طريق «القاهرة – كيب تاون».. مصر تمد جسور البناء للدول الأفريقية
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
جهود مُضنية بذلتها مصر على مدار السنوات الماضية، في ملفات عديدة، مكنتها من تصدرها قائمة أكثر 10 دول أفريقية ذات التأثير الأكبر من حيث القوة الناعمة في العالم للعام الجاري، ضمن هذه الجهود، مشاركتها في تنفيذ طريق «القاهرة – كيب تاون» أحد المحاور الرئيسية المهمة التي تتبناها منظمة الكوميسا لتنمية حركة التبادل التجاري بين الدول الأفريقية الواقعة على امتداد مساره.
يعتبر طريق «القاهرة – كيب تاون»، أطول محور بري في أفريقيا حيث يمر بـ9 دول أفريقية، وفق تقرير لوزارة النقل، ويبلغ إجمالي طوله 10 آلاف و228 كيلومترا، ويهدف إلى تنشيط حركة التجارة بين الدول الأفريقية وبعضها، ويصل طوله في مصر 1155 كيلومترا، والسودان 1321 كيلومترا، وتنزانيا 1130 كيلومترا وزامبيا 1496 كيلومترا، وإثيوبيا 1692 كيلومترا، وكينيا 970 كيلومترا، وزيمبابوي 539 كيلومترا، وبتسوانا 643 كيلومترا وجنوب أفريقيا 1282 كيلومترا.
تعددت أهداف الطريق، أولها تعزيز جهود الدول الأفريقية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ثانيها زيادة معدلات تدفقات التجارة والاستثمار البيني، ثالثها الارتقاء بمستوى معيشة المواطن الأفريقي.
وفق التقرير، فإن مصر ترحب بالتعاون مع الأشقاء الأفارقة، والتكامل والتواصل معهم، والتطلع أيضاً إلى النهوض بالقارة الإفريقية من خلال التعاون بين البلدان كافة، إذ ترفع وزارة النقل شعارها بأن قطاع النقل هو أحد الوسائل الرئيسية لتحقيق النهضة الإفريقية المنشودة، وأنّ لمصر وجنوب إفريقيا ومعهم دول أخرى دورا هاما في هذا المجال.
إنشاء بعض المناطق اللوجستيةفي 19 فبراير الماضي، عقد قيادات وزارة النقل لقاءً موسعاً مع مكامي مباراوا وزير النقل التنزاني بمركز جوليوس نيري الدولي للمؤتمرات وذلك خلال زيارة للعاصمة التنزانية دار السلام وحضر اللقاء ممثلي مختلف الهيئات المتخصصة، تم التأكيد خلاله على حرص مصر على تنفيذ كل ما يسهم في تعزيز العلاقات بين الدول الأفريقية الشقيقة.
أيضاً أكد اللقاء على إنشاء بعض المناطق اللوجستية في بعض الدول الإفريقية وفي مقدمتها تنزانيا الشقيقة باعتبارها البوابة الرئيسية لعدد من الدول الأفريقية الحبيسة، وأهمية العمل على ربط ميناء دار السلام بأفريقيا من خلال تسيير خط ملاحي منتظم مع أحد المواني المصرية «ميناء سفاجا» للعمل على زيادة التبادل التجاري بين الدول الأفريقية.
في زيارة سابقة لرئيس الوفد البرلماني لمقاطعة كوازولو ناتال في جنوب إفريقيا، 14 فبراير 2023، أكد على إلى أهمية تحقيق الربط بين القاهرة وجنوب إفريقيا: «حلم يجب أن يتحقق من خلال تنفيذ طريق القاهرة- كيب تاون»، مضيفاً: «نحن فخورين بأن جنوب إفريقيا جزء من هذا المشروع».
كما أكد سفير جنوب إفريقيا بالقاهرة، أنّ بلاده حريصة على التعاون المشترك مع مصر في مجالات النقل المختلفة، وزيادة حركة التجارة بين الدول الإفريقية، مشيدا بالتطور الكبير والهائل في مجال النقل بمصر تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لما له من رؤية شاملة في كافة المجالات ومنها قطاع النقل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: طريق القاهرة كيب تاون وزارة النقل النقل المناطق اللوجستية بین الدول الأفریقیة کیب تاون
إقرأ أيضاً:
220 مليار دولار حجم التجارة البينية الأفريقية في 2024
شهدت التجارة البينية داخل القارة الأفريقية انتعاشا ملحوظا في عام 2024، بعد عام من التراجع في 2023، إذ سجلت نموا بنسبة 12.4% لتصل قيمتها إلى نحو 220.3 مليار دولار، وفقا لتقرير صادر عن البنك الأفريقي للاستيراد والتصدير (Afreximbank).
ويعكس هذا الارتفاع تعافيا قويا بعد انخفاض بلغ 5.9% في العام السابق، مما يعزز الآمال في زيادة جهود التكامل الإقليمي، رغم التحديات الاقتصادية العالمية.
جنوب أفريقيا في الصدارةحافظت جنوب أفريقيا على موقعها كأكبر مساهم في التجارة البينية داخل القارة، بإجمالي تعاملات بلغ 42.1 مليار دولار، أي ما يعادل نحو خُمس إجمالي التجارة البينية لأفريقيا.
ورغم تسجيل انخفاض طفيف مقارنة بالعام الماضي، يظل هذا الرقم دليلا على الدور المحوري الذي تلعبه البلاد، خاصة ضمن تكتلات إقليمية مثل الاتحاد الجمركي لأفريقيا الجنوبية (SACU) ومجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية (SADC).
وحققت دول غرب أفريقيا -وفي مقدمتها نيجيريا وكوت ديفوار ومالي- أداء لافتا خلال العام.
فقد أسهمت كوت ديفوار وحدها بنسبة 4.8% من إجمالي التجارة داخل القارة، بفضل زيادة صادراتها من النفط المكرر والسلع المصنعة.
أما نيجيريا، فقد بلغت قيمة تعاملاتها التجارية البينية نحو 18.4 مليار دولار، مما يعكس تحسنا ملحوظا في أدائها الاقتصادي.
شرق أفريقيا في المرتبة الثالثةجاءت منطقة شرق أفريقيا في المرتبة الثالثة من حيث الإسهام في التجارة البينية، بينما لعبت مناطق شمال ووسط أفريقيا دورا أقل حجما، وإن كان دورها ذا أهمية إستراتيجية.
ويشير التقرير إلى أن هذه الفروق الإقليمية لا تقلل من الصورة الإيجابية العامة، إذ تمضي القارة بخطى ثابتة نحو تعزيز التجارة الداخلية، وهو أحد الأهداف الرئيسية لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA).
يُعدّ نمو التجارة البينية مؤشرا مهما على تقدم مسار التكامل الاقتصادي في أفريقيا، ويعزز فرص التنمية المستدامة، خاصة في ظل التحديات التي تواجه سلاسل الإمداد العالمية.
إعلانومن المتوقع أن تسهم منطقة التجارة الحرة القارية في ترسيخ هذا الاتجاه، من خلال إزالة الحواجز الجمركية وتسهيل حركة السلع والخدمات بين الدول الأعضاء.