الاقتصاد نيوز - متابعة

أعلنت شركة "فوكسكون" التايوانية العملاقة للإلكترونيات الأربعاء عن قفزة بنسبة 6 بالمئة في صافي أرباحها للربع الثاني، وذلك بفضل الطلب القوي على المنتجات المستخدمة في الذكاء الاصطناعي.

والشركة المعروفة أيضاً باسمها الرسمي "هون هاي بريسيجن إنداستري"، هي أكبر مورّد للإلكترونيات في العالم وتتولى تجميع الأجهزة لعدد كبير من الشركات العالمية الكبرى، بينها أجهزة "آيفون".

ووصل صافي أرباحها بين نيسان وحزيران إلى 35.05 مليار دولار تايواني (نحو 1.8 مليار دولار)، مقارنة بـ33 مليار دولار تايواني خلال الفترة نفسها من العام الفائت، بحسب بيان لـ"فوكسكون".

وشهدت الشركة زيادة في إيراداتها بنسبة 19 بالمئة على أساس سنوي في الربع الثاني، لتصل إلى 1.55 تريليون دولار تايواني (47.84 مليار دولار)، في حين أظهرت الوثائق الصادرة عن "فوكسكون" قبل مؤتمر عبر الهاتف متمحور على النتائج، أن إيرادات خوادم الذكاء الاصطناعي ارتفعت بنسبة 60 بالمئة مقارنة بالربع السابق.

 

وقال الناطق باسم الشركة جيمس وو، خلال مؤتمر عبر الهاتف بشأن الأرباح ان "أداء خوادم الذكاء الاصطناعي كان أقوى من المتوقع وأدى إلى تحقيق نمو في الإيرادات التي أتت أعلى من المتوقع".

وتأتي هذه النتائج بعد ثلاثة أرباع متتالية سُجلت خلالها زيادة في الأرباح.

وتستفيد الشركة التايوانية من الطلب المتزايد على الادوات المتقدمة المستخدمة في أنظمة الذكاء الاصطناعي الذي ارتفع الطلب عليه بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، مدفوعاً بنجاح "تشات جي بي تي" وبرامج الذكاء الاصطناعي التوليدية الأخرى.

وفي أكتوبر، أعلنت شركة "فوكسكون" والشركة الأميركية الرائدة في المعالجات "إنفيديا" عن رغبتهما في توحيد جهودهما لإنشاء "مصانع ذكاء اصطناعي"، وهي مراكز ذات قدرة عالية جداً  تهدف إلى تعزيز ازدهار هذه التكنولوجيا.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الذکاء الاصطناعی ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

كم من الأطفال يجب أن يَـقـتُـل الذكاء الاصطناعي؟

في الثامن والعشرين من فبراير 2024، أقـدَمَ سيويل سيتزر الثالث، صبي ذو أربعة عشر ربيعا من فلوريدا، على قتل نفسه تحت إلحاح من إحدى شخصيات الذكاء الاصطناعي الـمُـحاكية للحياة والمولدة بواسطة Character.AI، المنصة التي يُـقال إنها تستضيف أيضا روبوتات دردشة الذكاء الاصطناعي الداعمة لاختلال فقدان الشهية والتي تشجع على أنماط مُـخـتَـلّة في تناول الطعام بين الشباب. من الواضح أن الحاجة ماسة إلى اتخاذ تدابير أكثر قوة لحماية الأطفال والشباب من الذكاء الاصطناعي.

بطبيعة الحال، حتى من الناحية الأخلاقية البحتة، ينطوي الذكاء الاصطناعي على إمكانات إيجابية هائلة، من تعزيز صحة الإنسان وكرامته إلى تحسين الاستدامة والتعليم بين الفئات السكانية المهمشة. لكن هذه الفوائد الموعودة ليست مبررا للاستخفاف بالمخاطر الأخلاقية والتكاليف الواقعية أو تجاهلها. فكل انتهاك لحقوق الإنسان يجب أن يُنظر إليه على أنه غير مقبول أخلاقيا.

فإذا تسبب روبوت دردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي ويحاكي الحياة في وفاة مراهق، فلا يجوز لنا أن نعتبر قدرة الذكاء الاصطناعي على الاضطلاع بدور في تطوير الأبحاث الطبية تعويضا عن ذلك. مأساة سيتزر ليست حالة معزولة. ففي ديسمبر الماضي، رفعت عائلتان في تكساس دعوى قضائية ضد Character.AI وداعمتها المالية، شركة جوجل، زاعمة أن روبوتات الدردشة الآلية التابعة للمنصة استغلت أطفالهم في سن المدرسة جنسيا وعاطفيا إلى الحد الذي أسفر عن وقوع حالات إيذاء النفس والعنف. لقد شاهدنا هذا الفيلم من قبل، فقد ضحينا بالفعل بجيل من الأطفال والمراهقين على مذبح شركات التواصل الاجتماعي التي تستفيد من الإدمان على منصاتها. لم ننتبه إلى الأضرار الاجتماعية والنفسية التي تسببها «وسائط التواصل غير الاجتماعي» إلا ببطء شديد.

والآن، بدأت بلدان عديدة تحظر أو تقيد الوصول إلى هذه المنصات، ويطالب الشباب أنفسهم بضوابط تنظيمية أقوى.

