هل يفقد جميع مرضى اضطرابات الوعي وظائفهم الإدراكية؟ دراسة حديثة تجيب على السؤال
تاريخ النشر: 19th, August 2024 GMT
وجدت دراسة حديثة أن واحدا من كل أربعة أشخاص ممن يعانون من اضطرابات في الوعي كالغيبوبة، قد يحافظون على وظائفهم الإدراكية.
ورغم عدم قدرتهم على الحركة أو الكلام، فقد تبين من خلال فحوصات الدماغ أن هؤلاء الأشخاص قادرون في بعض الأحيان على أداء المهام الإدراكية بعد تلقي التعليمات.
نظرت الدراسة في بيانات المشاركين في الفترة الممتدة من عام 2006 إلى 2023، والتي تم جمعها من مراكز الرعاية الصحية المختلفة في ستة مواقع متعددة، بما في ذلك أوروبا.
وقد بحثت في مدى انتشار ”التفكك الحركي الإدراكي“ استناداً إلى بيانات 353 مريضاً عانوا من إصابات دماغية شديدة بعد أحداث مثل الصدمات الشديدة أو السكتات الدماغية أو نقص الأكسجين بعد نوبة قلبية.
ويصف ”التفكك الحركي الإدراكي“ الحالة التي لا يستطيع فيها الأفراد الاستجابة جسدياً للأوامر مع ذلك يظهرون نشاطاً دماغياً في المناطق المسؤولة عادةً عن الحركة.
”يبدو أن بعض المرضى الذين يعانون من إصابات الدماغ الحادة لا يتجاوبون مع عالمهم الخارجي. ومع ذلك، فعندما يتم تقييمهم باستخدام تقنيات متقدمة مثل الرنين المغناطيسي الوظيفي القائم على المهام وتخطيط الدماغ، يمكننا اكتشاف نشاط دماغي يشير إلى خلاف ذلك"، كما قالت الدكتورة يلينا بودين في بيان، وهي المؤلفة الرئيسية للدراسة من كلية الطب في جامعة هارفارد ومعهد الأبحاث التابع لمستشفى ماساتشوستس العام في الولايات المتحدة.
بصيص أمل للمرضى؟ معهد إسباني يختبر الجسيمات النانوية في علاج السرطانشاهد: إجلاء مرضى الغسيل الكلوي من مستشفى رفح إلى خان يونسبعضهم مصاب بـ"اضطراب ما بعد الصدمة".. إسرائيل تستدعي جنودها المرضى للعودة إلى القتالنُشرت النتائج في مجلة نيو إنجلاندالطبية. وقد تم تقسيم المرضى إلى مجموعتين، تألفت المجموعة الأولى من 241 فردًا لم يستجيبوا للاختبارات السريرية، وضمت المجموعة الأخرى 112 فردًا تمكنوا من الاستجابة لها.
ووجدت الدراسة أن حوالي 25% من أفراد المجموعة غير المستجيبة استطاعوا أداء المهام العقلية وأظهروا أنماط نشاط دماغي مشابهة للأشخاص الأصحاء عند إعطائهم نفس التعليمات.
وكان أداء المجموعة الأخرى أفضل قليلاً، حيث أظهر 38 في المائة منهم نشاطاً دماغياً ثابتاً أثناء عمليات المسح.
ومع ذلك، على الرغم من أنه كان لديهم استجابة ملحوظة للأوامر في السرير، إلا أن أكثر من 60 في المائة منهم لم يظهروا استجابة للأوامر في عمليات المسح.
تم تقييم حالة الوعي أو النشاط العقلي، من خلال نوعين من فحوصات الدماغ. استُخدم النوع الأول، وهو التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، لقياس نشاط الدماغ من خلال النظر إلى تدفق الدم ومستويات الأكسجين في الدماغ.
وكان الفحص الآخر هو تخطيط كهربية الدماغ الذي تضمن استخدام غطاء مغطى بأقطاب كهربائية على فروة رأس الشخص لقياس نشاط موجات الدماغ مباشرة.
منظمة الصحة العالمية: المرضى يموتون ببطء ولا مستشفيات قادرة على العمل في شمال غزةبشرى لمرضى السكتة الدماغية.. دواء فرنسي واعد يُخفض نسبة الوفيات بأكثر من 50 في المائةواقع حال الأطباء في مستشفيات غزة ليس أفضل من وضع المرضى.. شهادة طبيب فلسطينيووفقًا للدراسة، ”خضع معظم المشاركين إما لتقييم الرنين المغناطيسي الوظيفي أو تخطيط كهربية الدماغ، مع خضوع بعضهم لكليهما".
وخلال الفحوصات، أُعطي المرضى تعليمات مثل ”تخيل أنك تقوم بفتح وإغلاق يدك“، وبعد 15 إلى 30 ثانية، قيل لهم ”توقف عن التخيل بأنك تقوم بفتح وإغلاق يدك".
قال الدكتور نيكولاس شيف، كبير مؤلفي الدراسة من كلية طب وايل كورنيل في الولايات المتحدة، في بيان: ”وجدنا أن هذا النوع من الانفصال الحاد للقدرات الإدراكية المحتجزة وعدم وجود دليل سلوكي عليها ليس أمراً غير شائع".
وأضاف: ”أعتقد أن لدينا الآن التزامًا أخلاقيًا بالتعامل مع هؤلاء المرضى، لمحاولة مساعدتهم على التواصل مع العالم“.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل يلتقيان المرضى والمحاربين القدامى في جولة في كولومبيا ثورة في علاج الثلاسيميا: 'كاسجيفي' يفتح أفق الأمل لآلاف المرضى دراسة: الصيام المتقطع قد يساعد مرضى السكري من النوع 2 على التحكم في نسبة السكر في الدم مرضى أبحاث طبية الصحة أبحاث وتنميةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: غزة السياسة الإسرائيلية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قتل روسيا أفريقيا غزة السياسة الإسرائيلية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قتل روسيا أفريقيا مرضى أبحاث طبية الصحة السياسة الإسرائيلية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة قتل روسيا أفريقيا فرنسا قطاع غزة أوكرانيا جدري القرود نباتات حالة الطوارئ المناخية السياسة الأوروبية یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
دواء يساعد على النوم وقد يحمي من ألزهايمر.. كيف يعمل؟
كشفت دراسة أميركية جديدة عن أن دواء لمبوركسانت (Lemborexant) الذي يساعد على النوم يُمكن أن يحمي الفئران من تلف الدماغ المُلاحظ في الاضطرابات العصبية التنكسية، مثل مرض ألزهايمر.
يمنع دواء لمبوركسانت التراكم الضار لشكل غير طبيعي من بروتين -يُسمى تاو- في الدماغ، مما يُقلل من تلف الدماغ الالتهابي المعروف أن تاو يُسببه في مرض ألزهايمر.
ويُعدّ لمبوركسانت واحدا من 3 أدوية مُساعدة على النوم مُعتمدة من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، وهي تُثبّط تأثير الأوركسينات (orexins)، وهي بروتينات صغيرة تُنظّم النوم من خلال ارتباطها بمستقبلات الأوركسين. يحجب لمبوركسانت مستقبلات الأوركسين (النوعين 1 و2).
والمستقبلات هي بروتينات على سطح الخلية ترتبط بجزيئات أخرى وتُنظّم نشاط الخلية. ومن المعروف أن هذه المستقبلات تلعب دورا مهما في دورات النوم والاستيقاظ والشهية، بالإضافة إلى عمليات فسيولوجية أخرى.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة واشنطن في سانت لويس في الولايات المتحدة بالتعاون مع شركة الأدوية اليابانية إيساي (Eisai)، ونُشرت نتائج الدراسة في 27 مايو/أيار الماضي في مجلة نيتشر نيوروساينس (Nature Neuroscience)، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
إعلانقال المؤلف المشارك في الدراسة الدكتور ديفيد م. هولتزمان، أستاذ طب الأعصاب في جامعة واشنطن: "لقد عرفنا منذ فترة طويلة أن قلة النوم تُعدّ عامل خطر للإصابة بمرض ألزهايمر".
وأضاف: "في هذه الدراسة الجديدة، أظهرنا أن دواء لمبوركسانت يُحسّن النوم ويُقلّل من مستويات تاو غير الطبيعية، والتي يبدو أنها السبب الرئيسي للضرر العصبي الذي نراه في مرض ألزهايمر والعديد من الاضطرابات المرتبطة به. ونأمل أن تُؤدي هذه النتيجة إلى مزيد من الدراسات حول هذا الدواء المُساعد على النوم، وتطوير علاجات جديدة قد تكون أكثر فعالية من الخيارات الحالية، سواء وحدها أو بالاشتراك مع علاجات أخرى متاحة".
