الجزائر في مواجهة الإجهاد المائي: حلول مبتكرة لمستقبل مستدام
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
أحد أكبر التحديات التي تواجهها الجزائر هو نقص المياه الصالحة للشرب. وللتصدي لهذه الأزمة الخانقة، استثمرت الدولة في حلول مبتكرة مثل تحلية مياه البحر وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي.
تواجه الجزائر أحد أكبر تحدياتها المتمثل في توفير إمدادات مياه الشرب. ولتلبية احتياجات السكان المتزايدة من المياه، في ظل تزايد الإجهاد المائي، وضعت الدولة استراتيجيات مبتكرة من خلال تنفيذ مشاريع طموحة تهدف إلى تأمين وصول مياه الشرب للسكان الجزائريين.
في غرب ولاية وهران، تمثل محطة تحلية مياه البحر «كاب بلانك» الضخمة استثمارًا استراتيجيًا. حاليًا، تعتمد وهران في تزويدها بمياه الشرب على ثلاث محطات، ولكن هذا لا يكفي لتلبية احتياجات سكانها البالغ عددهم 2.5 مليون نسمة، بالإضافة إلى احتياجات القطاع الصناعي. وسيعزز مشروع «كاب بلانك»، الجاري تنفيذه وفق مبادرة "التأهيل السريع"، إمدادات مياه الشرب في ولاية وهران وغيرها من ولايات الغرب. ومن المقرر أن تدخل المحطة حيز التشغيل في ديسمبر 2024، وذلك بعد 25 شهرًا فقط من بداية أعمال البناء.
شدّد مولود حشلاف، مدير الإعلام والاتصال بالشركة الجزائرية للمياه، على أهمية هذه المبادرة: "لقد واجهنا أزمة الجفاف المرتقبة ببرنامج أولي، من خلال إنشاء 14 محطة تحلية بقدرة إنتاجية تصل إلى 2.2 مليون متر مكعب يوميًا، الأمر الذي ساعد في توفير 18 في المائة من مياه الشرب للمواطنين. وبحلول عام 2050، ستخسر منطقة الساحل، التي تُعد الجزائر جزءًا منها، 20 في المائة من إمداداتها من مياه الشرب. ولمواجهة ذلك، أعددنا برنامجًا تكميليًا لزيادة قدرتنا الإنتاجية لتحلية مياه الشرب من 18 في المائة إلى 42 في المائة."
غالبًا ما تُنتقد عملية تحلية مياه البحر بسبب تكلفتها الباهظة وتأثيرها السلبي على البيئة. تدرك الجزائر ذلك ووعدت بالالتزام بتقليل هذا التأثير من خلال دمج مزيج الطاقة في محطاتها، بما في ذلك الألواح الشمسية، لجعلها أكثر صداقة للبيئة.
بالإضافة إلى ذلك، توجد مشاريع مشابهة أخرى قيد التنفيذ، مثل محطة «مستغانم» التي تم افتتاحها في عام 2011، والتي تصل قدرتها الإنتاجية إلى 200 ألف متر مكعب من مياه الشرب في اليوم. ومن المقرر إنشاء محطة جديدة في بلدية «خضرة»، التي تقع على بعد 72 كم شرق «مستغانم» والتي من المتوقع أن تنتج 300 ألف متر مكعب من مياه الشرب يوميًا، مع توفير الحماية من ارتفاع مستوى سطح البحر.
أوضح فاروق البروز، المدير التقني لشركة STMM، قائلاً: "نستطيع التحكم في جميع مراحل معالجة المياه وإجراء تحاليل منتظمة لضمان مطابقة هذه المياه للمعايير الجزائرية ولمعايير منظمة الصحة العالمية."
ومع ذلك، فإن تحلية مياه البحر وحدها لن تكون كافية لتلبية جميع احتياجات الجزائر من المياه الصالحة للشرب. لذلك، يسعى البلد إلى تعزيز إمداداته من خلال تدوير ومعالجة مياه الصرف الصحي، مثل مشروع ولاية «المدية». في هذه المنطقة الواقعة على بُعد 90 كيلومترًا من العاصمة الجزائر، يستخدم المزارعون المياه المعالَجة لري المحصولات، الأمر الذي ساعدهم في مواجهة سنوات من الجفاف.
أشار إلى ذلك عبد القادر بن قربي، مهندس زراعي، قائلاً: "لقد اضطررنا للبحث عن مصدر آخر للمياه، وكان الحل الوحيد المتاح لنا هو بناء محطة التنقية."
