كيف يتنقل السنوار حتى الآن في قطاع غزة؟ تقرير يكشف التفاصيل
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
سرايا - كشفت صحيفة نيويورك تايمز بعد مقابلات مع مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، تفاصيل عن كيفية تنقل قائد حركة حماس، يحيى السنوار، في غزة وفراره من الاعتقال أو الاغتيال، وتحدثت عن الصعوبات التي واجهها في الفترة الأخيرة.
وقالت الصحيفة الأميركية إنه منذ هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الاول، أصبح السنوار مثل "الشبح" بعدما تجنب الظهور في الأماكن العامة، ونادرا ما كان يصدر رسائل لأتباعه.
وخلال الأسابيع الأولى من الحرب، اعتقد مسؤولون استخباراتيون وعسكريون إسرائيليون أن السنوار كان يعيش داخل شبكة من الأنفاق في مدينة غزة.
وفي غارة على نفق في مدينة غزة، عثر جنود إسرائيليون على مقطع فيديو، التقط في تشرين الاول الماضي، للسنوار وهو ينقل أفراد أسرته داخل الأنفاق.
ويعتقد مسؤولو استخباراتيون إسرائيليون أن السنوار احتفظ بعائلته معه لمدة ستة أشهر على الأقل خلال الحرب.
وفي أواخر كانون الاول، عندما بدأت الوحدات العسكرية الإسرائيلية بحفر الأنفاق في إحدى مناطق مدينة غزة، تفاخر وزير الدفاع، يوآف غالانت، أمام الصحفيين بأن السنوار "يسمع جرافات جيش الدفاع الإسرائيلي فوقه، وسوف يواجه براميل بنادقنا قريبا".
وفي نهاية المطاف، انتقل السنوار جنوبا إلى خان يونس، وفق المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين، وربما توجه من هناك أحيانا إلى مدينة رفح عبر نفق.
وفي 31 كانون الثاني، نفذت قوات كوماندوز إسرائيلية غارة على مجمع أنفاق في خان يونس، بناء على معلومات استخباراتية تفيد بأنه مختبئ هناك، وفقا لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين.
واتضح أنه كان مختبئا بالفعل، لكنه غادر المخبأ، قبل أيام قليلة فقط من الغارة.
واستمرت في ما بعد عملية المطاردة، لكن دون الحصول على معلومات مؤكدة عن مكان وجوده.
وقبل أيام، قال قائد الفرقة 98 في الجيش الإسرائيلي، دان غولدفوس، في تصريحات للقناة الـ12 إن القوات الإسرائيلية كانت على بعد "دقائق" من اعتقاله.
وقال: "كنا قريبين. كنا في مجمعه. وصلنا إلى مجمع تحت الأرض. وجدنا الكثير من المال هناك. كانت القهوة لاتزال ساخنة. والأسلحة مبعثرة في كل مكان".
وأوضح المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون لنيويورك تايمز أن السنوار تخلى عن الاتصالات الإلكترونية منذ فترة طويلة، ويستعين بأشخاص للتواصل مع أفراد المنظمة. وقال الصحيفة: "لايزال كيف يعمل هذا النظام في التواصل لغزا".
وقال مسؤولون إسرائيليون إن جميع عناصر حماس المختبئين تحت الأرض، حتى السنوار، يضطرون أحيانا إلى الخروج من الأنفاق لأسباب صحية.
وشبكة الأنفاق واسعة ومعقدة للغاية، ويملك مسلحو حماس معلومات استخباراتية جيدة عن أماكن تواجد القوات الإسرائيلية، لدرجة أن السنوار قد يخرج أحيانا إلى السطح دون أن يتم اكتشافه.
ويظل السنوار "متقدما بخطوة واحدة على مطارديه"، الذين كانوا يتباهون بقربهم منه، لكنه يفر في نهاية المطاف.
وتشير نيويورك تايمز إلى أن وضع السنوار "أكثر تعقيدا وأكثر إحباطا" من قادة إرهابيين آخرين مثل أسامة بن لادن.
وعلى عكس بن لادن، في سنواته الأخيرة، يدير فعليا السنوار حملة عسكرية مستمرة.
ويقول دبلوماسيون مشاركون بمفاوضات وقف إطلاق النار في الدوحة إن ممثلي حماس يصرون على أخذ رأيه قبل اتخاذ قرارات رئيسية في المحادثات، وهو ما يجعله "الشخص الوحيد القادر على ضمان تنفيذ أي قرار يتم اتخاذه في الدوحة".
لكن التواصل معه بات أكثر صعوبة، وفق ما قاله مسؤولون إسرائيليون وقطريون ومصريون وأميركيون، فبعدما كان يرد على الرسائل في غضون أيام، بات الأمر يستغرق وقتا أطول بكثير في الأشهر الأخيرة.
وأدى الضغط على زعيم حماس إلى زيادة صعوبة التواصل مع القادة العسكريين وتوجيه العمليات اليومية، لكن المسؤولين الأميركيين قالوا إنه لايزال لديه القدرة على إملاء الاستراتيجية العامة للحركة.
