بعد مرور أسبوع على اقتحام القوات الأوكرانية لمنطقة كورسك في روسيا، في أكبر توغل أجنبي منذ الحرب العالمية الثانية، أعلنت أوكرانيا اليوم الأربعاء أن قواتها توغلت أكثر في المناطق الروسية، وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن قوات كييف تواصل تحقيق مكاسب على الأراضي الروسية وأنها سيطرت على مساحة جديدة اليوم.

توسع التوغل

نشر زيلينسكي تقريرا على تليجرام قائلا: «نواصل التقدم في منطقة كورسك، من كيلومتر إلى كيلومترين في مناطق مختلفة منذ بداية اليوم. وجرى أسر أكثر من 100 جندي روسي خلال نفس الفترة».

واقتحم الجنود الأوكرانيون الحدود الروسية صباح يوم 6 أغسطس الجاري، واستولوا على منطقة كورسك بغرب روسيا بجانب 28 بلدة روسية، فيما اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن أن هذا التوغل يضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في معضلة ومشكلة، وفقا لوكالة رويترز.

وقال مصدر أمني أوكراني لرويترز اشترط عدم الكشف عن هويته، إن الهجوم الأوكراني علي روسيا كان بطائرات بدون طيار، وشمل ضربات على 4 مطارات عسكرية روسية في محاولة لضعف قدرة موسكو على مهاجمة كييف.

وقد قال زيلينسكي في وقت سابق إن التوغل يهدف إلى الضغط على روسيا لاستعادة العدالة بعد الغزو الروسي على كييف، وفق ما نشرت قناة القاهرة الاخبارية

الوضع الروسي الدفاعي

وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء، إنها تمكنت من تدمير 117 طائرة مسيرة أوكرانية و4 صواريخ تكتيكية جرى إطلاقها ليلا على عدة مناطق، بحسب القاهرة الإخبارية.

وقالت الوزارة إن القوات الروسية صدت سلسلة من الهجمات الأوكرانية داخل منطقة كورسك، بما في ذلك مناطق علي بعد 18 كم من الحدود، وأعلنت قوات الحرس الروسية إنها عززت إجراءات الأمن في محطة كورسك للطاقة النووية التي تقع على بعد 35 كم فقط من ساحة القتال.

وعرض قناة التلفزيون الروسي الرسمي لقطات لهجمات ناجحة على مواقع أوكرانية، وتغطية لعمليات إجلاء المدنيين الروس من المنطقة الحدودية، بعدما أجبرت أوكرانيا 200 ألف روسي على إخلاء المناطق القريبة من الحدود، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن صدت هجمات أوكرانية وأحبطت محاولات توغل أكبر في عمق الأراضي الروسية.

ولكن بالرغم من أن بوتن قال إن الجيش الروسي سيطرد القوات الأوكرانية، إلا أنه مر أكثر من أسبوع من المعارك العنيفة داخل منطقة كورسك وفشلت القوات الروسية حتى الآن في إخراجها، ووصف بوتن ذلك التوغل بأنه استفزاز يهدف إلى الحصول على موقف أقوى في محادثات وقف إطلاق النار المحتملة في المستقبل.

وضع الولايات المتحدة

من جانبه، قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة لم تتورط في ذلك التوغل وإنها ليست على علم بأي شئ، وأن أوكرانيا لم تطرح هذا الأمر، بينما قال مسؤولون روس لرويترز: إنه لابد من أن الداعمين الغربيين لأوكرانيا كانوا على علم بهذا الهجوم، وأنهم متورطون فيه.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أوكرانيا روسيا كورسك القاهرة الإخبارية منطقة کورسک

إقرأ أيضاً:

هل تفلح تهديدات ترامب في إقناع بوتين بالاتفاق مع أوكرانيا؟

على وقع الضربات المتبادلة بالمسيّرات والصواريخ بين الدولتين الجارتين، يستمر الغموض بشأن مصير الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتي لم يفلح الرئيس الأميركي دونالد ترامب حتى الآن في إنهائها كما وعد منذ عودته إلى السلطة.

