يمانيون:
2025-12-10@15:17:54 GMT

أمريكا.. الشيطان الأكبر وصانعة الفساد العالمي

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

أمريكا.. الشيطان الأكبر وصانعة الفساد العالمي

شاهر أحمد عمير

في كُـلّ يوم تقريبًا، تندلع أزماتٌ سياسية وكوارثُ إنسانيةٌ في مختلف أنحاء العالم. ولكن، خلف كُـلّ هذه المآسي تقف الولاياتُ المتحدة الأمريكية، التي تلعب دورًا رئيسيًّا في إشعال الفتن وزرع الفوضى تحت ستار نشر الديمقراطية أَو محاربة الإرهاب.

إن أمريكا لم تكن مُجَـرَّدٍ متفرج على هذه الأحداث، بل كانت هي المحرك الرئيسي لها، صانعة للإرهاب ومهندسة للفوضى العالمية.

السياسة الخارجية الأمريكية منذ عقود تعتمد على مبدأ “فرِّقْ تسُدْ”، حَيثُ تدعم الجماعات الإرهابية في مناطق الصراع المختلفة، خَاصَّة في الشرق الأوسط.

الجماعات المتطرفة مثل “داعش” لم تكن لتنمو وتتوسع لولا الدعم الخفي والعلني الذي تلقته من الولايات المتحدة. الهدف الحقيقي لأمريكا لم يكن يوماً محاربة الإرهاب، بل كان استغلال هذه الجماعات لزعزعة استقرار الحكومات والأنظمة التي لا تتماشى مع مصالحها.

الفوضى التي أطلقتها أمريكا في العراق وسوريا وأفغانستان كانت مدمّـرة. مئات الآلاف من الأبرياء قُتلوا، وملايين الناس هُجِّروا من بيوتهم، ليصبحوا ضحايا لسياسات أمريكية لا تهتم إلا بمصالحها الإمبريالية.

دُوَلٌ دُمِّـرت بالكامل، وأصبحت ساحات لصراع دموي طويل الأمد، كان هدفه الأول والأخير تحقيق هيمنة أمريكية مطلقة على المنطقة.

وعندما ننتقل إلى القضية الفلسطينية، نجد أن أمريكا هي الحامي الأكبر لدولة الاحتلال الإسرائيلي، توفر لها كُـلّ أنواع الدعم المالي والعسكري والسياسي. منذ عام 1948، لعبت الولايات المتحدة دورًا محوريًّا في تأسيس ودعم “إسرائيل”، متجاهلة حقوق الشعب الفلسطيني. الدعم الأمريكي لـ “إسرائيل” يتجلى بشكل واضح في تزويدها بالأسلحة الفتاكة التي تُستخدَمُ في قتل الأطفال والنساء في غزة، وتدمير البنى التحتية. وليس ذلك فحسب، بل تعمل أمريكا دائماً على حماية “إسرائيل” في المحافل الدولية، مستخدِمَةً حَقَّ النقض (الفيتو) لإجهاض أية قرارات تُدين جرائم الاحتلال.

هذا التحالف الصهيو-أمريكي لم يقتصر على حدود الولايات المتحدة و”إسرائيل” (فلسطين المحتلّة)، بل امتد ليشمل دولًا عربية أصبحت أدوات في يد هذا التحالف الشرير. السعوديّة والإمارات على وجه الخصوص، شاركتا في تنفيذ الأجندة الأمريكية في المنطقة، من خلال تقديم الدعم المالي واللوجستي للجماعات الإرهابية، والمساهمة في تفتيت الدول العربية وتقسيمها.

وفي غزة، يعيش الفلسطينيون تحت حصار جائر منذ أكثرَ من عقد من الزمن. هذا الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي، يهدف إلى خنق المقاومة الفلسطينية وإخضاعها.

تستخدم “إسرائيل” أحدث الأسلحة الأمريكية في حروبها على غزة، من الطائرات بدون طيار إلى القنابل الذكية التي تدمّـر كُـلّ شيء أمامها بدقة عالية. غزة تحولت إلى حقل تجارب للأسلحة الأمريكية، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية.

