واشنطن تسعى الى منع موسكو من تحقيق مكاسب جراء الانقلاب في النيجر لصالحها
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
واشنطن "أ.ف.ب ":تسعى الولايات المتحدة الى منع روسيا من تسجيل نقاط عليها عبر استغلال الانقلاب في النيجر لصالحها، وتراهن على أن العلاقات العسكرية القديمة العهد مع نيامي ستبقي الأخيرة في المدار الغربي.
وشكّلت النيجر نقطة ارتكاز العمليات الأميركية والفرنسية لمكافحة المتشددين في منطقة الساحل، خصوصا بعد الانقلاب العسكري في مالي المجاورة الذي دفع الى خروج القوات الأجنبية وفتح الباب أمام عناصر مجموعة فاغنر الروسية المسلحة.
وأكدت مسؤولة أميركية قامت الإثنين الماضي بزيارة لم يعلن عنها مسبقا الى نيامي في أعقاب انقلاب 26 يوليو، أن قادة المجلس العسكري يعون مخاطر التعاون مع مجموعة فاغنر.
وأوضحت مساعدة وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند أن الانقلابيين يدركون "المخاطر التي تتهدد سيادتهم عندما تدعى فاغنر"، مقرّة بعدم حصول تقدم في إعادة الانتظام الدستوري الى النيجر وفكّ احتجاز الرئيس المخلوع محمد بازوم.
والتقت نولاد خلال زيارتها الجنرال موسى سالو بارمو الذي عيّن رئيسا جديدا لهيئة الأركان، مشيرة الى أنه مطّلع جيّدا على التعاون مع واشنطن من خلال انخراطه سابقا مع القوات الخاصة.
وأوضحت أنها بحثت بالتفصيل "أوجه تعاوننا الذي أولاه (بارمو) تاريخيا عناية كبيرة"، آملة في أن يستمر ذلك.
وكان وزير الخارجية أنتوني بلينكن قبل أشهر أرفع مسؤول أميركي يزور النيجر حيث أشاد بالتقدم المحقق خلال عهد بازوم. وكان الأخير ضيف شرف في قمتين بشأن الديموقراطية وإفريقيا استضافهما الرئيس الأميركي جو بايدن.
وأكد مسؤولون أميركيون أنهم لم يرصدوا أي يدٍ لروسيا في الانقلاب العسكري، لكنهم تحدثوا عن نشاطات للتأثير في مجريات الأحداث مثل منشورات باللغة الفرنسية على مواقع التواصل وتجمعات مؤيدة للانقلاب.
وسعى قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين للعب على وتر الاستياء في النيجر من القوة الاستعمارية السابقة فرنسا، معتبرا في تسجيل صوتي نسب إليه أن الانقلاب كان عبارة عن "مجرد صراع شعب النيجر ضد المستعمرين".
وحذّر بلينكن في تصريحات لشبكة "بي بي سي" البريطانية امس، من أن فاغنر تعمل على "استغلال" الانقلاب في النيجر.
وقال "أعتقد أن ما حصل ويستمر في الحصول في النيجر، لم تحرّض عليه روسيا أو فاغنر... لكنّهم يحاولون استغلال الأمر"، مضيفا "في كل مكان ذهبت إليه فاغنر، حلّ الموت والدمار والاستغلال".
واستبعد المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أن تكون مظاهر تأييد روسيا في نيامي مثل رفع أعلامها في التحركات المؤيدة للانقلاب، عفوية أو تؤشر الى شعور شعبي مؤيد لموسكو.
وقال "أعتقد أنه من المستغرب جدا حين يسيطر مجلس عسكري على بلدك، أن تختار التعبير عن تأييدك بشراء علم روسي".
واعتبر كاميرون هدسون خبير إفريقيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أن الانقلاب أظهر أن دول الغرب أخطأت التقدير بشأن النيجر حيث تنشر فرنسا نحو 1500 جندي، يضاف إليهم نحو ألف أميركي.
وقال "أعتقد أن واشنطن كانت تعمل وفق انطباع بأنها تتعامل مع شريك موثوق به للغرب".
على رغم ذلك، أكد هدسون أن النيجر تختلف عن مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى حيث تحضر فاغنر بقوة، واللتين اقتربتا بشكل وثيق من روسيا بعد استشعارهما "خطرا وجوديا".
وأشار الى أن الانطباع هو بأن العسكر في النيجر لا يمانعون الابقاء على العلاقات مع الولايات المتحدة على رغم أن الأخيرة قامت في أعقاب الانقلاب بتعليق مساعداتها وطالبت بعودة الانتظام الدستوري الى نيامي.
وأضاف "لكن الأمر الوحيد الذي يمكن لروسيا تقديمه هو فرصة فكّ العزلة"، في إشارة الى الضغوط التي تمارسها دول غربية والاتحاد الإفريقي والجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) ووصلت الى حد التلويح بالتدخل العسكري.
وتابع هدسون "اذا كنت تحت ضغط منظمات إقليمية ودولية... تقدّم روسيا حينها نفسها كوسيلة مناسبة جدا للمساعدة على تفادي أو تقويض هذه العزلة".
ومجموعة فاغنر موجودة في دول إفريقية أبرزها مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، وتتهمها حكومات غربية ومنظمات غير حكومية بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان.
وتقدّم المجموعة خدمات للأنظمة التي تواجه صعوبات. ففي مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، تقوم بحماية السلطة القائمة وتعرض تدريبات عسكرية أو حتى نصائح قانونية لإعادة صوغ الدستور.
في المقابل، تحصل المجموعة على مكاسب اقتصادية مثل النفاذ الى المعادن وموارد طبيعية أخرى، وتوفّر لروسيا أوراق مساومة ونفوذ دبلوماسية.
وقبيل انقلاب النيجر، تعهد بريغوجين الذي أطلق تمردا مسلحا ضد القيادة العسكرية الروسية في أواخر يونيو انتهى باتفاق تسوية، بتعزيز عمليات مجموعته في إفريقيا.
وقالت هيذر آشبي، مديرة مركز روسيا وأوروبا في المعهد الأميركي للسلام، إن بريغوجين "أسّس شبكة معقدة من الشركات والمرتزقة تبقيه قيّما بالنسبة الى الكرملين على رغم تمرده المسلح".
وأضافت "الاستمرار على هذا النحو مربح لروسيا"، ما يرجّح استمرار فاغنر في المهام التي تقوم بها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی النیجر
إقرأ أيضاً:
المغرب يخلد يوم إفريقيا في واشنطن وينادي بالتنمية المشتركة والتضامن الفاعل
خلدت سفارة المغرب في الولايات المتحدة، بواشنطن، اليوم الدولي لإفريقيا، إلى جانب تمثيليات دبلوماسية تنتمي إلى القارة، احتفاء بالتضامن والتنوع والتطلعات المشتركة، ولإبراز ديناميات التعاون بين إفريقيا وشركائها.
وفي مداخلة خلال هذا الحدث، المنعقد بمقر التمثيلية الدبلوماسية للاتحاد الإفريقي، أبرز سفير المغرب بواشنطن، يوسف العمراني، أن إفريقيا لم تعد خاضعة للتبعية لأي طرف، أو تنتظر تلقي مساعدات مشروطة، بل أضحت قارة تفرض موقعها « كفاعل رئيسي في صياغة مصيرها، يساهم في توازنات عالمية جديدة ومخاطبا لا محيد عنه على الساحة الدولية ».
وفي هذا السياق، أكد السفير أن جوهر التزامات المغرب يكمن في « بناء الجسور وتعزيز المصير المشترك وتعبيد سبل الالتقاء بين الأمم ».
وأشار إلى أن الخيارات الاستراتيجية التي نهجها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إزاء القارة الإفريقية تجسد « رؤية واضحة، وثابتة وإنسانية للتعاون جنوب-جنوب »، مضيفا أن هذه الرؤية تضع إفريقيا في صلب المسارات الجيوسياسية الجديدة، استنادا إلى الاحترام المتبادل، والتنمية المشتركة والتضامن الفاعل.
وتطرق الدبلوماسي إلى المشاريع التي أطلقها المغرب للدفع بالتنمية المشتركة بإفريقيا، مشيرا على الخصوص إلى ميناء الداخلة الأطلسي، الذي يشكل « قطبا لوجستيا وتجاريا استراتيجيا، تم تصوره كبوابة ولوج إلى الساحل تحفز إقامة ممرات اقتصادية وطاقية إفريقية، ورافعة لاندماج إقليمي حقيقي ».
وقال العمراني إن هذا المشروع، الذي يندرج ضمن المبادرة الأطلسية، التي أطلقها جلالة الملك من أجل تعزيز الروابط الهيكلية بين المغرب والبلدان الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، يهدف إلى إقامة فضاء يسوده الاستقرار والازدهار المشترك والأمن الشامل.
وأبرز السفير أن التفكير بشأن إفريقيا الغد يمر أساسا عبر « مد الجسور بين الأمم والشعوب، استنادا إلى ضرورات ثلاث، تشمل الازدهار المشترك وتوسيع الربط وتعزيز التوافق بين المصالح.
وقال العمراني إن « أمم القارة تضطلع، سويا، بمسؤولية جسيمة وتزخر بمؤهلات قوية »، مضيفا أن « إفريقيا ستكون الجوهر الجيوسياسي للتوازن العالمي ».
وأضاف السفير أن هذه المكانة تتطلب من القارة « التعهد بالتزامات ملموسة وإيلاء عناية خاصة لمواكبة هذا الموقع من خلال بلورة رؤية واضحة ».