يتربع قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على رأس قطاعات الدولة الأكثر نمواً، إذ بلغ معدل نموه نحو 16.3% فى العام المالى 2022/2023؛ ليصبح هو الأعلى نمواً بين قطاعات الدولة على مدار 5 سنوات متتالية، وفقاً للدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الذى أكد أن القطاع حقق إيرادات بلغت 315 مليار جنيه فى العام المالى الحالى بنسبة نمو حوالى 75%، إلى جانب نمو الصادرات الرقمية لتصل إلى 6.

2 مليار دولار خلال عام 2023 صعوداً من 4.9 مليار دولار خلال عام 2022 بنسبة نمو 26%.

وأضاف «طلعت»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن مصر جاءت فى المركز الثالث عالمياً فى «مؤشر الثقة فى مواقع تقديم خدمات التعهيد العابرة للحدود 2023»، صعوداً من المركز 11 خلال عام واحد، وذلك وفقاً لتقرير شركة ريان للاستشارات الاستراتيجية، وهو الأمر الذى يعكس نمو ونضج هذه الصناعة فى مصر، ويعزز من مكانتها بوصفها واحدة من أفضل الوجهات العالمية فى صناعة التعهيد.

وتابع الوزير أن مصر تستعد لكى تصبح الوجهة التجارية الكبرى القادمة، ومركزاً عالمياً لخدمات التعهيد، باستراتيجية مصر الرقمية لصناعة التعهيد (2022- 2026)، التى تستهدف جذب كبرى الشركات العالمية العاملة بهذه الصناعة للاستثمار، وتنمية صادرات مصر الرقمية، وتوفير فرص عمل للشباب فى الاقتصاد الرقمى، لذا أطلقت استراتيجيتها الرقمية لصناعة التعهيد فى فبراير عام 2022، بالتعاون مع الشركات المحلية والعالمية العاملة فى هذا القطاع، لتحقيق المزيد من النمو فى صناعة التعهيد.

وأشار الوزير إلى أن مصر تقدمت 28 مركزاً فى مؤشر الأداء التنظيمى الصادر عن الاتحاد الدولى للاتصالات لتصل إلى المركز 53 صعوداً من المركز 81 فى 2021 من بين 192 دولة، إلى جانب تقدم ترتيب مصر 3 مراكز فى مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعى الصادر من مجموعة أكسفورد لتصل إلى المركز 62 مقارنة بالمركز 65 عن عام 2022.

ووفقاً لبيانات وزارة الاتصالات، جاء النمو فى صادرات مصر الرقمية ليصل إلى 6.2 مليار دولار خلال 2023 مقابل 4.9 مليار دولار فى 2022 نتيجة جهود الوزارة فى تهيئة مناخ الاستثمار للشركات العالمية للعمل من مصر فى صناعة التعهيد، وقطاع المهنيين المستقلين، حيث نجحت الوزارة فى تحقيق المزيد من النمو فى صناعة التعهيد بمصر، وتم توقيع اتفاقيات مع 74 شركة محلية وعالمية عاملة فى صناعة التعهيد منذ نوفمبر 2022 لإنشاء والتوسع فى 85 مركز تعهيد وتعيين 60 ألف متخصص على مدار 3 سنوات، وذلك فى إطار تنفيذ استراتيجية مصر الرقمية لتنمية صناعة التعهيد.

وتشمل هذه الشركات 24 شركة تفتح مراكز لها لتقديم خدمات التعهيد لأول مرة بمصر، و50 شركة تتوسع فى نشاطها فى تصدير الخدمات الرقمية انطلاقاً منها، وتمثل التخصصات فى خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والبحث والتطوير الهندسى، والتصميم الإلكترونى، والنظم المدمجة 36% من هذه التعيينات.

فى المقابل، كشف مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء عن أن مصر تُعد واحدة من أفضل مقاصد تقديم خدمات التعهيد وخدمات تكنولوجيا المعلومات العابرة للحدود المنوطة بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وقد تمكنت من اجتذاب العديد من الشركات العالمية لإنشاء فروع لها فى مصر، نتيجة ما تتمتع به من سمات فريدة، ومنها توافر الكوادر الشابة التى تمتلك المهارات اللغوية والرقمية، بالإضافة إلى البنية التحتية الداعمة لصناعة التعهيد فى مصر، فضلاً عن المزايا التنافسية التى تمتلكها الدولة، والتى تدعم قدرتها على تحقيق ريادة عالمية فى صناعة التعهيد، مما عزز مكانتها كسوق جاذبة ومستهدفة لصناعته.

وأضاف المركز أن هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» قد قامت بالتعاون مع «الجمعية الألمانية للتعهيد» بإطلاق «دليل مصر كمقصد لخدمات التعهيد»، ويشتمل الدليل على الإمكانات التى تتمتع بها مصر، واستعراض الميزات التنافسية للدولة كوجهة جاذبة للاستثمارات.

