بثت قناة مكملين الفضائية المصرية، الأحد، فيلما وثائقيا يسلّط الضوء على الانتهاكات التي تحدث بحق الأمهات المعتقلات في السجون المصرية.

ووثّق الفيلم، الذي حَمل عنوان "أمومة محبوسة"، العديد من الشهادات لبعض الحقوقيين وسجينات الرأي سابقا حول معاناة الأمهات المعتقلات، وأثر تلك التجربة القاسية على أنفسهن، وعلى أسرتهن في الوقت ذاته.



من جهتها، روت المعتقلة السابقة، كريمة الصيرفي، قصصا مؤلمة حول معاناة سجينات الرأي داخل السجون المصرية أثناء فترة اعتقالها التي تعرّضت لها خلال عام 2014.


من بين تلك القصص التي تحدثت عنها الصيرفي، ما تعرّضت له إحدى صديقاتها، والتي جرى اعتقالها مع طفلتها الرضيعة في "ظروف سيئة للغاية، وتم إجبارها على الفطام عن الرضاعة بشكل قسري، وهذه جريمة كبيرة في حق الأمومة خاصة في ظل عدم توفر الأدوية بالسجن، ولاحقا لم تتعرف الابنة على والدتها التي قضت خمسة أشهر داخل محبسها".


كما تطرقت إلى قصة مُعتقلة أخرى اسمها هبة، والتي كانت "أم لطفل يبلغ من العمر 4 سنوات، وقضت سنة كاملة داخل السجن في حين كانت محرومة من زيارة طفلها؛ لأنه كان صغيرا والمسافة إلى سجنها كانت طويلة جدا، وفيما بعد تدهورت حالتها الصحية بشكل كبير وأُصيبت بالسرطان، ولم تكن هناك فرصة لرؤية طفلها الصغير، إلى أن حصلت لاحقا على إخلاء سبيل على ذمة قضية تظاهر، لكن بعد خروجها بشهر واحد توفاها الله جراء المرض".

وتساءلت الصيرفي: "مَن سيقوم بتعويض هؤلاء الأمهات عمّا لاقوه داخل السجون. في الواقع، لا يوجد أي شيء يمكن أن يعوضها عمّا مرّت به من آلام مريرة".

أكبر حملة اعتقالات بحق النساء

وقال الحقوقي المصري مدير المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان، شريف هلالي، إن "مصر شهدت منذ عام 2013 وحتى الآن أكبر حملة اعتقالات بحق النساء سواء محاميات أو صحفيات أو إعلاميات أو حتى مواطنات عاديات، بغرض التنكيل بهن أو الانتقام من أسرهن".

واستشهد هلالي بحالة المحامية والحقوقية المُعتقلة هدى عبد المنعم، والتي أكد أنها "تعرّضت -كغيرها من المعتقلات- لسوء الرعاية الصحية، الأمر الذي أصابها بالكثير من الأمراض الجسدية والنفسية، ومنعها من رؤية ذويها ومحاميها داخل محبسها، فضلا عن حرمانها من حقها في التريض وما إلى ذلك".


وذكر هلالي أن "قانون السجون أكد على عدد من الضوابط القانونية لحماية السجينات كجزء من التعامل معهن داخل مقار الاحتجاز والسجون المختلفة، وركّز على خصوصية التعامل مع السيدة الحامل والتي يجب أن تحظى بمعاملة طبية خاصة، بينما لا يتم الالتزام بتلك الضوابط في كثير من الأحيان".

كذلك سلّط الفيلم الوثائقي -الذي تمت ترجمته إلى اللغة الإنجليزية- الضوء على معاناة المُعتقلة السياسية سامية شنن، والتي لُقبت بـ"أم المعتقلات"، وأيضا المُعتقلة سماح سمير أحمد التي جرى القبض عليها وعلى زوجها يوم 27 كانون الأول/ ديسمبر 2013 من أمام محيط جامعة الأزهر بتهمة "توزيع طعام للطلاب"، وحُكم عليهما بالسجن 3 سنوات.

