كيف يمكن أن تحارب جيشياً بكامل عتاده وأسلحته وأنت مجرد مليشيا؟ غلطان المرحوم!
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
ما هي أكبر ضربة توجهها المليشيا للجيش؟ كمين تنصبه لمتحرك. تقريباً هذه هي الحالة الوحيدة التي تحقق فيها المليشيا بعض المكاسب. وتقريباً لم تنجح المليشيا في صد أي هجوم للجيش.
أي ضربة يتلقاها للجيش يعود لقواعده الثابتة ويعيد ترتيب نفسه. ولكن حينما تتلقى المليشيا ضربات الجيش فهي لا تملك إمكانية عودة وترتيب صفوف، وهي لا تملك قواعد ثابتة آمنة.
لقد كانت المليشيا تسيطر على مناطق واسعة من العاصمة ولكن الجيش كان موجود، ولم يعني ذلك نهايته. هذا لن يحدث مع المليشيا، فمع أي موقع تخسره تخسر جزء من قوتها عندما يتم طردها من موقع فليس لها معسكرات ثابتة محمية تأوي إليها. فهذه المعسكرات قد تم ضربها منذ اليوم الأول. ولذلك فهزيمة مليشيا الدعم السريع في العاصمة تعني نهايتها هي نفسها كمليشيا. وسيتكرر ذلك في بقية مناطق دارفور التي تتواجد فيها.
حاولت المليشيا السيطرة على السلطة عبر انقلاب خاطف ولكنها فشلت، ثم فشلت في تدمير الجيش والذي احتفظ بكامل هياكله وعتاده وأسلحته ومعسكراته.
مثل أي محاولة إنقلابية فاشلة كان يجب أن يستسلم قادة المليشيا ويفاوضو على إنهاء الانقلاب مقابل العفو والخروج الآمن، ولكنهم بدلاً من ذلك تمادوا في الجنون وخاضوا حرباً ضد الجيش والشعب معاً. لقد انتحروا في اللحظة التي قرروا فيها مواصلة الحرب على الرغم من فشل الضربة الأولى. كيف يمكن أن تحارب جيشياً بكامل عتاده وأسلحته وأنت مجرد مليشيا؟ غلطان المرحوم!
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
السودان: تصاعد الأزمة الإنسانية وتآكل سيطرة المليشيا في دارفور
تشهد الساحة السودانية تطورات متسارعة تنذر بمزيد من الانزلاق نحو الكارثة الإنسانية والسياسية، في ظل تصاعد العنف، واتساع رقعة النزوح، واستمرار الانهيار الأمني خاصة في إقليم دارفور.
تصعيد ميداني خطير واستهداف للمدنيين
في واحدة من أعنف الهجمات منذ بدء الصراع، تعرض مستشفى المجلد بغرب كردفان لهجوم دموي أودى بحياة أكثر من 40 مدنيًا، بينهم أطفال وعاملون صحيون. الهجوم الذي نُفذ باستخدام طائرات مسيّرة أو قصف جوي، وسط تبادل للاتهامات بين الجيش والدعم السريع حول المسؤولية عنه، أعاد تسليط الضوء على حجم الانتهاكات التي تطال المدنيين.
تزامن ذلك مع استمرار ضربات جوية ومسيرات تستهدف مناطق سكنية في عدد من المدن، ما فاقم الأزمة الإنسانية وفتح الباب أمام اتهامات جديدة بارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني.
مجاعة تهدد ملايين السودانيين
في جبال النوبة، باتت المأساة الإنسانية أكثر وضوحًا، حيث يعتمد السكان على أوراق الأشجار للبقاء على قيد الحياة وسط انقطاع المساعدات بشكل كامل، وظهور وفيات يومية نتيجة الجوع والأمراض. وتؤكد التقارير أن فصل الأمطار المقبل قد يزيد من حدة الأزمة في ظل عجز المنظمات الإنسانية عن الوصول وضعف التمويل الدولي.
نزوح جماعي وأزمة لاجئين متفاقمة
تجاوز عدد النازحين واللاجئين 4 ملايين شخص منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، مع تدفق مستمر نحو تشاد والدول المجاورة. وتعاني جهود الإغاثة من نقص حاد في التمويل لم يتجاوز 14% من الاحتياجات، مما يهدد حياة مئات الآلاف.
ردود الفعل الدولية والعقوبات
أعرب مجلس الأمن ومفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة عن قلقهم من الانتهاكات بحق المدنيين، محذرين من انزلاق الأوضاع نحو جرائم ضد الإنسانية. وفي خطوة تصعيدية، أعلنت الولايات المتحدة دخول حزمة عقوبات جديدة ضد السودان حيّز التنفيذ، تشمل وقف القروض والمساعدات العسكرية وحظر تصدير السلع ذات الطابع الأمني.
في المقابل، طالبت الحكومة الانتقالية السودانية المجتمع الدولي بفرض عقوبات على قوات الدعم السريع وداعميها الإقليميين، وتصنيفها ضمن قوائم الإرهاب.
تمويل الحرب عبر الذهب
أصبحت عمليات تهريب الذهب المصدر الأبرز لتمويل الحرب، حيث تشير التقديرات إلى تهريب أكثر من نصف إنتاج البلاد (نحو 80 طنًا عام 2024)، لدعم شراء الأسلحة والطائرات المسيرة لدى طرفي الصراع.
انهيار أمني في نيالا وهروب قيادات
في نيالا، عاصمة جنوب دارفور، شهدت المدينة اشتباكات عنيفة وفوضى أمنية عارمة مع استمرار القتال بين فصائل الدعم السريع ومسلحين قبليين. ووقعت سلسلة من الجرائم ذات الطابع العرقي، أبرزها مقتل رموز من قبيلة الزغاوة وإصابة آخرين، وسط اتهامات مباشرة للدعم السريع بالمسؤولية.
كما وقعت اشتباكات في سجني دقريس وكوبر بنيالا أسفرت عن هروب سجناء، بينهم ضباط من الجيش ومواطنون وعناصر من الدعم السريع، ما زاد المشهد تعقيدًا.
مصادر محلية أكدت فرار نائب قائد الدعم السريع عبد الرحيم دقلو من المدينة بعد فشل مساعيه في احتواء الأوضاع، بينما أفادت معلومات بأن القائد حميدتي غادر إلى تشاد ومنها إلى أبو ظبي، تاركًا قواته في حالة من الفوضى.
تلخيص محاور الأزمة
-القصف الجوي واستهداف المدنيين تصعيد دموي واستهداف البنى التحتية
المجاعة وفيات يومية وجبال النوبة في كارثة إنسانية.
-نزوح أكثر من 4 ملايين لاجئ ونازح وضعف التمويل.
-الانهيار الأمني فوضى عارمة بدارفور وهروب قيادات الدعم السريع
الموقف الدولي عقوبات أمريكية وتحذيرات أممية من جرائم إبادة
تمويل الحرب تهريب الذهب مصدر رئيسي لتمويل الطرفين
في النهاية يقف السودان على شفا كارثة إنسانية كبرى، في ظل تعقيدات المشهد العسكري والسياسي، وسط غياب أي مؤشرات لحل قريب، وتفاقم المأساة الإنسانية التي يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء.