مفاوضات جنيف وثوابت الكيزان والبرهان..!

د. مرتضى الغالي

لا تزال “حركة الكيزان الاظلامية” تتمسّك بالحرب وتناور لإفشال أي مسعى للتفاوض حول إيقاف هذه الحرب اللعينة التي أهلكت الحرث والنسل.. بعد أن امتلكت قرار قيادة الجيش وشكمت أنوف جنرالات البرهان..!

ولا يزال الكيزان يمسكون بين أيديهم حبلاً بالياً أحد طرفيه الخرافات والأوهام بينما يكمن العته الذي يشابه الجنون في الطرف الآخر.

.! إنهم يريدون تحويل هذه الحرب الفاجرة إلى (أرمجدون) يرون فيها دمار العالم وفناء الخليقة وتراودهم الأحلام بأنهم عائدون لركوب ظهر السلطة لمواصلة “منظومة السوء” التي ظلوا يمارسونها طوال ثلاثين عاماً يُضاف إليها الأعوام الأربعة الماضية..! ولكن هذه المرّة بصورة اشد سوءاً وإجراماً.. انتقاماً من الثورة التي ثلت عرش ضلالهم وجعلتهم يهربون مفزوعين إلى المخابئ ويتسللون لواذا إلى “البدرومات” ويهرولون باتجاه المطارات السرية ومواقف الحافلات البرية…!

بالأمس خرج احدهم وهو “أمين حسن عمر” في صورة كئيبة بائسة وعيون تائهة أقرب إلى “الزغللة” وقال إنهم سيناصرون البرهان ويقومون بحمايته إذا حافظ على (ثوابت الدين)..!

طبعاً “أمين حسن عمر” هذا يتحدث باسم حركة الإخوان وهو أحد قادتهم الذين ظلوا يتقلبون في المناصب حتى قيام الثورة المباركة في ديسمبر الميمون..! وقد كان التلميذ أو “الحوار” الأقرب لشيخهم الترابي رغم انه سار في ركاب جماعة المخلوع وأهل (السلطة الزمنية) الذين كان بأيديهم نشب المال والعقار وقائمة الوظائف التي ترتع في ريع الدولة.. وتصديقات “المدارس الانجليكانية التأصيلية الخاصة” التي ترغم أولياء أمور الطلاب على دفع الرسوم الدراسية بالدولار..!

ونريد أن نعلم شيئاً عن “ثوابت الدين” عند جماعة الإنقاذ التي يطلب أمين حسن عمر من البرهان المحافظة عليها..! ولو كان لأمين حسن قدراً يسيراً من الفطنة السياسية لما ذكر الدين (بثوابته ومتحركاته)..! ولكان مثل إخوانه أو مناصريهم.. فهم الآن لا يتحدثون عن دين ولا عن ثوابت حتى لا يذكّروا الناس بمخازيهم ومتاجرتهم بالدين…. إنما قلبوا لهجتهم إلى (رطانة أخرى) عنوانها المضلل “كرامة الوطن” و”حماية العروض” و”استعادة البيوت”..!

هل رأيت هذه الإنكار والنفاق و(الجقلبة) وتبديل الشعارات..! بعد انتصار الثورة قالوا نحن شاركنا فيها.. وبعد الانقلاب المشؤوم قالوا إنها “ثورة صبيانية مدفوعة بالعمالة”.. هكذا يبدلون الكلام حسب الظروف ولا يخجلون إذا أنكروا اليوم ما قالوه بالأمس على غرار حرافيش و”زلنطحية القهاوي” في مصر.. وشعارهم (لو الدنيا قفلت معاك سيكا.. بسرعة اقلبها تيكا).. ولا يهم هنا ما هو مضمون سيكا أو ما هو معنى تيكا..!