مواجهة المجهول

بدروها، أكدت طبيبة الصحة النفسية، الدكتورة نهى قاسم، أن "أسوأ ما يحدث في لحظة الاعتقال هو مواجهة المجهول الشديد؛ حيث لا أحد يعرف ما الذي سيحدث لاحقا؛ فالأم المُعتقلة -على وجه التحديد- لا تعرف إلى متى سيستمر هذا الوضع؟، وهل سيُسمح لها برؤية أطفالها أم لا؟، ومَن سيتولى رعاية هؤلاء الأطفال في غياب الأم؟، وكمّ هائل من الأسئلة التي تأتي جميعها في لحظة واحدة".


وأوضحت أن "الأم المُعتقلة تفكر كثيرا فيما ستتعرض له (داخل مقار الاحتجاز أو السجن) من أذى مُحتمل، واعتداءات يمكن أن تصيب جسدها أو إساءات نفسية، أو حتى اعتداءات جنسية، فضلا عن تقييد حريتها، بالإضافة لتفكيرها الشديد في أطفالها الذين تركتهم، وأثر ما يحدث معها على أطفالها، وهي تخاف كثيرا من كل ذلك".

ولفتت قاسم، وهي مؤسسة "جمعية سكينة لعلاج ضحايا الأزمات النفسية"، إلى أنهم ربما يحتاجون لسنوات طويلة من أجل "معالجة أثر وتداعيات لحظة الاعتقال وحدها بالنسبة للسيدات، وهذه الآثار ستتضاعف على الأم نفسها وعلى أطفالها وكل أفراد أسرتها، لو استمر الاعتقال لأيام وشهور وسنين".

واستطردت قاسم، قائلة: "حينما خضت تجربة الاعتقال سابقا سنحت لي الفرصة بمقابلة أكثر من أم وسيدة خاضت تجربة الاعتقال في ظروف ومراحل عمرية مختلفة".

وقالت: "على سبيل المثال: كانت هناك مُعتقلة بسجن الأبعادية بمدينة دمنهور في محافظة البحيرة (شمال)، وهي أم لطفلتين، وكانت حاملا في طفلها الثالث وقت الاعتقال، بينما ظروف حبسها كانت قاسية وسيئة للغاية، حيث كانت تقبع في زنزانة انفرادية بلا دورة مياه، وظلت في تلك الزنزانة طول فترة حملها حتى وضعت طفلتها، ولنا أن نتخيل وضع الأم وهي في حالة آلام المخاض وتُترك هكذا دون أدنى رعاية صحية، ثم يقوموا بفتح باب الزنزانة عليها بعد سماعهم لصراخ الطفل الرضيع".

ومن جانبها، تحدثت جهاد خالد، وهي ابنة المحامية والحقوقية المُعتقلة هدى عبد المنعم، عن ظروف اعتقال ومحاكمة والدتها البالغة من العمر 65 عاما، لافتة إلى أن والدتها ظلت 3 أعوام محبوسة احتياطا قبل إحالتها للمحاكمة، وذلك بالمخالفة لقانون الحبس الاحتياطي.

وتنص المادة 143 في قانون الحبس الاحتياطي على أنه "لا يجوز أن تزيد مدة الحبس الاحتياطي عن سنتين إذا كانت العقوبة المقررة للتهمة المنسوبة للمتهم هي السجن المؤبد أو الإعدام، وإلا وجب الإفراج عنه فورا".

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، اُعتقلت عبد المنعم ضمن حملة شملتها و30 آخرين على الأقل من النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان. ووجهت لها نيابة أمن الدولة العليا اتهامات باتت متكررة من بينها "الانضمام لجماعة إرهابية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية المصرية السجون المصرية اعتقالات النساء حقوق الإنسان مصر اعتقال حقوق الإنسان النساء السجون المصرية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

بالأسماء: قوات الاحتلال تواصل حملات الاعتقال اليومية في الضفة

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر وصباح اليوم الخميس، 26 يونيو 2025، حملة اعتقالات واسعة في عدة مناطق بالضفة الغربية.

