قالت وزارة الداخلية، إنه في إطار تعزيز القيم الاجتماعية والوطنية ومراعة للظروف الإنسانية، قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي الإفراج بالعفو عن باقي مدة العقوبة لـ605 نزلاء من المحكوم عليهم من كبار السن ذوي الحالات الصحية المتراجعة، ممن انطبقت عليهم شروط العفو الرئاسي من نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل، في خطوة استثنائية ذات بُعد إنساني في إطار الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.

 

وتنفيذاً لقرار رئيس الجمهورية، عقد قطاع الحماية المجتمعية لجانا لفحص ملفات النزلاء على مستوى الجمهورية، وأقيمت لهم احتفالات بمراكز الإصلاح والتأهيل عبّروا خلالها عن فرحتهم بالقرار الاستثنائي الذي فتح لهم باب أمل وحياة، كما أثنى المفرج عنهم على الخدمات والرعاية التي قُدمت لهم داخل مراكز الإصلاح والتأهيل والتي أعدتهم للاندماج في المجتمع، وفق منظومة إصلاحية حديثة ومتكاملة تراعي حقوق الإنسان.

 

وتوافد أهالي المفرج عنهم على مراكز الإصلاح والتأهيل بمختلف المحافظات، حيث استقبلوهم بفرحة كبيرة عقب خروجهم، وثمنوا غاليا  القرار الرئاسي الذي كان بمثابة مفاجأة لهم، وجسد استراتيجية الجمهورية الجديدة في احترامها لكرامة وحق الإنسان.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الداخلية الرئيس عبدالفتاح السيسي السيسي المحكوم عليهم العفو الرئاسي مراكز الإصلاح والتأهيل الإصلاح والتأهیل

إقرأ أيضاً:

الإخوان والابتلاء بالسجون.. دليل صوابية منهجهم أم فساده!!

من القضايا التي يطرحها خصوم الإخوان فكرة وتنظيما: أنه لم ينج تنظيمهم من السجون، في كل العصور التي مرت على مصر، منذ الملكية في عهد فاروق، وحتى الحكم العسكري، بداية بعبد الناصر، وانتهاء بالسيسي، وأن ذلك يعد دليلا على فساد الفكرة، أو عدم صوابية المنهج، إذ لا بد من تفكير لا يجعلهم زوارا أو مقيمين في السجون لفترات طويلة.

وهي فكرة تطرح من الكارهين للإخوان، أو ممن غادروها ورأوا كي يحصلوا على مساحة أمان بعيدا عن السجون، فلا بد من مغادرة التنظيم، سواء مغادرة تحافظ على أدب العشرة، أم لم تحافظ، وتحولت لأبواق أمنية وسياسية للطغاة والظلمة، وبغض النظر عن الدوافع وراء الفكرة، فإنها فكرة جديرة بالنقاش، ليس لأنها صادرة من خصومهم فقط، بل هي تصدر من داخل التنظيم نفسه لكن بطريقة أخرى، إذ مما يتوارث في الفكر الدعوي، نقلا عن الإمام حسن البنا، قوله: تأخر الابتلاء، نخشى أن نكون على خطأ!

الابتلاء ليس بالسجن وحده

وكلام البنا عن الابتلاء بوجه عام، وليس حصر الابتلاء بالسجون والمعتقلات، فليس السجن دليل صحة المنهج، ولا دليل فساده، ومن الخطأ البين أن نقيم الأفكار أو المناهج بناء على مكان أصحابه وحامليه داخل أو خارج السجن، فكلا المنهجين خطأ، فخصوم الإخوان يتبنون هذه النظرية دلالة على فساد منهجهم، وشريحة ليست قليلة من الإخوان تتبناه على أنه معيار اصطفاء داخل التنظيم، ودلالة على صحة المسير.
وما قصده البنا أولا، من أن تأخر الابتلاء ويخشى أن يكون على خطأ، يقصد بذلك عموم الابتلاء، سواء بالمنح أو المنع، بالسلب أو العطاء، وذلك لأن الحياة مبنية على الاختبار، بالخير والشر، وهي فلسفة وجود الإنسان في الحياة وغاية خلقه، فقال تعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) الملك: 2.