ورغم كُـلّ هذا العدوان، تظل المقاومة الفلسطينية رمزًا للصمود والتحدي، وقد أثبت الشعب الفلسطيني مرة بعد مرة أنه لن يتنازل عن حقوقه، وأنه سيظل متمسكًا بحقه في العودة وتحرير أرضه من الاحتلال.

الشعوب العربية والإسلامية، وكل أحرار العالم، بدأوا يدركون حجم المؤامرة التي تحاك ضدهم، وبدأ الوعي الشعبي يتزايد بضرورة التصدي لهذه التحالفات الشيطانية.

إن نهاية هذا الغطرسة الصهيو-أمريكي أصبحت وشيكة. زوال هذا التحالف الشيطاني سيكون على أيدي رجال الله الذين لن يخضعوا للظلم ولن يقبلوا بالذل. لقد حان الوقت للعالم أن يدرك حقيقة الولايات المتحدة الأمريكية ودورها التخريبي في نشر الفساد والإرهاب؛ فما يحدث في فلسطين وما شهدته دُوَلٌ أُخرى من حروبٍ وكوارثَ ليس إلا نتاجٌ للسياسات الأمريكية التي لا تعرف سوى لغة القوة والهيمنة. وكما يقول المثل: “الحق يعلو ولا يُعلى عليه”، ونحن نؤمن بأن هذا الظلم لن يستمر، وأن زوال هذا التحالف الصهيو-أمريكي-بريطاني-وهَّـابي أصبح قريبًا بقوة الله، وعلى أيدي رجال الله الأحرار الذين سيعيدون الحقَّ لأصحابه، ويحرّرون الأُمَّــةَ من براثن هذا العدوان.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الولایات المتحدة هذا التحالف

إقرأ أيضاً:

إسرائيل الكبرى: المجازفة الأكبر!

في مجرى جموح التطرّف وحرب الإبادة الشاملة و«استشعار» وإشهار دور رسولي (مخلّص!) وكابوس محاكمة الرّشى، باشر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، معلناً ومتفاخراً، بإنشاء «إسرائيل التوراتية»! غداة «طوفان الأقصى»، وبعد أن تسابق قادة الأطلسي - عدا عن اتصالات سرّية من قبل قادة دول عربية! - في الحضور إلى تل أبيب، للدعم والحثّ على الردّ، بكّر نتنياهو، في إعلان توعّد فيه بأنه «سيعيد رسم» خرائط الشرق الأوسط!

ومنذ ذلك التاريخ، باتت الممارسات والإعلانات والمواقف البالغة التطرّف لشركائه في السلطة، هي البوصلة الفعلية الموجِّهة لعمل الحكومة ولقراراتها حيال مجمل المعركة/الحرب التي لا تزال مفتوحة، منذ أكثر من سنتين، رغم ما تخلّلها من مناورات/ اتفاقات هشّة لوقف إطلاق النار، توجّتها «خطة ترامب» التي تتجاوز غزة وفلسطين إلى كامل المدى العربي والشرق أوسطي.

على أن تحويل الردّ على عملية «طوفان الأقصى» إلى معركة شاملة هو ما وجّه نشاط الحكومة العنصرية الفاشية الإسرائيلية، بقيادة نتنياهو، بينما كانت الولايات المتحدة شريكة ومنخرطة منذ اللحظات الأولى: التبرير بـ«الدفاع عن النفس». أمّا الدعم الشامل، السياسي والديبلوماسي والاستخباراتي والعسكري والمالي، فكان، واستمرّ، في تصاعد متواصل، ليبلغ ذروته مع تسلّم دونالد ترامب، مقاليد السلطة في واشنطن، منذ مطلع السنة الحالية. وفي تلك المرحلة، حصل العدوان على الجمهورية الإيرانية، علماً أنّ واشنطن كانت شريكة مباشرة في المعركة منذ المحاولة الفاشلة لكسر الحصار اليمني العنيد، وصولاً إلى قصف المفاعل النووي الإيراني، بعدما لم تتمكّن إسرائيل من القيام بذلك.