موارد هائلة وتعاون أميركي إسرائيلي
وتكشف المقابلات التي أجريت مع أكثر من 20 مسؤولا في إسرائيل والولايات المتحدة أن كلا البلدين ضخا موارد كبيرة في محاولة العثور على قائد حماس.
ومنذ هجمات السابع من تشرين الاول، أنشأت الاستخبارات العسكرية (شين بيت)، خلية داخل مقر جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، كلفت بمهمة واحدة تتمثل في العثور على السنوار.
وشكلت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي أي إيه" فرقة عمل، وأرسلت وزارة الدفاع الأميركية قوات عمليات خاصة إلى إسرائيل لتقديم المشورة للقوات الإسرائيلية بشأن الحرب.
ونشر الأميركيون رادارا يخترق الأرض للمساعدة في رسم خرائط لشبكة الأنفاق الواسعة، مع صور جديدة مقترنة بمعلومات استخباراتية إسرائيلية تم جمعها من مسلحي حماس الذين تم اعتقالهم.
وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض: "لقد كرسنا جهودا وموارد كبيرة للإسرائيليين للبحث عن القيادة العليا، خاصة السنوار. كان لدينا أشخاص في إسرائيل يجلسون في الغرفة مع الإسرائيليين ويعملون على حل هذه المشكلة. ومن الواضح أن لدينا خبرة كبيرة في اصطياد الأهداف ذات القيمة العالية".
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن الدعم الاستخباراتي الأميركي "لا يقدر بثمن".
لكن أحد الأشخاص المطلعين على ترتيبات تبادل المعلومات الاستخباراتية وصفها بأنها "غير متوازنة للغاية".
وذكر المصدر، الذي رفض عدم الكشف عن هويته، أنه "في كثير من الأحيان، تقاسم الأميركيون معلومات أكثر مما أعطاه الإسرائيليون في المقابل. في بعض الأحيان، يقدمون معلومات عن قادة حماس على أمل أن يوجه الإسرائيليون بعض مواردهم الاستخباراتية نحو العثور على الرهائن الأميركيين".
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: أن السنوار
إقرأ أيضاً:
خبير أمن معلومات يكشف أسرار "الدارك ويب" ومخاطره الكارثية
أكد المهندس أحمد السخاوي، خبير أمن المعلومات، أن الفضاء الإلكتروني ينقسم إلى ثلاث طبقات رئيسية، مشيراً إلى أن ما يستخدمه عامة الناس من مواقع تواصل وبحث يُعرف بـ "الإنترنت السطحي" ولا يتعدى 4% فقط من حجم الشبكة العنكبوتية، بينما يمثل "الإنترنت العميق" حوالي 90% ويشمل قواعد البيانات والإيميلات المحمية بكلمات مرور.
وأوضح أحمد السخاوي خلال لقائه ببرنامج إكسترا ستوديو المذاع على قناة إكسترا نيوز، أن الخطورة تكمن في "الدارك ويب" الذي يمثل نحو 6%، وهو عالم مخفي لا يمكن الوصول إليه بالمتصفحات العادية، ويُستخدم كبيئة خصبة للأنشطة غير المشروعة مثل الاتجار بالبشر، والمواد الممنوعة، وبيع البيانات المسروقة، مما يجعله قبلة لـ "الهاكرز" والمجرمين.
وهم الأمان وبرامج التشفير
وحذر أحمد السخاوي خبير أمن المعلومات من الاعتقاد الخاطئ بأن استخدام متصفحات خاصة مثل "Tor" أو برامج "VPN" يمنح المستخدم أماناً مطلقاً، مؤكداً أن هذه الأدوات توفر طبقات حماية محدودة ولكنها لا تمنع تتبع الأجهزة الأمنية العالمية للمجرمين، لافتاً إلى أن مجرد الدخول إلى مواقع "الدارك ويب" (التي تنتهي بـ .onion) يعرض الجهاز لخطر الإصابة ببرمجيات الفدية التي تشفر البيانات وتبتز الضحية.
ونبه أحمد السخاوي إلى تطور أساليب استدراج المراهقين، حيث لم يعد الخطر مقتصراً على التصفح التقليدي، بل انتقل إلى تطبيقات المواعدة، والغرف الصوتية الخاصة داخل الألعاب الإلكترونية (Private Rooms)، والروابط السحابية، والتي تُستخدم كبوابات خفية للتواصل غير الآمن بعيداً عن رقابة الأهل.
واختتم أحمد السخاوي حديثه بالتأكيد على استحالة الحجب التقني الكامل لهذه المواقع نظراً للتطور التكنولوجي المستمر وقدرة المبرمجين على إنشاء مواقع جديدة فوراً، مشدداً على أن الحل الوحيد يكمن في التوعية والرقابة الأسرية الفعالة، وليس الاعتماد على برامج الحجب فقط.