تراهن الجزائر على مياه تحلية البحر لتغطية 60 في المائة من احتياجات سكانها من المياه الصالحة للشرب بحلول عام 2030. وتهدف هذه الخطة الاستراتيجية بالاستعانة بالتقنيات المبتكرة لمعالجة مياه الصرف الصحي إلى رسم مستقبل أكثر استقرارًا لمواجهة التحديات المناخية المقبلة.
شارك هذا المقال مواضيع إضافية اليونسكو: طالبان حرمت 1.4 مليون فتاة أفغانية من التعليم غزة: هكذا يحوّل القصف الإسرائيلي شهادات الولادة إلى وفاة مبددًا فرحة الآباء بتوأم طفل وطفلة اليونان تشتعل ولهيب النيران اللافحة تجاوز الحدود وأوروبا تستنفر وتتسابق لتقديم العون موارد مائية الجزائر مياه زراعةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة روسيا أوكرانيا الحرب في أوكرانيا ألمانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة روسيا أوكرانيا الحرب في أوكرانيا ألمانيا موارد مائية الجزائر مياه زراعة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا أوكرانيا غزة الحرب في أوكرانيا ألمانيا إسرائيل قطاع غزة السياسة الإسرائيلية قصف دونالد ترامب حرائق في اليونان السياسة الأوروبية تحلیة میاه البحر من میاه الشرب یعرض الآن Next فی المائة من خلال
إقرأ أيضاً:
1000 معلم يشاركون في حملة لتعزيز "الوعى المائي والبيئي"
شارك 1000 معلم من مديرية تعليم الغربية فى مشروع "صحتهم مستقبلهم" الذي يجري تنفيذه بالشراكة بين شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالغربية ومديرية التربية والتعليم.
وتأتي هذه الفعاليات في إطار توجيهات محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، و اللواء أشرف الجندى محافظ الغربية ، و ناصر حسن وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية، والمهندس محمد عبد الفتاح رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالغربية ، وفى اطار أنشطة مشروع صحتهم مستقبلهم ، ونحو مستقبل أفضل استدامة ، تم تنفيذ سلسلة من اللقاءات التوعوية الهادفة ، التي عقدتها شركة مياة الشرب والصرف الصحى بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم مستهدفة نحو1000 معلم بجميع الإدارات التعليمية على مستوى المحافظة ، وذلك ضمن جهود نشر الوعي المائى والبيئى والصحى.
وتأتي هذه الفعاليات في إطار أنشطة مشروع "صحتهم مستقبلهم" الذي يجري تنفيذه بالشراكة بين شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالغربية ومديرية التربية والتعليم بالغربية، وبرنامج المياه والإصحاح البيئي باليونيسف ، بهدف تعزيز الممارسات الصحية السليمة وترسيخ ثقافة الحفاظ على الموارد المائية داخل المؤسسات التعليمية.
وصرّح اللواء مهندس محمد عبدالفتاح بأن "المعلم هو حجر الزاوية في بناء وعي الأجيال ، واستثمارنا في تدريب هذا العدد الكبير من المعلمين هو استثمار مباشر في مستقبل الغربية ، لضمان تبنى أطفالنا لأساسيات الترشيد ، والنظافة ، والحفاظ على البيئة المائية من خلال المنهج الدراسي والسلوك اليومي." وأكد رئيس مياه الغربية أن الشركة تولي أهمية كبيرة لنشر الوعي المجتمعي، مشيراً إلى استمرار تنفيذ أنشطة المشروع بمختلف المدارس لضمان وصول رسائله إلى أكبر عدد من الطلاب والمعلمين.
من جانبه، أكد ناصر حسن وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية أهمية التعاون المشترك بين وزارة التعليم وشركة مياه الشرب لتعزيز الوعي البيئي والصحي، وأوضح أن هذا البرنامج يمثل خطوة هامة ضمن استراتيجية الوزارة لترسيخ مفاهيم التنمية المستدامة في نفوس الناشئة.
وأشار إلى أنه سيتم متابعة نتائج البرنامج وقياس تأثيره على سلوك الطلاب والمعلمين لضمان تحقيق الأهداف المرجوة، ويأتي هذا البرنامج ضمن مشروع "صحتهم مستقبلهم" الذي يركز على دمج الوعي الصحي والبيئي في الحياة المدرسية، ويهدف إلى خلق بيئة تعليمية سليمة وصديقة للبيئة، مما يساهم في بناء مجتمع واع قادر على مواجهة التحديات البيئية والمائية التي تواجه المحافظة، وكذلك المحافظة على مواردنا الطبيعية للأجيال القادمة.