ما هي ثوابت الدين عند جماعة الكيزان..؟! منذ استيلاء الكيزان على السلطة في 1989 وحتى انفصال الجنوب في 2011 أعلن المخلوع بعضمة لسانه وملء فمه وعلى الملأ (بعد 22 عاماً من سلطة الحركة الكيزانية) إنهم ظلوا خلال كل هذه السنوات يمارسون (شريعة مدغمسة)…! وفي كل هذه السنوات كان أمين حسن عمر يركب على وظائف الدولة ويتحدث باسمها.. فأي ثوابت دين يريد الآن من البرهان الحفاظ عليها..؟!

لو كان أمين حسن عمر (أميناً حقاً مع نفسه) لما طالب البرهان بمهمة الحفاظ على ثوابت الدين..! وهو لا شك يعلم أكثر من الآخرين سيرة البرهان ومسيرته.. ويدرك تمام الإدراك ما إذا كان البرهان من الذين يمكن أن يؤتمنوا على الحفاظ على ثوابت الدين وعزائمه.. (ودعنا نأخذ فقط جانب الوفاء بالعهود ومجانبة الكذب)..!

طبعاً من التكرار الممل أن نتحدث بالتفصيل عن سيرة الإنقاذ (الثلاثينية) وسيرة سلطة البرهان (الحالية).. وما فيهما من وقائع دامية ومؤسفة ومخزية.. لا تناقض الدين وثوابته فحسب.. وإنما تطعن كل ما يمت إلى الإنسانية والشرف..! فهي حلقات متصلة من الولوغ في الدماء وإزهاق الأرواح البريئة ومعاقرة الفساد وانتهاك الحرمات وتعذيب الأبرياء..! الله لا كسّبكم بحق جاه النبي.. اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم للعالمين عبرة وآية.. انك سميع قريب مجيب..!!

murtadamore@yahoo.com

الوسومأمين حسن عمر الإنقاذ البرهان السودان الكيزان د. مرتضى الغالي مفاوضات جنيف

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أمين حسن عمر الإنقاذ البرهان السودان الكيزان د مرتضى الغالي مفاوضات جنيف أمین حسن عمر ثوابت الدین

إقرأ أيضاً:

تفاؤل بتقدم - صحيفة تكشف آخر مستجدات مفاوضات غزة

قالت صحيفة " القدس العربي"، اليوم الاثنين 23 يونيو 2025، إنه "بعد اتصالات عديدة أجراها وسطاء التهدئة عن بعد مع كل من حركة " حماس " والحكومة الإسرائيلية، يعقد وفد قيادي من حركة "حماس" لقاءات في العاصمة المصرية القاهرة، لبحث سبل التغلب على العقبات التي تعترض التوصل إلى اتفاق تهدئة جديد، وفقا للمقترح الأمريكي الأخير، الذي يشمل تهدئة لمدة 60 يوما، يتخللها عقد صفقات تبادل أسرى".

وبحسب الصحيفة يدور الحديث عن شروع وفد حركة "حماس" القيادي بعقد لقاءات مع مسؤولين مصريين يشاركون في وساطة التهدئة، بهدف بحث آخر تطورات الملف.

وحسب المعلومات، فإن هناك ترتيبات واتصالات تُجرى لإرسال إسرائيل وفدها المفاوض إلى مصر أيضا، بخاصة بعد حدوث "تطورات" جديدة، قد تنجح في تجاوز نقاط الخلاف على شكل التهدئة المقبلة، وفي مقدمتها التوصل إلى حل حول صيغة تضمن وقف الحرب بشكل كامل.

ولم تعلن حركة "حماس" رسميا عن إرسال وفدها المفاوض إلى القاهرة، ولا عن أي تطورات جديدة في الملف، غير أن وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، ذكرت أن الحركة وافقت على صفقة تهدئة مع إسرائيل، وأن وفدها وصل القاهرة للتباحث من أجل تحديد جدول زمني لتنفيذ الصفقة.

ونقلت عن مصدرين مصريين مطلعين، أن "حماس" وافقت على صفقة تهدئة مع إسرائيل لمدة شهرين، تتضمن إطلاق سراح 10 أسرى أحياء من الإسرائيليين المحتجزين في غزة ، بالإضافة إلى جثامين ما يتراوح بين 10 إلى 16 محتجزًا، كمرحلة أولى، يليها الإفراج عن باقي الجثث.

