بوابة الفجر:
2025-06-01@16:28:29 GMT

أحمد ياسر يكتب: إيران تنتظر.. ماذا سيكون الرد؟

تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT

إن التوتر بين إيران وإسرائيل له تاريخ طويل ومعقد ومتعدد الطبقات، إن الموقف الجيوسياسي والاختلافات الأيديولوجية والخطط الاستراتيجية الإقليمية لكلا الجانبين تشكل طبقات من هذا التوتر، هاجمت إسرائيل السفارة الإيرانية في دمشق، واغُتيل إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحركة حماس، في قلب طهران، الأمر الذي ألحق بالتالي الضرر بسيادة إيران الوطنية، وسلامتها الإقليمية، وكبريائها الوطني.

وفي ظل هذا الصراع والتوتر، فإن السؤال الأساسي هو:

ماذا سيكون رد إيران المحتمل؟ هل ستبدأ إيران حربًا شاملة؟ ماذا سيكون رد إيران على إسرائيل؟

1- الاغتيالات المستهدفة للقادة الإسرائيليين

أحد الردود التي قد تقدمها إيران لإسرائيل هو اغتيال شخصيات إسرائيلية رئيسية، ويعد هذا النهج بمثابة شكل مباشر من أشكال الانتقام ويسمح لإيران بضرب قلب القيادة الإسرائيلية، وسيكون الهدف الأساسي ذو شقين: أولًا، إرسال رسالة ردع قوية إلى قوة إسرائيل ونفوذها، وثانيًا، الإثبات للعالم وحلفائها ومواطنيها أن إيران لديها القدرة على استهداف قلب القيادة الإسرائيلية.

بمعنى آخر، تهدف إيران إلى تحقيق هدفين بعمل واحد: الانتقام مع استعراض نفوذها داخل إسرائيل وتعزيز مكانتها بين حلفائها، ومع ذلك، فإن هذا الخيار أقل احتمالا.

فمن ناحية، القدرة العملياتية لإيران داخل إسرائيل محدودة، مما يجعل مثل هذا الاغتيال المستهدف صعبًا من الناحية اللوجستية، ومن ناحية أخرى، فإن إسرائيل، بأجهزتها الأمنية، وبدعم من حلفائها الاستراتيجيين، مستعدة جيدًا للتعامل مع مثل هذه التهديدات، وهذه العوامل مجتمعة تقلل من احتمالية نجاح تنفيذ هذا الخيار.

2. الرد الدبلوماسي والناعم

الرد المحتمل الآخر يتمثل في اتخاذ إجراءات دبلوماسية وناعمة، قد تصور إيران إسرائيل على أنها حكومة منتهكة للقانون ومحاربة تتجاهل القوانين والأنظمة الدولية وتسعى إلى خلق المزيد من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، ومن خلال إدانة سلوك إسرائيل علنًا باعتباره انتهاكًا للقواعد الدولية، تستطيع إيران رفع هذه القضية من مجرد نزاع ثنائي إلى مصدر قلق عالمي، ويمكن لإيران أن تسعى إلى إدانة سلوك إسرائيل وممارسة الضغط من خلال الوسائل الدبلوماسية وفي المنابر الدولية مثل الأمم المتحدة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن لإيران متابعة الإجراءات القانونية من خلال المحاكم الدولية.


3. تكثيف الحروب بالوكالة ضد إسرائيل

والخيار الآخر المحتمل للغاية هو شن حروب واسعة النطاق ومكثفة بالوكالة ضد إسرائيل، في هذا السيناريو، ستتضمن الخطوة الأولى قيام إيران بدعم حركة حماس بشكل كبير بالدعم المالي والأسلحة والاستخبارات والدعم السياسي.

وتتجلى هذه الاستراتيجية في خلافة إسماعيل هنية ليحيى السنوار، المعروف بدعمه لتصعيد الصراع والدعوة إلى الحل العسكري، والذي يحتفظ بعلاقات وثيقة مع إيران، ومن الواضح أن إيران لعبت دورًا رئيسيًا في هذا الاختيار، بما يتماشى مع هدفها المتمثل في تكثيف الصراعات مع إسرائيل.

بالإضافة إلى ذلك، ستواصل إيران دعم شبكتها من الجماعات الوكيلة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك حزب الله في لبنان وميليشيات مختلفة في سوريا والعراق،  وعادة ما تعمل هذه الجماعات لصالح إيران في معظم الحالات.


4. الهجمات الصاروخية الاستعراضية والمناورات العسكرية

قد يكون الرد المحتمل الآخر من إيران على إسرائيل هو شن هجمات عسكرية واسعة النطاق ولكن ذات عواقب منخفضة، وستكون هذه الهجمات البارزة بمثابة استعراض للقوة أكثر من كونها عملًا من أعمال الحرب، ويمكن أن تشمل ضربات صاروخية، أو مناورات بحرية في الممرات المائية الاستراتيجية، أو تدريبات عسكرية عامة بالقرب من المناطق المتنازع عليها، وحتى هجومًا مباشرًا سطحيًا.

والغرض من مثل هذا الهجوم هو إظهار استعداد إيران وقدرتها على الدفاع عن مصالحها دون التصعيد إلى صراع واسع النطاق، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تعزيز الروح المعنوية الوطنية داخليًا وإظهار القوة للجماهير الإقليمية والعالمية، وتسليط الضوء على مرونة إيران وعمقها الاستراتيجيين.


بناء على السيناريوهات المطروحة، يمكن الاستنتاج أن إيران تدرك تمام الإدراك أن الحرب الشاملة لن تخدم مصالحها في الوضع الجيوسياسي الحالي.