فهل ينجح خيار التلويح بالعقوبات وبالغواصات النووية في تليين موقف نظيره الروسي فلاديمير بوتين ودفعه إلى القبول بما يطرح عليه؟

لم يخف الرئيس الأميركي، غضبه من موسكو التي يرى أنها تعرقل عملية وقف إطلاق النار مع كييف، إذ ندد أمس بشدة بما سماه سلوك روسيا المثير للاشمئزاز تجاه أوكرانيا، وأمهل نظيره الروسي حتى الثامن من أغسطس/آب الجاري للتوصل إلى اتفاق، وإلا فإنه سيرد بفرض عقوبات تشمل رسوما جمركية على روسيا وعلى الدول التي تشتري النفط منها.

كما أعلن ترامب في تطور لافت اليوم أنه أمر بنشر غواصتين نوويتين في مناطق قريبة من روسيا ردا على تهديدات ديمتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق والذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي.

ومن جهتها، تستغرب روسيا من موقف الرئيس الأميركي، وتقول، كما يشرح المحلل السياسي الروسي سيرغي ستروكان لبرنامج "ما وراء الخبر"، إنه لا يعطيها فرصة ويغلق نافذة الدبلوماسية التي فتحها بنفسه، وإن تلويحه بالعقوبات جاء بعد 3 جولات من المباحثات بين موسكو وكييف.

ويرى الضيف الروسي أن ترامب يريد زيادة الضغوط على بلاده، لكنه لن ينجح في إيقافها وفي تقويض اقتصادها، مذكّرا إياه بأن "روسيا لديها أيضا غواصات نووية ولديها القوة السيبرانية"، ومعتبرا أن التلويح بالغوصات النووية يحمل مخاطرة كبيرة.

كما تطالب روسيا -وفق ستروكان- بأن يسير الرئيس الأميركي في اتجاه مختلف، لا سيما أن الروس لديهم أمل في أن لا يجعل العلاقات بين الدولتين رهينة الأزمة الأوكرانية.

العقوبات لا تنفع

ويرى مراقبون ومحللون أن ترامب لديه رغبة حقيقية في إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، لكنه مشكلته أنه يريد أن تتحرك الأمور بسرعة، وتوضح كيلي فلاهوس مستشارة شؤون الأمن القومي بمعهد كوينسي أن عدم تحقيق ما كان يصبو إليه جعله يشعر بخيبة أمل من بوتين.

إعلان

وتعتقد فلاهوس أن المستشارين أقنعوا ترامب بأن يهدد روسيا بالعقوبات ويدخل في حرب كلامية مع السلطات الروسية ويتحدث عن إرسال غواصات نووية إلى مناطق قريبة من روسيا، وهي خطوات -وفق فلاهوس- لا تنفع مع الرئيس الروسي.

وعلقت قائلة "لو كنت مستشارة لترامب لنصحته بعدم إعطاء مهلة لروسيا"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة فرضت أكبر عقوبات في تاريخ العالم على روسيا ولم تثن بوتين عن مهاجمة أوكرانيا.

وعلى ضوء تقليلها من نجاعة خيار العقوبات، ترى كوينسي أنه يتعين على ترامب استخدام الأدوات الدبلوماسية للضغط على روسيا ونفس الشيء مع أوكرانيا، خاصة أنه لا يريد استمرار الحرب ويخشى أن تكون هناك مواجهة نووية بين بلاده وموسكو، وتنصح مستشاريه بأن يتوقفوا عن إقناعه بدعم استمرار الحرب وإرسال المزيد من الأسلحة لأوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • بوتين: روسيا تريد سلاماً دائماً ومستقراً في أوكرانيا
  • بوتين: روسيا تريد سلامًا دائمًا في أوكرانيا.. ولكن
  • هل تفلح تهديدات ترامب في إقناع بوتين بالاتفاق مع أوكرانيا؟
  • للشهر الـ4 على التوالي.. الجيش الروسي يعزز تقدمه في أوكرانيا
  • بوتين: نعوّل على استمرار المحادثات مع أوكرانيا
  • بوتين يعلن تسلٌّّم القوات الروسية أول دفعة من صواريخ “أوريشنيك” المرعبة
  • عاجل. بوتين: روسيا تريد سلاما دائما ومستقرا في أوكرانيا
  • ارتفاع حصيلة القصف الروسي على كييف إلى 26 قتيلاً .. أوكرانيا تطالب بعزل روسيا
  • أوكرانيا تنفي سيطرة القوات الروسية على مدينة استراتيجية
  • الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستقبل وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني والوفد المرافق له في الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو