موسكو: الاتصالات السياسية الثنائية بين روسيا والسويد جمدت بمبادرة من ستوكهولم
تاريخ النشر: 31st, May 2025 GMT
الثورة نت/
أعلن سفير روسيا في السويد سيرغي بيليايف، اليوم السبت، أن الاتصالات السياسية الثنائية بين روسيا والسويد، جُمّدت بمبادرة من ستوكهولم، مشيرًا إلى أن التجارة بين البلدين آخذة في التراجع.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن بيليايف قوله في تصريحات: “جُمّدت اتصالاتنا السياسية الثنائية بمبادرة من الجانب السويدي”.
وأضاف أن “حجم التجارة يتراجع باطراد، وأن التبادلات العلمية والثقافية والرياضية، التي كان من المفترض أن تكون بمنأى عن تأثير الوضع الجيوسياسي، قد انخفضت إلى الصفر”.
السويد، المتجذرة في النموذج الغربي، ليست ثقافيًا وتاريخيًا فحسب، بل ومؤسسيًا أيضًا بصفتها عضوًا في الاتحاد الأوروبي، وعضوًا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ أكثر من عام، تُطبّق بدقة وحذر التوجيهات المعادية لبلادنا على المستوى الوطني”.
وأوضح بيليايف أن “الهدف الرئيسي للعلاقات الدولية بين روسيا والسويد، يتمثل الآن في الحفاظ على وجود دبلوماسي متبادل”، مرجحًا أن تتخذ السويد خطوات لتحسين العلاقات الثنائية، لأنها كانت المبادرة بتقليصها.
وكانت السويد قد انضمت إلى حلف شمال الأطلسي (النتو)، في 7 مارس 2024.
بدوره، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل ذلك، أن دول حلف الناتو تنظر إلى أقصى الشمال كنقطة انطلاق لصراعات محتملة، مشددًا على أن روسيا سترد على مشاركة السويد وفنلندا في أنشطة الناتو، وأنها لن تسمح بأي مساس بسيادتها وستحمي مصالحها.
والجدير بالذكر أن حلف الناتو هو المورد الأساسي للأسلحة إلى أوكرانيا، وذلك في سياق نهجه العدائي لروسيا وسعيه المستمر لزعزعة استقرارها باعتبار روسيا، وفق نهجه الجيوسياسي، “العدو الأساسي له في القارة الأوروبية وعلى الصعيد العالمي”.
ومن جانبه، أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في وقت سابق، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي ضالعان بشكل مباشر في الصراع في أوكرانيا، “ليس فقط عبر إرسال الأسلحة، بل وأيضًا من خلال تدريب العسكريين على أراضي بريطانيا وألمانيا وإيطاليا ودول أخرى”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
محلل أمريكي: اورسولا فون دير لاين حامية التحالف عبر الأطلسي
واشنطن"د. ب. أ": تعد أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، أبرز حماة التحالف عبر الأطلسي هذا العام. فقد جعلت، أكثر من أي قائد آخر، كل تركيزها منصبا على التهديد المتواصل عبر الأجيال الذي تشكله الصين وروسيا على المصالح المشتركة لكل من أمريكا وأوروبا، حسبما يرى المحلل الأمريكي كوش أرها.
وقال آرها، رئيس منتدى المحيطين الهندي والهادئ الحر والمفتوح، والزميل البارز في معهد بيبرداين للدبلوماسية والأمن والابتكار ومعهد كراتش للدبلوماسية التكنولوجية في جامعة بيرديو،إن فون دير لاين تصرفت بعزيمة قوية وبقدرة كبيرة على التحمل والصبر، ووضوح استراتيجي. لقد خدمت قضية الحرية على نحو أكثر فعالية من معاصريها، وهي تستحق " تقديرنا"العميق.
وأظهرت هذه الطبيبة صاحبة الرأي السديد والحصافة والأم لسبعة أطفال حالة مزاجية متزنة وعزيمة فولاذية في البقاء في مسارها في مواجهة الاضطرابات العالمية وإعادة تنظيم الأوضاع بشكل صحيح.
وأضاف، في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية، أن أمريكا تعيد تقييم دورها في العالم. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشن حربا في أوروبا لإعادة تأسيس الإمبراطورية الروسية.
ويعمل الرئيس الصيني شي جين بينج على استبدال العالم القائم على القواعد ليحل محله عالم يناسب الحزب الشيوعي الصيني، بينما يهدد بتقويض الصناعة الأوروبية. وتمزق الحرب والخلافات الشرق الأوسط. وأفريقيا في مهب الريح. ولا تزال أمريكا الجنوبية تقف على الهامش في موقف المتفرج. ويتلخص الهدف التكتيكي الأسمى لبوتين وشي في تقسيم أوروبا وأمريكا لتحقيق أهدافهما الاستراتيجية.
وأورسولا شخصية واقعية عندما تكون الواقعية نادرة، وهي امرأة صاحبة رأي وقناعات في عصر يعتبر كثيرون ذلك عيبا ونقيصة. وتدرك بوضوح أن الأمن الأوروبي لا يمكن فصله عن التضامن عبر الأطلسي. وتبعا لذلك، جعلت الحفاظ على العلاقة عبر الأطلسي هدفها الأسمى لما يعود بالنفع على أوروبا والولايات المتحدة. وحققت فون ديرلاين خلال الأشهر الستة الماضية، إنجازات مذهلة، حيث أبرمت اتفاقية تجارية مع الولايات المتحدة، تبدو في ظاهرها في صالح الولايات المتحدة، لكنها مهمة للغاية للتضامن عبر الأطلسي، كما أقامت علاقة عمل قوية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وحشدت بلا هوادة أوروبا للتصدى لعدوان بوتين، وهي الزعيمة الكبيرة الوحيدة عبر الأطلسي التي قامت بجولة في دول الجبهة الأمامية الأوروبية من فنلندا إلى بلغاريا. وقد تمسكت بموقف حازم تجاه الحزب الشيوعي الصيني بشأن الإكراه الاقتصادي والسياسي وانتهاكات حقوق الإنسان.
وحققت فون دير لاين كل ذلك وهي تحاول قيادة 27 دولة مستقلة لا تملك أي سلطة مباشرة عليها. وعلى الطرف الآخر، يحاول الاشتراكيون المتشددون والساخطون باستمرار وضع العراقيل أمامها عن طريق طرح اقتراحات بحجب الثقة في البرلمان الأوروبي. وعلى غرار الملكة البريطانية الراحلة العظيمة اليزابيت، تعرف فون دير لاين مهمتها وتنجزها بافضل وسيلة في استطاعتها. وتحتاج الولايات المتحدة إلى أوروبا لتتفوق على الصين في حرب باردة اقتصادية. ويعد الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر اقتصاد بعد الولايات المتحدة. ولدى واشنطن وبروكسل فقط الثقل الاقتصادي لانتقاد بكين على نحو مباشر. ولاتملك أي دولة أوروبية منفردة نفس هذه القدرة على الانتقاد المباشر.
وتابع أرها أن من مصلحة أمريكا أن تجد قضية تكون بمثابة أرضية مشتركة مع أوروبا لمواجهة الصين معا، بدلا من تبديد "طاقتنا الجماعية ومواردنا "على النيران الصديقة. وتفهم الرئيسة فون دير لاين أنه يتعين على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العمل سويا. و كانت مستعدة للسفر إلى اسكتلندا وتوقيع اتفاقية تجارية مع الرئيس ترامب، رغم الانتقادات في جميع أنحاء القارة. وتبدي فون دير لاين استعدادا ورغبة في العمل مع الولايات المتحدة لمواجهة التهديدات المزدوجة من جانب الصين وروسيا، وأن تتحمل أوروبا حصتها العادلة في هذا الصدد. ويتعين على الولايات المتحدة أن تعترف وتقدر هذه اليد المفتوحة للشراكة وأن تدعوها لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة للكونجرس، وأن تقر بمساهماتها في العلاقات عبر الأطلسي من خلال منحها وسام الحرية الرئاسي، الذي حصل عليه الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي (ناتو)ينس ستولتنبرج في عام.2024 وتعد أفضل جائزة لأورسولا فون دير لاين وأوروبا والشعب الأمريكي هي تقوية الروابط الدائمة للشراكة عبر الأطلسي.
وسوف تكون زيارة الرئيسة فون دير لاين خطوة جوهرية في ذلك الاتجاه.
وسوف تكون إحدى الوسائل لترسيخ هذه الشراكة هى إنشاء مجلس استراتيجي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي برئاسة رئيس الولايات المتحدة ورئيسة المفوضية الأوروبية لتعزيز المصالح المتبادلة على ثلاث جبهات داعمة.
1- زيادة حجم التجارة والاستثمار عبر الأطلسي من حوالي 1.68تريليون دولار أمريكي إلى 3 تريليونات دولار أمريكي سنويا خلال خمس سنوات، والتعاون عند الضرورة لتأمين الصناعات عبر الأطلسي وتعزيزها عالميا.
2- توفير بيئة عمل على قدم المساواة للشركات الأمريكية والأوروبية للتنافس والتعاون في مجالات التصنيع الدفاعي والتقنيات المتقدمة.
3-ضمان أن تظل القواعد والمعايير عبر الأطلسي في مجال التمويل والتكنولوجيا هى المعيار العالمي، رغم الجهود الصينية لتقويضها واستبدالها. وأشار أرها إلى أن الرئيسة فون دير لاين عرضت في خطابها الأخير عن حالة أوروبا، على زملائها تقييما مباشرا قائلة: "أوروبا في حالة قتال... قتال من أجل مستقبلنا".
وكذلك الحال بالنسبة للولايات المتحدة. وأضاف ارها أن الولايات المتحدة تخوض، على غرار أوروبا، صراعا داخليا لاستعادة هويتها الوطنية، وتمر بمرحلة إعادة نظر بشأن أفضل السبل لحماية مصالحها وقيمها عالميا. وقالت "يعلمنا التاريخ أن أمريكا وأوروبا أقوى في العمل معا لتعزيز المصالح والقيم الجوهرية المشتركة". وتعد أورسولا فون دير لاين واحدة من أهم القادة الأوروبيين الذين يمكن لأمريكا أن تعمل في شراكة معها لتعزيز التحالف بين الولايات المتحدة وأوروبا في التصدى للخصوم المشتركين الذين يسعون إلى "تقسيمنا وإلحاق الضرر بنا".
وتعد فون دير لاين،المرأة الحديدية الأوروبية، أقل غطرسة من رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارجريت تاتشر، لكنها ليست أقل هدوءا. وتستحق فون دير لاين الإعجاب الأمريكي، لكنها أقل شهرة من قادة أوروبيين آخرين.
واختتم أرها تقريره بالقول "إنه يتعين على رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون (جمهوري من ولاية لويزيانا) و زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ السيناتور جون ثون (جمهوري من ولاية داكوتا الجنوبية) دعوة المرأة الحديدية الأوروبية لمخاطبة الشعب الأمريكي من دار شعبنا."