القضاء والقدر.. كيف نفهمه ونرضى بتقلباته؟
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
الأمل وحسن الظن بالله من صفات المتقين ويبعثان نوراً يضيئ طريقنا، ويمنحنا القوة والعزيمة للاستمرار، ويمنحاننا نظرة إيجابيّة التي تدل على التفائل والأمل: رغم المآسي لا نملك إلا أن نبتسم، فقد لا تُساوي الحياة شيء لكن لا شيء يساوي الحياة.
في هذا السياق وجهت الباحثة بثينة عبد السلام، في الشأن الإسلامي عدد من النصائح في عبارات عن الأمل، قائلة:
لا تكسر أبداً كلّ الجسور مع من تحب، فرُبما كتبت الأقدار لكما لقاء آخر يُعيد الماضي، ويصل ما انقطع، فإذا كان العمر الجميل قد رحل فمن يدري ربّما ينتظرك عمر أجمل.
إذا حوصرت بالأوهام والوساوس والقلق والمخاوف، فاجعل لسانك رطباً بذكر الله. الزم الابتسامة المشرقة، فهي بوابتك لكسر الحاجز الجليديّ مع من حولك.
إن ّالغروب لا يحول دون شروق جديد، و ليست المشكلة أن تخطئ، حتّى لوكان خطؤك جسيماً، بل الميزة أن تعترف بالخطأ وتتقبّل النصح. الحياة بسيطة نحن من نعقّدها، تعشق شيء حافظ عليه، تُريد شيء اتعب من أجل الحصول عليه، تُحب شخصاً اهتم به.
الثقة بالنفس و التفاؤل بالخير معديان، ونعم العدوى.
كُن قوياً بذاتك وحاول أن تتماسك حتّى لو تخلى عنك من كان يساندك يوماً. يمكن للإنسان أن يعيش بلا بصر ولكنه لا يمكن أن يعيش بلا أمل.
قُم بواجبك وأكثر قليلاً، وسيأتي المستقبل من تلقاء نفسه. الأمل هي تلك النافذة الصغيرة، التي مهما صغر حجمها، إلا أنّها تفتح آفاقاً واسعة في الحياة .
المتفائل هو من ينظر إلى عينيك، و المُتشائم هو من ينظر إلى قدميك. الناس معادن، تصدأ بالملل، وتتمدّد بالأمل، و تنكمش بالألم . التفاؤل فنّ تصنعه النفوس الواثقة بفرج الله. الثقة بالله أزكى أمل، والتوكل عليه أوفى عمل. الحياة بدون حبّ و تفاؤل لا تعتبر حياة. تذكّر يا صديقي، إنّ الأمل شيء جيّد، والأشياء الجيّدة لا تموت أبداً.
يجب أن يكون إحساسك إيجابيّاً مهما كانت الظروف، ومهما كانت التحديّات، ومهما كان المؤثّر الخارجيّ. في قلب كل شتاء ربيع نابض، ووراء كل ليل فجر باسم.
قد تتحمّل الألم ساعات، لكن لا ترضى باليأس لحظة. سيكون يومك مشابهاً للتعبير المرتسم على وجهك سواء، كان ذلك ابتساماً أو عبوساً. الدجاجة السوداء سوف تضع البيضة البيضاء لولا الأمل في الغد ما عاش المظلوم حتّى اليوم.
أجمل وأروع هندسة في العالم أن تبني جسراً من الأمل على نهر من اليأس.
هناك أشخاص هم الأمل بذاته، لا تيأس إذا تعثرت أقدامك وسقطت في حفرة واسعة، فسوف تخرج منها وأنت أكثر تماسكاً وقوة. قد يتحول كل شي ضدك و يبقى الله معك، فكن مع الله يكن كل شي معك.
أنا مُتشائم بسبب الذكاء، ولكني متفائل بسبب العزيمة. لماذا الخوف، والشمس لا تظلم في ناحية إلا وتُضيء في ناحية أخرى؟ إذا فقدت مالك فقد ضاع منك شيء له قيمة، وإذا فقدت شرفك فقد ضاع منك شيء لا يقدر بقيمة، وإذا فقدت الأمل فقد ضاع منك كل شيء.
