الإفتاء ترد على فتوى تكفير مستخدمي البشعة لـ الداعية محمد أبو بكر.. وتوضح الحكم الشرعي
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
اعترض الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، على تصريحات الداعية محمد أبو بكر، التي قال فيها "أقسم بالله البشعة شرك، البشعة خروج من الملة، البشعة كفر بالله سبحانه وتعالى".
وكان الداعية محمد أبوبكر، إمام وخطيب في وزارة الأوقاف، حذر من اللجوء إلى البشعة لإثبات الحقوق أو نفي التهم، قائلًا في فيديو منشور على صفحته الرسمية على فيسبوك، إن اللجوء إليها يُخرج المسلم من الملة ويُعد شركًا بالله، حتى وإن كان الشخص يصلي ويصوم.
يذكر أن البشعة هي طرقية قديمة يلجأ لها الأهال في بعض القرى لاستجواب أحد الأشخاص وتحري الصدق أو الكذب، وتكون عبر تسخين قطعة حديد على النار ثم يُطلب من الشخص المشتبه في كذبه أن يلعقها بلسانه فإذا أصابه ضرر شديد وحروق فيعد كاذبا، أما غير ذلك فهو صادق.
من جانبه، اعترض الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، على فتوى الشيخ أبوبكر، قائلًا إنه مع الإنكار الكامل لموضوع البشعة، والتحذير منها، والقطع بحرمتها، والتأكيد على أنَّها من الطُّرُق السيِّئة التي لا أصلَ لها في الشرع، إلَّا أن إطلاق كلمات (الكفر، الشرك، والخروج مِن الملة) لا أظنه سديدًا في تلك المسائل، فكما أَنَّ الحكم على الأشخاص له ضوابطه، فإنَّ الحكم على الأفعال له أصوله وقواعده، وإطلاق حكم "الشرك" أو "الكفر" على فعلٍ ما أَمْرٌ جَلَلٌ لا يُبنى على غَيْرةٍ مُجرَّدةٍ أو حَمَاسٍ عابرٍ.
حكم الدعاء على النفس بالموت.. أمين الإفتاء: تمني الوفاة منهيّ عنه شرعا
دار الإفتاء: يجوز إخراج الزكاة مساعدةً لمن أراد الزواج
الإفتاء: الآثار وسيلة لدراسة تاريخ الأمم السابقة والتعرف على علومهم
متى تصبح زينة المرأة مخالفة شرعا؟.. أمين الإفتاء تحدد الضابط الشرعي
وأرفق الدكتور هشام ربيع، رأيه في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، بفتوى دار الإفتاء المصرية في "موضوع البشعة"، قائلًا إنها مِن الفتاوى المنضبطة في هذا الأمر، ومرفق أيضًا لكمال الإفادة كلام فضيلة د. علي فخر (رئيس القطاع الشرعي) عندنا في دار الإفتاء المصرية، وهو يشرح هذا الأمر بكلامٍ مُفَصَّل، وبأسلوب سهل مُيَسَّر.
رأي الإفتاء بشأن البشعةوكان الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، حسم رأي الشرع في مسألة "البشعة"، مؤكدًا أن البشعة ليس لها أصلٌ في الشرع في إثباتِ التُّهَمِ أو مَعرِفة فاعِلِها، والتعامل بها حرامٌ ولا يجوز شرعًا؛ لِمَا فيها مِن الإيذاء والتعذيب، ولمَا فيها مِن التَّخَرُّص بالباطل بدعوى إثبات الحَقِّ.
وأضاف علام، في بيان فتواه عبر بوابة الدار الرسمية: وإنَّمَا يجب أن نَعمَل بالطُّرُق الشرعية التي سَنَّتْها لنا الشريعة مِن التراضي أو التقاضي، مُستَهْدِينَ بنحو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «البَيِّنةُ على مَنِ ادَّعى واليَمِينُ على مَن أَنكَرَ» رواه الدارقطني؛ فقد رَسَمَت لنا الشريعةُ السَّمْحَة طُرُقَ المُطالَبَةِ بالحَقِّ وإثباته، أو نَفي الادِّعاءِ الباطل، وهذا ما يجب على المسلمين أن يَتمسَّكوا به دون سواه مِن الطُّرُق السيِّئة التي لا أصلَ لها في الشرع؛ فإن الشرع لم يَجعل إثباتَ التُّهَمِ مَنوطًا بغيرِ ما رَتَّبه طريقًا لإثباتِ ذلك مِن إقرارٍ أو بَيِّناتٍ أو نَحوِها.. والله سبحانه وتعالى أعلم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور هشام ربيع أمين الفتوى في دار الإفتاء دار الإفتاء الإفتاء أمين الفتوى الداعية محمد أبو بكر الداعیة محمد أبو بکر دار الإفتاء المصریة الدکتور هشام ربیع فی دار الإفتاء أمین الفتوى
إقرأ أيضاً:
ما حكم الإنشاد الديني للنساء في حفل مختلط؟.. أمين الإفتاء: مباح ولكن بشروط
أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول حكم الإنشاد الديني للنساء في الحفلات المختلطة، مشددًا على أن هذا السؤال مهم جدًا لفهم حدود الصوت الشرعي للمرأة في أماكن عامة.
حكم الإنشاد الديني للنساء في الحفلات المختلطةوأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم، الإثنين، أن صوت المرأة في حد ذاته ليس عورة، مشيرًا إلى أن السلف والصحابة ذكروا أن هناك نساء كن ينشدن في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهن السيدة الشيماء رضي الله عنها، أخت النبي من الرضاع، وكانت ممن برزن في مدح النبي.
هل يشترط ستر العورة عند الوضوء بعد الاستحمام؟.. أمين الإفتاء: اعتقاد غير صحيح
كيف تتعامل المرأة مع الكلام السيئ من زوجها؟.. أمين الإفتاء ينصح بهذا السلوك
محمد أبو بكر: البشعة كفر وخروج عن الملة.. والإفتاء تحسم الجدل
حكم الدعاء على النفس بالموت.. أمين الإفتاء: تمني الوفاة منهيّ عنه شرعا
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء أن الشرع نهى المرأة عن الخضوع بالقول بحيث يثير المرض القلبي لمن يسمع، مستشهدًا بآية القرآن: «ولا يخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض».
وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى أن السنة النبوية تبيّن أن المرأة إذا كانت تنشد أو تستخدم صوتها في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ولم يترتب على ذلك أي محظور أو مخالفة شرعية، فالأصل فيه الإباحة، أما إذا ترافق الصوت مع ما ينهى عنه الشرع، فيُنكر ما يخل بالضوابط الشرعية.
وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء أن مسألة الاختلاط يجب فهمها ضمن السياق الشرعي الصحيح، فوجود الرجال والنساء في مكان واحد في حد ذاته ليس محرّمًا، وإنما المحظور ما يترتب عليه من أفعال محرمة، مثل كشف العورة أو التلامس أو إقامة علاقات محرمة.
وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء أن مجرد التواجد معًا في مكان واحد، مثل حضور المحاضرات أو المساجد، لا يمنع الشرع، مستشهدًا بكيف كان ترتيب المصليين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم: الرجال أولًا، ثم الصبية، ثم النساء، مؤكدًا ضرورة فهم النصوص في سياقها وتطبيقها بشكل صحيح في الواقع المعاصر.