قبل ذلك وبعده، عمدت إلى تحريك الأساطيل واعتراض صواريخ الردّ الإيراني، والإمعان في تبرير وتغطية حرب الإبادة والتجويع والتدمير ومحاولة التهجير الشاملة...، وصولاً إلى دخول ترامب مباشرة على الخط، عبر مشروع نقل سكان غزة إلى مصر ومواطني «الضفة الغربية» إلى الأردن، وتحويل الأولى، بعد استكمال تدميرها وتهجير أهلها، إلى مرفق سياحي مملوك من ترامب شخصياً!!

أمّا في لبنان، فتعاظم الدعم الأميركي، بعد بدء الهجوم الإسرائيلي، بوتيرة متصاعدة في الحقول كافة، بما فيها تنسيق عمليات الاغتيال، وذروتها تمثّلت في اغتيال السيد حسن نصر الله، بقرار أميركي وإسرائيلي مشترك، اتُّخذ في «البيت الأبيض» بوجود نتنياهو زائراً ومنسّقاً. تُوِّج هذا المسار بتنسيق الانقلاب في سوريا بإدارة أميركية، ما وفّر للعدو الإسرائيلي مكسباً استراتيجياً واندفاعة سريعة في إعلان المباشرة بتنفيذ مشروع «إسرائيل الكبرى». تبديد وتشتيت الجيش السوري وتدمير قدراته، من كل نوع، كان بداية تلك الاندفاعة المستمرة: تقدّماً، وتحريضاً على الفتنة، وإذلالاً للسلطة الجديدة المستسلمة! وتبلور، في السياق، شعارٌ موحّد: «نزع السلاح»، «التوسّع»، «إقامة مناطق آمنة» وخالية من أي تهديد: في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا. وبذلك، تصبح دول «الطوق» مفتوحة: ما بين مطبِّع موقّع لمعاهدات واتفاقيات مخلّة كمصر والأردن والسلطة الفلسطينية، وآخرين معرّضين للعدوان تحت شعار إزالة أي تهديد لأمن إسرائيل!

إلى ذلك، فإنّ ملفات إيران واليمن والعراق، لا تزال مفتوحة بالضغوط السياسية والأمنية والمالية وغيرها، والتي تمارسها واشنطن بشكل خاص. وفي هذا السياق، تتجدّد الضغوط الأميركية على المملكة السعودية خصوصاً من أجل الانضمام الفوري إلى الاتفاقات التطبيعية «الإبراهيمية». هذا ما تميّزت به الزيارة الأخيرة لوليّ العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن، حيث طولِب بالانضمام فوراً إلى المطبّعين، وبالتخلّي عن مجرد فكرة ومشروع الدولة الفلسطينية التي حاول أن يستظلّها في أثناء حرب الإبادة للتغطية على تخلّفه وفريقه عن دعم الشعب الفلسطيني.