لا تحزن إذا جاءك سهم قاتل من أقرب الناس إلى قلبك، فسوف تجد من ينزع السهم ويعيد لك الحياة و الابتسامة.
العقل القوي دائم الأمل، و لديه دائماً ما يبعث على الأمل.
أحياناً يغلق الله سبحانه وتعالى أمامنا باباً لكي يفتح لنا باباً آخر أفضل منه، ولكن معظم الناس يضيع تركيزه ووقته وطاقته في النظر إلى الباب الذي أغلق، بدلاً من باب الأمل الذي إنفتح أمامه على مصراعيه.
الآمال العظيمة تصنع الأشخاص العظماء. لا تحاول البحث عن حلم فذلك، وحاول أن تجعل من حالة الانكسار بداية حلم جديد.
إذا نظرت بعين التفاؤل إلى الوجود، لرأيت الجمال شائعاً في كل ذراته.
المؤمن كالورقة الخضراء، لا يسقط مهما هبّت العواصف. ليس المهم ما يحدث لك، بل المهمّ ما الذي ستفعله بما يحدث لك .
إذا أغلقت الشتاء أبواب بيتك وحاصرتك تلال الجليد من كل مكان، فإنتظر قدوم الربيع وافتح نوافذك لنسمات الهواء النقي، وأنظر بعيداً، فسوف ترى أسراب الطيور وقد عادت تغني، وسوف ترى الشمس وهي تلقي خيوطها الذهبيه فوق أغصان الشجر، لتصنع لك عمراً جديداً وحلماً جديداً وقلباً جديداً.
الأفضل دائماً أن نتطلع للأمام بدلاً من النظر إلى الخلف. الأمل شمعة تنير الظلام، وكتاباً مفتوحاً لمن أراد أن يتعلم. يجب أن يكون إحساسك إيجابياً مهما كانت الظروف، ومهما كانت التحديات، ومهما كان المؤثر الخارجي .
قد تتحمّل الألم ساعات، لكن لا ترضى باليأس لحظة. لا تيأس، فعادةً ما يكون آخر مفتاح في مجموعة المفاتيح هو المناسب لفتح الباب.
الأمل كالزهرة التي تبُث إلينا حلاوة ريحها وتسحرنا برونق منظرها، فارضة علينا الانجذاب إليها محاولين بكل جهد الحفاظ عليها. استعن بالله و لا تعجز. لا يأس مع الحياة، و لا حياة مع اليأس. إذا كان الأمس ضاع، فبين يديك اليوم، وإذا كان اليوم سوف يجمع أوراقه ويرحل، فلديك الغد، لا تحزن على الأمس فهو لن يعود، ولا تأسف على اليوم فهو راحل واحلم بشمس مضيئة في غد جميل.
الفرق بين نظرة الإسلام و النظرة التشاؤميّة، هو أنّ الإسلام ينظر للحياة كما ينبغي أن تكون، أمّا التشاؤم فإنّه ينظر للحياة كما هي.
المتشائم أحمق يرى الضوء أمام عينيه، لكنه لا يصدق.
في القلب حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفة الله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القضاء والقدر المسلم حسن الظن بالله الامل الرضا بالله حسن الظن بالله المتقين النصائح مهما کانت ومهما کان
إقرأ أيضاً:
كيف تصنع الشاشات اكتئابا جماعيا؟
في كل صباح، وقبل أن نرتشف أول فنجان قهوة، تهجم علينا مشاهد الدم والدمار من غزة والسودان وسوريا وأوكرانيا، تقتحم غرف النوم عبر الهواتف والتلفزة، وتسكن الذاكرة بصرخات الأطفال، وصور البيوت المنهارة على ساكنيها، لم يعد العنف حدثًا عابرًا في نشرات الأخبار، بل أصبح مادة يومية تقتات عليها وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ويتجرعها الناس بلا وعي ولا حماية.
