غاز الضحك قد يساعد في علاج الاكتئاب
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
كشفت دراسة جديدة عن أن غاز الضحك قد يكون علاجاً سريع المفعول للاكتئاب.
وأكسيد النيتروز، المعروف أيضاً باسم غاز الضحك، هو غاز عديم اللون يُستنشق ويُستخدم عادةً مسكناً للألم.
وهذا الغاز الذي حُظر استخدامه للأغراض الترفيهية عام 2023، قد يُسبب الشعور بالدوار والاسترخاء والنعاس، لكن الإفراط في استخدامه قد يؤدي إلى نقص فيتامين «ب 12»، مما قد يُلحق الضرر بأعصاب النخاع الشوكي.
إلا أن الدراسة الجديدة أشارت إلى أن هذا الغاز الذي لا يزال قانونياً للاستخدام الطبي، قد ثبت أنه يُخفّف أعراض الاكتئاب بسرعة لدى البالغين المصابين باضطراب الاكتئاب الشديد (MDD) والاكتئاب المقاوم للعلاج (TRD)، حسبما نقلته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.
وفي الدراسة، قيّم الباحثون التابعون لجامعة برمنغهام وجامعة أكسفورد ومؤسسة برمنغهام وسوليهل للصحة العقلية، 7 تجارب سريرية، و4 أوراق بحثية نشرها باحثون من جميع أنحاء العالم.
وبحثت التجارب والأوراق البحثية في استخدام أكسيد النيتروز لعلاج اضطرابات الاكتئاب، بما في ذلك اضطراب الاكتئاب الشديد والاكتئاب المقاوم للعلاج والاكتئاب ثنائي القطب.
ووجد الباحثون أن جرعة واحدة من أكسيد النيتروز السريري المُستنشق بتركيز 50 في المائة أدت إلى انخفاض سريع وكبير في أعراض الاكتئاب في غضون 24 ساعة. لكن هذه التأثيرات لم تدم أكثر من أسبوع.
ومع ذلك، عند توزيع الجرعة على عدة أسابيع، أدت إلى تأثيرات أطول أمداً.
ويُعتقد أن هذا الغاز يستهدف مستقبلات الغلوتامات، وهي حيوية للتعلم والذاكرة، بطريقة مشابهة للكيتامين، وهو مضاد اكتئاب سريع المفعول.
وقال مؤلفو الدراسة إن هذا قد يُفسّر سبب ملاحظة تحسّن المزاج بعد الاستنشاق بفترة وجيزة.
ولفت الفريق إلى أن هذا الغاز قد يكون مفيداً بشكل خاص لـ48 في المائة من المرضى الذين لم يستجيبوا لمضادات الاكتئاب.
وقال كيرانبريت غيل، الأستاذ في جامعة برمنغهام، المؤلف الرئيسي للدراسة: «الاكتئاب مرض مُنهك، ويزداد الأمر سوءاً؛ لأن مضادات الاكتئاب لا تُحدث فرقاً يُذكر لدى ما يقرب من نصف المرضى المُشخصين به».
وأضاف: «تُظهر تحليلاتنا أن أكسيد النيتروز يُمكن أن يُشكل جزءاً من جيل جديد من العلاجات سريعة المفعول للاكتئاب».
ولفت الباحثون إلى أنهم فحصوا سلامة أكسيد النيتروز وآثاره الجانبية المحتملة في دراستهم، ووجدوا أن بعض المرضى عانوا من آثار جانبية مثل الغثيان والدوار والصداع، التي اختفت جميعها بسرعة وزالت دون تدخل طبي.
وعلى الرغم من أن الجرعات العالية بتركيز 50 في المائة زادت من احتمالية حدوث هذه الآثار الجانبية، فإن الباحثين لم يُبدوا أي مخاوف تتعلق بالسلامة على المدى القصير.
لكنهم أكدوا ضرورة تقييم السلامة على المدى الطويل من خلال دراسات مستقبلية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاكتئاب غاز الضحك غاز الضحك علاج الاكتئاب مضادات الاكتئاب المزاج مرض دراسات أکسید النیتروز هذا الغاز
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف دورا للشعر الأحمر.. لماذا لا تلتئم بعض الجروح؟
يعيش ملايين الأشخاص حول العالم مع جروح لا تُشفى، تستمر لأسابيع أو أشهر وربما لسنوات.
هذه الجروح المزمنة، التي تنتج غالبًا عن السكري وضعف الدورة الدموية أو الضغط المستمر، تكون مؤلمة، سهلة الالتهاب، وتؤثر بعمق على جودة الحياة — وفي الحالات الشديدة قد تنتهي بالبتر.
العلاجات الحالية تركز على إدارة الأعراض فقط، مثل الضمادات والمضادات الحيوية وزيارات العيادة المتكررة، لكنها لا تعالج السبب الجذري للجروح المزمنة.
لكن بحثا جديدا، نُشر مؤخرا لفريق علمي بريطاني، يكشف عن سبب محتمل لعدم التئام هذه الجروح، ويقترح مسارا علاجيا جديدا.
جين الشعر الأحمر قد يكون مفتاح شفاء الجروح
وجد الباحثون أن جزيئًا في الجلد يُدعى MC1R — المعروف بأنه الجين المسؤول عن الشعر الأحمر والبشرة الفاتحة — يكون معطّلًا بشكل مستمر في الجروح المزمنة.
وعندما تمّ تحفيز هذا الجزيء في الجلد:
انخفضت مستويات الالتهاب. وبدأت الجروح بالشفاء من جديد.ورغم ارتباط الجين بالصبغة، إلا أن دوره أوسع بكثير؛ إذ يوجد MC1R على أنواع مختلفة من خلايا الجلد والمناعة والأوعية الدموية، مما يعني أنه يتحكم في عدة مراحل من عملية التئام الجروح.
عملية الشفاء ليست مجرد إغلاق للجرح؛ بل تبدأ بالتهاب ضروري لإزالة الخلايا التالفة والميكروبات، ثم يجب أن يتراجع هذا الالتهاب تدريجيًا.
في الجروح المزمنة، تفشل آلية إيقاف الالتهاب، فيبقى الجلد عالقًا في مرحلة الالتهاب لأشهر.
الباحثون وجدوا ثلاثة أمور مشتركة في الجروح المزمنة:
خلل في MC1R. خلل في شريكه الطبيعي POMC. استمرار الالتهاب دون توقف.دواء موضعي أعاد شفاء الجلد
لتحسين دقة النتائج، صمّم الباحثون نموذجًا جديدًا لفئران تعاني من جروح مزمنة تشبه حالات البشر.
وعندما طبّقوا دواءً موضعيًا ينشّط MC1R، كانت النتائج واضحة:
انخفاض شديد في إفراز السوائل من الجرح. تعافي الطبقة الخارجية من الجلد وبدء الإغلاق. انخفاض الشبكات الالتهابية المعروفة بـ "مصائد العدلات" التي تعيق الشفاء.حتى في الجروح الصغيرة لدى الحيوانات السليمة، حسّن الدواء:
تدفّق الدم. تصريف اللمف. وقلّل الندبات.مما يشير إلى أن دور MC1R يتجاوز الحالات المرضية.
وتقترح الدراسة أن استهداف MC1R قد يكون طريقًا جديدًا لمساعدة الجلد على الخروج من حالة الالتهاب المزمن والبدء في الشفاء.
ويأمل الباحثون أن تؤدي الاكتشافات إلى مراهم أو جل موضعي يستطيع المرضى استخدامه بأنفسهم في المستقبل.