وأفاد التقرير بأن مصر وضعت قوانين وآليات تنظيمية واضحة لإنشاء بيئة مواتية للاستعانة بمصادر خارجية، بهدف حماية مقدمى الخدمات وعملائهم، فضلاً عن اتخاذ العديد من الإجراءات لدعم صناعة تكنولوجيا المعلومات وتيسير الإجراءات، وكان من أبرزها: قانون الملكية الفكرية رقم (82) لسنة 2002، وقانون العمل رقم (12) لسنة 2003، وقانون تنظيم الاتصالات رقم (10) لسنة 2003، وقانون الاستثمار رقم 72 لسنة 2017، وقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018، وقانون حماية البيانات الشخصية رقم 151 لسنة 2020، وكذا توقيع بروتوكول تعاون بين الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة والهيئة العامة للرقابة المالية وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات فى أبريل 2022، وإعادة تشكيل المجلس الأعلى للمجتمع الرقمى فى أكتوبر 2022.

وأوضح التقرير أن صناعة التعهيد تُعد من الصناعات الهامة، كما أنها ركيزة أساسية فى استراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية التى تهدف من خلالها إلى التوسع فى الأسواق الخارجية، وتنمية الصناعة بشكل منهجى ومُنظم من أجل زيادة الصادرات الرقمية، والمنافسة عالمياً، ودعم عمليات التحول الرقمى.

وترتكز الاستراتيجية على 3 أهداف رئيسية، هى: زيادة إيرادات صادرات مصر الرقمية بمقدار ثلاثة أضعاف بمعدل نمو سنوى مُركب 19% خلال الفترة (2026- 2022)، وخلق فرص عمل متزايدة ومستدامة فى صناعة التعهيد مع التركيز على الخدمات ذات القيمة المضافة العالية، ومن المستهدف خلق 215 ألف فرصة عمل لقطاع التعهيد، وأخيراً إنشاء اسم تجارى معروف لمصر فى الخدمات والتقنيات الرقمية الجديدة والناشئة فى مجالات الذكاء الاصطناعى والبيانات التحليلية المتقدمة.

وأضاف التقرير أن معدل نمو قطاع خدمات التعهيد فى مصر بلغ 54.2% فى العام المالى 2023/2022، لتسجل قيمة مضافة للقطاع بنحو 3.7 مليار دولار، مقارنة بــ2.4 مليار دولار فى العام المالى 2022/2021، والجدير بالذكر أن الدولة تستهدف الوصول بقيمة صادرات خدمات التعهيد إلى 9 مليارات دولار بحلول عام 2026.

ولفت التقرير أيضاً إلى أن مراكز خدمات التعهيد فى مصر بلغت 199 مركزاً خلال عام 2022/ 2023، مقابل 160 مركزاً فى عام 2021/2020، بنسبة ارتفاع 24.4%، بالإضافة إلى ارتفاع عدد الشركات العاملة فى خدمات التعهيد لتسجل 185 شركة فى عام 2022/ 2023، مقابل 148 شركة فى عام 2021/ 2020، بنسبة ارتفاع 25%.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصادرات الرقمية تكنولوجيا المعلومات زيادة العملة الصعبة توفير فرص العمل الاتصالات وتکنولوجیا المعلومات تکنولوجیا المعلومات فى العام المالى خدمات التعهید ملیار دولار مصر الرقمیة التعهید فى خلال عام فى مصر أن مصر عام 2022

إقرأ أيضاً:

«العيسوي»: 145 مليار دولار صادرات مستهدفة بحلول 2030.. و«الحرف اليدوية» في قلب الخطة

أشاد هشام العيسوي، رئيس المجلس التصديري للحرف اليدوية، ببرنامج رد الأعباء التصديرية الجديد الذي أطلقته وزارة الاستثمار بالتنسيق مع وزارة المالية، مؤكدًا أنه يمثل نقلة نوعية في دعم الصادرات المصرية وتمكين القطاع الخاص، واصفًا إياه بأنه "برنامج صحي لمناخ الاستثمار على المدى المتوسط والطويل"، وخطوة استراتيجية تعكس التوجه الجاد للدولة نحو مضاعفة الصادرات وتعزيز تنافسية المنتجات المصرية عالميًا.

وأكد العيسوي أن البرنامج الجديد هو نتاج حوار فعّال مع مجتمع المصدرين والمجالس التصديرية، حيث تم إعداد البرنامج بالشراكة المباشرة مع القطاع الخاص، مع الأخذ في الاعتبار رؤى كل مجلس تصديري في آليات توزيع الدعم، بما يتماشى مع طبيعة كل قطاع واحتياجاته الفعلية.

وأوضح أن البرنامج يخصص 45 مليار جنيه لدعم الصادرات، منها 38 مليار جنيه للبرنامج الأساسي، إلى جانب 7 مليارات جنيه دعمًا مرنًا يُمنح وفقًا لدرجة تعقيد المنتج ومدى مساهمته في القيمة المضافة، ما يعكس توجه الدولة لدعم الصناعات المبتكرة والمستدامة.

