صحيفة البلاد:
2025-05-10@09:59:29 GMT

لو بطّلنا نحلم نموت

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

لو بطّلنا نحلم نموت

السلام عليكم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
– كيف حالك عصام . إن شاء الله طيب.
– الحمد لله .

– أين أنت الآن ؟
– أنا في ميناء ضباء. وصلت للتو ، وسأدخل العبَّارة الآن
– الحمد لله على السلامة
– الله يسلمك .
– كيف كان الطريق إلى ضباء ؟

– والله متعب، ومملّ. أنا مجهد الآن ولديّ رغبة كبيرة في النوم.


– إذا كان الطريق طويلاً ومملّاً ، لماذا لم تأخذ كتابا معك يسلِّيك في رحلتك؟
– أنا معي أفضل كتاب: القرآن الكريم. أول شي سأفعله عندما أدخل العبَّارة الآن، هو أنني سأحجز كبينة خاصة، لكي أنام طوال الرحلة
– هل اتصلت بأهلك في مصر؟
– نعم وهم ينتظرونني بفارغ الصبر
– انتبه لنفسك وكن على اتصال بنا

– إن شاء الله.
– إن شاء الله توصل بالسلامة. سأتصل عليك إن شاء الله عندما تصل إلى سفاجة، في أمان الله
– مع السلامة.
كانت تلك، آخر مكالمة مع عصام النجّار، الموظف البسيط في مطار القصيم الإقليمي. نام عصام النجّار ومعه المئات غيره، ولا أحد يعرف ماذا حصل لهم خلال ظلام الليل في عرض البحر الأحمر إلا الله سبحانه وتعالى.
بدأت الأخبار تتوالى حول غرق العبارة المصرية المتوجهة من ضباء السعودية إلى سفاجة المصرية. جاء الخبر كالصاعقة!
يا الله! السفينة تغرق وعلى ظهرها أكثر من 1400 راكب، وفي عرض البحر، وفي الليل البهيم، وفي هذا الطقس البارد. السلام 98 . هي نفس العبارة التي استقلها عصام !

كيف لي أن أتخيل عصام وهو يصارع الأمواج العاتية في هذا الظلام الدامس وفي عرض البحر؟ مشهد مروع لا يمكنني أن أتخيله!
هذا الصديق الذي كنت أتسامر معه، وأتحدث إليه طويلاً..

” لو بطّلنا نحلم نموت “.
كانت هذه العبارة، هي شعاره الدائم، عندما يمازحه صديقه الدائم أبو عزام :” يا كثر أحلامك يا عصام!”
ذهب عصام في إجازة لكي يتزوج ، كان متلهفاً للذهاب إلى مصر، ماذا ستفعل خطيبته وهي تستقبل هذا النبأ المأساوي؟ وماذا عن هديته البسيطة كأحلامه لوالده ؟ اشترى هاتفا جوّالاً جديداً لوالده. “سيفرح أبي كثيراً عندما يرى هذه الهدية، وقد أحضرتها إليه من المملكة” كان يردِّد قبل سفره .

– هذا ميناء سفاجه ؟
– نعم
– أرجوك نريد أن نعرف مصير الركاب في عبارة السلام 98
– والله الظروف صعبة. ربنا يقوِّيكم وشدّ حيلك. عمليات الإنقاذ مستمرة، ولا تتوفر لدينا أي قائمة.
– طيب، هل أستطيع أن أعرف قائمة الركاب الذين كانوا على ظهر السفينة؟
– نعم ، ما اسم الراكب ؟
– عصام النجار
– انتظر لحظة…نعم ، اسمه موجود ضمن الركاب.