«خطة ترامب» التي أشارت (بعد تعديلها وكشرط لإقرارها في مجلس الأمن أخيراً) إشارةً خجولةً إلى مسار يؤدّي إلى قيام دولة فلسطينية، لا تملك أي صدقية في ظروف تواصل الإجرام الصهيوني المدعوم من واشنطن. ويتمثّل أحد أهمّ أهدافها في احتواء تعاظم الحملة الشعبية والسياسية الدولية ضدّ الإرهاب الصهيوني والدعم الأميركي له، وتدارك عجز العدو عن «تدمير المقاومة وتحرير الأسرى». أمّا على الصعيد العربي، فالاحتقان سيد الموقف، حيث حال القمع والمنع دون أن يتحرّك الشارع العربي إلا جزئياً قبل أن يُواجه بالقمع والمنع، هو الآخر. ويُذكر، هنا، أنّ الأنظمة التي طبّعت سابقاً قد تعرّضت إلى إذلال مشين. بعضها، كمصر، واجه إحراجات شديدة بسبب انتهاكات العدو لاتفاقيات التطبيع نفسها، دون أن يحرّك ساكناً كما توعّد!
كومة إسرائيل، ورغم كل ما ارتكبته من إجرام ومجازر، تجد نفسها في حال عجز عن إنجاز أيٍّ من أهدافها المعلنة والأساسية
الواقع أنّ حكومة إسرائيل، ورغم كل ما ارتكبته من إجرام ومجازر، تجد نفسها في حال عجز عن إنجاز أيٍّ من أهدافها المعلنة والأساسية. فالمقاومة في غزّة لا تزال قوية سياسياً وعسكرياً. المقاومة في لبنان حاضرة، واستعادت وتستعيد الكثير من قدراتها، وهي التي منعت العدو من التقدّم البرّي المؤثّر في أثناء الحرب، والاكتفاء بغارات الطيران بعد خديعة «وقف الأعمال العدائية». إيران، من جهتها، مصمّمة على عدم التنازل في الملف النووي رغم الضغوط. التيارات الداعمة للمقاومة في العراق، حلّت في المركز الأول انتخابياً. صنعاء ثابتة في خياراتها وفي مواقعها. حتى في سوريا، انطلقت أولى عمليات المقاومة في بيت جن، وفاجأت مجموعة عسكرية إسرائيلية وألحقت بها خسائر كبيرة...

إلى ذلك، استجدى «المخلّص» نتنياهو، تدخّل ترامب، ضدّ القضاء في بلاده، واسترحم الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، منذ أيام، طالباً العفو، دون أن يجرؤ على الاعتراف بالارتكاب خشية استعجال الإدانة! كذلك، يمكن القول، بثقة، إنّ الجيش الإسرائيلي شديد الإرهاق؛ فهو يعاني من طول زمن الحرب وخسائرها الكبيرة، ويكابد أيضاً نقصاً كبيراً في العديد، وتهرّباً من الخدمة مقلقاً له، في صفوف جنود الاحتياط، وازدياداً ملحوظاً في عمليات الانتحار... أمّا الاقتصاد ففي حال ركود واستنزاف وخسائر غير مسبوقة.

على أنّ ثمّة فارقاً كبيراً بين مرحلة التطبيع السلمي المفروض بالضغوط والوعود (الوهمية)، وبين تنفيذ «إسرائيل الكبرى» بالقوة وبالحروب والقتل والدمار والتهجير. انتشار الجيش الإسرائيلي، على النحو الراهن، مكلف ومرهق ومجازِف في ظلّ تعدّد وتنوع المهمّات وتوسّع رقعتها، ممّا يزيد المتضرّرين/الأعداء، لتصبح المقاومة حتمية عاجلاً أو آجلاً، بعدما مثّلت عقب التجربتين الغزيّة واللبنانية عنوان الكرامة والصمود. ما يبدو انتصارات الآن قد يتحوّل تحدّياتٍ كابوسية لوجود إسرائيل نفسها ولنفوذ داعميها، وليس فقط لما تمّ تحقيقه من مكاسب ستكون مؤقّتة قطعاً!

الأخبار اللبنانية

مقالات مشابهة

  • والي البيض يستقبل سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية
  • فرحات: الولايات الأمريكية تتجه لحصار الإخوان و تجريدهم من أدوات النفوذ والاختراق
  • ليبيا تحيي «اليوم العالمي لمكافحة الفساد».. توقيع مشروع وطني!
  • ترامب يحذر الدول التي تغرق الولايات المتحدة بالأرز الرخيص
  • الولايات المتحدة الأمريكية والمجال الحيوي
  • أونروا: إسرائيل طرف في اتفاقية امتيازات الأمم المتحدة التي تنص على حرمة المقار الأممية
  • التمثيل التجاري ينسق الزيارة الترويجية الأولى لرئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى الولايات المتحدة الأمريكية
  • مستشار سابق لترامب: العقوبات الأمريكية على موسكو عمقت التحالف الروسي الصيني
  • إسرائيل الكبرى: المجازفة الأكبر!
  • سفير الولايات المتحدة الأمريكية الجديد يقدم أوراق اعتماده