السجن ليس هدفا ولا معيارا

فدخول السجن ليس هدفا يرتجيه الداعية أو السياسي، وإلا أصبحت هذه الفكرة المعطوبة عبئا على التفكير لديه، وربما برر ذلك لدى بعض الأغرار من الصغار في السن، ما كان يرويه أهل السجون ممن خرجوا منها، من أهل الدين أو السياسة، ما يرونه من ذكريات السجون، فالمتدين يحكي كيف زاد إيمانه في السجن، وثباته كان أسطوريا أمام المحققين والمعذبين، ولم يكن حافظا للقرآن فحفظه وختمه، ويصبح أيقونة دينية، فيتخيل السامع أنه لن يختم القرآن ولن يمر بهذه الكرامات إلا بداخل السجن، وهو تصور موهوم، ومبني على خطأ في روافد التزكية والإيمان، فالسجن إن فعل ذلك مع متدين، فهناك متدين آخر ربما يتحول في السجن لجاسوس على إخوانه المسجونين، وهو ما حدث مع كل أصحاب الأفكار الدينية منها وغير الدينية.

والبعض يتخذ السجن أحد معايير التفضيل، كما حدث عند خروج الإخوان من السجون في السبعينيات، فكانت من المعايير في فترة من الزمن، أنه لا بد أن يكون المتولي لمنصب كبير في الجماعة، أن يكون قد سبق له السجن، ولسنوات، وثبت صبره وصموده، وقصدوا لذلك وقتها: ألا يمتحن بالسجن فيضعف، وهو كلام أيضا لا يصح فكرا ولا تجربة، وهو ما رأيناه في نائب مرشد سابق، وقد انتهى به الأمر أنه اختبر بالمنصب فسقط في الاختبار، وقد نجح في كل اختبارات السجن من قبل، وهكذا.

مسجون سياسي أم جنائي؟!

كما أن من الخطل الاستغراق في هذه الفكرة، وكأن المسجون السياسي مجرم عتي الإجرام، قام بارتكاب جرم يحاسب عليه القانون، وبذلك نقلب ميزان العدالة والحق، يمكننا القول بتقييم الأفكار بالسجون، لو كان أصحابها يسجنون في جرائم جنائية، وتكون هذه سمة عامة لها، فمعناها أنها مرتبطة بارتكاب جرائم هي من صميم منهجها، لكن أن نحاكم الأفكار بناء على بغض أو حب الأنظمة لها فهذه نكتة كبرى.

لدينا عبد الناصر والسيسي، فناصر بدأ بالقوى الليبرالية، بحزب الوفد، وأجل معركته مع الإخوان، وظل مستثنيا للإخوان من كل إجراء، ثم ثنى بالإخوان بعد ذلك، والسيسي فعل العكس، بدأ بالإخوان، وظل صامتا عن القوى الأخرى، ثم استدار عليها، فهذا المزاج الاستبدادي لدى السلطات التي لا تحكمها قوانين ولا نظم، لا يمكن أن يكون السجن والخروج منه معيارا لصلاح أو فساد الفكرة التي يعتنقها المسجون.ذكرتني بطرفة حقيقية، حيث كان أحد الأفراد المنتمين لجماعة دعوية في عهد مبارك، لم يكن الأمن يقترب منهم، فلا حديث لهم عن السياسة مطلقا، فاختلف مع أحد الأفراد المنتمين لجماعة تعنى بالعمل السياسي، فقال له الأول: نذهب معا إلى مكتب الباشا فلان ضابط أمن الدولة، وهو يحكم بيننا: أينا على صواب؟ وسرعان ما تغيرت سياسة النظام بعدها، وبدأوا في اعتقال أفراد هذه الجماعة المسالمة تماما أيضا.

الابتلاء المتكرر بالسجن ليس علامة فساد منهج

أما الفكرة الرئيسة التي نناقشها، ولعل كثيرا منها قد اتضح بما فندناه أو ناقشناه في مسألة الابتلاء، والابتلاء بالسجن تحديدا، أن بعض السذج يريد أن يحكم على الإخوان، أو أي أصحاب فكرة بالسجن، وهو كلام يمر عبر فكرة مخلصة لمن لم يسبر أغوار التاريخ والفكر، أو غبر فكرة متجنية، فهو يبحث عن عيب والسلام، فمن استقرأ التاريخ وأحداثه، والأفكار ومضامينها، يجد أن جعل السجن معيارا للحكم على منهج أو فكرة، هو معيار ساذج، فعلى المستوى الديني، هناك آل البيت النبوي، الذين ظلوا طوال التاريخ الإسلامي مضطهدين، وبعيدين عن أي تصدر، بل كانت كل خلافة تأتي تضع عليهم الأعين، وتضيق عليهم الخناق، حتى الخلافة العباسية والتي جاءت من البيت الهاشمي نفسه، كان لها نفس الموقف، ومن يقرأ كتاب: (مقاتل الطالبيين) للأصفهاني، سيجد تفاصيل تاريخية، كفيلة بعدول صاحب هذه الفكرة عنها تماما، إذ كيف نقيم هؤلاء الناس المتدينين، والذين ابتعد أكثرهم عن السياسة، لكنهم ظلوا مطاردين محاصرين، موضع اشتباه وتوجس دائم؟!