– …………
قناة النيل للأخبار تسرد أسماءً، يمكن لهم أن يحلموا مجدّداً! لم يكن اسم عصام ضمن القائمة! الأخبار تتواترعن نجاة 300 شخص ومن ضمنهم 46 من ملاحي السفينة!
يا الله! مازالت تلك الصورة المروعة تعود إليّ! عصام يصارع الأمواج وحيداً حتى الموت في الليل القارس!
هل فعلا ” بطّل ” عصام ” يحلم ” ؟!

khaledalawadh @

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: إن شاء الله

إقرأ أيضاً:

ناطق أنصار الله يكشف كواليس اتفاق وقف اطلاق النار بين صنعاء وواشنطن

الجديد برس| كشف رئيس الوفد التفاوضي لحكومة صنعاء والمتحدث باسم حركة “أنصار الله” الحوثيين، محمد عبد السلام، عن كواليس وطبيعة اتفاق وقف إطلاق النار بين صنعاء والولايات المتحدة الأمريكية. وقال عبد السلام، في مداخلة على قناة المسيرة الناطقة باسم الحركة، مساء أمس الثلاثاء: “نحن لم نقدم أي طلب للأمريكي ونحن من تلقينا الطلبات والرسائل عبر الأشقاء في سلطنة عمان خلال الأسابيع الماضية”، وهو ما ينفي الرواية التي قدمها الرئيس الأمريكي والتي قال فيها إن حكومة صنعاء هي من طلبت وقف القصف الأمريكي. وأشار عبد السلام إلى أن تصريحات ترامب تهدف “للقفز على فشل الأهداف التي أعلنها مثل القضاء على القدرات وغير ذلك”. وأضاف: “لا علاقة بالتفاهم المبدئي مع الأمريكي بموقفنا من إسناد غزة، والحقيقة هي ما نقوله وما جاء في بيان الخارجية العمانية”، في إشارة إلى أن الاتفاق يتعلق فقط بوقف العمليات ضد السفن الأمريكية مقابل وقف القصف الأمريكي على اليمن. وقال عبد السلام: “ما زلنا نقيم الموقف الأمريكي حتى لا يصبح الأمر مجرد تصريحات وفي حال عاد العدو الأمريكي لعدوانه عدنا لاستهدافه”. وتابع: “أي اعتداء من أي طرف نحن بإذن الله سنقوم بالرد عليه، ومن يتورط في عدوانه على اليمن سيتحمل نفس التبعات والخسائر التي مني بها الأمريكي”. ورداً على سؤال حول ضمانات الاتفاق، قال إن “التجربة السوداء التي خاضتها أمريكا في اليمن، والموقف الشعبي والرسمي والعسكري، هي الضمانات”. وحول العمليات ضد إسرائيل، أكد عبد السلام أن “عمليات اليمن المساندة لغزة لا يمكن أن تتوقف”، وأن “الإسناد لغزة سيتطور بشكل أفضل لأن العدوان الأمريكي جاء لإسناد العدو الإسرائيلي”، حسب تعبيره وقال عبد السلام إن “الإسرائيليين أصيبوا بخيبة أمل كبيرة جداً بعد موقف الأمريكي الذي حاول أن ينفذ بجلده ويبتعد عن الغرق في جبال اليمن”، حسب تعبيره. وفي تصريحات لاحقة لقناة الجزيرة، قال عبد السلام إن “الاتفاق مع واشنطن ليس وليد اللحظة بل جاء بعد نقاشات مطولة عبر الوسطاء”، مؤكداً أن “تراجع الولايات المتحدة عن موقفها يمثل ضغطاً حقيقياً على إسرائيل”. وأضاف: “أولويتنا استكمال العمل من أجل القضية الفلسطينية.. وسنستمر في الرد على الكيان الإسرائيلي بكل الوسائل المتاحة”.

مقالات مشابهة

  • أذكار الصباح الثابتة عن النبي.. رددها الآن واغتنم فضلها
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (نفكر…)
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: ( نفكر…)
  • ميرنا نور الدينا تخطف الأنظار بإطلالة فورمال
  • علي جمعة يكشف عن آداب إفشاء السلام وسلوكياته
  • علي جمعة: السلام مفتاح المحبة وبوابة الجنة كما علمنا النبي
  • ترامب يدعو الهند وباكستان إلى وقف الاشتباكات العسكرية
  • الوساطة العُمانية.. نهاية استراتيجية الردع وهندسة السلام الممكن
  • باسيل: رح نضل نحلم بلبنان بيشبهنا
  • ناطق أنصار الله يكشف كواليس اتفاق وقف اطلاق النار بين صنعاء وواشنطن