لكن ما لا يدركه كثيرون أن هذه المشاهد المستمرة لا تذهب دون أثر، بل تزرع داخل النفوس خوفًا خفيًا وقلقًا دائمًا، وتسهم في خلق «اكتئاب جماعي» داخل المجتمعات، يعطل الأمل، ويقلل الحافز على العمل والإصلاح.
-الخوف المزمن والعجز المكتسب
كيف تتحول المشاهدة إلى مرض نفسي؟ قد يظن البعض أن مشاهدة مشاهد العنف مجرد مرور عابر لصورة مؤلمة، لكن الأبحاث النفسية تؤكد أن التعرض المستمر لمشاهد العنف يولد: • اضطرابات القلق والخوف المزمن.
•اضطرابات النوم وضعف التركيز.
•خدر المشاعر والتعاطف مع الآخرين بسبب كثافة الصدمات.
ويذهب الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك، حين تتحول هذه التجارب اليومية إلى ما أطلق عليه عالم النفس مارتن سلجمان «العجز المكتسب» (Learned Helplessness)، وهي حالة نفسية يشعر فيها الفرد أو المجتمع بالعجز أمام الأحداث، حتى لو كان بإمكانهم إحداث تغيير.
يقول سلجمان: إن التعرض المستمر لمواقف سلبية لا يمكن للفرد التحكم بها يولد استسلامًا نفسيًا وصمتًا داخليًا، يتحول لاحقًا إلى اكتئاب مزمن. في حالتنا، حين نشاهد المجازر والانتهاكات يوميًا دون قدرة على التدخل أو المساعدة، يبدأ الإحساس بأن العالم مكان خطر وظالم، وأن محاولات التغيير لا جدوى منها، ويترسخ الشعور بأن الألم قدر لا مفر منه.
العنف الإعلامي يقتل الأمل ببطء الخطير في هذه المشاهد اليومية إنها:
تطبع العنف وتجعل الدم والقتل أمرًا اعتياديًا.
•تزرع الخوف الجماعي والاستقطاب داخل المجتمعات.
•تسلب الأمل من النفوس وتقتل الحافز على الفعل.
•تزيد من معدلات الاكتئاب والقلق وضعف الثقة بالإنسانية والعدالة.
ومع الوقت، يتحول الصمت أمام الظلم إلى قبول ضمني به، ويتراجع التضامن والعمل التطوعي، وتصاب المجتمعات بـ «شعور جماعي بفقدان الأمل»، يجعلها أقل قدرة على مواجهة الأزمات أو دعم القضايا العادلة.
ماذا نفعل لمواجهة هذه الموجة الصامتة؟
لن يتوقف الإعلام عن بث مشاهد العنف، ولا الصراعات عن الظهور، لكن ما نستطيع فعله هو:
-التوعية النفسية بكيفية التعامل مع هذه المشاهد وتقليل التعرض المفرط لها.
-بناء التفكير النقدي لدى الأطفال والشباب لتفسير ما يشاهدونه دون استسلام للصدمة.
-إعادة تسليط الضوء على قصص الأمل والصمود والعمل الإنساني.
-توفير مساحات نقاش ودعم نفسي مجتمعي للتعامل مع مشاعر العجز والخوف.
إن المجتمعات التي تفقد الأمل تصبح هشّة أمام العنف والاستقطاب والتطرف، بينما المجتمعات التي تحمي صحتها النفسية وتحافظ على أملها، تكون أقدر على مواجهة الأزمات والعمل للتغيير، حتى وسط الحروب والصراعات.
ختامًا: ما نبثه ونشاهده ليس مجرد محتوى إعلامي، بل هو غذاء يومي للروح والعقل، وقد يكون سببًا في تدمير الصحة النفسية الفردية والجماعية إن لم ننتبه.
في زمن العنف المستمر، حماية الأمل أصبحت واجبًا نفسيًا ومجتمعيًا، حتى لا تصبح مشاهد الدم والدمار بابًا لصناعة اليأس، إنما تكون دافعًا للعمل والوقوف مع القضايا العادلة بوعي ومسؤولية.