وأشار العيسوي إلى أن قطاع الصناعات والحرف اليدوية يحظى باهتمام خاص ضمن البرنامج، حيث تم تخصيص مخصصات مستقلة تراعي طبيعة القطاع القائمة على المهارة والإبداع، مع التركيز على دعم التصميمات، وبناء العلامات التجارية، والمشاركة في المعارض الدولية، إلى جانب برامج تدريبية لرفع كفاءة العاملين وتحسين الإنتاجية.

وأوضح أن القطاع يتميز بتركيزه على القيمة المضافة والجودة الفريدة، وليس الإنتاج الكمي، وهو ما يستدعي نوعًا خاصًا من التمكين، قائلًا: "نحن لا نطلب فقط أموال دعم مباشرة، بل نحتاج إلى أدوات تمكين حقيقية تُساعد الصناع على إنتاج منتجات ذات قيمة عالية قادرة على المنافسة عالميًا. والبرنامج الجديد أدرك هذا جيدًا".

ولفت رئيس المجلس التصديري إلى أن من أبرز الجوانب المتقدمة في البرنامج الجديد، تفعيل آلية "المقاصة"، التي تتيح للمصدرين استخدام مستحقاتهم لدى الدولة لتسوية التزاماتهم مع الجهات الحكومية مثل الضرائب وفواتير الغاز والكهرباء، كما تُمكنهم من استخدام هذه المستحقات كضمان أمام البنوك لفتح قنوات تمويل جديدة.

وقال: "الصك أو المستند الذي تصدره الدولة بقيمة الدعم يُعد خطوة متقدمة جدًا، ويعزز الثقة لدى المؤسسات المالية، ويزيد من قدرة المصدرين على التوسع والاستثمار".

وشدد العيسوي على أن الوصول إلى هدف 145 مليار دولار صادرات بحلول عام 2030، يتطلب إزالة المعوقات وتوفير بيئة تصديرية مرنة ومستدامة، مؤكدًا أن البرنامج يمثل "بداية الزراعة" لمنظومة تصديرية قوية ستؤتي ثمارها خلال السنوات المقبلة.

وأضاف: "نحن لا نبحث عن انتعاشة لحظية، بل نسعى لبناء منظومة مستدامة. ولأول مرة نرى تكاملًا فعليًا بين الحكومة والمصدرين، مبنيًا على الثقة والرؤية المشتركة".

وأكد العيسوي أن البرنامج يعكس تحولًا في فلسفة الحكومة تجاه دعم الصادرات، حيث لم يعد يُنظر إلى رد الأعباء باعتباره عبئًا على الموازنة، بل أداة استثمارية تعود بعائد كبير على الاقتصاد الوطني من العملة الأجنبية، من خلال فتح أسواق جديدة ورفع معدلات التشغيل.

كما شدد على أهمية استمرار الحوار المؤسسي بين الحكومة والقطاع الخاص، وتعزيز أدوات الترويج والدبلوماسية التجارية، خاصة للقطاعات ذات الطابع الثقافي مثل الحرف اليدوية، التي تعكس الهوية المصرية وتتمتع بفرص واعدة في الأسواق العالمية.

وأكد أن ما يحدث اليوم هو نتيجة لوعي القيادة السياسية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلًا: "الرئيس وضع هدفًا طموحًا لكنه ضروري، وهو ما حفّز كل مؤسسات الدولة على توجيه طاقاتها نحو تحقيقه. ونحن كقطاع خاص مستعدون للتحرك بخطى أسرع لتحقيق هذا الحلم".

طباعة شارك رد الأعباء المساندة التصديرية رجال أعمال

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تحقّق رقمًا قياسيًا في صادراتها الدفاعية: 14.7 مليار دولار رغم "الفترات الصعبة"
  • «العيسوي»: 145 مليار دولار صادرات مستهدفة بحلول 2030.. و«الحرف اليدوية» في قلب الخطة
  • الاتحاد الدولي للاتصالات يشكر مصر على التزامها التام بشفافية الاتصالات
  • وزير الاتصالات: تطبيق الجيل الخامس خطوة وثابةٌ نحو باقةٍ جديدةٍ من القدراتِ التقنيةِ
  • الاتصالات: ارتفع مستخدمي منصة مصر الرقمية إلى 8 ملايين شخص
  • رئيس الوزراء: تدريب 12 ألف شاب وفتاة سنويًا بتخصصات الأمن السيبراني وعلوم الفضاء
  • مدبولي: الدولة وضعت رؤية إستراتيجية لبناء مصر الرقمية
  • رئيس الوزراء: قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هو قاطرة التنمية في القرن الـ21
  • الإحصاء: 46.9% ارتفاعا في حجم الصادرات المصرية إلى الإمارات خلال 2024
  • أشرف الجزايرلي: الصادرات الغذائية تلامس 11 مليار دولار