هل طوال القامة أكثر عرضة للإصابة بالسرطان؟ .. دراسة تحسم الجدل
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
وجدت العديد من الدراسات ارتباطا بين طول القامة وزيادة خطر الإصابة ببعض أشكال السرطان، وتشير تقارير صندوق أبحاث السرطان العالمي إلى وجود أدلة قوية على أن الأشخاص الأطول هم الأكثر عرضة للإصابة بسرطانات البنكرياس، والأمعاء الغليظة، والرحم (بطانة الرحم)، والمبيض، والبروستات، والكلى، والجلد (الورم الميلانيني)، والثدي (قبل وبعد انقطاع الطمث).
وطرح العلماء عددا من التفسيرات المختلفة لهذا الارتباط بين طول القامة والسرطان ،دراسة المليون امرأة في المملكة المتحدة أنه بالنسبة لـ 15 من أصل 17 حالة سرطان قاموا بفحصها، كلما زاد الطول، زادت احتمالية الإصابة بالسرطان.
وتوصلت الدراسات إلى أن كل زيادة في الطول ضمن النطاق النموذجي للبشر بمقدار 10 سنتيمترات تزيد من خطر الإصابة بالسرطان بنحو 16%. وقد تم العثور على زيادة مماثلة لدى الرجال.
ويقول العلماء إنه إذا كان نحو 45 من كل 10 آلاف امرأة ذات طول متوسط (نحو 165 سم) تصاب بالسرطان كل عام، فإن نحو 52 من كل 10 آلاف امرأة يبلغ طولهن 175 سم ستصاب بالسرطان لذا، فهي في الواقع زيادة صغيرة في المخاطر.
ووجدت دراسة أخرى أن 22 من 23 حالة سرطان تحدث بشكل أكثر شيوعا بين الأشخاص الأطول من الأشخاص الأقصر.
وتحدث العلاقة بين الطول وخطر الإصابة بالسرطان عبر الأعراق ومستويات الدخل، وكذلك في الدراسات التي بحثت في الجينات التي تتنبأ بالطول.
وتشير هذه النتائج إلى وجود سبب بيولوجي للارتباط بين السرطان والطول. وفي حين أنه ليس من الواضح تماما السبب، فهناك نظريتان قويتان. الأولى مرتبطة بحقيقة أن الشخص الأطول سيكون لديه المزيد من الخلايا. على سبيل المثال، من المحتمل أن يكون لدى الشخص الطويل أمعاء غليظة أطول مع المزيد من الخلايا، وبالتالي المزيد من الإصابات بسرطان الأمعاء الغليظة مقارنة بالأشخاص الأقصر
وبعض الأبحاث تدعم فكرة أن وجود المزيد من الخلايا هو السبب في إصابة الأشخاص الطوال بالسرطان بشكل أكبر وقد يفسر إلى حد ما سبب كون الرجال أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من النساء (لأنهم في المتوسط أطول من النساء).
وهناك نظرية أخرى مفادها أن هناك عاملا مشتركا يجعل الناس أطول بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان، على غرار هرمون يسمى عامل النمو الشبيه بالأنسولين 1 (IGF-1).
ويساعد هذا الهرمون الأطفال على النمو ثم يستمر في لعب دور مهم في دفع نمو الخلايا وانقسام الخلايا لدى البالغين.
وهذه وظيفة مهمة، حيث تحتاج أجسامنا إلى إنتاج خلايا جديدة عندما تتلف الخلايا القديمة أو تتقدم في العمر.
ووجدت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم مستويات IGF-1 أعلى من المتوسط لديهم خطر أعلى للإصابة بسرطان الثدي أو البروستات.
ولكن مرة أخرى، لم تكن هذه النتيجة متسقة لجميع أنواع السرطان.
ومن المرجح أن كلا التفسيرين (المزيد من الخلايا والمزيد من IGF-1) يلعبان دورا. ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم سبب إصابة الأشخاص طوال القامة بالسرطان وما إذا كان من الممكن استخدام هذه المعلومات للوقاية من السرطان أو حتى علاجه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طول القامة السرطان سرطانات البنكرياس الطول المتحد الإصابة بالسرطان خطر الإصابة
إقرأ أيضاً:
دراسة حديثة تكشف بروتينًا قد يقلل خطر الإصابة بالزهايمر
كشفت دراسة علمية جديدة أن هناك نوعًا محددًا من البروتينات في الجسم قد يلعب دورًا مهمًا في تقليل احتمالية الإصابة بمرض الزهايمر، وهو بروتين "Klotho" الذي يُلقّب في الأوساط الطبية بـ"بروتين طول العمر" بسبب تأثيره المباشر في تحسين وظائف الدماغ وتقليل الالتهابات العصبية.
بحسب الدراسة التي أجريت على مجموعة من كبار السن، تبيّن أن الأشخاص الذين يملكون مستويات مرتفعة من بروتين Klotho يتمتعون بذاكرة أفضل بنسبة كبيرة، كما تنخفض لديهم معدلات تراكم بروتينات تاو وبيتا أميلويد الضارة، وهي المكوّنات الأساسية للترسبات التي تدمّر الخلايا العصبية مسببة الزهايمر.
وأشارت النتائج إلى أن هذا البروتين يساعد خلايا الدماغ على تجديد نفسها، ويزيد من قدرة الوصلات العصبية على نقل المعلومات بكفاءة، وهو ما يساهم في الإبقاء على القدرات الإدراكية لفترة أطول.
كما لاحظ الباحثون أن نمط الحياة يؤثر على مستويات هذا البروتين، إذ يرتفع مع ممارسة الرياضة المعتدلة مثل المشي السريع، ومع تناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة مثل التوت، الأفوكادو، المكسرات، والخضروات الورقية. بينما تنخفض نسبته لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أو قلة الحركة أو ارتفاع الالتهابات المزمنة في الجسم.
ووفقًا للنتائج، يعمل بروتين Klotho أيضًا على تعزيز مرونة الأوعية الدموية وتقليل الالتهابات التي قد تؤدي إلى تلف الخلايا العصبية، ما يجعله هدفًا محتملًا لتطوير أدوية جديدة مستقبلاً للوقاية من الزهايمر أو إبطاء تطوره لدى المرضى.
وأشار العلماء إلى أن المرحلة القادمة من الدراسات ستبحث إمكانية رفع مستوى البروتين بشكل آمن عبر مكملات غذائية أو تدخلات علاجية، لكنهم أوضحوا أن الأمر ما زال في مراحله الأولى.
وتقدم الدراسة بصيص أمل، خاصة مع الزيادة المستقبلية المتوقعة لمرضى الزهايمر حول العالم. ويرى الباحثون أن تعزيز مستويات هذا البروتين عبر الرياضة ونظام غذائي متوازن قد يكون أحد المفاتيح الأساسية لحماية الدماغ مع التقدم في العمر.