حكم الدعاء على النفس بالموت.. أمين الإفتاء: تمني الوفاة منهيّ عنه شرعا
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال يقول فيه صاحبه: "أنا فقدت بنتي من 3 شهور، ومن وقتها وأنا زاهد في الدنيا وبدعي على نفسي بالموت علشان أروح لها، رغم إن عندي بنتين وولد، لكن المصيبة كبيرة ومش قادر أصبر.. هل دعائي ده يجوز ولا لا؟".
حكم الدعاء على النفس بالموتوأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم، الإثنين، أن الدعاء بالموت بسبب الحزن أو المصيبة منهيٌّ عنه شرعًا، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يتمنَّين أحدكم الموت لضرٍّ مسَّه».
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء أن من غلب عليه الألم الشديد وأراد أن يدعو، فليلتزم بالدعاء الذي علّمه النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي».
دار الإفتاء: يجوز إخراج الزكاة مساعدةً لمن أراد الزواج
الإفتاء: الآثار وسيلة لدراسة تاريخ الأمم السابقة والتعرف على علومهم
متى تصبح زينة المرأة مخالفة شرعا؟.. أمين الإفتاء تحدد الضابط الشرعي
أمين الإفتاء يوضح المعنى الصحيح لحديث "لولا حواء لم تخن أنثى زوجها"
وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء أن الصبر على فقد الأحبة من الابتلاءات العظيمة التي وعد الله عليها بالأجر الجزيل، مشيرًا إلى أن الله تعالى قرن الصبر بالمصائب بقوله: «الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون».
ودعا أمين الفتوى في دار الإفتاء، السائل إلى الإكثار من هذا الذكر الشريف، واحتساب الأجر، مع اليقين بأن ابنته – بإذن الله – قد سبقته إلى الجنة، قائلاً: "ادعُ بأن يحسن الله ختامك ويلحقك بها على خير ما يحب ويرضى، دون أن تحدد لربنا متى يكون الموت؛ فما تدري نفس ماذا تكسب غدًا، وما تدري نفس بأي أرض تموت".
وقال أمين الفتوى في دار الإفتاء "نسأل الله أن يصبّر قلبك، ويخلفك خيرًا، ويجبر كسرك، ويجعلها شفيعة لك يوم القيامة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حكم الدعاء على النفس بالموت الدعاء على النفس بالموت الدعاء على النفس الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى في دار الإفتاء دار الإفتاء الإفتاء أمین الفتوى فی دار الإفتاء الدعاء على النفس بالموت
إقرأ أيضاً:
ما الفرق بين الروح والنفس.. وهل تموت الروح؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية الفروق الدقيقة بين الروح والنفس، مؤكدةً أن الكلمتين تردّدتا كثيرًا في القرآن الكريم، وأن كلمة النفس وردت مفردة وجمعًا في قرابة ثلاثمائة موضع، مما يعكس اتساع معانيها وتنوع دلالاتها، وقد استعرضت الدار آراء العلماء في التفريق بينهما، ومعاني كل منهما في القرآن والسنة، إضافة إلى حقيقة موت الروح، وما يتعلق بها من مسائل عقدية.
الروح والنفس.. هل هما شيء واحد أم متغايران؟أشارت دار الإفتاء إلى أن العلماء اختلفوا في مسألة تمييز الروح عن النفس:
الفريق الأول رأى أنهما شيء واحد، مستدلين بأحاديث نبوية جاء فيها إطلاق الروح على النفس والعكس، ومنها الحديث الذي رواه البزار عن أبي هريرة، وفيه ذكرُ خروج نفس المؤمن وصعود روحه إلى السماء، مما يدل على استعمال اللفظين بمعنى واحد.
أما الفريق الثاني فذهب إلى أن الروح شيء والنفس شيء آخر؛ فالروح هي سرّ الحياة، جسم نوراني علوي لا يقبل التحلل، يسري في الجسد بإذن الله كما يسري الماء في الورد.
أما النفس فتمثل الجسد بروحه، وهي التي يظهر فيها الفرح والحزن والشهوة والغضب وسائر الصفات الإنسانية. ويترقى الإنسان بروحه إذا غلب عليه الصلاح والإنابة، بينما يشقى إذا غلبت عليه ميول النفس وشهواتها.
معاني الروح في القرآن والسنةبيّنت دار الإفتاء أن كلمة الروح في القرآن جاءت بعدة معانٍ، منها:الوحي: كما في قوله تعالى: ﴿يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ﴾ [غافر: 15].القرآن الكريم: إذ يوصف بالروح لأنه يحيي القلوب.جبريل عليه السلام: لقبه في عدة آيات مثل: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ﴾ [الشعراء: 193-194].روح القدس: وهو جبريل أيضًا في قوله: ﴿وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ﴾ [البقرة: 253].الروح المذكور في سؤال اليهود عن حقيقتها، وهي الروح التي يحيا بها الإنسان، وقد بيّن الله أن العلم بحقيقتها مخصوص به وحده، في قوله:﴿قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾ [الإسراء: 85].
وأكدت الدار أن هذه الروح سرٌّ من أسرار الله تعالى، لم يطّلع عليه أحد من خلقه، وهي التي نفخها في آدم وذريته.
معاني النفس في الاستعمال القرآني واللغوي
ذكرت دار الإفتاء أن كلمة النفس تحمل معاني متعددة في اللغة والقرآن، من أبرزها:
تطلق بمعنى الروح عند قول: "خرجت نفسه".
تأتي بمعنى الذات أو حقيقة الإنسان؛ كما في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ [النساء: 29].
تُستخدم بمعنى الدم: "سالت نفسه".
وقد وردت في القرآن بمعنى العلم أو الغيب في قوله تعالى: ﴿تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ﴾ [المائدة: 116].
وخلصت الدار إلى أن استعمال النفس والروح قد يتقارب في بعض المواضع، لكنه غالبًا ما يكون على سبيل المجاز، لأن لكل منهما دلالة خاصة.
هل تموت الروح؟أوضحت دار الإفتاء أن أهل العلم اختلفوا في مسألة موت الروح:
فريق يرى أنها تموت، استنادًا إلى قوله تعالى: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ [القصص: 88].
وفريق آخر يرى أنها لا تموت، لثبوت نعيمها وعذابها بعد مفارقة الجسد.
ونقلت الدار ما ذكره القاضي محمود الألوسي في تفسيره حول أن موت الروح هو مفارقتها للجسد، أما فناؤها وانعدامها بالكامل فلا يكون؛ فهي تبقى ما شاء الله لها أن تبقى، ثم تعود إلى جسد الإنسان عند البعث.
أكدت الدار أن النفس هي مجموع الجسد والروح، بينما الروح ذاتٌ نورانية خُلقت بأمر الله، وهي أساس الحياة الإنسانية. وتبقى الروح سرًّا إلهيًا لا تدركه العقول، ولا يعرف كنهه أحد.