ولذلك فإن حساباتها الاستراتيجية ستركز على خلق توازن بين الحاجة إلى الانتقام والحاجة إلى ضبط النفس، ومن خلال القيام بذلك، فإن هدف إيران هو الحفاظ على نفوذها الإقليمي وقدرات الردع دون التوجه نحو حرب أوسع، من المحتمل أن يكون رد إيران على تصرفات إسرائيل الأخيرة متعدد الأوجه، وينطوي على مجموعة من الخيارات المتعددة.

وعلى وجه الخصوص، من المحتمل أن يكون مزيج من الحروب بالوكالة والهجمات الصاروخية واسعة النطاق ومنخفضة الشدة مع الحد الأدنى من الخسائر هو مسار العمل الأكثر قابلية للإدارة، وستساعد الهجمات الصاروخية واسعة النطاق ومنخفضة الشدة على استعادة هيبة إيران وفخرها الوطني مع إظهار قوتها دون تصعيد الصراع بشكل كبير.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: احمد ياسر الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 اخبار فلسطين غزة اسماعيل هنية حماس يحيى السنوار النفط دونالد ترامب جو بايدن حزب الله أخبار مصر حرب غزة ايران واسعة النطاق من خلال

إقرأ أيضاً:

ما هي بنود وقف إطلاق النار المحتمل في غزة؟

في الآونة الأخيرة، كثر الحديث عن احتمال التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس، بعدما أعلن البيت الأبيض، الخميس، أن تل أبيب وافقت على مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف. فما هي بنود الصفقة المحتملة؟ اعلان

كشفت وكالة "رويترز" عن تفاصيل الخطة الأمريكية لوقف إطلاق النار في غزة، والتي تنص على هدنة لمدة 60 يومًا، تتضمن إفراج حركة حماس عن 30 أسيرًا إسرائيليًا من أصل 58، سواء كانوا أحياء أو أمواتًا، خلال الأسبوع الأول، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 1,236 أسيرًا فلسطينيًا وتسليم رفات 180 قتيلًا آخر.

وتشمل الخطة التزامًا من الولايات المتحدة، إلى جانب مصر وقطر، بأن تسمح إسرائيل بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة فور توقيع حركة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار.

وتتولى إدارة هذه المساعدات كل من الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني، بالإضافة إلى قنوات أخرى يتم الاتفاق عليها مسبقًا.

كما تنص على توقف الدولة العبرية عن جميع العمليات العسكرية في غزة فور بدء سريان الهدنة، مع إمكانية تمديد وقف إطلاق النار.

في هذا السياق، ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد مشاورات استمرت ثلاث ساعات لبحث مقترح ويتكوف، ليعلن لاحقًا موافقته عليه، لكنه أكد أن الجيش لن ينسحب من القطاع قبل إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين.

Relatedمصر تعرض مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار في غزة.. ماذا نعرف عنه؟بعد موافقة حماس على مقترح وقف إطلاق النار تقارير عن عزم نتنياهو أن يزف قريبا خبرا سعيدا حول الرهائن ساعات حاسمة لمباحثات وقف إطلاق النار.. اتصال جديد بين روبيو ونتنياهو بشأن غزةحماس لم تحسم أمرها بعد

وكانت "رويترز" قد نقلت عن مسؤول فلسطيني قوله إن حماس قد وافقت على المقترح، ومع ذلك، نفت مصادر أخرى حسم هذا الأمر، مشيرة إلى أنه لم يصدر أي قرار رسمي بعد، حيث لا تزال الخطة تخضع للتقييم من قبل الحركة.

ومنذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في مارس الماضي، تعثرت عدة محاولات للتوصل إلى هدنة. فبينما تشترط إسرائيل نزع سلاح حماس بالكامل وإعادة جميع الأسرى، ترفض الحركة التخلي عن سلاحها وتطالب بانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وقد فشل الوسطاء غير مرة في خلق أرضية مشتركة بينهما.

سموتريتش وبن غفير يعارضان الصفقة

من جهة ثانية، يعارض بعض الوزراء الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين الاتفاق. إذ نقل الإعلام العبري عن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير قوله لنتنياهو: "بعد رفض حماس المتكرر لمقترح الصفقة، لم يعد هناك مبرر للاستمرار في التعامل المتهاون مع غزة. لقد أضعنا فرصًا كافية".

كما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن التقديرات داخل مكتب رئيس الوزراء تشير إلى أن بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش قد يعارضان الصفقة، لكنهما لن ينسحبا من الائتلاف و لن يسقطان الحكومة. مع ذلك، أفادت تقارير أن سموتريتش "سيتخذ قراره بناءً على محتوى الاتفاق".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: ( …. ورسم قلب المجتمع)
  • القناة 12 العبرية: رد حماس على وسطاء التهدئة لم يُنقل بعد إلى إسرائيل
  • الاتفاق النووي.. إيران تعلن تسلم مقترح أمريكي وتلمح بشأن الرد
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: ماذا لو كنت مخطئاً
  • رأي.. عمر حرقوص يكتب: حزب الله.. سلام مع إسرائيل وحرب على سلام
  • «فخور إني من ولادك».. ياسر جلال يحيي ذكرى وفاة الفنان حسن حسني
  • ما هي بنود وقف إطلاق النار المحتمل في غزة؟
  • الأهلي يوقع عقوبة مالية على ياسر إبراهيم.. أحمد حسن يفجر مفاجأة
  • ياسر جلال يتصدر «التريند» عقب احتفاله بتخرج ابنته من الثانوية العامة
  • توقيع غرامة مالية على ياسر إبراهيم .. اعرف السبب