كان هولتزمان وفريقه من أوائل من حددوا العلاقة بين قلة النوم كعامل خطر للإصابة بمرض ألزهايمر وتراكم بروتينات مثل الأميلويد والتاو. وقد أظهروا في دراسة سابقة -شملت الفئران المعرضة وراثيا لتراكم بروتينات الأميلويد وتاو، وهي سمة مميزة لمرض ألزهايمر- أن الحرمان من النوم يزيد من سوء هذا التراكم.
وقال هولتزمان: "الأجسام المضادة ضد الأميلويد التي نستخدمها حاليا لعلاج المرضى في المراحل المبكرة والخفيفة من خَرَف ألزهايمر مفيدة، لكنها لا تُبطئ تقدُّم المرض بالقدر الذي نرغب فيه. نحن بحاجة إلى طرق للحد من تراكم تاو غير الطبيعي والالتهاب المصاحب له، وهذا النوع من مُساعدات النوم يستحق مزيدا من البحث. نحن مهتمون بمعرفة ما إذا كان استهداف كل من الأميلويد والتاو من خلال مجموعة من العلاجات يمكن أن يكون أكثر فعالية في إبطاء أو إيقاف تقدم هذا المرض".
وأظهرت الدراسة أن تحسين النوم لدى هذه الفئران باستخدام دواء لمبوركسانت يبدو وقائيا، حيث قلل تراكم تشابكات بروتين تاو وقلل موت الخلايا العصبية المرتبط بمرض ألزهايمر.
يتراكم بروتين تاو في الدماغ في العديد من الاضطرابات العصبية، بما في ذلك مرض ألزهايمر، ويسبب التهابا وموتا لخلايا الدماغ.
في الفئران المُعرّضة وراثيا لتراكم بروتين تاو الضار، قلّل لمبوركسانت من تلف الدماغ مُقارنة بفئران المجموعة الضابطة (التي لم تتلق الدواء). على سبيل المثال، أظهرت الفئران التي تلقّت لمبوركسانت زيادة في حجم الحُصين -وهو جزء من الدماغ مُهمّ لتكوين الذكريات- بنسبة 30% إلى 40% مُقارنة بفئران المجموعة الضابطة.
إعلانوعند مقارنة الفئران التي تلقت لمبوركسانت مع مجموعة الفئران الضابطة والفئران التي تتلقى دواء مختلفا للنوم، وهو زولبيديم (Zolpidem) الذي ينتمي إلى فئة مختلفة من الأدوية، زاد زولبيديم من النوم، ولكن لم يكن له أي من التأثيرات الوقائية ضد تراكم تاو في الدماغ مثل تلك التي شوهدت مع لمبوركسانت، مما يشير إلى أن نوع مساعد النوم -مضاد مستقبلات أوركسين- هو المفتاح في إنتاج التأثيرات العصبية الوقائية. ووجد الباحثون أيضا أن التأثيرات المفيدة لم تُشاهد إلا في ذكور الفئران.
يُعد تاو الطبيعي مهما في الحفاظ على بنية ووظيفة الخلايا العصبية. عندما يكون سليما، فإنه يحمل عددا صغيرا من العلامات الكيميائية تسمى مجموعات الفوسفات. ولكن عندما يلتقط تاو الكثير من هذه العلامات الكيميائية، يمكن أن تتكتل معا، مما يؤدي إلى الالتهاب وموت الخلايا العصبية.
وجد الباحثون أن عقار لمبوركسانت يمنع إضافة علامات زائدة إلى بروتين تاو من خلال حجب مستقبلات الأوركسين، مما يساعده على الحفاظ على وظائفه الصحية في الدماغ.
صرح هولتزمان بأن فريقه يواصل استكشاف أسباب ملاحظة التأثيرات الوقائية العصبية لعلاج لمبوركسانت لدى ذكور الفئران فقط، وتوقع أن يكون التباين بين الجنسين ناتجا عن أن إناث الفئران ذات الاستعداد الوراثي نفسه لتراكم بروتين تاو قد أصيبت بتنكس عصبي أقل حدة مقارنة بذكور الفئران. ونظرا لانخفاض الضرر في البداية، ربما كانت الآثار الإيجابية المحتملة للدواء أقل والكشف عنها أصعب.