الاقتصاد والتكامل الحكومي
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
خلفان الطوقي
التكامل الحكومي شعار يُردَّد منذ الثمانينيات من القرن الماضي، وما زال يُردد حتى اللحظة، وستظل المطالبة بشعار "التكامل الحكومي" قائمة في قادم الوقت؛ لأنَّ المبدأ والأصل هو التغيير والتطور والتقدم إلى الأمام، وليس الثبات والسكون، وكما يُقال سوف نتراجع إن لم نتقدم.
وبالرغم من الجهود الحكومية للتكامل مع بعضها البعض، إلّا أن هناك مجالًا واسعًا ومساحة شاسعة للانصهار والتكامل والانسجام، وأن تكاملهم الآن لم يعد ترفًا أو خيارًا؛ بل حاجة مُلحة لا يمكنها أن تتأجل أكثر من ذلك.
العالم من حولنا في سرعة هائلة من التطور والتغير والتكامل وإعادة التموضع، وإن بحثنا عن سر الخلطة، فلن تجد سرًا إلّا سر وحيد وهو العمل الحكومي كجسد وقلب ولسان واحد. وإذا نظرنا إلى أوضاعنا في عُمان، فلن نجد ما يمنع ذلك، خاصةً وأن كافة عوامل النجاح متوفرة، بدءًا من الإرادة السياسة لسلطان البلاد المُفدى- نصره الله- وبقية عوامل النجاح الأخرى.
وقبل كل خطة حكومية "تكاملية" لا بُد من رصد الأمثلة الناجحة التي قامت بها الحكومة في السابق، وتحديد المواضيع "الخلافية" التي تتقاطع وتتشابك بين جهة حكومية وأخرى، وإيجاد الحلول الابتكارية والاستباقية لسد الثغرات، فإن تم تغطية هذا الثغرات، فسوف تجد بلادنا مئات الفرص الضائعة من هنا وهناك، ولنكن على يقين أنَّ أي فرصة ضائعة، سوف تضيع منها فرص فرعية أخرى في التوظيف والتدريب والتأهيل وتعزيز دور المؤسسات العمانية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة.
حان الوقت ليس لسد الثغرات أينما وُجِدَت، ولكن الأهم من ذلك رصد كل القرارات والإجراءات والتشريعات التي تتصادم مع بعضها البعض، وإزالتها إزالة شاملة؛ إذ إنَّ كُل تقاطع وتشابك يقود إلى خلق معضلات وتعقيدات تنمو مع الأيام، وتقودنا إلى تراجع شاسع وتشوهات وعشوائية تفقدنا البوصلة، مما يرفع من كلفة إصلاح ما أفسدته هذه التعقيدات والتشوهات.
وبالرغم من مطالبة الكثيرين بمزيد من التكامل الحكومي، فعلى الحكومة أن تتفهم هذه المطالبة اللحوحة لعدة اعتبارات؛ وأهمها: المقارنة البينية، خاصة وأننا محاطون بدول متطورة وفي سباق مع الزمن، والطبيعة البشرية التي تُريد لنفسها ولدولتها أن تكون في المقدمة، وكما ذكر أعلاه أن الأصل في الأمور هو التغير والتطور ومواكبة المتغيرات.
القطاعات الاقتصادية من تجارة وسياحة وصناعة وأي قطاع إنتاجي آخر لا بُد من تجميع عوامل نجاحه، لأنَّ نجاحه يعني نجاح عُمان وأهلها، ونجاح ذلك يعني تحويل شعار "التكامل الحكومي" من شعار جميل وبراق، إلى واقع ملموس يُعايشه الجميع.
وأخيرًا.. لا بُد للبرامج الوطنية مثل "استدامة" و"نزدهر" و"رقمنة" و"تنويع" و"تشغيل" أن تعمل جنبًا إلى جنب، وأن ترفع تقاريرها وتوصياتها الصريحة ربع السنوية إلى المقام السامي ومجلس الوزراء، موضحةً فيها الفرص والتحديات والمعوقات لأي تقدم، فلا بُد لرحلة التكامل الحكومي أن تستمر، ومطالبتنا الآن أن تسير بخطى أسرع من أي وقت مضى.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وقفات حاشدة بصنعاء تحت شعار جهوزية واستعداد.. والتعبئة مستمرة
وأعلن المشاركون في الوقفات، الجاهزية العالية والاستعداد لمواجهة الأعداء وأذنابهم وعملائهم، والتصدي للمؤامرات الإجرامية التي تستهدف الوطن والأمة العربية والإسلامية.
ورددّوا هتافات التعبئة والجهاد والنصرة للشعب الفلسطيني، وشعارات منددة باستمرار جرائم العدو الصهيوني في غزة والضفة الغربية.
وجددّ أبناء أمانة العاصمة، تفويضهم لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والتأكيد على ثبات الموقف في نصرة المستضعفين وقضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وأوضح بيان صادر عن الوقفات، أن الشعب اليمني المؤمن المجاهد يتابع مماطلة العدو الصهيوني وتنصله من التزاماته ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بهدف مفاقمة معاناة شعبنا الفلسطيني المسلم العزيز.
وأشار إلى أنه ومع دخول الشتاء واشتداد المنخفضات الجوية يستمر العدو الصهيوني في منع إدخال مواد الإيواء والإغلاق لمعبر رفح بالتعاون مع النظام المصري العميل مخالفا بذلك ما تم الإتفاق عليه.
واستنكر البيان، استمرار جرائم العدو الصهيوني بحق أهلنا في الضفة الغربية وتدنيس مغتصبيه المستمر لباحات المسجد الأقصى المبارك.
وذكر أنه لولا الحرب الناعمة التضليلية والإفسادية التي تديرها الصهيونية العالمية والتي نجح الأعداء من خلالها بتطويع معظم الأنظمة وأكثر شعوب أمتنا وإخضاعهم لإملاءاتهم، وحوّلوا ثروات الأمة إلى مأكلة لهم، وأوطانها إلى قواعد عسكرية وقوتها البشرية إلى أدوات طيعة مسخرة مستعبدة لهم وفرغوا شعوب الأمة من محتواها الإنساني والأخلاقي والإسلامي إلى مستوى الإفلاس.
وأكد البيان ثبات الموقف المساند والمناصر لغزة ولحزب الله ولأحرار الأمة الإسلامية.
وأضاف "نؤكد للسيد القائد يحفظه الله أننا سنكون عونه وجنده بإذن الله في حمل الرسالة الإلهية والسعي لإقامة القسط وإنقاذ المستضعفين وكسر شوكة الطغاة والمجرمين متقربين بذلك إلى الله ورسوله واثقين بنصره وتأييده".
ودعا الجميع حكومة وشعبًا إلى مواجهة الحرب الناعمة التضليلية والإفسادية التي أضرت بالأمة أكثر من الحرب العسكرية أو الصلبة وجعلتها تعيش حالة التيه والشتات والذلة والتبعية العمياء لأعداء الأمة وأماتت الضمير الإنساني لدى الكثير من أبنائها.
كما أكد البيان، على استمرار التعبئة العامة بكل أنشطتها.. داعيا قبائل اليمن الأبية إلى استمرار وقفاتها المسلحة والعظيمة، مشيدا في هذا السياق بالجهود المباركة لكل المشائخ والوجهاء والأحرار.
ودعا نساء اليمن خاصة والأمة عامة إلى الإقتداء والتأسي بسيدة نساء العالمين فاطمة البتول الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.