ولكن لا يمكننا الانتظار لكبح جماح قوى التلاعب الكامنة في الذكاء الاصطناعي. فبسبب الكميات الهائلة من البيانات الشخصية التي جمعتها منا صناعة التكنولوجيا، بات بوسع أولئك الذين يعملون على بناء منصات مثل Character.AI إنشاء خوارزميات تَـعرِفنا بشكل أفضل مما نعرف أنفسنا. الواقع إن إمكانية الاستغلال عميقة. فالذكاء الاصطناعي يعلم على وجه التحديد أي الأزرار التي ينبغي له الضغط عليها لاستغلال رغباتنا، أو لحملنا على التصويت بطريقة معينة. كانت روبوتات الدردشة المؤيدة لفقدان الشهية على منصة Character.AI مجرد المثال الأحدث والأكثر فظاعة. ولا يوجد أي سبب وجيه قد يمنعنا من حظرها على الفور. لكن الوقت ينفد سريعا، لأن نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي تتطور بشكل أسرع من المتوقع ــ وهي تتسارع في عموم الأمر في الاتجاه الخطأ. يواصل «الأب الروحي للذكاء الاصطناعي»، عالم العلوم الإدراكية الحائز على جائزة نوبل جيفري هينتون، التحذير من أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى انقراض البشر: «أخشى أن اليد الخفية لن تُـبقي علينا سالمين. وعلى هذا فإن ترك الأمر برمته لدافع الربح الذي يحرك الشركات الكبرى لن يكون كافيا للتأكد من تطويرها إياه بأمان. الشيء الوحيد الذي قد يجبر هذه الشركات الكبرى على إجراء مزيد من الأبحاث حول السلامة هو التنظيم الحكومي».

ونظرا لفشل شركات التكنولوجيا الكبرى المستمر في الالتزام بالمعايير الأخلاقية، فمن الحماقة أن نتوقع من هذه الشركات أن تضبط نفسها بنفسها. في عام 2024، ضخت شركة جوجل استثمارات قيمتها 2.7 مليار دولار في تطبيق Character.AI، على الرغم من مشاكله المعروفة. ولكن على الرغم من الاحتياج الواضح إلى التنظيم، فإن الذكاء الاصطناعي ظاهرة عالمية، وهذا يعني أننا يجب أن نسعى جاهدين إلى وضع تنظيم عالمي، يرتكز على آلية إنفاذ عالمية جديدة، مثل وكالة دولية للأنظمة القائمة على البيانات (IDA) في الأمم المتحدة، كما اقترحتُ شخصيا.

إن كون الشيء في حكم الممكن لا يعني أنه مرغوب. يتحمل البشر مسؤولية تحديد أي التكنولوجيات والإبداعات وأشكال التقدم يجب تحقيقها وتوسيع نطاقها، وأيها لا ينبغي له أن يتحقق. وتقع على عاتقنا مسؤولية تصميم، وإنتاج، واستخدام، وإدارة الذكاء الاصطناعي بطرق تحترم حقوق الإنسان وتسهل تحقيق مستقبل أكثر استدامة للبشرية والكوكب. يكاد يكون من المؤكد أن سيويل كان ليظل على قيد الحياة لو كنا نعتمد على تنظيم عالمي لتعزيز «الذكاء الاصطناعي» القائم على حقوق الإنسان، ولو كنا أنشأنا مؤسسة عالمية لمراقبة الإبداعات في هذا المجال. يستلزم ضمان احترام حقوق الإنسان وحقوق الطفل حوكمة دورة حياة الأنظمة التكنولوجية بأكملها، بدءا من التصميم والتطوير إلى الإنتاج، والتوزيع، والاستخدام. وبما أننا نعلم بالفعل أن الذكاء الاصطناعي من الممكن أن يَـقـتُـل، فليس لدينا أي عذر يسمح لنا بالبقاء مكتوفي الأيدي في حين يستمر تقدم التكنولوجيا، مع إطلاق مزيد من النماذج غير المنظمة للجمهور كل شهر. مهما كانت الفوائد التي قد توفرها هذه التكنولوجيات يوما ما، فإنها لن تكون قادرة أبدا على التعويض عن الخسارة التي عانى منها بالفعل جميع من أحبوا سيويل.

بيتر ج. كيرششلاغر، أستاذ الأخلاق ومدير معهد الأخلاقيات الاجتماعية (ISE) في جامعة لوسيرن، وأستاذ زائر في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ (ETH Zurich).

مقالات مشابهة

  • أوبن إيه آي تستحوذ على شركة متخصصة في أجهزة الذكاء الاصطناعي مقابل 6.4 مليار دولار
  • 134 مليون درهم أرباح مجموعة «يلا» خلال الربع الأول بنمو 17%
  • ارتفاع احتياطي المركزي التركي 1.3 مليار دولار خلال أسبوع
  • 685 مليون درهم أرباح الاتحاد للطيران للربع الأول من 2025 بنمو 30%
  • 216 مليار درهم أصول 7 شركات عقارية في أسواق الأسهم
  • شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي تلهب الطلب على الغاز بأميركا
  • الأردن: ارتفاع الطلب على السيارات المستأجرة خلال العيد بنسبة 70- 80%
  • الخطوط الجوية القطرية تسجل أرباحًا قياسية تتجاوز الـ 2 مليار دولار
  • كم من الأطفال يجب أن يَـقـتُـل الذكاء الاصطناعي؟
  • 6.49 مليار يوان حجم التجارة بين مصر وجوانغدونغ الصينية في الربع الأول من 2025