وما يقال عن الإخوان يقال كذلك عن التنظيمات الأخرى غير الدينية، فالشيوعيون والملحدون، طوردوا وحوربوا في كل عصور مصر، منذ الملكية وحتى السيسي، فكيف نحكم بذلك على أصحاب هذه الأفكار، هل المعيار هو السجن ومطاردة السلطة، أم الحكم على الفكرة من حيث جوهرها، وأفكارها، ومدى صلاحيتها، وقابليتها للتطبيق؟!

هذا هو المعيار الذي يحتكم إليه، وليست معايير رضا السلطة عن فكرة أم سخطها، لأن هذه السلطة بطبيعتها تروح وتجيء، فماذا نفعل لو رضيت سلطة عن فكرة أو جماعة، ثم جاءت سلطة أخرى وطاردتها؟ أو مرت السلطة هذه بمراحل، كما حدث مع مبارك، ففي أول سنوات عمره، ظل يمتدح الإخوان، ويصرح للغرب بأن الإخوان قوم وسطيون، يمارسون العمل السياسي والسلمي، ولما تخلص من جماعات العنف بالسجون، استدار على الإخوان، وهذا ديدن كل نظام مستبد، مع الإخوان وغيرهم، والنظام العسكري خير دليل.

فلدينا عبد الناصر والسيسي، فناصر بدأ بالقوى الليبرالية، بحزب الوفد، وأجل معركته مع الإخوان، وظل مستثنيا للإخوان من كل إجراء، ثم ثنى بالإخوان بعد ذلك، والسيسي فعل العكس، بدأ بالإخوان، وظل صامتا عن القوى الأخرى، ثم استدار عليها، فهذا المزاج الاستبدادي لدى السلطات التي لا تحكمها قوانين ولا نظم، لا يمكن أن يكون السجن والخروج منه معيارا لصلاح أو فساد الفكرة التي يعتنقها المسجون.

هذا من حيث نقاش الإخوان كقطر مصري، ولو رحنا نناقش ذلك في أقطار أخرى، لنسفت هذه الفكرة تماما، فهناك أقطار ظل الإخوان منذ نشأتهم حتى عهد قريب لا يحدث لهم أي صدام أو سجون، سواء كانت دول ملكية أو خليجية، أو أوروبية، ولم يحدث التضييق إلا في سنوات أخيرة، في ظل سياقات مختلفة ومعروفة، فكيف نطبق هذا المعيار على هذه التجارب؟!

[email protected]

مقالات مشابهة

  • عيدهم بدأ من جديد.. الإفراج عن 2215 نزيلًا بمراكز الإصلاح والتأهيل بعفو رئاسي
  • الداخلية: الإفراج بالعفو عن 2215 من نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل.. صور
  • الإفراج بالعفو عن 2215 من نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل بمناسبة عيد الأضحى
  • الإفراج عن 2215 نزيلا بعفو رئاسى من مراكز الإصلاح بمناسبة العيد.. فيديو
  • وكيل وزارة التضامن تتفقد توزيع ملابس العيد للأطفال وكبار السن بمجمع الدفاع الاجتماعي بنبروه
  • الإخوان والابتلاء بالسجون.. دليل صوابية منهجهم أم فساده!!
  • تحقيق أممي يكشف "جرائم مروعة" في مراكز احتجاز تابعة لميليشيا مسلحة بليبيا
  • حاكم أم القيوين يأمر بالإفراج عن عدد من نزلاء المؤسسة الإصلاحية والعقابية
  • «قضاء أبوظبي» تحدد مواعيد التواصل المرئي لنزلاء مراكز الإصلاح خلال العيد
  • «قضاء أبوظبي» تحدد مواعيد التواصل المرئي لنزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل خلال العيد