نابلس

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الخميس، أربعة عشر مواطنا من مدينة نابلس.

وأفادت مصادر أمنية بأن قوات الاحتلال اقتحمت عدة أحياء عدة في المدينة، وداهمت عددا من المنازل وفتشتها، وعاثت فيها خرابا، واعتقلت أربعة عشر مواطنا وهم: أمير كامل سركجي من شارع السلام، وبراء رمزي دويكات من عسكر البلد، وأحمد دويكات، وموسى دويكات من بلاطة البلد، وعماد البظ من شارع عصيرة، ومطيع العالول من شارع الجامعة، وعبادة أبو سير وشقيقه جهاد، من منطقة جسر التيتي، ومجاهد طبنجة، ومهند طبنجة من منطقة خلة العامود، وأسيد النعنع من الجبل الشمالي، وعبد الله البيتاوي، ويوسف دويكات من منطقة الضاحية، ومحمد الخليلي من شارع تل.

قلقيلية

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الخميس، ثلاثة مواطنين من محافظة قلقيلية.

وأفادت مصادر محلية لـ"وفا" بأن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت مدينة قلقيلية من مدخلها الشمالي، وداهمت عدداً من المنازل، واعتقلت الفتى إبراهيم منصور والشاب نزار عدوان عقب مداهمة منزليهما وتفتيشها في حي كفر سابا بالمدينة، كما أقدم الاحتلال على تحطيم صرح الشهيدين علاء نزال وأنس قراقع في ذات الحي.

وفي السياق ذاته اقتحم الاحتلال قرية فرعتا شرق قلقيلية، واعتقل الشاب إسلام الطويل بعد مداهمة منزله والعبث بمحتوياته.

يتبع ...

 

 

 

المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار الضفة الغربية المحلية 3 شهداء وإصابات خلال هجوم لمستوطنين على بلدة كفر مالك شرق رام الله رام الله: "الاقتصاد الوطني" تُحيل موزع غاز للنيابة العامة الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة بينهم أطفال بالضفة والقدس الأكثر قراءة الاحتلال يواصل اقتحام جبع جنوب جنين لليوم الثالث بالأسماء: الاحتلال يعتقل 22 مواطنا من قرية العساكرة شرق بيت لحم المتطرف "ايهودا غليك" يقود اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى رئيس فنزويلا يدعو يهود العالم للجم نتنياهو: ضعوا حدا لهذا الجنون عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • كشف نسبة صواريخ إيران التي ضربت داخل إسرائيل من العدد الإجمالي.. والأخيرة تعدد 13 هدفا حققته بـ12 يوما
  • بالأسماء: قوات الاحتلال تواصل حملات الاعتقال اليومية في الضفة
  • 600 أمر اعتقال إداري خلال أسبوعين في سجون الاحتلال
  • الاحتلال يُصدر ويجدد أوامر الاعتقال الإداري بحق 30 معتقلا
  • منظمات تحمل السيسي المسؤولية عن حياة ليلى سويف.. ومطالبات بالإفراج عن نجلها
  • وزير الدفاع الأمريكي: ضرباتنا التي استهدفت المواقع النووية بإيران كانت مثالية
  • فيلم وثائقي يجبر "قاضية محاكمة مارادونا" على الاستقالة
  • الزعاق للطلاب: استمتعوا بالأشياء التي تمتلكونها ولو كانت بسيطة..فيديو
  • العرابي: إيران اكتسبت قوة ليست فى نفس الوضع التي كانت إسرائيل تستهين به من قبل العمليات العسكرية
  • لاعب بورتو: مباراة الأهلي كانت مجنونة.. وفشلنا في إسقاطهم داخل الملعب