وأشار المصدران إلى أنه سيتم خلال مدة الهدنة التباحث حول الانتقال إلى المرحلة الثانية، التي تتضمن وقفًا شاملاً للحرب، وأنه بمجرد الاتفاق على الانتقال للمرحلة الثانية، سيتم إطلاق سراح باقي المحتجزين الإسرائيليين.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أعلن تمكنه بالتعاون مع جهاز "الشاباك" من استعادة جثث 3 أسرى إسرائيليين من قطاع غزة، وذلك في عملية خاصة نُفّذت ليل السبت داخل القطاع. وذكر أن قواته قامت بعملية تمكنت من خلالها من استعادة جثث كل من عوفرا كيدار، ويوناتان سمرانو، والرقيب أول شاي ليفينسون، الذين اختُطفوا من كيبوتس "بئيري" يوم السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023.

وحسب جيش الاحتلال، تمت العملية استنادًا إلى "معلومات استخباراتية دقيقة" جمعها "الشاباك" وفرع المخابرات في الجيش، بمشاركة قوات من القيادة الجنوبية وفرقة غزة، وأنه جرى التأكد من هويات القتلى من خلال عمليات فحص أجرتها شرطة إسرائيل قبل أن يتم إبلاغ عائلاتهم.

ونجحت "حماس" في إخفاء غالبية الأسرى الإسرائيليين، الأحياء والأموات، خلال الفترة الماضية، غير أن عملية استعادة الجثث، ومن قبلها إسرائيليين أسرى أحياء، تقلص فرص "حماس" في الضغط على إسرائيل، لصالح عقد صفقات تهدئة وتبادل أسرى في الفترة المقبلة.

وذكرت قناة "i24NEWS" أن هناك ثلاث قضايا على جدول المباحثات في القاهرة، وهي: إطلاق سراح الرهائن أنفسهم، حيث من المقرر إطلاق سراح ثمانية رهائن في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، وفقًا للاتفاقيات الحالية، إضافة إلى قضية الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وتتمثل القضية الثالثة بما سيحدث في نهاية وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا.

وقالت القناة إنه يجري البحث في إمكانية عودة إسرائيل إلى الحرب، أو أنها ستواصل المناقشات بشأن صفقة أخرى. وأضافت: "النقطة المثيرة للاهتمام هي أن حماس تناقش هذه القضية بينما تخوض إسرائيل حربًا مع إيران، وهي حرب لا تزال نتائجها غير واضحة".

وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل استأنفت حرب الإبادة على غزة يوم 18 من آذار / مارس الماضي، بعد رفضها خلال فترة التهدئة التي دامت 42 يوما، الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة، والتي تشمل إتمام عمليات تبادل جديدة، مقابل موافقة إسرائيل على وقف الحرب كليًا عن القطاع.

وتلا ذلك تصعيد حربي إسرائيلي خطير صُوحب بفرض حصار مشدد على السكان، ضاعف من المأساة الإنسانية، وأدى إلى تفاقم الجوع، عملت من خلاله إسرائيل على فرض شروطها الخاصة بصفقة التهدئة.

وظل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يكرر خلال الفترة السابقة رفضه لتقديم أي تعهد بوقف الحرب، وقال في خضم تصعيد العدوان، إنه يريد تهدئة مؤقتة يُطلق فيها سراح الأسرى، ثم يستأنف الحرب، وربط التوقف الكامل بشروط، منها نزع سلاح "حماس" ونفي قادتها إلى خارج قطاع غزة.

وترفض الحركة هذه الشروط، وتطالب أن يكون هناك تعهد بوقف الحرب.

