الأسرار القرآنية في قوله تعالى: "إنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
نزل القرآن الكريم على سيد الخلق معجزة لا يمكن حصر إعجازة وبلاغته، وأطول سورة في كتاب الله وأكثرها فضائل هى سورة البقرة، الثانية بعد أم الكتاب، فلها بركات جليلة تصلح من حال المسلم، وتحصنه، وتهذب خلقه.
الأسرار القرآنية في قوله تعالى: إنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
وضح الدكتور علي جمعة عضور هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق عبر صفحته الرسمية على موقع الفيسبوك، عدة تأملات وأسرار للآية الكريمة 153 من سورة البقرة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ حيث قال:
الصبر منه ممدوح ومقدوح ؛ أما الذي هو ممدوح فالصبر في الله وبالله ولله, وأما الذي هو مقدوح فالصبر عن الله.أول ما خاطبنا به ربنا سبحانه {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فتجلى علينا بالجمال .
لم يورد ربنا -تعالى- عذاباً في القرآن إلا ومعه الرأفة والرحمة ، ولم يتجلى أبداً بالجلال إلا وقد كسى ذلك بالجمال.
الصلاة صلة بين العبد وربه ، والصلاة هي عماد الدين وذروة سنامه.
{إنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} و"مع" تدخل على العظيم ، فأعلى الله تعالى شأن الصابرين.
أقسام الصبر.. "إنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"
قال السعدي في تفسيره أن الله تعالى أمر المؤمنين بالاستعانة على أمورهم الدينية والدنيوية بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ فالصبر هو: حبس النفس وكفها عما تكره، فهو ثلاثة أقسام:
وعن معصية الله حتى تتركها
وعلى أقدار الله المؤلمة فلا تتسخطها
وتابع السعدي أن الصبر هو المعونة العظيمة على كل أمر, فلا سبيل لغير الصابر, أن يدرك مطلوبه، خصوصا الطاعات الشاقة المستمرة، فإنها مفتقرة أشد الافتقار, إلى تحمل الصبر، وتجرع المرارة الشاقة، فإذا لازم صاحبها الصبر, فاز بالنجاح، وإن رده المكروه والمشقة عن الصبر والملازمة عليها، لم يدرك شيئا، وحصل على الحرمان.
وكذلك المعصية التي تشتد دواعي النفس ونوازعها إليها وهي في محل قدرة العبد، فهذه لا يمكن تركها إلا بصبر عظيم، وكف لدواعي قلبه ونوازعها لله تعالى، واستعانة بالله على العصمة منها، فإنها من الفتن الكبار، وكذلك البلاء الشاق، خصوصا إن استمر، فهذا تضعف معه القوى النفسانية والجسدية، ويوجد مقتضاها، وهو التسخط، إن لم يقاومها صاحبها بالصبر لله، والتوكل عليه، واللجأ إليه، والافتقار على الدوام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الص ب ر الله الصبر
إقرأ أيضاً:
حكم ترك مخلفات نحر الأضاحي في الشوارع.. الإفتاء: من السيئات
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه:ما حكم نحر الأضاحي في الشوارع وترك مخلفاتها في الطرقات وعدم القيام بتنظيف هذا؟.
وأجابت دار الإفتاء عن السؤال قائلة: إن هذا العمل المسئول عنه من السيئات العِظام والجرائم الجِسام؛ لأن فيه إيذاءً للناس؛ فقد قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 58].
ونوهت بأن فاعل ذلك إنما يتخلق بأخلاق بعيدة عن أخلاق المسلمين؛ لأن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يقول فيما رواه عنه عديدٌ من الصحابة رضيَ اللهُ عنهم: «المُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِه» رواه الشيخان وغيرهما.
وأشارت إلى أن الذابح للأضاحي أو غيرِها في شوارع الناس وطرقهم مع تركه للمخلفات فيها يؤذيهم بدمائها المسفوحة التي هي نجسة بنص الكتاب العزيز، ويعرضهم لمخاطر الإصابة بأمراض مؤذية، وأين هؤلاء من حديث رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم الذي رواه مسلم وغيره عن أبي برزة رضي الله تعالى عنه قال: قلت: يا نبيَّ اللهِ، عَلِّمنِي شيئًا أَنتَفِعُ به، قال: «اعزِلِ الأَذى عن طَرِيقِ المُسلِمِينَ».
فكما أن إماطة الأذى صدقة، وهي من شعب الإيمان، فإن وضع الأذى في طريق الناس خطيئة، وهو من شعب الفسوق والعصيان، ووالله إنه ليجلب الأذى لفاعله في الدنيا والآخرة، وبرهان ذلك قوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: «اتَّقُوا المَلاعِنَ الثَّلاثةَ: البَرازَ في المَوارِدِ، وقارِعةِ الطَّرِيقِ، والظِّلِّ» رواه أبو داود وأحمد وغيرهما عن معاذ وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهم؛ فإن هذه الخصال تستجلب لعنَ الناسِ لفاعليها، وما نحن فيه مِن تقذير شوارع الناس ومرافقهم وتعريضهم للأمراض والأخطار مثير لغيظ الناس واشمئزازهم وحنقهم على فاعليها ومرتكبيها.
فالواجب القيام بهذا النحر في الأماكن المعدة والمجهزة لمثل ذلك، والواجب الحرص على الناس وعلى ما ينفعهم، والنأي بالنفس عن كل ما يُكَدِّر عيشَهم أو يؤذي أحاسيسهم وأبدانهم.
ودعت المسلمين الى عدم ترك مخلفات النحر في الشوارع والتسبب في إيذاء الناس ونشر الأوبئة والأمراض، امتثالا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا ضرر ولا ضرار».
كما بينت أنه لا يصح تلويث البدن والثياب والممتلكات بدماء الأضاحي؛ لأن النظافة والطهارة سلوك ديني وحضاري.