلات قائمة حول قدرة الطرفين على الالتزام الكامل ببنود الاتفاق وضمان استمرار وقف إطلاق النار، خاصة مع تعقيدات المشهد الأمني وتشابك الأطراف المسلحة في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • سلام: لبنان وجّه رسميًا إلى الأمم المتحدة رسالة يطلب فيها تمديد تفويض اليونيفيل
  • فصائل من “اتفاق جوبا’ تعتزم التقدم بمذكرة للجنة الوساطة الجنوبية.. ما فحواها؟
  • تألق المونديال.. هذا المبلغ الذي حصل عليه الهلال حتى الآن
  • أول حوار لوسيلة أمريكية.. عراقجي: لن نستأنف التفاوض تحت القصف.. والتخصيب مسألة كرامة وطنية
  • مآلات التفاوض الأميركي الإيراني.. اليد ممدودة و”الأصبع على الزناد”؟
  • إيران تواصل الاتصالات بالترويكا الأوروبية دون تحديد موعد التفاوض
  • مدبولي من مؤتمر الأمم المتحدة: لا سلام في الشرق الأوسط دون حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة
  • هدنة الفاشر -سلام السودان
  • حميدتي لأهل شمال السودان :سنغزوكم.. لكن لا تقلقوا
  • السعودية ترحب وتثمن مساعي واشنطن والدوحة.. اتفاق سلام تاريخي بين رواندا والكونغو