وأخيرًا، قدم الوسيط الأمريكي ستيف ويتكوف مقترحًا جديدًا وافقت على إطاره "حماس"، كما وافقت إسرائيل عليه، وتخللت الأسبوعين الماضيين اتصالات عن بُعد، أجراها الوسطاء بهدف التغلب على نقاط الخلاف، حيث تردد بوجود مقترحات تشمل تجاوز نقطة الخلاف حول إنهاء الحرب، من خلال تقديم الرئيس الأمريكي تعهدًا يضمن فيه عدم عودة إسرائيل لاستئناف الحرب، حال انتهت الفترة المقترحة ومدتها 60 يوما، على أن يجري الدخول في مفاوضات خلال هذه الفترة تشمل الترتيبات النهائية، وأن تشمل فترة التهدئة انسحاب جيش الاحتلال من المناطق التي احتلها داخل القطاع، والسماح بتدفق المساعدات للسكان.

وكان الوسيط الأمريكي بشارة بحبح، الذي يلتقي قيادات حركة "حماس"، قد كتب على صفحته على موقع "فيسبوك": "إلى أهالي غزة الكرام، أود إعلامكم أن مساعينا إلى إيجاد حل لوقف إطلاق النار في غزة ما تزال مستمرة، بغض النظر عن الوضع الحالي بين إيران وإسرائيل". وأضاف: "تم التوصل إلى تقدم في المباحثات بشأن وقف إطلاق النار بمساعدة الوسطاء المصريين والقطريين"، وختم تدوينته موجهًا حديثه لسكان قطاع غزة الذين يعانون جراء الحرب والحصار: "لا تيأسوا أبدًا".

كما أن "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، التي التقى وفدها القيادي برئاسة الأمين العام فهد سليمان مع وزير المخابرات المصرية حسن رشاد، الأسبوع الماضي، قد أكدت أنه تم خلال اللقاء تأكيد ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، والشروع فورًا بتأمين الاحتياجات المعيشية والصحية والإغاثية، على طريق لجنة إدارية تضطلع بمهام إدارة شؤون القطاع بجوانبها كافة، وتضمن مرجعية موحدة، تؤكد على وحدة المؤسسات وأراضي الدولة الفلسطينية، وتشرع فورًا بتنفيذ مخطط إعادة الإعمار.

وقالت إنّه أيضًا جرى التأكيد على ضرورة اتخاذ الإجراءات لتنظيم انتخابات شاملة، للمجلسين الوطني والتشريعي، والرئاسة، بسقف لا يتجاوز عامًا من الزمن، تأكيدًا على إعادة توحيد الحالة الفلسطينية في إطار مؤسساتها الرسمية، تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، كما جرى تأكيد ضرورة المسارعة لانعقاد الحوارات الوطنية الفلسطينية خلال الفترة القريبة المقبلة.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين السويد: لا يمكننا أن نظل متفرجين على أوضاع غزة 114 منظمة دولية تطالب الاتحاد الأوروبي بتعليق الشراكة مع إسرائيل الصحة تنشر أحدث إحصائية لعدد شهداء غزة الأكثر قراءة ارتفاع سعر صرف الدولار منظمات أممية : 2.1 مليون فلسطيني في غزة معرضون لخطر المجاعة الجيش الإسرائيلي يسحب الفرقة 98 من قطاع غزة نتنياهو: هجومنا على إيران لتحقيق هدفين عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • مفاوضات على الارض أو حول الطاولة؟
  • حكومة كفاءات مستقلة.. سلاح ذو حدّين
  • البرهان يتخذ خطوة.. وينجح في نزع فتيل الأزمة بين رئيس الوزراء وحركات “سلام جوبا”
  • تفاؤل بتقدم - صحيفة تكشف آخر مستجدات مفاوضات غزة
  • صمود .. الخارجية السودانية وقفت عقبة أمام لقاء البرهان وحميدتي
  • الفتح يدخل في مفاوضات مع الحارس البرتغالي جواو كوستا
  • إلى ماذا انتهى اجتماع البرهان ومناوي.. وما مصير الشراكة بين الجانبين؟
  • جنيف للدراسات : إيران لم تتخل عن المسار الدبلوماسي رغم التصعيد
  • البرهان إلى إسبانيا للمشاركة في مؤتمر دولي حول تمويل التنمية
  • مسؤول إيراني لرويترز: المقترحات الأوروبية في جنيف غير واقعية